شامل الحيالي
اهلنا واخواننا الكورد الكرام في الاعظمية
مقدمة
تأسست دولتنا العراقية في اوائل القرن المنصرم على يد رجال جُلّهم من اصحاب الحكمة والتجربة الطويلة والدراية عُرفو بعزَّة النفس وعفَّة اليد فبنوا بلدا تعيش فيه كل الطوائف والقوميات في سلام وامان واُخوّة ومحبة ووئام
ونتيجة لما اسسوه رحمهم الله ونتيجة ليساساتهم الحكيمة كانت الحياة وهي في اوج بهجتها وبساطتها وامانها تجمع في كل شارع ومحلة وناصية نماذج مُصغّرة لكل الاطياف التي تُشَكِل مجتمعنا العراقي (والبغدادي بشكل خاص) فالجارمن ناحية العرق هو العربي والكوردي والتركماني وغيرهم ومن ناحية الدين والطائفة فهو المسلم والمسيحي والصابئي وغيرهم ومن ناحية الفكر والمنهج فهو القومي والبعثي والاسلامي وغيرهم انصهروا في علاقات مودة هادئة ناصحة صادقة من دون مصالح زائلة ولامنافع بالية ولا مواربة خادعة ولا عواطف مصطنعة...
ورغم التباين والاختلافات في المناهج السياسية ما بين الاسلامي التوجه و القومي والماركسي واليساري واليميني الفكر والرؤى الا ان لمنظومة القيم والاخلاق والمثل التي نشأ عليها مجتمعنا الكريم فان الصداقات والعلاقات الاخوية ظلت قائمة بين اصحاب تلك الافكار والمناهج المتباينة ولانني كان قد اصابني الكثير من الخير في ذلك الزمن الجميل الذي عشته فقد وجدت لزاما عَلَيّ وعلى من سبقنا وعلى اقراني التعريف بذلك الوقت الذهبي الذي فقدناه لاطلاع الاجيال التي لم تعي ذلك العصر ولم تفتح عيونها الا على المناهج الهمجية التي بشر بها من اعتلى ناصية الحكم واصبح هو فقط الزعيم الاوحد والاب القائد والقائد الضرورة والتي ابْتُلِي بها بلدنا الجبيب فادخلوا الاجيال وادخلونا معهم في تلك الدوامات التي لازلنا ندور فيها...
ومن هنا اتتني فكرة الكتابة عن بعض العوائل الكوردية الكريمة ممن عرفتهم ومن الذين عشنا معهم وعاشوا معنا في الاعظمية الخالدة اهلاً واحبةً واصدقاءً وجيراناً ومعارفَ توزعوا على بعض مناطق ومحلات الاعظمية العريقة في الوزيرية ونجيب باشا والصليخ القديم والنصة
اشارات
قبل الشروع في التعريف بهؤلاء الكرام لابد من الاشارة الى ان علامة العراق ومفتيه الفقيه المعروف المرحوم فضيلة الشيخ امجد الزهاوي كان منحدرا بحسب المصادر التاريخية من العائلة الكوردية العريقة المعروفة (بابان) والذي ولد في بغداد ودفن فيها اذ لازال قبر فضيلته رحمه الله شاخصا في مقبرة الاعظمية وبجنبه مباشرة قبر تلميذه النجيب العلامة المجاهد الشهيد عبد العزيز البدري رحمه الله
الشيخ امجد الزهاوي
كذلك الشاعر المرحوم جميل صدقي الزهاوي والشاعر المرحوم معروف الرصافي الذي ولد في بغداد لاب كوردي
اشارة ثانية هي ان الاستاذ المرحوم ادريس والاستاذ الرئيس مسعود نجلي قائد الثورة الكوردية المرحوم الملا مصطفى البرزاني امضيا دراستهما الابتدائية في مدرسة الفراقد الابتدائية في الاعظمية عندما كان مديرها المربي الفاضل الاستاذ المرحوم ناجي السعدون والد الاساتذة المهندس باسل وضابط الدروع حازم والدبلوماسي فائز السعدون ووالد السيدات ميسون وفائزة وطبيبة النسائية المعروفة السيدة شذى السعدون حفظهم الله جميعا...
اما الاشارة الثالثة فان الاستاذ الرئيس جلال الطالباني ايضا كان قد انهى دراسته في كلية الحقوق في الاعظمية
محلة النصة
ابدأ بمحلة النصة حيث كانت هناك عائلة الاستاذ المرحوم مجيد وابنائه الاخوة سامان وسربس وسيروان وشقيقاتهم الكريمات سارة وكلاويش ونازك و اذكر ان الاخت الكريمة سارة كانت قد فازت بالمركز الاول بمسابقة ملكة الجمال التي اقيمت في اواسط الستينات تحياتي الخالصة لهم اينما كانوا
وايضا في محلة النصة القديمة كانت هناك عائلة المرحوم علي شفيق بابان والد الاساتذة المرحوم طالب والاستاذ صائب الذي اشتهر بنكاته الجميلة وطرائفه القوية وقد كان لفترة من الفترات معدا ومقدما لبرنامج مسابقات في تلفزيون بغداد (نسيت اسم البرنامج) الذي كان شبيها ببرنامج صندوق السعادة للراحل فخري الزبيدي ان لم يكن امتدادا له اذ كان يحظى بجمهور كبير
وايضا من اولاد المرحوم بابان كان الاستاذ حسين والاستاذ سعد بابان خريج كلية التربية الرياضية وكان في الستينات مدربا لاحد فرق كرة القدم في الاعظمية وكنت لاعبا فيه اسمه فريق الدفرسوار والذي بجهود الاستاذ سعد مثل هذا الفريق نادي الامة (الدرجة ج ) حيث كان فريق نادي الامة (الدرجة أ) يلعب ضمن الدوري العراقي واظن ان الاستاذ سعد (لست متاكد) درس الشريعة لاحقا لانه تم تعيينه في الثمانينات مديرا لمعهد الدراسات الاسلامية الواقع في السبع ابكار
اما النجل الاصغر لعائلة بابان فهو الصديق العزيز الفنان المسرحي غانم بابان الذي تخرج من معهد الفنون الجميلة ثم اكاديمية الفنون الجميلة. غادر البلد في السبعينات واظنه عاد اليه بعد ثلاثة عقود حفظه الله وابلغه خالص تحياتي
وشمال محلة النصة كان بيت المرحوم ابراهيم شريف البرزنجي الذي انجب ثلاثة ابناء هم نعم الابناء كل من الاخ الحبيب العقيد قوات خاصة الركن خليل والمرحوم اسماعيل والمهندس محمد الذي ولد يوم الاحتفال في الاعظمية في اواخر الستينات بالمولد النبوي الكريم فاسماه والده ( محمد) تيمنا بنبينا الكريم عليه الصلاة والسلام
ومن الشخصيات المعروفة من الكورد الذين سكنوا سابقا في محلة النصة المقدم فتاح سعيد الشالي عضو محكمة الشعب المعروفة (بمحكمة المهداوي) وكان سكن تلك العائلة الكريمة خلف بريد الاعظمية القديم ومقابل منزل الملحق العسكري السابق المرحوم صالح السامرائي والد السياسي الحالي الدكتور اياد السامرائي
كان الاستاذ المرحوم الشالي آمرا لسرية الهندسية التاسعة لواء 20 قبل 14 تموز 1958 ثم تم تعيينه عضوا في محكمة الشعب التي استقال منها لاحقا بسبب تعاطفه وعدم موافقته على قرارات المحكمة باعدام ناظم الطبقجلي ورفعت الحاج سري ورفاقهم رحمهم الله جميعا
اذكر من ابنائه الاستاذ خسرو الذي درس في اعدادية الاعظمية حفظه الله اينما كان
والى راس الحواش وتحديدا خلف سينما الاعظمية كانت تقطن عائلة المرحوم الاستاذ احمد بيك توفيق الذي كان من اوائل المتصرفين (المحافظين) للواء السليمانية (محافظة السليمانية) في العهد الملكي حيث رحل اليها بعد التعيين ثم عاد الى الاعظمية بعد قيام الجمهورية في 14 تموز 1958 وتقاعد من منصبه رحمه الله ومن عائلته الكريمة الدكتور ازاد السليمان والذي كان ايضا استاذا في الكلية الطبية وابنه الصديق والاخ العزيز الدكتور محمد ازاد السليمان حفظه الله
كما سكن قرب راس الحواش وتحديدا شارع سهام المتولي عائلة الكريمان الاستاذ صباح البرزنجي وشقيقه الاستاذ خالد..
شارع عمر عبدالعزيز والصليخ القديم
في بداية شارع عمر بن عبد العزيز من جهة النادي الاولمبي كان الشارع الثاني المتفرع منه من جهة اليمين واسمه شارع جلال احمد تسكن فيه عائلة المهندس المدني الاستاذ نيازي عمر والذي هندس وصمم بيته بنفسه فكان في ذلك الوقت احد البيوت الجميلة في الاعظمية وكانت كبرى ابنائه السيدة الكريمة جوان وقد انقطعت عني اخبار هذه العائلة الكريمة بعد رحيلهم ادعو الله ان يكونوا بخير وصحة وسلامة
اما مقابل هذا الشارع من الجهة الاخرى اي الشارع المقابل لكلية العلوم فقد كان يسكن هناك عائلة الاستاذ المرحوم ميرزا محمود والذي اغلب ظني كان يعمل في الديوان الملكي او في ديوان احدى الوزارات الملكية وقد انجب رحمه الله اربعة ابناء وابنتين هم كل من الاستاذ المرحوم اللواء صباح (ابو رنا) الرياضي والسياسي وكان رئيسا للجنة الاولمبية العراقية ورئيسا لنادي الشباب الذي حقق نتائج يشار لها على مستوى الاندية العراقية رحمه الله ثم الابن الاخر الاستاذ الفاضل فلاح (ابو تارا) بطل الملاكمة المعروف والذي كنا صغارا تستهوينا مشاهدته في الحلبة مع تلك النخبة من الملاكمين في نادي الاعظمية التي لن تتكرر في تاريخ الملاكمة العراقية ليس من ناحية الكفاءة فحسب بل من ناحية الخلق الرفيع والادب الجم الذي كانوا عليه فالرياضة طاعة واخلاق قبل كل شيئ وكان الاستاذ فلاح مديرا عاما قديرا لمديرية المعارض العراقية
ثم الابن الثالث الاخ الكريم الاستاذ الصيدلي سردار (ابو جوان) والذي تشرفت بمعرفته سابقا رعاه الله وعمل بكفائته المعهودة في احدى اكبر المؤسسات العربية للدواء مقرها في عمان للاسف لا اتذكر اسمها وقد اخبرني احد الاخوة الثقاة ان الاستاذ سردار كان من جوده يزود الكثير من العائلات بالادوية التي شحت خلال فترة الحصار مجانا واستميحه عذرا ان كان من كرم اخلاقه لا يرغب ان اجاهر بذلك المعروف الذي كان يصنعه سرا فجزاه الله خيرا بكل الاحوال..
واخيرا الابن الرابع ورائد الكتابة عن الاعظمية واهلها ورياضييها وطلابها وناسها الاخ الكريم الاستاذ سرور(ابو احمد) المحترم والذي تخرج من كلية العلوم قسم الجيولوجي ثم حصل على الماجستير من فرنسا في اوائل السبعينات والذي عمل في مؤسسات الدولة بدء من شركة المعادن الوطنية العراقية وانتهاء بهيئة الطاقة العراقية و للاخ سرور صفات قد لايعرفها الا من عرفه عن قرب ليس اولها البساطة والطيبة والخلق الرفيع ولا اخرها الوقفات الاصيلة والجادة والوفاء للاصدقاء وغير الاصدقاء فليحفظه الله ويرعاه . كما كان للاخوة المذكورين شقيقتان فاضلتان حفظهما الله اينما كانتا...
ومن شارع عمر بن عبد العزيز يتفرع منه شارع الضباط الذي سكنه الكثير من العوائل الكوردية الكريمة اذكر منهم عائلة الاخوة طارق ونوزاد وعقيد الشرطة فاروق حفظهم الله
ونستمر في شارع عمر بن عبد العزيز حيث سكن الاستاذ اللواء جهان بابان مدير السفر والجنسية واولاد عمه الافاضل السيدان صادق وعادل بابان حفظهما الله
ولا زلنا في شارع عمر بن عبد العزيز العريق باتجاه الصليخ فقد كان يقطنه من اغوات الكورد الصيدلي المرحوم كمال صبري على اغا والذي توفي في شبابه رحمه الله وكان من الصيادلة الرواد على مستوى العراق وبيتهم يقع مقابل سوق العزاوي في شارع عمر بن عبد العزيز كما كان رحمه الله صديقا لابن عمتي المرحوم الصيدلي عبد العزيز احمد عبدالباقي والذي كان ايضا من الصيادلة الرواد وسكنه مقابل للمرحوم كمال فجمعتهما زمالة المهنة وعلاقة الجوار رحمهما الله رحمة واسعة
وفي نفس المكان كانت عائلة المرحوم الاستاذ الاغا محمد سعيد الخفاف ونجله الكريم الاخ كاوة وكذلك ابن شقيق المرحوم الخفاف اخونا الكريم وصديقنا الاثير الوجيه الجيولوجي الاستاذ نوروز جمال الخفاف صاحب المواقف الاصيلة الذي عاش في الاعظمية وجيها كما هو الان في السليمانية وجيها حفظه الله كما لابد من ذكر طيب الذكر شقيقه المرحوم المهندس بهروز رحمه الله وادخله فسيح جناته
ثم صعودا في شارع عمر باتجاه كلية بغداد كان بيت الاستاذ احسان شيرزاد وهو المهندس المدني القدير و الوزير السابق الغني عن التعريف خريج كلية الهندسة بجامعة بغداد عام 1946 والماجستير من جامعة مشيغان عام 1950 والدكتوراه من جامعة كاليفورنيا عام 1987 اضافة الى البكالوريوس في الحقوق عام 1962 وقد عمل استاذا في كلية الهندسة حتى بلوغه مرتبة الاستاذية عام 1965،كان وزيرا للاشغال والاسكان عام 1967 وكان له مكتبا هندسيا مشتركا مع الاستاذ رفعت الجادرجي امين العاصمة السابق في شارع النضال بناية حسيب صالح ،كان بيته يقع مقابل ساحة الشيوخ في الشارع العريض المتفرع من شارع الاخطل والذي يؤدي من جهته الاخرى الى جامع العساف وايضا وبسبب احكام الذاكرة نسيت اسم نجله الكريم حيث كنا كثيرا ما نلتقي كوننا من سكنة منطقة واحدة في الصليخ القديم
وقربهم وتحديدا بجوار (تانكي الماء) في شارع الاخطل كان منزل الاستاذ المرحوم القاضي جهاد الونداوي وشقيقه المرحوم الاستاذ فؤاد الونداوي وقد كانت عقيلة المرحوم جهاد الونداوي السيدة حبيبة وشقيقتها السيدة سميحة من صديقات المرحومة والدتي منذ ثلاثينات من القرن الماضي ولم تنقطع الصلة بهما حتى بعد وفاة الوالدة عام 1993 رحمها الله فقد بقينا على تواصل معهما حتى مغادرتي البلد عام 1997 اذ بعد وفاة المرحوم جهاد الونداوي كنت كثيرا ما ارعى شانهما بعد ان بقيتا وحيدتين مسنتين حسب ما اوصى به رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام باكرام اصدقاء الوالدين حتى بعد وفاة الوالدين
ثم تأتي عائلة المرحوم الاستاذ المهندس نوري شاويس من اكابر السياسيين الكورد واوائل الاعضاء ان لم يكن من المؤسسين للحزب الديمقراطي الكردستاني وكان في عام 1958 نائبا لرئيس نقابة المنهدسين العراقية ثم التحق بالثورة الكوردية عند اندلاعها عام 1961 ثم بعد اتفاقية اذارعام 1970 اصبح وزيرا للاشغال ولكون هذه العائلة الكريمة هم من سكنة نفس المنطقة فقد جمعتني مقاعد الدراسة المتوسطة مع نجليه الكريمين (رهيلة وبروسكا) ثم ثانية مقاعد الدراسة في الاعدادية المركزية ويظهران حفظهما الله في صورة التخرج من الاعدادية المركزية عام 1973 كما يظهر في الصف الاول الجالس السادس من اليساراستاذ الرياضيات القدير الاستاذ عمرو آل ياسين الذي اجلس مباشرة بيساره
اما النجل الاكبر للمرحوم الاستاذ نوري شاويس فهو الاستاذ روﮋ نوري شاويس السياسي المعروف والذي جمعني لقاء به عام 1999 في امريكا حيث حمّلته تحياتي لشقيقيه
ومضيا في شارع الاخطل كان في فرعه الثالث من جهة اليمين منزل الاستاذ المهندس المقاول المرحوم حسيب صالح الذي كان صاحب الكثير من المشاريع العمرانية والمباني الكبيرة في بغداد التي عمرتها شركته الهندسية من ضمنها مدينة الطب التي كانت احدى التحف واحدى المعالم الشامخة في بغداد اما نجله الاكبر الاخ جوتيار فكان قد غادر العراق في وقت مبكر للدراسة حفظه الله
ونستمر في الصليخ القديم والى شارع كلية بغداد حيث عائلة المرحوم الاستاذ ماجد مصطفى خال الوزير السابق الاستاذ المرحوم فؤاد عارف وكان الاستاذ ماجد مصطفى رحمه الله من العسكريين القدامى و من الوزراء البارزين في العهد الملكي كما كان يعتبر حلقة الوصل بين المرحوم الملا مصطفى البرازاني قائد الثورة الكوردية وبين الحكومة العراقية اذ كلفه المرحوم الباشا نوري السعيد مابين الاعوام 1943-1945 بان يكون الوسيط بين الحكومة العراقية وبين قادة الثورة لحل المشاكل بصورة سلمية والتي اتمها على اكمل وجه حيث نتج عن جهوده انفراج نوعا ما في المشهد العام العراقي فتوجه رئيس الوزراء نوري السعيد مع وزيره ماجد مصطفى الى كوردستان العراق ليؤكد للمرحوم البارزاني تحقيق حقوق الشعب الكوردي في اطار حقوقه المشروعة وقد توفي رحمه الله عام 1974 ودفن في مقبرة الغزالي
المرحوم ماجد مصطفى
كان البيت الذي تسكنه ابنته اختنا الفاضلة الكريمة نوال ماجد مصطفى وابنيتيها الكريمتين الدرتين ياسمين ونازك والابن العزيز ماجد وزوجها الكريم المرحوم الاستاذ فرهاد فؤاد عارف يقع في شارع كلية بغداد ومقابل الباب الرئيسي لها وكانوا لنا نعم الجار والاهل اذ يفصلنا عن بيتهم من جهة اليمين بيتان الاول جارنا الملاصق لنا القاضي القديم النزيه المعروف المرحوم نوري الهاشمي والد المرحومين (فارس وبسمة) ثم دار الاستاذ الدبلوماسي القديم المرحوم معمر امين خالص والد اخينا الكريم الصديق العزيز وائل
تعرض المرحوم فرهاد فؤاد عارف في اوائل السبعينات لمضايقات الاجهزة الامنية للاسباب التي ذكرها والده في مذكراته رحمه الله فبعد ان كان ضابطا في الجيش تم احالته الى الشرطة في مديرية الجنسية العامة وبرتبة رائد ثم لاحقا احالته الى موظف مدني في دائرة نفوس الحلة فكان يذهب الى عمله يوميا من بغداد الى الحلة مجبرا حتى احالته على التقاعد ثم حبسه لاحقا وكان كثيرا ما يحدثني عن سجنه ومعاناته فيه رحمه الله
اجرى المرحوم فرهاد عام 1980 عملية كبرى في القلب في لندن وكان يرافقه انذاك والده المرحوم فؤاد عارف اجراها له جراح القلب المشهور مجدي يعقوب وقد تكللت بالنجاح و لم يكن الحاج فرهاد صديقا وجارا فحسب بل اخ اكبر رحمه الله رحمة واسعة وادخله فسيح جناته
اما جارنا من جهة اليسار فقد كانت عائلة المرحوم مدير الشرطة في العهد الملكي المتقاعد المرحوم الحاج ياسين وفيق الجلبي وهم من اكراد خانقين وكان له ولدان هما المرحوم محمد مكي الجلبي والد الاخوين وفيق وياسين والمرحوم اللواء الركن المتقاعد محمد فهمي الجلبي (ابو مصطفى) الذي كان قائدا لاحدى فرق الجيش العراقي سابقا رحمه الله برحمته الواسعة
وايضا سكن في منطقة الصليخ عائلة الاستاذ الكريم جميل بابان الذي تخرج من كلية العلوم في الاعظمية وعائلة الاستاذ الدكتور مظفر الزهاوي
ثم انتقل الى راغبة خاتون حيث تقطن عائلة المرحوم محمد رفيق النقشبندي وولداه الاخ الاستاذ عصام لاعب الكرة الطائرة في النادي الاولمبي والاخ المقاول توفيق والذي ايضا تعرض لظلم واضطهاد الاجهزة الامنية في السبعينات حيث تم اقتياده من قبلهم وهو ياخذ العزاء من المعزين في ثاني يوم فاتحة والده رحمه الله وسط دهشة واستغراب واستنكار الحضور وبقي موقوفا لفترة طويلة لاقى فيها حسب ما اخبرني ما لاقى لاتهامه بانه احد اعضاء تنظيم القوميين العرب في الاعظمية وحين كان ينفي التهمة باعتباره من القومية الكوردية يقولون له ان معظم اصدقائه هم من تنظيم القوميين العرب في الاعظمية
لقد نوهت في مقدمتي ان علاقات الصداقة والاخوة والانسجام التي كانت سائدة بين الناس لم تكن تفرق بينهم اعتقادات او قوميات او مناهج مختلفة ولكن انى للعقول الصدئة والقلوب المتحجرة ان تفقه هذا المنطق على كل حال فقد سلم الله الاخ توفيق وعاد الى عمله في المقاولات
اما شقيقتهم السيدة الفاضلة والاخت الكريمة وفاء النقشبندي فقد كانت اسما على مسمى في تعاملها مع المعارف والاصدقاء والجيران وكانت مسؤولة الحجز في مكتب الخطوط الجوية العراقية والتي كانت دائما تسهل على الجميع امور وشؤون حجز تذاكر السفر للمسافرين الى خارج العراق فجزاها الله خيرا وحفظها واهلها من كل سوء
الوزيرية ونجيب باشا
انتقل الى الوزيرية حيث سكن الوزير السابق والسياسي المعروف ومرافق الملك غازي رحمه الله المرحوم الاستاذ فؤاد عارف وهو ايضا من العوائل الكوردية الكريمة التي سكنت الاعظمية التحق عام 1974 بالثورة الكوردية ثم تصالح مع الحكومة العراقية وعاد الى بيته في شارع المغرب وله رحمه الله
سبعة من الابناء هم على التوالي فرهاد وفرياد وشيرزاد وشوكت وازاد وعارف واسماعيل توفي اربعة منهم رحمهم الله وبقي الاستاذان الكريمان شيرزاد في المانيا واسماعيل اظنه في السليمانية حفظهما الله والمرحوم فؤاد عارف اشهر من ان اتحدث عنه خصوصا ان مذكراته الكريمة ملأت الاسواق
وممن سكن ايضا في الوزيرية وتحديدا في محلة نجيب باشا عائلة الاستاذ علي احمد كولة وكان نجله الكريم زميل الدراسة في الاعدادية المركزية والذي جائنا في الصف الرابع نقلا من كلية بغداد الصديق الوفي سردار علي احمد والذي كانت له هواية مميزة بالسيارات وقيادتها وللاسف لا يظهر في صورة التخرج اعلاه واظنه كان غائبا لذلك اليوم حفظه الله اينما كان
وفي محلة نجيب باشا كانت تقطن عائلة الدكتور ابراهيم عبد الفتاح والد السيدة الفاضلة دلبر والسيدتين الكريمتين الدكتورة دلنيا والدكتورة دروشان وكذلك شقيقهم الفاضل الاستاذ دلير الذي التحق بالثورة الكوردية في السبعينات ومن كردستان حط رحاله في لندن حفظه الله
كما كان يسكن في شارع المغرب الاستاذ المحامي عادل بابان و يسكن قريبا منه وقرب مستشفى الالوسي الاساتذة اسماعيل ونجيب وفاتح بابان حيث درس الاستاذ فاتح في اعدادية الاعظمية وكان له دور سياسي سابق مشهود حفظهم الله في حلهم وترحالهم
وسكن الوزيرية ايضا الاستاذ المرحوم طه محي الدين معروف وكانت تربطنا مع ابنة شقيقته السيدة الفاضلة المرحومة فريال محمد صالح زوجة الاستاذ مؤيد رشاد علاقة اهل واخوة عائلية وابنتهما الكريمة الدكتورة تارا التي تخرجت الاولى على كلية الاداب في قسم اللغة الانكليزية وشقيقها الكريم الاخ احمد حفظهم الله جميعا
اما في شارع طه فقد سكنت عائلة البرزنجي الكريمة واولادهم الاساتذة حارث وحازم والمرحوم الصديق العزيز الشهيد حاذق واخيهم الاصغر حائل حفظهم الله
واخيرا سكن في منطقة كورنيش الاعظمية الاستاذ توفيق بابان قرب قصر شعشوع كما سكن في منطقة العيواضية (العلوازية) عائلة الدبلوماسي السابق الاستاذ وسام الزهاوي وشقيقه الاستاذ مازن
خاتمة
ان هذا الاستعراض البسيط لبعض العوائل الكوردية التي ربطتنا ببعضهم علاقات الجيرة الحميمة وضمنها علاقات الطفولة البريئة او الزمالة الدراسية الخالصة او الصداقة النصوحة الصادقة او حتى المعرفة البسيطة العابرة ليجسد كيف كان النسيج العراقي المتنوع واهله يقيمون العلاقات الاخوية فيما بينهم بابهى صورها واعلى قيمها ولعلها تكون درسا عمليا للاجيال اللاحقة في كيفية التعامل مع الاخرين في الاقوال والافعال
واخيرا فيشهد الله اني عصرت الذاكرة عصرا كي لايفوتني ذكر احد من العوائل او الاخوة الكورد الكرام ممن عرفتهم في الاعظمية وهذا ما جادت به ذاكرتي علي فمعذرة لمن فاتني ذكره في هذا العرض البسيط واترك للاخوة المعلقين التذكير بهم واثراء الموضوع بما خزنت ذاكرتهم الكريمة واسال الله ان يتغمد برحمته من مات منهم وادعوه ان يوفق ويحفظ من لا زال على قيد الحياة والله من وراء القصد...
681 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع