من الأدب العالمي - مملكة الحمقاء / الحلقة الثانية


د.طلعت الخضيري

من الأدب العالمي - مملكة الحمقاء / الحلقة الثانية

بقي اذا تلميذ الحكيم في المدينه وهو يتمتع بالغذاء الرخيص الثمن وبسعر درهم واحد وأصاب جسمه ألبدانه فأصبح جسمه كجسم الثور المقدس في الأساطير القديمه.

حدث الحادث الأليم عندما اقتحم أحد اللصوص بيت أحد أغنياء التجار متسللا فيه بعد أن عمل ثغره في جدار المنزل ، وعند محاولة خروجه من ثغرة الجدار مع غنائمه ، سقط الجدار عليه ومات.
ذهب أخ اللص القتيل ءالى الملك الأحمق و شكى اليه أن أخيه قد قتل عندما كان يعمل في مهنته المعتاده ، ولقد سبب التاجر قتله ، لأنه لم يتم بناء جدار بيته بصوره جيده . ويطالب بءانزال ألعقوبه بصاحب البيت ألذي تسبب في قتل أخيه.
فكر الملك الأحمق مليا ثم أصدر حكمه:
يجب أن نحقق العداله ، وعليك أن تطمئن أيها الرجل . ثم استدعى ألتاجر صاحب المنزل ألذي قتل به اللص . عندما وصل الرجل سأله الملك :
- هل كنت في الدار عندما تواجد اللص في بيتك ؟
- نعم يامولاي . انه أراد الخروج خلال فتحه عملها في جدار بيتي ، وانهار الجدار عليه ، ولم يكن الجدار قويا. نطق الملك بحكمه (ان المتهم يعترف بذنبه وأن جدار بيته قد قتل أخ المدعي .انك سببت قتل الرجل ويجب علينا معاقبتك.هتف مالك البيت المسكين وبيأس :
- مولاي انني لم أبني الجدار بنفسي . لقد بني بزمان والدي ألذي توفى منذ زمن بعيد ، انه ذنب البناء الذي بنى الجدار ، وهو يتحمل ألعقاب وليس أنا .
- هكذا أمر الملك بجلب البناء ، واقتيد رجل مسن مكبل اليدين والأرجل فسأله الملك:
- هل تعترف أنك بنيت الجدار في زمن والد المتهم.
- نعم يا صاحب الجلاله أنا بنيت ذلك الجدار .
- وهل تعلم الآن أنك لم تقم بعملك جيدا ؟ لقد سببت قتل أخ المدعي وعلينا معاقبتك ؟ هتف الرجل وهو يرتجف من الخوف:
- أتوسل ءاليك يامولاي قبل أن تأمر بقتلي أن تسمعني .انني أعترف أن الجدار لم يكن مشيدا بالقوه الكافيه ، والسبب أنه عندما كنت أبني الجدار ، مرت أمامي فتاة جميله وهي ترقص وكنت أتمتع بالنظر ءاليها لذلك لم أنتبه لعملي ، فأتوسل أليك أن تعاقب تلك الفتاة ألتي سببت كل ما حصل ،و أستطيع أن أدلكم على مسكنها.أجاب الملك الأحمق :
-انك على حق ، ليس من السهل ألحكم في هذه القضيه المعقده . وأمر بحضور تلك ا لفتاة. تم ءاحضار الفتاة وهي الآن سيده مسنه ويبدو على وجهها أ لفزع فسألها الملك :
- هل كنت ترقصين في الشارع عندما كان هذا الرجل ألمسكين يبني جدار البيت؟ وهل كان ينظر اليك حقا؟ وهل تستطيعين تشخيصه؟ بسببك لم ينتبه الرجل لبناء الجدار كما يجب ، وحصلت الجريمه وتسببت أنت في قتل رجل بريىء ؟
- نعم يا صاحب الجلاله ءانني أتذكر ذلك جيدا. في الحقيقه انني لم أكن أرقص ، انما كنت أجري مسرعه ، وأقفز الخطوات ، لأذهب أعاتب صائغ الذهب ، ألذي صاغ لي خلخال بصوره غير جيده ، وكنت أسرع نحوه جريا ذهابا وأيابا خلال النهار لمعاتبته ، وأطلب منه تلافي خطأه ، وهو الذي بذلك قد تسبب في حصول الجريمه ولست أنا..هكذا أمر ألملك الأحمق باستدعاء الصائغ واطلاق سراح المرأة العجوز ألتي كانت فتاة فيما مضى.
عندما أحضر الصائغ أمام الملك الأحمق أدلى بشهادته وهوفي شدة الخوف والهلع :
-ألذنب ليس ذنبي يا مولاي وءانما هو ذنب رجل غريب قد وفد ءالى المدينه مؤخرا ، وطلب مني صياغة خاتم له ، وألح على انجازه في ذلك اليوم المشؤوم ، فحصل ما حصل مع تلك الفتاة البريئه. ثم دل على الرجل الغريب وهو تلميذ الرجل الحكيم ، والذي ليس لديه لاحول ولا قوه في بلد الحمقى ، فأصدر االملك الأحمق ءادانته وتم سجنه . عندئذ تذكر المسكين نصيحة ءاستاذه الحكيم بترك بلد الحمقى ، وليس من السلامه أن يروم عاقل البقاء بها . ألنهايه

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

922 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع