ضحى عبد الرحمن
مباحث في الأدب واللغة/٧٦ مقاييس الجمال
الأخلاق وحسن المعاملة
قال الثعالبي" قيل: أي النساء أشهى؟ قال: التي تَخُرجُ من عندها كارهاً، وترجعُ إليها والهاً". (درر الحكم/52). وقال الهيثم بن عديّ: قال جعفر بن معاوية لخالد بن صفوان: ما منعك أن يكون عندك امرأةٌ شريفةٌ من أشراف أهل البصرة؟ قال: فابغي امرأةً، قال: فأيّ النساء تريد؟ قال: ابغي امرأة بكراً كثيّبٍ وثيّباً كبكر، لا ضرعاً صغيرةً ولا عجوزاً كبيرة، عاشت في نعمةٍ وأدركتها حاجة، فخلق النّعمة معها وذلّ الحاجة فيها، وحسبي من حسبها أن تكون واسطةٌ في قومها، وحسبي من جمالها أن تكون فخمةً من بعيد، مليحةً من قريب، ترضى منّي بالسّنّة، وترفع عنّي المنّة، إن عشت أكرمتها، وإن متّ ورّثتها، لا ترفع رأسها إلى السماء رفعاً، ولا تضعه في الأرض وضعاً، أديبةً عاقلةً فصيحة. فقال جعفر: يا أبا صفوان، الناس في طلب هذه منذ زمانٍ حتى يبايعوها على الخلافة فلا يقدرون عليها، فاسل فإنّك حالم". (البصائر والذخائر8/203)
قال القالي" سئل أبو عمرو بن العلاء: أي النساء أحب إليك؟ قَالَ: الهركلة اللفاء، الممكورة الجيداء، التي يشفى السقيم كلامها، ويبرى الوصب إلمامها، التي إن أحسنت إليها شكرت، وإن أسأت إليها صبرت، وإن استتبعتها أعتبت، الفاترة الطرف، الطفلة الكف، العميم الردف. قَالَ: ما تقول يا ربيعة؟ قَالَ: نعت فأحسن! وغيرها أحب إِلَى منها، قَالَ: ومن هي؟ قَالَ: الفتانة العينين، الأسيلة الخدين، الكاعب الثديين، الرداح الوركين، الشاكرة للقليل، المساعدة للحليل، الرخيمة الكلام، الجماء العظام، الكريمة الأخوال والأعمام، العذبة اللثام". (الأمالي/153).
نكهة الفم الطيبة
قال الجاحظ" قد يخلو الرّجل بالمرأة فيقول: وجدتها طيّبة. يريد طيّبة الكوم، لذيذة نفس الوطء". (كتاب الحيوان4/289). كام المرأة: اي نكحها.
الفتاة البكر هي الاجمل
قوله صلى الله عليه وسلم" عليكم بالأبكار فإنهن أطيب أفواها وأنتق أرحاما".
وقالوا: أشهى المطي ما لم يركب وأحب اللآلئ ما لم يثقب
أنشد بعضهم:
قالوا نكحت صغيرة فأجبتهم ... أشهى المطيّ إليّ ما لم يركب
كم بين حبة لؤلؤ مثقوبة ... نظمت وحبة لؤلؤ لم تثقب
فأجابته امرأة:
إنّ المطيّة لا يلذّ ركوبها ... حتى تذلّل بالزّمام وتركبا
والدرّ ليس بنافع أربابه ... حتى يؤلّف بالنظام ويثقبا (المستطرف/457).
المرأة البيضاء والحمراء والسمراء
قال الزمخشري" اذا اجتهدوا في تشبيه امرأة، وصفتها بالجمال والصفاء والبياض والبركة، قالوا: كأنها ماء السماء، ومنه قالوا: المنذر ابن ماء السماء".( ربيع الأبرار1/187).
ـ ذكر أبو سعد الآبي"قَالَ عمر عِنْد ذكر النِّسَاء: إِذا تمّ الْبيَاض مَعَ كبر الْعَجز فِي حسن القوام فقد كمل. ". (نثر الدر في المحاضرات2/98).
قال الخوارزمي" سئل لقمان عن النساء فقال" عليك بالبادنة الحمراء يعني الجارية الحمراء". (مفيد العلوم/398).
وصايا وتحذيرات عن جمال المرأة
قال ابن كلدة الثقفي لما وفد على كسرى أنوشروان في حديث له عن النساء" كثرة غشيانهن رديئة وإياك وأتيان المرأة المسنة فإنها كالشن البالي تجذب قوتك وتسقم بدنك وماؤها سم قاتل ونفسها موت عاجل تأخذ منك الكل ولا تعطيك البعض والشابة ماؤها عذب زلال وعناقها غنج ودلال فوها بارد وريحها طيب وهنها ضيق تزيدك قوة إلى قوتك ونشاطاً إلى نشاطك قال فأيهن القلب إليها أميل والعين برؤيتها اسر قال إذا أصبتها المديدة القامة العظيمة الهامة واسعة الجبين قناة العرنين كحلاء لعساء صافية الخد عريضة الصدر مليحة النحر في خدها رقة وفي شفتيها لعس مقرونة الحاجبين ناهدة الثديين لطيفة الخصر والقدمين بيضاء فرعاء جعدة غضة بضة تخالها في الظلمة بدراً زاهراً تبسم عن أقحوان وعن مبسم كالأرجوان كأنها بيضاء مكنونة ألين من الزبد وأحلى من الشهد وأزهى من الفردوس والخلد أذكى ريحاً من الياسمين والورد تفرح بقربها وتسرك الخلوة بها قال فضحك كسرى حتى اختلجت كتفاه قال فغفي أي الأوقات أتيانها أفضل قال عند إدبار الليل يكون الجوف أخلى والنفس أهدى والقلب أشهى والرحم أدفى فإن أردت الاستمتاع بها نهاراً لتسرح عينيك في جمال وجهها ويجتني فوق من ثمرات حسنها ويعي سمعك من حلاوة لفظها وتسكن الجوارح كلها إليها فتجنب الشبع ووقت القيلولة وهيجان الدم قال كسرى لله درك من إعرابي لقد أعطيت علماً وخصصت فطنة وفهماً وأحسن صلته وأمر بتدوين ما نطق به".(مطالع البدور ومنازل السرور/196).
قال الغزولي" ولما كان جمال المرأة وحسن تناسب أعضائها هو داعي الرجل إلى وطنها وأجلب لشهوته عند النظر إليه والمد لحواسه في حال مصاحبتها فلا بأس بإيراد نبذة من ذلك: أجمع أهل المعرفة أن الذي يحمد في المرأة من السواد أربعة أشياء: الشعر والحاجبان والحدقة والأهداب. ومن البياض أربعة أشياء بياض لونها بياض عينيها وبياض أسنانها وبياض فرقها ومن الحمرة أربعة أشياء: حمرة اللسان وحمرة الوجنات وحمرة الشفتين وحمرة الليتين. ومن الغلظ أربعة أشياء: العضدان والساقان والشفران والذوائب. ومن الرقة أربعة أشياء: العظام والأنف والخصر وأطراف الأنامل. ومن الطول أربعة أشياء: الرأس والعنق والساعدان والساقان. ومن الراض أربعة أشياء: الجبهة والعينان والصدر والألية. ومن الصغر أربعة أشياء: الفم والكفان والقدمان والأذنان. ومن الضيق أربعة أشياء النخران ثقب الأذان السرة الموطأ. ومن الصلابة أربعة أشياء: الثديان الأليتان القبل عضلة الساق. ومن الملمس ظهر الفيين الترقوة الأصابع العنق. ومن النشافة أربعة أشياء: العينان المنخران الفم الفرج. ومن الصفاء أربعة أشياء: الحدقتان البشرة الأسنان الأظافر. ومن الكبر أربعة أشياء: الكتفان الركبتان الفخذان الموطأ. ومن الأشياء البارزة أربعة أشياء الأرداف الموطأ الكاهل. ومن الحلاوة أربعة أشياء: الوجه والريق والعينان والنغمة. ومن اللين أربعة أشياء: اللحظ النفس الكلام البشرة ومن الحسن أربعة أشياء: الخلق والخلق والأدب والطاعة. ومن الملاحة أربعة أشياء الضحك والنغمة والنوم والمشية. ومن النظافة أربعة أشياء: الوجه والفرج والإبطان والأطراف. ومن الأشياء الشهية أربعة: الملامسة المحادثة المعانقة المعاتبة. ومن الأشياء الخافية الكعبان الزندان المرفقان الترقوة. ومن الصدق أربعة أشياء: لمودة والحياء والعفة والأمانة. ومن السخونة أربعة أشياء: الموطأ الكفان المجلس باطن القدم. ومن الطيب أربعة أشياء: النفس النكهة الإبطان الفرج. تمت الأربعات".(مطالع البدور ومنازل السرور/133)
قال ابن كمال باشا
" لمـا كـان جمـال المرأة وحسـن تنـاسب أعضائهـا هـو الداعي للرجل إلى وطئهـا وأجلب لشهوتـه عنـد النظر إليهـا وألذ لحواسـه في حـال مصاحبتهـا ذكرنا في هـذا الباب ما يحمد من وجـه المرأة وبدنهـا من السـواد أربعـة أشياء بيـاض لونهـا وبياض عينهـا وبيـاض أسنانهـا وبيـاض فرقهـا ، ومن الحمرة أربعـه أشياء حمرة اللسـان وحمرة الشفتين وحمرة الوجنتين وحمـرة الألبتين ، ومـن الطول أربعـة أشياء طول العنق وطول القامـه وطول الشعر وطول الحـاجب ومن السعـه في أربعته مواضع في الجبهة والعين والصدر وتدوير الوجه ومن الضيق في موضع واحد وهـو الفرج ومن الصغر أربعـة مواضـع في الفم والكعبين والقدمين والثديين ، وينبغي أن يكـون كرسي الركبتين مستوياً والركبة مستويـه متشاكلة ويكـون القد معتدلاً حسـن الاعتدال لا قصف مفرط ولا سمن مفرط ويكون اللحم صلباً وأما اللون فيكون إما بياضاً بحمرة وإما سمرة بحمره وتكون الأطراف حساناً رطبـه والروحانية خفيفة وتكون مليحة الضحك فإنه أول ما تستجلب به المرأة مودة زوجهـا ويكون الطرف أدعج والثغر أفلج ويكون الحاجب أزج والكفل مرتج وتكون رحيمـة الكلام شهية النغمة وأن تكون عظامهـا غائبه فلاي بين منهـا شيء ولا عروقهـا بارزه ونحيفـــه الخصــر وجمعهـا بعض الشعــراء في أبيــات فقــال:
بيضاء أربعـة سوداء أربعـة حمـــراء أربعـة كالشمس والقمـــــر
طالت لهـا أربع منها وأربعة طابت فما مثلهـا في البدو والحضـر
وأربع مستديرات وأربعــه ضاقت وأربعـه في الوسط كالثغــر
وقد حكى أن أم إياس بنت محلم الشيبانى كـانت من أحسـن النسـاء ولا تكـاد أن توجد إمراه في زمانهـا مثلهـا في حســن تركيبهـا". (رجوع الشيخ/46)
صفات الغانية الجميلة
قال الغزولي" البيضاء الشبطة الرطبة الغضة البضة التي كأنها ريحان أو قضيب خيزران بثغر كاللؤلؤ وذوائب كالأرسان وخدود كشقائق النعمان أو تفاح لبنان وثدي كالرمان وبطن بأربعة أعكان وحر كأنه قبة الدار أربع في ثمان أو قربة عليها شونير أو أرنب حائم أو بطة سكاريه بشفرين أغلظ من شفة البقرة كأنهما سنام نافر في لون العاج ولين الديباج وبياض الفنك ودهنية الودك كأنه الركوة المنفوخة منتوف محلوق مضمخ بالمسك والخلوق كأنه كسرى أنوشروان في صدر الإيوان متهلل خذلان فرح مرح ومعه الملاحات ما يخرج عن حد الصفات من الأصابع المطرفة والأصداغ المزفة والحواجب المزججة والخدود المذبحة والشعور المرجلة والنحور المزينة بالمراسل من الدر والياقوت والمرجان في الغلائل الممسكة المبخرة بالعود الهندي المعجون بالعنبر مع أخرى تتهادى كالفجر بل كالشمس والقمر في منازل الصعود على الفرش الدبيقية والأردية القصبية ومطارف الخز المضربات من رقيق القز المحشوة فوق الأسرة من الأبنوس والعاج ومخاد الديباج المحشو فيها زغب الريش المحفوفة باللحلح السليمانية والدسبونات السنوسية يراني النرجس مع أترج السوسن وتفاح أصبهان والسفرجل والرمان وأطباق الرياحين المشموم بين تلك الأفاويه المقمعة بالعنبر والوصائف الفارغات عليهن العقيان يتضوع من قراطهن العنبر فيخلو معها بتلك المعاتبات الشجية والنغم العذبة والإشارات اللطيفة والغمز بتلك الحواجب والجفون الساحرة السالبة لألباب ذوي العقول والآداب بالألفاظ الرقيقة المحركة للسواكن المسكنة للحركات بالغنج والشكل والبراعة واللمس الذي تضرب له العروق الهادية وتهدأ له العروق الضارية فإذا صافحت الخدود وانحدرت الدموع فيما بينهما برقة الشكوى ولطافة النجوى كالطل على ورق الورد وتطابقت الصدور على الصدور وانضمت النحور واصطكت الثغور بالثغور والتفت الساقان المدلجة بأخواتها وتراكب الشفران على الشفرين واختلج كل جانب منهما على الآخر لم يقع أبقراط ولا جالينوس على بنصته ولا اركاعانيس على مجسه ولا أفلاطون وأرسطاطليس على حسنه ولا بطليموس على حسابه ولا قس بن ساعدة على شرحه وبيانه ولا ابراهيم النظام على برهانه ولا النعمان على قياس ولا منصور بن عمار على صفاته حتى إذا علت الأنفاس واستغرقت الحواس وارتفعت الحرارة الغريزية إلى الرأس وبطل فيما بينهما كل قياس نظرت إلى الحركات الحسية والضمائر الوهمية والطبائع الغريزية والألحاظ العشقية وقد ضبط كل عضو أقليمه واستكمل فيما هو فيه نعيمه بين مص وقرص ومقابلة وخايلة ومخالبة ومناهبة ومواثبة ومسالبة ورهز وغمز وشهيق ونهيق ونخير ونعير لو سمعه أهل الثغور لصاحوا النفير مع رفع ووضع وجذب ودفع وضم وشم والتزام وقبل وعمل أحسن من كل عمل أحسن من كل عمل ذلك بأنين وحنين وأدب وأرب حتى إذا حان الفراغ ووصلت اللذة إلى بطون الدماغ شممت روائح الروائح خمار ونظرت إلى اهتزاز غصن البان في حلي الأزهار فلو أبصر الفطناء ما هما فيه لحاروا ولو سمع بها الركبان لساروا فيا لها من لذة كاملة ونعمة شاملة".(مطالع البدور ومنازل السرور/136)
قال ابن أبي حجلة " قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا تم بياض المرأة في حسن شعرها فقد تم حسنها وقالت عائشة رضي الله عنها البياض شطر الحسن وقالوا في الجارية جميلة من بعيد ملحية من قريب فالجميلة التي تأخذ جملة بصرك فإذا دنت منك لم تكن كذلك والمليحة التي كلما كررت بصرك فيها زادتك حسناً وقيل الجميلة السمينة من الجمال وهو أشحم والمليحة أيضاً من الملحة وهي البياض والصبيحة كذلك من الصبح لبياضه وقال بعضهم الظرف في القدر والبراعة في الجيد والرقة في الأطراف والخصر والشأن كله في الكلام وأحسن الحسن ما لم يجلب بتزيين وقال امرؤ القيس: وجدت بها طيباً وإن لم تطب". (ديوان الصبابة/15)
قال بعض أهل اللغة العرب تقول الحلاوة في العينين والملاحة في الفم والجمال في الأنف والظرف في اللسان ومنه قول الحسن رضي الله عنه إذا كان اللص ظريفاً لا يقطع أي إذا وقع دفع عن نفسه بطلاقة لسانه ومنطقه وما أحسن قول بعضهم البدن فيه الوجه والأطراف". (ديوان الصبابة/15)
قال ابن أبي حجلة " وما يستحسن في المرأة طوال أربعة وهي أطرافها وقامتها وشعرها وعنقها. وقصر أربعة يديها ورجليها ولسانها وعينيها. وبياض أربعة لونها وفرقها وثغرها وبياض عينها وسواد أربعة أهدابها وحاجبها وعينيها وشعرها. وحمرة أربعة لسانها وخذها وشفتيها مع لعس واشراب بياضها بحمرة. وغلظ أربعة ساقها معصمها وعجيزتها وما هنالك (الفرج). وسعة أربعة جبهاتها وجبينها وعينها وصدرها. وضيق أربعة فمها ومنخرها ومنفذ أذنيها وما هنالك (الفرج) وهو المقصود الأعظم من المرأة. قيل وجدت جارية في زمن بني ساسان بهذه الصفات المذكورة جميعها فما كان أحقها أن يقال في حقها". (ديوان الصبابة/15)
J قال ابن أبي حجلة بعض الناس يفضل السمان ويقول: السمنة نصف الحسن وهو يستر كل عيب في المرأة ويبدي محاسنها قيل ولهذا قيل جميله لأن الجميلة السمينة من الجمل وهو الشحم". (ديوان الصبابة/31)
الحب الأعمى
ذكر ابن عاصم الغرناطي حكى حماد الراوية قال: أخبرني خالد بن كلثوم، قال: أخبرني رجل من بني أسد أنه أدرك مياً، وكان أعور، قال: رأيتها في نسوة من قومها، فقلت: أيتكن مي؟ فقال النسوة: ما كنا نرى أنها تخفى على أحد، هذه هي، قلت: والله ما أدري ما كان لعجب ذا الرمة منك؟ وما أراك كما كان يصفك، فتنفست، وقالت: يرحم الله غيلان، إنه كان ينظر إلي بعينين، وأنت تنظر إلي بعين واحدة". (حدائق الأزهار/3)
895 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع