كتاب معجم حكام العراق / الحلقة الثانية عشر

                                                    

                               بسام شكري

 كتاب معجم حكام العراق /الحلقة الثانية عشر

   

العهــد السلجوقــي في العـــراق 447 هـ - 552 هـ

في هذه الحلقة – شراء الخليفة الفاطمي لقائد الجيش التركي المدعو أرسلان أبو الحارث البساسيري واحتلال بغداد عاما كاملا بناء على تلك الخيانة – العالم الجليل نظام الملك يبني المدرسة النظامية – من هو الذي أضاف عبارة حي على خير العمل في الاذان عند الشيعة الأنثى عشرية وكيف تم ذلك – خروج اهل بغداد الى المقابر ينوحون ويلطمون على وفاة سيدوك ملك الجن المزعوم – احتلال بيت المقدس من قبل الصليبيين وقتلهم للعلماء والزهاد وسبعين الف من اهل المقدس وجمعهم لليهود واحراقهم في كنسهم ومعابدهم – انشاء المدرسة المستنصرية – سقوط بغداد على يد هولاكو ودور ابن العلقمي في ذلك وفتوى المرجع الديني الفارسي نصر الدين الطوسي في قتل الخليفة العباسي وانتهاء الخلافة العباسية في بغداد.

السلاجقة قوم اتراك من قبائل الغُزّ أو الأوغوز القادمين من تركستان، تلك المنطقة الشاسعة في وسط آسيا من حدود الصين في أقصى الشرق إلى شواطئ بحيرة قزوين الشرقية في أقصى الغرب , و ينتسب السلاجقة إلى جدهم الأعلى سلجوق ، الذي ينتمي إلى أسرة كانت تسكن بلاد تركستان ، وسلجوق هذا أول من أسلم من رجالها فأسلم معه عدد عظيم من أبناء قبيلته وأول من استولى على حكم العراق من هذه الأسرة هو ظغرلبك بن ميكائيل على أثر ضعف الحكم البويهي في العراق وذلك أن مملوكا تركيا اسمه أبو الحارث ارسلان الملقب البساسيري وكان مملوكا لبهاء الدولة بن عضد الدولة وقد اصبح قائدا للجيش فقام الخليفة الفاطمي المستنصر بالله من استماله البساسيري فاشتراه بالمال فقام باحتلال بغداد واقام الخطبة للمستنصر الفاطمي لمدة عام كامل , فقد عاث في بلاد الرافدين فسادا ، وبناء على أوامر الخليفة الفاطمي فقد زاد البساسيري فــي الأذان جمله "حي على خير العمل " مثلما يؤذن الفاطميين في مصر في تلك الفترة كما مر ذكره، واستهتر بالخليفة العباسي القائم بأمر الله حتى التجأ الخليفة إلى أمير العرب في الجزيرة مهارش بن المجلي وقد حمله هذا معه إلى عانه وبقى هناك عاما كاملا لمى له بيت سمي بالقائم قد تحول الى مدينة القائم التي مازالت موجودة على الحدود السورية لغاية اليوم ثم عاد إلى بغداد مع السلطان السلجوقي وقد كان دخوله بغداد في مثل اليوم الذي خرج منها بعد حول كامل وكان ذلك من غريب الاتفاق
وفي هذه الفترة دخل طغرل بك بغداد التي فر منها الباسيري إلى واسط وهناك قتله الجند السلجوقي فأعاد طغرلبك الخليفة إلى عاصمة ملكه بغداد باحتفاء مهيب ولم يسلم العراق بل لم تسلم بغداد من شرور هؤلاء الأعاجم , فقد حوصرت بغداد على عهدهم مرتين أولهما سنة 530 هـ وكان القائم بهذا الحصار السلطان مسعود السلجوقي واستمر نحوا من شهرين اضطر الخليفة العباسي الراشد بالله على الفرار إلى الموصل أما الحصار الثاني فقد كان سنة 551 هـ هو كان القائم به السلطان محمد ابن أخي السلطان مسعود استمر هذا الحصار أكثر من ثلاثة أشهر وكان الخليفة إذا ذاك المقتفي فعانى أهل بغداد من ذلك الحصار الويل منه لارتفاع الأسعار وتفشي الأمراض.
وقد ضعف أمر الخلافة على عهد السلاجقة ولم يبق بأيدي الخلفاء سوى بغداد وما يتصل بها من الأعمال كما أن مدة خلافة بعضهم قد طالت جدا فالناصر لدين الله مثلا حكم أكثر من ست وأربعين سنة وسبب ذلك أن العاصمة بغداد قد خلت من أجناد الأتراك وأهل الفتن وغيرهم أولا ثم أنه لم يبق بأيدي الخلفاء من الأموال ما يحسدون عليه، كما كان عليه الخلفاء قبلهم.
ويظهر لنا أن الخلفاء في هذه الفترة من الحكم كانوا ميالين إلى العدل والترقيق عن الرعية ورفع الضرائب عن كاهل الفقراء ، كما كانوا ميالين إلى بناء الملاجئ والمساجد ودور العلم وقد بنى في عهد بنى سلجوق وزير جليل فارسي المنبت طوسي المولد هو خواجه قوام الدين نظام الملك واسمه الحسن بن علي , كان هو والخيام الفلكي الشاعر والحسن الصبّاح زعيم الحشاشين زملاء دراسة وأتراب علم ثم تزعم كل منهم مذهباً وقد زين نظام الملك بغداد بما اساره فيها من الآثار النابهة التي تدل على سمو عقليته وعلو ثقافته فقد بنى مدرسة ووقف عليها الأوقاف الكثيرة كما الحق بها دار كتب قيمة علي المدرسة التي عرفت باسمه وهي المدرسة النظامية التي طبق ذكرها الأفاق وتخرج بها أقمار العلم والأدب والفقه والسيَر والتاريخ .
وفي أواخر عهود بني سلجوق كثرت الفتن الداخلية كما استفحل أمر المغول في بلاد فارس وما جاورها وازدادت هجمات الصليبين من الغرب على ديار الشرق حتى كأن العالم الإسلامي ودياره كان على موعد مع هذه الأحداث الداخلية والهجمات الخارجية المنتقمة فأطبقت عليه وعلى دياره قوتان هائلتان مزقتا رقعته وأذلتا سلطانه وهددتا كيانه.
وهذا ثبت بمن حكم العراق من سلاطيـــن الســلاجقـة.

سـلاطيــن السلاجقة في العراق
447 هـ - 552 هـ

1- طغرلبك محمد بن ميكائيل 447 هـ - 1055 م
أول من أسلم من هذه العائلة فأسلم معه أقربائه وأبناء عشيرته وهو الذي قتل البساسيرى كما صاهر البيت العباسي فزوج ارسلان خاتون خديجة من الخليفة القائم وهي ابنة أخي السلطان كما تزوج هو من أبنه القائم بعد ممانعة كادت أن تقضى إلى فتنة وفي عهده سنة 450 هـ خرج أهل بغداد إلى المقابر يلطمون وينوحون على وفاة سيدوك ملك الجن المزعوم وكانت بداية الفترة المظلمة من تاريخ العراق.
وقد حكم العراق نيابة عنه كل من:

(أ) المظفر بن الحسين
وهو الذي أشرف على مفاوضة عقد الزواج لزواج السلطان من ابنة الخليفة
(ب) عبد الواحد بن الخضر النهاوندي 453 هـ
هو الذي قبض على والي العراق السابق المظفر بن الحسين واستصفى أمواله بعد ما سمل عينه وعذبه

2- الب أرسلان بن داود 455 هـ - 1063 م
انتصر للمذهب الشافعي كما أبطل سب الأشعري واستوزر العالم الجليل نظام الملك الذي يعتبر ألمع الشخصيات إدارة وعلما وأديبا بنى المدرسة المنسوبة إليه والمعروفة بالمدرسة النظامية سنة 459 هـ وقد بقى هذا الوزير في منصبه ثلاثين سنة.

3- ملكشاه بن الب أرسلان 465 هـ - 1072 م
كان سيرته العدل وسريرته الانصاف. عرف بالفضل والشجاعة وأصابه الرأي كان طموحا إلى فتح البلدان وتوسيع مملكته كما كان له ولع عجيب بالصيد وفي عهده بنيت المدرسة التاجية التي كان لها أثر عظيم في ازدهار الثقافة يوماك.
وقد ألف له وزيره سنة 484 هـ نظام الملك كتاب سياست نامة وهو في علم إدارة الدولة وسياسة الحكم في داخل البلاد وخارجها وقد كان لوزيره الدور الأكبر في تشجيعه على بناء المدارس والمساجد وبسط الامن في كل انحاء البلاد وأصبحت اللغة الفارسية على عهد السلاجقة لغة سدة الملك والسفارات الرسمية والسياسة والأدب والشعر .

4- محمود بن ملكشاه 485 هـ - 1092 م
ليس في عهده من الأحداث المهمة في العراق وقد أناب عنه كل من:

(أ) الأمير عماد الدين زنكي: -
أسس هذا الأمير الدولة الزنكية وكان هو عميد هذه الأسرة التي حكمت بعض دويلاتها التي ظهرت في فترات مختلفة في سنجار وحلب والموصل وأذربيجان, كان ابوه مملوكا للسلطان ملكشاه السلجوقي , حكم معظم بلاد الشام وحارب الصليبيين , لقد تولى امير الموصل كربوقا تربية عماد الدين وتعليمه الفروسية والآداب وترقى في الجيش ليصبح قائد جيش بغداد وقد لقب بالأسد لجولاته وانتصاراته على الصليبيين في بلاد الشام , قال عنه ابن الاثير كان شديد الهيبة في عسكره عظيم السياسة وكانت البلاد التي يملكها خرابا من الظلم فعمرها وامتلأت عدلا وسكينة وقال عنه ابن كثير كان من خيار الملوك واحسنهم سيرة وشكلا وكان شجاعا مقداما خضعت له ملوك الأطراف وكان من اشد الناس حرصا على نساء الرعية . عند حصاره قلعة جعبر في بلاد الشام قامت مجموعة من الباطنية بالاتفاق مع الصليبيين بالتسلل الى معسكره وقتله في خيمته وهو نائم.

5- بركيا دوق بن ملكشاه :- 487 هـ - 1094 م
بدأت على عهده الحملات الصليبية على ديار الشام ولم يحرك الخليفة والسلطان ساكنا لنجدة المسلمين وإنقاذ ديار الإسلام.

6- محمد بن ملكشاه 498 هـ - 1104 م
كان مقداما شجاعا، قضى أكثر أيام حكمه بالمعارك الداخلية ومنافسة الأمراء حتى قضى على أكثر مناوئيه الطامعين بالحكم.

7- محمود بن محمد بن ملكشاه 521 هـ - 1117 م
كثرت في أيامه الحروب والفتن والمنازعات على الحكم وقد استطاع أن يقضى على أكثر منافسيه

8- داود بن محمد 525 هـ - 1130 م
استمرت على عهده الفتن والمنافسة على المُلك، كما اشتد ضغط الصليبين على البلاد.

9- ضغرلبك بن محمد 526 هـ - 1121 م
كان ضعيفا، يميل إلى اللهو والمعاقرة، ترك الأمور تجرى حسب المقادير لذلك اضطربت الأحوال على عهده فُخلع من الحكم وجاء بعده أخوه.

10- مسعود بن محمد 527 هـ - 1132 م
كان شديدا حازما، حاصر بغداد، وفيها يومئذ الخليفة العباسي الراشد بأمر الله الذي فر إلى الموصل وفيها بنو حمدان وقد دام الحصار نحوا من شهرين استمر حكم هذا السلطان أكثر من عشرين سنة وبعد وفاته سنة 547 هـ، انتهز الخليفة العباسي المتقي الفرصة وطرد أمراء السلاجقة من بغداد وأعاد الحكم التام إلى خلفاء بني العباسي.

 

خلفــاء بني العباس في الدور السلجوقي وما بعده
467 هـ - 656 م

28- عبد الله المقتدي بأمر الله 467 هـ - 1074م
أمه أم ولد أرمينية اسمها (أرجوان) كان تقيا ورعا، صان الأخلاق ونفى الفواحش والقيان فأحبته العامة وكانت نهايته أن سقته السم جاريته شمس النهار وفي سنة 459 هـ أسس المدرسة النظامية للفقيه الشافعي ابن اسحق الشيرازي.

29- احمد المستظهر بالله بن المقتدي بأمر الله 487 هـ - 1085 م
أمه أم ولد اسمها (كلبهار) ويعني اسمها ورد الربيع، كان كريما حسن الأخلاق تفاقم على عهده أمر الباطنية وعظم شأنهم حتى أفناهم المغول في قلاعهم في إيران وقد كثرت في زمنه الفتن وأرادت هجمات الصليبين وفي سنة 580 هـ احترقت دار الكتب التي بالنظامية، إلا أن الكتب سلمت وصلها الفقهاء إلى مكان يؤمن فيه من النار. وفي سنة 492 هـ انتشرت دعوة الباطنية في اصبهان وفي نفس السنة أحتل الصليبيين بيت المقدس بعد حصارها شهر ونصف وقتلوا أكثر من سبعين ألف من المقدسيين وقتلوا العلماء والزهاد وهدموا المساجد وجمعوا عشرات الاف اليهود في معابدهم وكنسهم واحرقوها فيها واحتل الصليبيين الشام، وفيها نقل المصحف العثماني من طبريا الى الشام خوفاً عليه وخرج الناس لتلقيه فآووه في خزانة بمقصورة الجامع.

30- ابو منصور الفضل المسترشد بالله بن المستظهر بالله 512 هـ – 118 م
أمه أم ولد اسمها (لبابة) بويع بالخلافة في اليوم الذي توفى فيه والده كان عالما أديبا حسن الحظ يحفظ الشعر والأمثال قاد الحروب بنفسه وغزا مرات عديده نصره الله لأكثر من مرة وكانت نهايته ان أهل بغداد تكلموا في الخاتون السيدة السلجوقية زوج الخليفة المستظهر بالله لعلاقتها بشاب بغدادي يعمل رئيس الجوق الموسيقى فقتل الخليفة الشاب وكتب إلى أخيها بالقصة وهي قضية تمس عرض الإمبراطورية السلجوقية والخلافة العباسية فانتهي الأمر بمعارك عنيفة قتل على أثرها المسترشد بالله ومثّل به.

31- أبو جعفر المنصور الراشد بالله بن المسترشد بالله 529 هـ - 1134 م
أمه أم ولد اسمها ( جلناري ) وقد حاول الثأر لابيه المقتول ولكن السلطن السلجوقي مسعود بن محمد بن ملكشاه سار الى بغداد وحاصرها ففر إلى الموصل ملتجأ إلى بني حمدان ثم خرج منها إلى أصفهان وهناك قتله الباطنية وقد أشاع ذلك السلاجقة .

32- ابة عبد الله محمد المقتفي لأمر الله بن المستضهر 530 هـ- 1135 م
أمه أم ولد اسمها ( نزهه ) كان من أفاضل الخلفاء قمع الفساد كما نشر العدل وقد عانت بغداد على عهده حصارا دام ثلاثة أشهر وكان القائم به محمد بن أخي مسعود السلجوقي لكنه عاد خاسئا بعد دفاع أهل بغداد عنها دفاع استماته , لقب المقتفي لانه رأى في المنام رسول الله محمد (ص) يقول له سيصل هذا الامر اليك فاقتفي لامر الله , وكما أورده السيوطي فقد صادر السلطان السلجوقي مسعود كل ما في دار الخلافة لكن المقتفي كان حكيما حليما وكان يجمع الجند ويعمل سرا الى ان مات السلطان مسعود فسيطر على الحكم وأعاد هيبة الخليفة وقاد الحملات فانتصر على اعدائه وبقي قويا مهابا الى وفاته .

33- أبو المظفر المستنجد بالله يوسف بن محمد المقتفي بالله 555هـ - 1160 م
أمه أم ولد كرجية اسمها (طاووس) كان عادلا شديدا على الفساق أطلق المكوس وأعفى الناس عن بعض الضرائب. حاولت محضيه ابيه ازاحته عن الحكم وتنصيب ابنها علي لكن خطتها فشلت في قتله وهو يحضر جنازة ابيه بعد ان فضح المؤامرة خادم له فقضى على المتآمرين كافة فسجن محضيه ابيه وابنها علي وقتل جواريها المشاركات في المؤامرة واغرقهن في نهر دجلة وامسك الحكم بقوة , له نظم ونثر جيدان وهو قائل القصيدة التي مطلعها عيرتني بالشيب وهو وقار ليتها عيرت بما هو عار.
مات مخنوقا في الحمام، خنقه أكابر دولته.

34 - المستضيء بأمر الله الحسن بن يوسف 566 هـ - 1170 م
أمه أو ولـــد اسمها (غضة) كــان حســـن السيــرة كريـــم الأخلاق، رد المظالم، وأفرج عن المحبوسين وأسقط كثيرا من الضرائب أنشأ المسناة وجدد سور بغداد، في زمانه استطاع صلاح الدين الايوبي استعادة أجزاء كبيرة من القدس من يد الصليبيين.

35- أبو العباس الناصر لدين الله احمد بن المستضيء بالله 575 هـ - 1179 م
أمه أو ولد رومية اسمها (زمرد خاتون) عمّر الملاجئ ودور الضيافات كما ســن الفتوة ولبس لباسها فتبعـــه الناس فتفتى خلــق كثير كــان عالما ألف كتاب (روح العارفين) تشيّع بتأثير من الصفويين في عهده خلق كثير من الأتراك والأكراد وهم الذين أطلق عليهم اسم ( القزلباشية ) وتعني بالتركية ذوي الرؤوس الحمراء وسيأتي ذكرهم فيما بعد . دام حكمه طويلا ومن أثاره تحديث بناء باب الطلسم سنة 618 هـ. في زمه زار بغداد الرحالة الاندلسي ابن جبير. وقد ايد صلاح الدين الايوبي في حربه مع الصليبيين وأرسل أوامره الى عماله في الأقاليم لتقديم المعونة لصلاح الدين وجمع الأموال والجند والسلاح لنصرة صلاح الدين الايوبي.

36- أبو النصر الظاهر بأمر الله محمد بن 622هـ - 1225 م
أمه أم ولد تركية اسمها (بقجة) كان ورعا عادلا محبا للرعية، أقام جسرا ببغداد احترقت في عهده قبة موسى الجواد (رض) فشرع بإنشائها لكنه توفى قبل إتمامها.

37- المستنصر بالله منصور بن احمد الناصر 623 هـ - 1226 م
أمه أو ولد تركيــة اسمها ( اخشق ) وهو الخليفة العباسي الخامس والثلاثين كان فاضلا ورعا يعظم أهل وينفق عليهم أنشأ خزانــة كتب جليلة أودعها ثمانين ألف مجلد ، كما أسس المدرسة المعروفة باسمه ( المستنصرية ) عبّد الطرق كما أجـــرى نهــرا من دجيل إلى قريــة أوانا التي سميت فيما بعد باسمه ( المستنصرية ) ووقف النهر على دار المضيف التي أنشأها في محال بغداد لفطور الفقراء في شهر رمضان ، كما بني المساجد والربط والخوانق والتكايا وقد شبهه ابن الاثير بالخليفة العادل عمر بن عبد العزيز وكان يفرق الأموال على الفقراء ويرد المظالم حكم وهو في الثانية والخمسين وتوفى بعد تسعة اشهر واربع عشر يوما.

38- أبو عبد المجيد المعتصم بالله عبد الله بن منصر المستضيء بالله 656 هـ - 1258 م
أمه أم ولد اسمها (هاجر) كان نبيلا طاهر النفس، محبا للعلم، أنشأ دار كتب الريحانيين نهب الكرخ على عهده في فتنة مذهبية وبه انتهت الخلافة العباسية بدخول جيوش المغول بغداد من باب كلواذا كما يسمى اليوم (الباب الشرقي) فقتل مع أبنائه وأشراف مدينته كان ذلك يوم الـ 28 من شهر محرم سنة 656 هـ. ارسل وزير المعتصم بالله المعروف بابن العلقمي الى هولاكو قائد المغول يطلب منه احتلال بغداد فزحف جيوش هولاكو وحاصرت بغداد فخرج لها جيش المعتصم فلم تتمكن من الاستمرار في محاربتهم وعندما قبض المغول على الخليفة قيل له انك لو قتلته واريقت دمائه على الأرض ستحدث كوارث عظيمة وكان المغول يهابون قتله لكن ابن العلقمي والمرجع الديني الفارسي نصير الدين الطوسي هونا على المغول قتل الخليفة واصدر المرجع الفارسي الطوسي فتوى تحلل قتل الخليفة ونصحه الطوسي بان يقتله خنقا , فقتل رفسا وقيل خنق وكان عمره يومئذ ستة وأربعين عاما وأربعة اشهر ومدة خلافته خمسة عشر عاما وثمانية اشهر , وقد تم اكتشاف قبره في مسجد المعتصم الاثري القديم الواقع في منطقة الاعظمية محلة النصة عام 1993 وعليه شاهد كتب اسمه وتاريخ وفاته وتم تجديد بناء القبر سنة 2005 وبمقتله انتهت الخلافة العباسية في بغداد وانتقلت الخلافة العباسية الى القاهرة .

الباحث
بسام شكري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة:

https://www.algardenia.com/maqalat/55842-2022-10-02-10-42-53.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

722 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع