أحمد صبري
بغداد تحولت إلى ثكنة عسكرية .. تشكو الظمأ والأمن والكهرباء
بغداد في حالة طوارئ بوجود نصف مليون عسكري و30 ألف كاميرا وألف نقطة تفتيش
تخيم على بغداد أجواء الترقب والقلق من أحتمالات حصول خروقات أمنية جديدة وأنعكاس تداعياتها على سكانها وعلى وقع تهديدات محتملة على المنطقة الخضراء ومؤسسات الدولة الحيوية تحولت بغداد إلى ثكنة عسكرية الذي شل العاصمة العراقية وقطع أوصالها بفعل الجدران العازلة وغلق الشوارع وأنتشارنقاط التفتيش والسيطرات في أرجاء كرخها ورصافتها
وتحولت عاصمة الرشيد إلى مدينة غير آمنة بعد أن كانت حاضرة العالم وواحة للاستقرار ، الغلبة فيها للسلاح وسلطان القوة في الشارع الذي نغص حياة البغداديين وقطع سبل التواصل بينهم بفعل صعوبة التنقل من حي إلى آخر وشبه أستحالة الانتقال بين صوبيها
ورغم إن بغداد تئن تحت وطأة الهاجس الأمني ومخاطره المحتملة إلا أن وجود نحو ثلاثة ملايين سيارة في العاصمة حسب مصدر في دائرة المرور العامة أضافت عبئا وقيدا جديدا على حركتهم وتنقلهم وقضاء حاجاتهم الحيايتة جراء أزمة المرور واختناقاتها في شوارع وساحات بغداد
ومازاد الوضع تعقيدا إنتشار نحو نصف مليون عنصر من الشرطة والجيش في ارجاء بغداد ووجود نحو ألف سيطرة ونقطة تفتيش ثابتة ومتحركة ماجعل الانتقال من حي إلى آخر يستغرق ساعات طويلة يقضيها أصحاب السيارات في الانتظار في طوابير تمتد في بعض الأحيان إلى ثلاثة كيلومترات
و قلق وحيرة سكان بغداد مرده أن كثافة التواجد العسكري في الشوارع والميادين والاحياء لم يجلب لهم الأمن ولم يمنحهم الشعور بالرضا على الاجراءات الحكومية الهادفة إلى وقف دوامة العنف
ويكشف مصدر أمني في محافظة بغداد أن نحو 30 ألف كاميرا نصبت في الشوارع والساحات والمناطق الحيوية والحساسة في بغداد كلفت الخزينة العراقية ملايين الدولارات غير إن البغداديين يتندرون في مجالسهم الخاصة بعبثية هذه الكاميرات وعدم فاعليتها في رصد ومتابعة اي حركة معادية او التنبيه إلى أي خطر داهم، ناهيك عن عطل الكثير من هذه الكاميرات
وبعد مرور أكثر من عقد على غزو العراق وأحتلاله، لم يتنفس العراقيون الصعداء وينعموا بالأمن وأنما إزدادوا يقينا أنهم على مسافة بعيدة عن الأمن المفقود ،ويعزون ذلك إلى إستشراء الفساد وتسلله إلى المنظومة الأمنية وأجهزتها ومعداتها التي كانوا يأملون أنها ستوقف وتردع العابثين بالأمن كما يقول خبير امني الذي يعزو أسباب التدهور الأمني وأستمرار الخروقات وتصاعد التهديدات رغم مرور عشر سنوات إلى الخلافات السياسية وتدني مستوى أداء العاملين في المؤسسات الأمنية
ويسلط الضوء على صفقات السلاح الفاسدة التي زادت من معاناة العراقيين وتسببت في إزهاق أرواحا بريئة بينما كان المؤمل إنها تدرأ المخاطر وتقلل شرورها عنهم
بغداد التي يعيش فيها أكثر سبعة ملايين إنسان تشكو الظمأ والأمن والفساد تحولت إلى مدينة مهملة تتكدس عند تقاطعات شوارعها وساحاتها واحياءها أكواما من القمامة تنشر الأوبئة والأمراض بين السكان عجزت أمانة بغداد من درء مخاطرالسموم عن أهلها
وبغداد التي نتحدث عنها يلفها الظلام ،لم ينعم سكانها بالكهرباء إلا لساعات معدودة في اليوم بفعل الفساد الذي منع وصول النور إلى بيوت البغداديين
982 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع