ضحى عبد الرحمن
مباحث في اللغة والأدب/ ٧٣ الجمال عند العرب
أمثال عن الجمال
من الامثال المتداولة عن العرب ان الله جميلا يحب الجمال، لتعزيز دور الجمال في الحياة العامة، مع ان الجمال بشكل عام حالة نسبية، في احد الأيام جرت محاورة بين والدتي واخي، وكان اخي وسيما وذو عيون خضراء، وقد احب جارتنا، ولم تكن جميلة، واراد الزواج منها. قالت أمي انك وسيما جدا، وهي غير جميلة، واخشى ان تتندم مستقبلا بعد الزواج منها، هناك عشرات الفتيات الجميلات في العائلة يتمنين الزواج منك. اجابها: امي انتي تريها بعينيك وليس بعيني، فهي بعيني في غاية الجمال.
فأجابت: عيونك الزرقاء ضعيفة، وانت لا تراها بعينك ولكن بقلبك، فالعين تميز بين الجمال ونقيضه. وفعلا تزوج منها ولم يندم على زواجه،كان سعيدا بها.
عن الجمال ربطه الرسول بالولادة، قال رسول الله" سوداء ولود خير من حسناء عقيم". (مجمع الزوائد4/258). والجمال يطلق على الرجل والمرأة، مع انه غالبا ما يوصف الرجل بالوسامة. قال المستعصمي يُقَالُ فِي المَثَلِ: أجْمَلُ مِنْ ذِي العِمَامَةِ. هذَا مَثَلٌ مِنْ أمْثَالِ أهْلِ مَكَّةَ. وَذُو العَمَامَةِ هُوَ سَعِيْدُ بن العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ، وَكَانَ فِي الجَّاهِلِيَّةِ إِذَا لِبَسَ عِمَامَةً لَا يَلْبَسُ قُرْشِيٌّ عِمَامَةً مِثْلَهَا، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ لَمْ تَبْقَ أمرأه وَلَا مُخَدَّرَةٌ إِلَّا بَرَزَتْ لِلنَّظَر إلَيْهِ منْ حُسْنِهِ وَجَمَالِهِ".(الدر الفريد 7/442).
تشبيه مواصفات الجمال عند العرب
قال محمد صديق خان" شبهوا بالفواكه أيضا، كالخدود بالتفاح، والشفة بالعناب، والثدي والرمان، والمشمومات، كالوجنة بالورد، والعين بالنرجس، والعذار بالآس، وبالمعادن، كالشفة بالعقيق، والأسنان باللؤلؤ، وقد وقع تشبيه الشفة بالمرجان أيضا، وأشياء مختلفة، كالوجه بالبدر، والفرق بالصبح، والشعر بالليل، ومرسله بالحية، والصدغ بالعقرب، والوجنة بالماء والنار، والريق بالخمر، والثدي والسرة بحق العاج، إلى غير ذلك". (نشوة السكران/24).
أمثال واقوال مأثورة عن الجمال
أحسن النّساء الفخمة الأسيلة
قال زيد بن رفاعة أي السّمينة المسنونة الخدّين". الأمثال للهاشمي/31).
أقبح النّساء الجهمة القفرة
قال زيد بن رفاعة الجهمة: العظيمة الوجه. والقفرة: المهزولة". (الأمثال للهاشمي/32).
لا تعدم الحسناء ذاما
قال زيد بن رفاعة" الذّام والذّيم: العيب". (الأمثال للهاشمي/276). (أمثال أبي عبيد/51). (الفاخر/155). (جمهرة الأمثال2/398). (فصل المقال/43). (مجمع الأمثال2/213). .(المستقصى2/256). (زهر الأكم 2/52).
ـ ذكر ابن منظور" يُقَالُ للمرأَة الدَّمِيمةِ: يَا وجْهَ الكُبَعِ وسبٌّ للجَواري: يَا بُعْصوصةُ كُفِّي، وَيَا وجْهَ الكُبَعِ الكُبَعُ: سَمَكٌ بَحْرِيٌّ وحْشُ المَرْآةِ". (لسان العرب6/305).
ذكر ابو الفرج" شفيع الحُسن مقبول". (الأغاني14/155)، فجسدها الشاعر ابن قنبر المازني بقوله.
مستقبل بالذي تهوى وأن كثرت منه الذنوب ومعذور بما صنعا
في وجهه شافع يمحو إساءتـــه من القلوب وجيه حيثما شفعا
(المصدر السابق)
قال جعفر بن محمد" الجمال مرحوم". (عيون الأخبار4/22). (ألف باء1/400).
من أقوال العامة" القرد قبيح ولكنّه مليح". (كتاب الحيوان4/309)
قيل" الجميلة هي التي تأخذ ببصرك على البعد، والمليحة التي تأخذ بقلبك على القرب". (العقد الفريد6/107).
قال عائشة (رض): البياض نصف الحسن". (روضة المحبين/237).
ذكر إبن قتيبة" قال علي بن أبي طالب في محبة البياض: من تزوج سمراء ثم طلقها فعليٌ مهرها". (عيون الأخبار4/41). مع ان فاطمة لم تكب بيضاء!
قال بعض الحكماء" الجمال في القامة، والحسن في الأنف، والملاحة في المبسم، والحلاوة في العينين". (المخلاة/433)
قال خالد بن صفوان" الطول عمود الجمال". (عيون الأخبار4/22).
قال عبد الملك: من أراد النَّجابة فبناتُ فارس، ومن أراد الباءة فبنات بَرْبَرْ، ومن أراد الخدمة فبنات الرُّوم والهاً". (درر الحكم/53)
ـ قال السيوطي" قال حكيم: السمنة للنساء غلة، وللرجال علة". (الكنز المدفون/103)
ـ قال بهاء الدين العاملي " قال الخليل بن أحمد: ثلاثة ينسين المصائب، مر الليالي، المرأة الحسناء ومحادثة الإخوان". (المخلاة/88)
عن إبن شرمة" زين الرجال النخوة، وزين النساء الشحم" أخرجه الإمام الذهبي في فضل العلم". (مخطوطة الوشاح)
ـ قال يحيى لبعضهم ما السرور فقال: دار قوراء وامرأة حسناء وفرس مرتبط بالفناء.
ـ قال يحيى بن خالد" الدنيا ثمانية: الطعام الطيب، والماء البارد، والثوب اللين، والفراش الوطيء، والدار الواسعة، والمرأة الموافقة، والخادم الفارة، والقدرة على الاخوان بالإحسان.
ـ قال المأمون يوماً لجلسائه أتدرون من أهنى الناس عيشاً، فقالوا أمير المؤمنين فال لا قالوا فأمير المؤمنين أعلم، فقال أهنى الناس عيشاً رجل له دار قوراء وامرأة حسناء وكفاف من العيش لا يعرفنا ولا نعرفه". (مطالع البدور ومنازل السرور/3)
ـ كان أهل المدينة يقولون: تغيّر كلّ شيء إلا ملح أشعب، وخبز أبى الغيث، ومشية برّة ؛ وكان أبو الغيث يعالج الخبز بالمدينة، وبرّة بنت سعيد بن الأسود كانت من أجمل النساء وأحسنهنّ مشية، وأشعب يضرب به المثل في الطّمع". ( زهر الآداب1/203).
من قصص الامثال
ـ صرح الْمَحْض عَن الزبدة
قال ابو هلال العسكري ". يضْرب مثلا لِلْأَمْرِ يظْهر مكنونه، والمثل لامْرَأَة من أهل الْيمن يُقَال لَهَا عِصَام أخبرنَا أَبُو أَحْمد عَن أبي بكر عَن أبي حَاتِم عَن أبي عُبَيْدَة وَأبي الْيَقظَان وَأخْبرنَا أَبُو الْقَاسِم عَن الْعَقدي عَن بعض رِجَاله فَذكرت أَجود ألفاظهم. قَالُوا بلغ الْحَارِث بن عَمْرو الْكِنْدِيّ عَن بنت عَوْف بن الْكِنْدِيّ وَهُوَ الَّذِي يُقَال فِيهِ لَا أحد يشبه عوفاً جمال فَبعث إِلَى أمهَا أُمَامَة امْرَأَة يُقَال لَهَا عِصَام فَدخلت عَلَيْهَا فَإِذا هِيَ كَأَنَّهَا خاذل من الظباء وحولها بَنَات كَأَنَّهَا شوادن الغزلان فَقَالَت لابنتها إِن هَذِه خالتك أتتك لتنظر إِلَى بعض شَأْنك فَلَا تستتري عَنْهَا بِشَيْء وناطقيها فِيمَا استنطقتك فِيهِ فَدخلت عَلَيْهَا ثمَّ خرجت عَنْهَا وَهِي تَقول (ترك الخداع من كشف القناع) فأرسلتها مثلا فَلَمَّا جَاءَت الْحَارِث قَالَ (مَا وَرَاءَك يَا عِصَام) فَقَالَت أَيهَا الْملك (صرح الْمَحْض عَن الزبدة) فأرسلتها مثلا أَقُول حَقًا وَأخْبر صدقا لقد رَأَيْت وَجها كالمرآة الصينية يزينه حالك كأذناب الْخَيل المظفرة إِن أَرْسلتهُ خلته السلَاسِل وَإِن مشطته دلّت عناقيد كرم جلاها وابل لَهَا حاجبان كَأَنَّمَا خطا بقلم قد تقوساً على عَيْني الظبية العبهرة يفتنان المتوسم بَينهمَا أنف كَحَد السَّيْف المصقول لم يخنس بِهِ قصر وَلم يمعن بِهِ طول تحف بِهِ وجنتان كالأرجوان فِي بَيَاض مَحْض كَأَنَّهُ الجمان شقّ فِيهِ فَم لذيذ المبتسم يفتر عَن ثنايا غر وأسنان مثل الدّرّ ذَات أشر فِيهِ لِسَان ذُو فصاحة وَبَيَان يحركه عقل وافر وَجَوَاب حَاضر تلتقي دونه شفتان حماوان كأنهما قادمتان نصب ذَلِك على عنق ابيض كَأَنَّهُ إبريق فضَّة وَصدر كفاثور اللجين قد نتأ فِيهِ ثديان يخرقان عَنْهَا ثِيَابهَا ويمنعانها من تقلد سخابها مكنت مِنْهُ عضدان مدمجتان مكتنزتان شحماً يتَّصل بهما ذراعان مَا فيهمَا عظم يمس وَلَا عرق يجس وكفان دَقِيق قصبهما لين عصبهما بِأَسْفَل من ذَلِك بطن طوى كطي القباظى وكسي عكناً كالقراطيس المدرجة يُحِيط بسرة كمدهن العاج لَهَا ظهر فِيهِ كالجدول يَنْتَهِي إِلَى خضر لَوْلَا لطف رَبِّي لانبتر لَهَا كفل يقعدها إِذا نهضت وينهضها إِذا قعدت كَأَنَّهُ دعص من الرمل لبده سُقُوط الطل أَسْفَل من ذَلِك فخذان لفاوان كَأَنَّهُمَا نصبتا على نضد عقيان مُتَّصِل بهما ساقان بيضاوان خدلجتان قد وشيتا بِشعر أسود كَأَنَّهُ حلق الزرد يحمل ذَلِك كُله قدمان كحرف اللِّسَان تبَارك الله مَعَ لطافتهما كَيفَ يطيقان حمل مَا وفوقهما فَأَما مَا سوى ذَلِك فَإِنِّي تركت نَعته وَوَصفه لوقته إِلَّا أَنه كأكمل وَأحسن وأجمل مَا وصف فِي شعر وَقَول. قَالَ فَبعث إِلَى أَبِيهَا فَخَطَبَهَا فَزَوجهُ إِيَّاهَا قَالَ فَبعث إِلَيْهَا من الصَدَاق بِمثل مُهُور نسَاء الْمُلُوك مائَة ألف دِرْهَم وألفاً من الْإِبِل فَلَمَّا حَان أَن تحمل إِلَيْهِ دخلت إِلَيْهَا أمهَا لتوصيها فَقَالَت يَا بنية إِن الْوَصِيَّة لَو تركت لعقل أَو أدب أَو مكرمَة وَحسب لتركت لَك وَلَكِن الْوَصِيَّة تذكره للعاقل ومنبهة للغافل يَا بنية إِنَّه لَو استغنت الْمَرْأَة بغنى أَبَوَيْهَا وَشدَّة حاجتهما إِلَيْهَا كنت أغْنى النَّاس عَن الزَّوْج وَلَكِن الرِّجَال خلقُوا للنِّسَاء كَمَا هن خُلِقْنَ للرِّجَال إِنَّك قد فَارَقت الحوي الَّذِي مِنْهُ خرجت والوكر الَّذِي فِيهِ درجت إِلَى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفينه فكوني لَهُ أمة يكن لَك عبدا واحفظي مني عشر خِصَال تكن لَك ذكرا أما الأولى وَالثَّانيَِة وَالثَّالِثَة وَالرَّابِعَة فَلَا تقع عَيناهُ مِنْك على قَبِيح وَلَا يشم أَنفه مِنْك إِلَّا أطيب ريح واعلمي أَن المَاء أطيب الطّيب الْمَفْقُود وان الْكحل أحسن الْحسن الْمَوْجُود وَأما الْخَامِسَة وَالسَّادِسَة فالتعهد لوقت طَعَامه والهدوء عِنْد مَنَامه فَإِن حرارة الْجُوع ملهبة وتنغيص النّوم مغضبة وَأما السَّابِعَة وَالثَّامِنَة فاحتفاظك بِمَالِه فَإِنَّهُ من حسن التَّقْدِير ورعايتك على الحشم والعيال فَإِنَّهَا من حسن التَّدْبِير وَأما التَّاسِعَة والعاشرة فألا تفشي لَهُ سرا وَلَا تَعْصِي لَهُ أمرا فَإنَّك إِن أفشيت سره لم تأمني غدره وان عصيت أمره اوغرت صَدره واتقي الْفَرح لَدَيْهِ إِذا كَانَ ترحاً والاكتئاب عِنْده إِذا كَانَ فَرحا واعلمي أَنَّك لن تصلي إِلَى مرادك مِنْهُ حَتَّى تؤثري رِضَاهُ على رضاك وهواه على هَوَاك وَالله يُخَيّر لَهُ ويصنع برحمته لَك. وَكَانَت فِي رِوَايَة ابي الْيَقظَان أَلْفَاظ رديئة مَرْدُودَة تركتهَا". (جمهرة الامثال1/570).
ترك الخداع من كشف القناع
عن أبي حاتم قال " أخبرنا أبو روق عن أبي حاتم قالوا، وكان ملك من ملوك اليمن يقال له، الحارث بن عمرو الكندي، بلغه عن ابنه لعوف الكندي جمال وكمال، وهو الذي يقال له: لا أحد يشبه عوفا جمالا وكمالا؛ فبعث إلى امرأة من قومها، يقال لها عصام، فقال: إنه بلغني عن بنت عوف جمال وكمال، فاذهبي، فاعلمي لي علمها. فانطلقت حتى دخلت على أمها، وهي أمامة بنت الحارث، فأخبرتها خبر ما جاءت له، وإذا أمها كأنها خاذل من الظباء، وحولها بنات لها، كأنهن شوادن الغزلان. فأرسلت إلى ابنتها، فقالت: يا بنيّة، إن هذه خالتك، أتتك لتنظر إلى بعض شأنك، فاخرجي إليها، ولا تستتري عنها بسيئ، وناطقيها فيما استنطقك فيه. فدخلت عليها، ثم خرجت من عندها وهي تقول: فأرسلها مثلا. فلما جاءت إلى الحارث قال: ما وراءك يا عصام؟ قالت: أيها الملك، صرّح " المخض " عن الزبد.فأرسلها مثلا". ( كتاب المعمرون والوصايا.
ضحى عبد الرحمن
شباط 2024
1070 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع