انقلاب ١٧ تموز ١٩٦٨ في العراق / انقلابي ١٧-٣٠تموز ١٩٦٨ في العراق

أمير الرشيد

انقلاب ١٧ تموز ١٩٦٨ في العراق / انقلابي ١٧-٣٠تموز ١٩٦٨ في العراق

اطلعت على ما دونه العميد الركن الدكتور ( صبحي ناظم ) المحترم حول ذلك الانقلاب فلم اجد فيه اسرار حقيقية عن ذلك وكيفية الاعداد له وماهو سر اتفاق قادة حزب البعث مع المقدمين ( عبد الرزاق النايف وابراهيم عبد الرحمن الداود) ولم تكن فيها اجوبة شافية وبسبب معرفتي ببعض الاسرار التي احاطت بها لم يجري الكشف عنها واكثريتها اعدمت على اليانات الرسمية وبعض الاحاديق لاقطاب حزب البعث والتي دارت في نفس الفلك ومن المحتمل ان الدكتور ( صبحي ) التقى بعدد من ضباط الحرس الجمهوري السابقين والذين كانو موجودين في القصر الجمهوري ساعة التنفيذ كما واطلعت على ما كتبه الاستاذ ( سيف الدين الدوري ) المحترم فهو ايضا ذكر الاحداث التي جرت في القصر الجمهوري واستغربت من عدم اطلاعه على مرحل الاعداد ولاسيما هو شقيق الاستاذ ( عبد الستار الدوري ) القيادي البعثي المعروف وسبق وان عمل مديرا عاما ل الاذاعة والتلفزيون بعد انقلاب 8 شباط 1963علما ان السيد( سيف ) انخرط في التنظيم الحزبي للبعث منذ مطلع شبابه --- ((توطئة لابد منها ))...يقول العميد ( خليل ابراهيم الزوبعي ) وزير الصناعة في عهد الفريق ( عبد الرحمن محمد عارف ) انه غادر بغداد الى الكويت لايصال رسالة شفهية من الرئيس ( عارف ) الى امير الكويت وفي مطار الكويت كان في استقباله احد الوزراء الكويتين بناء على احاتطهم علما بهذه الزيارة السريعة والمقتضبة وهناك قام الوزير الكويتي بمرافقته الى الديوان الاميري وجلس هو في غرفة مدير الديوان حيث قام الاخير بمرافقته الى باب غرفة او مكتب الامير ويسهب العميد ويقول وبعد جلوسي حيث تلوت عليه تلك الرسالة الشفهية وبعد تناول القهوة العربية واستعدادا للمغادرة فوجئت انه يشير الى الحارس او المرافق الواقف عند باب غرفة الامير من الداخل اشار اليه بترك الغرفة وما ان تركها حتى لمحت الامير وهو يسحب احدى ( جرارات ) منضدته واخرج دفتر شيكات وقال لي انه هديةمني ب كذا مبلغ من المال اليك ثم سالنيباي اسم تريده ان ادونه في الشيك ثم اي بنك تختاره ويمضي العميد في سرده ويقول اجبته ..يا صاحب السمو انني وزير وضابط برتبة عميد واملك دارا واسعة وليس لي اولاد وفقط انا وزوجتي والراتب يكفيني واكثر فلاحطت ان الامير شعر بخيبته امامي ثم استأذنت بالمغادرة وغادرة ولدى وصولي الى بغداد توجهت راسا الى القصر الجمهوري حيث لا يزال ( الرئيس ) موجودفي مكتبه ودخلت عليه وشرحت له ابلاغ امير الكويت بالرسالة وبعدها ذكرت له ان امير الكويت اراد ان يرشيني بمبلغ مالي ( كذا من الدولارات ) ! الاانني فوجئت به لم يغضب او يستنكر قيام الامير برشوة احد وزرائه كما لم يثني على بموقفي المبدئي النزيه بل اكتفى بهز رأسة مرتين ! وغادرت مكتب الرئيس وانا مصمم على الانسحاب من الوزارة عند اول تعديل وزاري لاني اذا قدمت استقالتي فسيحصل الكثير من ( اللغط ) وعلامات استفهام حول استقالتي ! .. هكذا بعد ات اسف لموقف الرئيس ( عارف ) وادرك انه مسالم الى ابعد الحدود وليس ب ( رجل دولة ) .وعودة الى الموضوع الرئيس فكان كل من المقدم الركن ابراهيم الداود وعبد الرزاق النايف اصدقاء لبعضهما وغالبا ما يلتقيان يوميا وكان ( الدأود ) معجبا ومؤيدا ل ( النايف) في جميع ارائه وتطلعاته وتقييمه لما يجري حوله وكان منزعجا من الرئيس عارف باعتاره ( وديعا ) ومسالمه بحيث كان يشعر بان الحرس الجمهوري لم يعد مهابا كما كان في ظل الرئيس السابق المشير (عبد السلام عارف ) وكان يقول للنايف ان الرئيس عارف عندما يحين الساعة الى الثانية يقول ( الحمد لله اليوم خلصنا الدوام ) وكأنه موظف بسيط في دائرة بسيطة ولا يدري ان دوام رئيس البلاد ليس محصورا في ساعات الدوام الرسمي با هو يجب ان يشعر بذلك وان الدوام له يعني ( 24 )ساعة في اليوم وحتى في غرفته البيتبة من الطبيعي ان يرن التلفون عنده بعد منتصف الليل او ساعات الفجر لامر طارىء ..وفي احد الايام زار النايف للداود في مقر الحرس الجمهوري وعد انفراده به قال له ..( ترى صاحبنا طلع مو نظيف ) ! ويقصد ب ( صاحبنا) الرئيس عبد الرحمن عارف ! فقال له ( الداوود ) باستغراب وحماس وما هو الموضوع فاجابه انه علم بذلك من ( ناصر الحاني ) سفير العراق في ( بيروت ) حيث ان النايف ضمه الى كمساعد له فيما يعرف بمنظمة ( الثوريين العرب ) وكانت نطبع المنشورات في مطابع الاستخبارات اي انه تنظيم ( وهمي ) لاستقطاب بعض السياسيين وفي تلك الفترة اصبح ( النايف ) هو المدير الفعلي لها و المدير الرسمي ( شفيق الدراجي ) ولكنه ليس فاعلا ويحيل جميع المكاتبات الرسمية الى ( معاونه ) النايف ويعزو العميد الركن ( عبد الكريم فرحان ) الضابط القومي الناصري و وزير الاعلام فيما بعد ان سبب ذلك الضعف ل ( شفيق الدراجي) في دائرته يكمن كونه من اصول( كردية ) على الرغم من كونه من ابناء مدينة الرمادي) فآثر الانسحاب من البت في القضايا المهمة والشديدة الحساسية وخاصة فيما يخص الثورة الكردية في شمالى العراق ( كوردستان ) الحالية اي انه يتهرب منها وبالعودة الى ما افضى به النايف للداود حول الذمة المالية للرئيس ومدى نزاهته واخبره نقلا عن السفير العراقي في بيروت ( ناصر الحاني ) ان الرئيس عارف استدعاه بشكل خاص وكونه ياتمنه واخبره انه سبق واودعى مبالغ مالية بالعملة الصعبة والتي كانت هدية من احدى دول الخليج وليست ( الكويت ) مطلقا وان المال المودع تم ايداعها الى بنك ( انترا ) اللبناني وفي اواخر عام 1967 كانت المفاجئة القاسية له باعلان ذلك البنك ( افلاسه ) بشكل علني وقانوني رغم ان احتياطي ذلك البنك كان يفوق ميزانية الدولة اللبنانية بخمس مرات ! حسب تقدير الخبراء الماليين وان الرئيس يريد ان يعرف مصير المبلغ الت اودعها وهل من الامكان استرداد نصف المبلغ بشرط عدم كشفها او الاعلان عنها وان السفير حاول بطرق خاصة الا انه قيل له لا يمكن ذلك لان البنك قد اشهر ( افلاسه ) وتتولى السلطات اللبناية الاجرائات الاصولية وفيها يتم الكشف عن اسم المودع في حالة دفع جزء منها كما وان البنك المذكور لم يجري التأمين عليه لدى كبرى شركات التأمين العالمية لثقة مديرها بقوة البنك المالية عندها وحسب المعطيات الكثيرة والمتعددة التي ذكرناها فقد قرر الاثنان المذكوران البد بالعمل على اختيار الوقت والظروف الملائمة لازاحة راس النظام بشكل نهائي ومطلق ب ( انقلاب قصر ) هادىء دون اراقة دماء واخبرا شريكهم ( ناصر الحاني ) بقرارهم هذا فبداءا الاثنين بدارسة خطة الانقلاب الذي كان سهلا لهما وبدون مخاطر ولكن هناك عقبة كبرة امامها والجدير بالانتباه ويجب معالجتها وهو انهم يحملا رتبتين ( وسطيتين ) في الجيش وهناك العديد من الجنرالات في الجيش العراقي العريق وهؤاء بعضهم في الخدمة والبعض الاخر خارج الخدمة ولابد من وضع احد الفادة العسكريين او السياسيين كواجهة لضمان تقبل ذلك في اوساط العسكريين والساسة المدنيين فاتصلااول الامر ب ( فؤاد الركابي ) فاجابهما ان سيتصل بصديقه السياسي الكردي ( جلال الطالباني ) وندها ساخبركم ولما فوافقا على ذلك بشرط التكتم على اسميهما والقول انهم مجموع من الضباط الغير الحزبيين..ولما لم يتصل بهما ( الركابي ) واعتبرا انه غير راضي عن دخوله والمشاركة معهم في عملية التغيير هذه اتجها الى اللواء الركن ( محسن حسين الحبيب ) سفير العراق في ( موسكو) وسبق ان شغل منصب (وزير الدفاع) اثرحركة 18 تشرين 1963 ويتم التفاهم معه بخصوص الاجتماع به عند اول زيارة له الى الوطن وفعلا بعد عدة اشهر وصل السفير في زيارة عادية المعهودة الى العراق وكان ( النايف ) في استقباله في المطار واوصله الى البيت على امل اللقاء به بعد استراحته بين اهله واقاربه وتمت مفاتحته بعد ان تفرغ لهم فاجابهم انه صديق للرئيس عبد الرحمن عارف ولا يمكنه ان يتحرك ضده لعزله مطلقا ومع ذلك انه يعطيهما وعد ( شرف ) بان لايبوح بهذه المسالة وبالمقابل طمأنه الاثنان بان العملية ان نجحت وهناك ضمان كثير بالجاح وستكون العملية سلمية بالتأكيد عنها وبعد تفكير طويل تقليبهم الوجوه السياسية والعسكرية اختارو اللواء الركن ( عبد العزيز العقيلي ) مع معرفتهما بانه صعب المراس وذا شخصية عسكرية قوية عندما كان وزيرا للدفاع في السنة الاخيرة من حكم الرئيس ( عبد السلام عارف ) والشىء الوحيد الذي جعلاهم بمفاتحة ( العقيلي ) هو كون العقيلي كان يطمح بتولي الرئاسة بعد وفاة الرئيس ( عبد السلام ) وهو يطمح الان بالاضافة الى الرئاسة بالانتقام من اولئك الذين لم ينتخبوه واكثرهم من ( جبهة ) العسكر ولما زاره وفاتحاه بالموضوع فسخر ( العقيلي )منهما وقال لهما بصحيح العبارة ..(( تريدون مني ان اكون محمد نجيب العراق وانتما الاثنان احدكما عبد الناصر والاخر عبد الحكيم عامر وثم قال لهما بصيغة التهكم اذهبا وفتشوا عن آخرين )) ! وقال لهما ايضا انني اعدكما ان يكون الامر سرا ولا ابوح به!.. عندها وبعد انتظار وتجاذبات كثيرة عثروا على ضالتهم ( مرغمين ) وهو اللواء ( أحمد حسن البكر ) فاتصلا بعد وقت قصير بالعميد ( سعد صليبي ) بان يقيم دعوة ( غداء ) له في داره وان يصطحب معه ( حردان التكريتي ) وفعلا في اليوم المعهود دخلا النايف والداود الى دار ( سعيد صليبي ) وكان الحاضرون ثلاثة والثالث هو ( صدام حسين ) ولم يهتما بامر هذا الشاب ( صدام) الذي يعتبره ( البكر ) مثل ابنه وكاتم اسراره وبعد اكمالهم تناول الطعام ( الخاص ) وجلسا في ركن غرفة الاستقبال لتناو الشاي اقترب سعيد صليبي ومعه النايف والداود وقال لهم ( الجماعتين .(اتفضلوا تفاهموا) ! وقال البكر لهما انا كنت بعثيا وبعد حركة تشرين ابتعدت عن الحزب نهائيا وتفرغت لشؤوني العالية والخاصة ولكن بطبيعة الحال لم انقطع عن صلاتي مع بعض القادة البعثيين وليس بسبب تحزبهم وانما بدفع من علاقتي الاجتماعية الشخصية وفي تكريت وبغداد بالذات وقال لهما (حردان التكريتي ) انتما تعرفان موقفي في حركة 18 تشرين حيث قمت بضرب مقار الحرس القومي سواء انا او بقية الطيارين الذين امرتهم بذلك وجرى البحث بشكل عام بسياسة الحكم الجديدة بعد التحزب باي نوع كان وان دخول البكر وحردان الى هذا الاتفاق انما يدخلونه بصفتهما الشخصية ووافق البكر على كل مطاليبها واهما ان القيادة العامة للقوات المسلحة تناط بوزير الدفاع ( الداوود ) وليس الى رئيس الجمهورية كما كان متعارفا ويهمني القول ان البعثي الجديد ( سعدون غيدان ) لم يكن فاعلا في ساعة الصفر في القصر الجمهوري بدليل ان سيارة الصالون التي كان يقودها ( حردان اتكريتي ) والى جانبه ( البكر ) وخلفهم سيارة اللوري وعلى متنها الاشخاص ( العثيين ) الذين سيدخلون الى القصر وفيهم البعض ممن يرتون الملابس العسكرية برتبة ملازم وقفوا قبالة باب الكتيبة بانتظار فتح الباب باسرع ما يمكن وخرج سعدون غيدان من غرفته وامر الحارسين ( حراسة مزدوجة ) امرهما بفتح الباب الا انهما اجابا ( غيدان ) ..سيدي انت تعرف ان باب الكتيبة لا ينفتح في الليل الا بامر امر الحرس الملكي! واسقط في يد غيدان ولم يعرف ماذا سيفعل في هذه الثواني الحرجة ومحرك السيارتين تشتغلان في هذه الساعة الساكنة و اكتشاف امرهم من نقاط الحراسة الاخرى بات مكشوفا وفي هذه اللحظة هتف احد الحارسين قائلا هناك شخص يقترب وشاهدو شخصا يقترب منهم بخطى سريعة اشبه بالهرولة باتجاههم وفعلا تبين انه ( ابراهيم الداود ) قائد الحرس الجمهوري واقترب من الحارسين من مسافة معينه وامرهم قائلا افتحو..افتحو الباب وهكذا تم انقاذ الانقلابيين في اللحظة الاخيرة وهو اعتذر عن تاخره وعل اي حال تمكن الانقلابيون معهم الزمرة المصاحبة للبكر باحتلال المراكز المعينة في القصر بحجة ان ( طاهر يحيى ) حاول القيام بحركة انقلابية ! ومن مقر كتيبة الدبابات اتصل ( البكر) بالهاتف المرتبط مباشرة مع غرفة نوم الرئيس عارف فلما سمع الصوت عرفه بانه ( احمد حسن البكر ) قائلا له ..( خير ابو هيثم شتسوي بهاي الساعة في مقر كتيبةدبابات القصر ؟! فاجابه البكر نحن هنا لانقاذ العراق في حركة تغيير وان القضية يا ابو قيس هي اكبر مني ومنك وكل مانطلبه منك الاتسلام ونحم نعدك كا صدقاء ان نصون كرامتك وشخصيتك ويمكنك السفر الى البلد الذي تختاره واغلق الهاتف ومر بعض الوقت فلم يظهر الرئيس او يخبرهم بانصياعه الى طلب الانقلابيين وعندها اطلقت احدى الرشاشات المنصوبة على برج دبابة بعض الاطلاقات الانذاية ويصفها المرخوم ( عبد العزيز بركات ) نقيب الصحفين ورئيس تحرير مجلة وجريدة ( المنار ) الاسبوعية بقوله ..وبعد ان اطلقت احدي مدافع الدوشكا الهدارة التي مزقت سكون الليل واسمعت صوت الحقيقة واضاف بان المقدم الركن عبد الرزاق النايف كان ( لولب ) الحركةوفي جيبه جميع التفاصيل العسكرية التي ينبغي القيام بها اثناء وبعد التنفيذو اخيرا اتصل الرئيس عارف معلنا الاستسلام وان ياتي ضابط لاستصحابه وحصل الذي حصل وخاصة في الايام ( الثلاثة عشر ..) ون المفيد ايضا ان ذكرانه في اليوم الثاني او الثالث جاء الرئيس ( البكر) الى غرفة ( الداوود ) وكان حاضرا اللواءالركن ( عبد الجبار شنشل ) وقال البكر للداود ان اقربائي وجماعتي الذين يأتون الى القصر يستوقفونهم في الحواجز الداخلية في القص ويتصلون بنا ومنعا لهذه الاشكاليات والصعوبات واخرج ورقة من جيبة وقال هؤلاء اسمائهم وارجو ممنحهم رتبة ملازم ( وقتي ) فلم يقبل الداود وقال ان هذه التعينيات الكيفية الخارجة عن ضوابط منح الرتب العسكرية لاشخاص مدنيين يضر بهيكلية الجيش ويسبب له انحلالا واضرارا وقال يمكن ان نمنحهم ( باجات ) للدخول وهي تقتصر على دخولهم القصر نهارا وفي ساعات الدوام الرسمي فقط وبعد ان خرج البكر من الغرفة اندفع ( عبد الجبار شنشل نحوه ويقبله على خده وقال له مبتسما والله انت انقذت الجيش من الانهيار والتفكك !

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1362 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع