إطلالة على المِنْدائيّين

                                                  

                       بروفيسور حسيب شحادة
                             جامعة هلسنكي


إطلالة على المِنْدائيّين

مقدّمة

يبدو لي أنّ القارىء العربيّ المثقّف حتّى، لا يعرف شيئًا ذا بال عن هذه الطائفة الكتابيّة الغنوسطيّة الصغيرة والوحيدة، (Mandaeans, Mandeyānāye)، طائفة المتعمّدين العرفانيّين، التي تعيش على ضفاف دجلة والفرات (ادچلات وپوانون)، جنوبي العراق، وفي الجنوب الغربي من إيران (خوزيستان)، على ٱمتداد نهر قارون، منذ ألفَي عام. يعيش المندائيون/المنداعيون أو الصابئة أو الصُّبّة الذين يُطلق عليهم أسماء ونعوت كثيرة: المتعمّدون؛ العارفون؛ المغتسلة؛ السابحة؛ الكوشطيون/الكشطيون (أصحاب/دعاة الحقّ)؛ الكيماريون؛ الرشيون؛ الأنباط العراقيون؛ شلماني أي المسالم؛ اليحياويون أي أتباع يوحنّا المعمدان؛ الناصورئيون/النوصرائيون؛ الآدميون؛ الحرنانية/أهل حران؛ المصطبغون؛ صابئة البطائح؛ المتنوّرون أو أبناء الماء والنور؛ أتباع إدريس؛ نصارى/مسيحيو القدّيس يوحنّا المعمدان؛ صاغة الفضّة العماريون؛ نوارس الرافدين/العراق؛ بهيري زِدقا/الصادقون المختارون- اليوم في مدن عراقية كبيرة أيضًا، مثل بغداد والبصرة والناصرية ومَنْدَلي، والكوت والعِمارة والحلّة، وقلعة صالح وسوق الشيوخ والحلفاية، وديالى والديوانية وكركوك والموصل وواسط وكذلك في الشتات، في أمريكا الشمالية وأوروپا وأستراليا وفي أقطار الخليج العربي وسوريا والأردن وإيران إلخ.

المندائيون هم دين وقومية وثقافة موغلة في القِدم، وهم يقولون إنّ ديانتهم من أقدم الديانات، إن لم تكن أقدمها، إنّها تعود إلى آدم أبي البشر، رأس الذرية وإنّها أنقى الشرائع. يرجع معظم تراثهم المكتوب إلى ما قبل ظهور الإسلام. الماء أبجديتهم الأولى، كما كانت الحال لدى السومريين والأكّاديين قبل ذلك، وربّما كانوا سكّان بطائح العراق/جنوب العراق الأصلانيين. يسمع الإنسان العربي، ويقرأ هو والمثقّفون عامّة، عن الشيعة والسنّة والأكراد والأشوريين والأزيديين والتركمان والسريان، ولكن لا أحد تقريبًا يذكر المندائيين. الجدير بالذكر أنّ الدساتير العراقيّة، لا تُشير البتّة إليهم، وفي إيران هم أصغر مكوّن وغير معترف به.

اِرتأيت في هذه الدراسة، إلقاء بعض الضوء على هذه الأقلية الصغيرة، من ضمن عشرات الأقليات التي يزخَر بها العالم العربيّ، إنّها تتكلّم اللغة العربية، ولكنّها ليست عربية ولا إسلامية، لا مسيحية ولا يهودية، حالها في هذه الجزئيّة حال السامريين. ينبغي عدم الخلط بين هذه الطائفة الموحِّدة وصابئي حرّان الوثنيين، عبدة الكواكب والنجوم. في مجلس الحُكم الانتقاليّ العراقيّ، كان ثلاثة عشر عضوًا من الشيعة، خمسة من السُّنّة، خمسة من الأكراد، واحد من الأشوريين وواحد من التركمان، ولكن بدون أيّ ممثّل عن المندائيّين. هناك من يقول، إنّ أصل العرفانية (الغنوصية) تعود إلى نبونيد (٥٥٦-٥٤٩ ق.م.)، آخر ملوك بابل، الذي دعا إلى عبادة إله واحد ٱسمه سين، إله القمر، وجعل حرّان قِبلة المؤمنين. ترى المندائية أنّ الإنسان مكوَّن من روح ونفس وبدن. الروح نور إلهي مرتبط بملكوت السماوات، والنفس دنيويّة فيها الشهوة والشعور، أمّا البدن فهو مركز الغرائز والخطايا.

يُقدّر عدد المندائيين اليوم ما بين ٢٥ ألفا و٣٠ ألف نسمة (رأي آخر يقول ٦٠ ألفا - ٧٠ ألفًا، وهو في تقديري، أقلّ احتمالًا بكثير من الأوّل)؛ بقي منهم الآن في مسقط رأسهم في العراق ما بين ٨-١٠ آلاف، في حين أنّ عددَهم قبلَ العام ٢٠٠٣، كان أكثر من ٣٥ ألفًا؛ والمسيحيّون كانوا قرابة ١،٣مليون والآن أقل من ١٥٠ ألفا. هنالك مجلسان، مدني وديني/روحاني يتوليان إدارة شؤون الطائفة. هنالك كوتا من خمسة نوّاب للمسيحيين في برلمان بغداد، وخمسة في برلمان إقليم كردستان، أمّا للمندائيين فهنالك نائب واحد في برلمان بغداد. مئات من المندائيين قد تنصّروا إثر هِجرتهم إلى الغرب منذ تسعينيّات القرن الماضي، فذلك العقد كان من أصعب الأوقات بالنسبة لهم في العراق، وهذا ما يحدُث عادة للكثير من المهاجرين من منطقة الشرق الأوسط إلى الغرب، وهذه الهجرة هي الشغل الشاغل في الوقت الراهن بالنسبة لأوروبا الغربية. يمكِن القول إنّ المندائيين قد عاشوا بأمن وأمان وازدهرت حياتهم الاقتصادية بصورة عامّة في عهد حُكم صدّام حسين.

مدخل عام

الصابئة/المندائيون هم من أهل حرّان الذين نسَبوا حِكمتهم إلى ’هرمس‘ و ’عاذيمون‘، وكان الطبيب الصابئي المعروف، ثابت بن قرّة (ت. ٩٠١م) قد نقل إلى العربية مؤلَّفا بعُنوان ’’أنظمة هرمس‘‘، وهرمس في المانوية هو أحد الرُّسل الخمسة الّذين كانوا قبل ماني. وماني هذا، وُلد بين المندائيين ولم يتعلّم أصول الديانة المندائية فحسب، بل ودواوينهم السرية ذات المحتوى الباطني أيضًا، ولكنه انشقّ عنهم لاحقًا. تُنسَب أصول هذا الدين المندائي التوحيدي إلى النبي الأول، آدم العاقل، ومن تلاه من أنبياء مثل شيتل ونوح وسام ويهيا يوهنا.

تُعتبر هذه الديانة المندائية، التي لا ذكرَ لاسم مؤسِّسها، واحدة من الديانات القديمة في بلاد ما بين النهرين، ولا توجد أية دلالات تاريخية أو مادّية بشأن تحديد مكان نشوئها، وزمان ظهورها. ويظهر أن المندائيين لم يخلّفوا مؤلفاتٍ تُعنى بتاريخهم، شأنهم في هذا الصدد، شأن أقليات إثنية أخرى في الشرق الأوسط. قد تكون هذه الطائفة، قدِ ٱنبثقت من إحدى الطوائف اليهودية في القرن الثالث للميلاد، مثل الفرّيسيين الإسينيين، وهنالك من يدّعي أنّهم من سبط لاوي. يبلغ تعداد أتباع هذه الطائفة حوالي الثلاثين ألف نسمة، كما نوّهنا، وتعيش الأكثريّة، قُرابة الثلث، في جنوب العراق بالقرب من نهري دجلة والفرات، وفي أصقاع مختلفة مثل، منطقة الأحواز في إيران وفي بعض مدن آسيا الصغرى، والباقي قرابة الخمسة عشر ألفا في المهجر، جاليات في أمريكا وأوروپا وأستراليا.

تعرضّت هذه الطائفة، كغيرها من الأقليات الكثيرة الأخرى في الشرق الأوسط، إلى العديد من ألوان الاضطهاد والملاحقة والمعاناة، دينيًا ومادّيًا وثقافيًا في تاريخها الطويل القديم، من قبل اليهود والزرادشتيين والمانويين. كما وتشهد على ذلك الحِقبة الزمنية الممتدّة من مستهلّ القرن السابع عشر، على سبيل المثال، وحتّى يوم الناس هذا. ويذكر أن مندائيي منطقة الجزيرة قد تعرّضوا في القرن الرابع عشر إلى مجزرة طالت الجميع، رجالًا ونساء وأطفالا، وبقيت الطائفة بلا كهنة لعدة سنوات. وفي العشرينيّات من القرن السابع عشر، حاول جنود برتغاليون ومنظّمات كاثوليكية تبشيرية مختلفة، بالقوة تارة، وبالإغراء تارة أخرى، تنصير العديد من المندائيين في البصرة، حيث أقاموا كنيسة. وفي العام ١٨٣١ تعرّض المندائيون لخطر الانقراض جرّاء وباء شديد، ضرب أماكن سكناهم، وفي العام ١٨٧٠ ارتكبت في شمال الأهواز، جنوب غرب إيران، مجزرةٌ بحقّ الطائفة أتت على جميع أفرادها تقريبًا في شُشْتار، وكثيرًا ما يصفهم جيرانهم بالكُفر والنجاسة. ويُروى أنّ عدد المندائيين الذين قُتلوا منذ سقوط بغداد في شهر نيسان عام ٢٠٠٣ قد بلغ الثمانين شخصا.

أما في العصور الغابرة، فقد عاش هذا الشعب على ٱمتداد رقعة جغرافية واسعة، في ما يسمّى حديثًا بالشرق الأوسط، ولكنّهم لم يعرفوا طعم الحكم الذاتيّ في تاريخهم. ولهذه الطائفة ملامح وخصائص مشابهة للعقيدة الغنوسطية، أي المعرفية. والمعرفة هذه، لا تتأتّى عبر الدرس والتعليم فقط، بل وبالأساس، تتكىء على الفيض الالهي الروحاني، ولا بدّ من طُهر جسدي وروحي كامل يصل الذروة، ليتسنّى للمندائي (المنداعي، العارف) التواصل بقِوى النور، والاطّلاع على الأسرار المقدّسة. وفي العقيدة المندائية ثنائية غنوسطية، أمّ وأب عالمين، عالم النور وعالم الظلام، الخير والشرّ، والعداء بينهما محتدمٌ بشكل دائم.

المندائيون ليسوا بمجوس أو عَبَدة النيران، كما يصفهمُ البعض (مثلاً: محمد على الصابوني، صفوة التفاسير، تفسير للقرآن الكريم. القاهرة، ط. ١، ١٩٩٧، ج. ٢، ص. ٢٦٠) ولا نصارى، إلا أنّهم من أهل الكتاب. ويبدو أن الحِقبة الزمنية الواقعة ما بين القرن الثاني قبل الميلاد والقرن الأوّل للميلاد، كانت حاسمة في تبلور سلسلة من الأفكار والمبادىء المندائية، في بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس، لدى المندائيين الشرقيين، وفي بلاد الشام لدى المندائيين الغربيين، الّذين مرّوا بفترات منافسة وخصومة مع أديان أخرى كاليهودية. وقد جاء في چنزا يمينا ١٣: ٢٢ وما يليه ”لا تكونوا مع اليهود، أولئك الذين لم يثبتوا على قول واحد، أحدهم يسيء للآخر، وملك ينقص من الآخر، ونبي يكذب الآخر“. وقد سكن بعض هؤلاء الغربيين في حرّان وجبال ميديا وطور بروان (الجبل الأبيض) وجبل الكرمل والناصرة وضفاف الأردن، ومناطق جبلية في فلسطين. ومن المهن التي ٱشتهر بها المندائيون، صناعة المجوهرات، وقد نقلوها إلى مدينة سيدني مثلًا، والزوارق وطليها بالقار(المشاحيف)، والسكاكين والمناجل والصياغة والحدادة والنجارة، والزراعة وتربية الماشية وصيد السمك، وكتابة التعاويذ وعمل الرقي مقصوران على الكهنة.

وللمندائيين راية يوحنا/يحيى (دْرافْشا اد يهيا يُهنا)، وهي عبارة عن رمز لدينهم، وهي بمثابة غصنين متقاطعين من شجرة مثمرة، على شكل صليب، ملفوفين بوشاح من الحرير الأبيض، وفي أحد جوانبه شراشيب. وهذه الراية (الشعار) ترمز إلى السلام والنور وشجرة الحياة. ويذكر التراث الديني المندائي أنّ الملاك هيبل زيوا (واهب النور، جبرائيل) قد سلّم هذه الراية لآدم الخفيّ (ادم كسيا)، وآدم سلّمها إلى المندائيين. وتُدعى العشائر المتعدّدة التي تقطن الأهوار باسم ’المعدان‘، والمندائيون محافظون جدّا، متشبّثون بعاداتهم وطقوسهم الميثولوجية القديمة ذات المسحة القدسية، إلا أنّ عصر العولمة الذي يجتاح العالم بأسره، ’يُخلخل‘ بعض تلك العادات والطقوس القديمة، إذ أنّ الصراع بين التراث والحداثة قائم ومستمرّ، وهناك بعض الطقوس التي يُسّرت وبُسّطت لمواكبة عجلة الزمن المتسارعة، إذ مثلًا، لا توجد أنهار بالقرب من أماكن سكن الكثيرين من المندائيين اليوم.

الاسم والمعمودية

في الوقت الراهن، يُطلِق أتباع هذه العقيدة الدينية على أنفسهم، العامّة ورجال الدين، على حدّ سواء، اسم ’المندائيين‘ أو ’’المعمدانيين الأصليين‘‘ فيما بينهم، أمّا في الماضي فكان الاسم ’ناصورائي‘ هو الشائع، وأصبح الآن خاصًّا برجل الدين الضليع في العقيدة، وشافي الجسم والروح. وهناك أيضًا ’تَرْميدا‘، وهو الكاهن العادي ’وچَنْزِبْرا‘ وهو رئيس الكهنة. ويبدو أنّ أصل الاسم ’صابي‘ هو الفعل الآرامي المندائي ’صبا‘ ومعناه ’’اصطبغ، تعمّد‘‘ وكلمة ’المندائيين‘ مستمدّة من ’مندا‘، التي أصلها ’مندع‘ وتعني ’’العلم والمعرفة‘‘ وعليه، فاسم هذه الطائفة معناه بالعربية ’’المتعمّدون، المعمدانيون (نسبة ليوحنا المعمدان واسمه عندهم: يهيا يوهنا، نبي منذ سن الـ ٢٢ عاما)، المغتسلة، العارفون‘‘.

ممّا يجدُر ذكره أن لفظة ’مندا‘ تتحدّر من ’’بيت المندا‘‘، ومن ثمّ ’البيمندا‘ أو ’مشكنا‘ أي ’’بيت المعرفة أو مسكن العبادة‘‘، ويدعوه المندائيون ’المندي‘، وفيه ’الدْرافْشا‘ المذكورة آنفًا. والمعرفة المذكورة تتركّز في معرفة الخالق وتعاليمه. وهناك مواصفات معيّنة لإقامة هذا البيت، عليه أن يكون مثلًا مستطيل الشكل، والداخل يكون وجهه نحو الشمال، جهة عالم النور؛ وموقعه يكون على الضفّة اليمنى من أي نهر. لا قِباب فيه ولا منابر ولا محراب. يُغسل المندا مرّة سنويا، وذلك في آخر يوم من أيّام البنجا/عيد الخليقة. جميع الطقوس الدينية تكون خارج المندا. وتعرف هذه الطائفة الدينية باسم الصابئة المندائيين أيضًا، كما وسمّاها بعض المبشّرين المسيحيين باسم ’’مسيحيي القدّيس يوحنّا، وربّما كان مهدها بلاد الرافدين. أما الاسم ’صُبّة‘ أو ’صُبّي‘ فلا ذكر له في النصوص الدينية المندائية بتاتا وتسميتهم بـ’الصابئين‘ أو ’الصابئة‘، قد صدرت عن أقوام أخرى، كما ورد مثلا في القرآن، البقرة ٦٢، الحج ١٧، المائدة ٦٩؛ أمّا في العهد القديم في سفر التكوين ١٤: ٢ فقد ورد الاسم צביים/צבויים ’صَبُوييم‘.

ويدّعي أبو الفتح الشهرستاني (١٠٨٦-١١٥٣) في كتابه ’’المِلل والنِحل‘‘ أن أصل اللفظة ’’الصابئة/الصابئية‘‘ مشتقّ من الفعل ’صبأ‘، بمعني ’’مال وزاغ وخرج عن دينه‘‘. وقال عن المندائيين في موضع آخر ”إنّما مدار مذهبهم على التعصب للروحانيين“. كما وذكر أن الصابئة والحنفاء هما الفرقتان اللتان كانتا في عهد إبراهيم الخليل وأسهب في الحديث عنهما. أما ابن النديم (ت. ٩٩٠) في ’الفهرست‘ فيذكر انّهم ’المغتسلة‘ أو ’’صابئة البطائح‘‘، في حين أن الطبري (٨٣٨-٩٢٣) استخرج الاسم من جدّهم المدعو ’’صابىء بن متوشلح‘‘.
وفي عصرنا الحديث، ذكر عباس محمود العقاد (١٨٨٣-١٩٦٤) أن الاسم مُحوّر من الفعل ’سبح‘ أو ’غطس‘ في الماء، وهذا بعيد عن الصحّة تأثيليًا. وتشير بعض التفاسير، دون سند يعوّل عليه، إلى أنّهم قوم عدلوا عن اليهودية والمسيحية وعبدوا الملائكة، إنّهم عبدة الكواكب والنجوم (أنظر: محمد على الصابوني، صفوة التفاسير، تفسير للقرآن الكريم. القاهرة، ط. ١، ١٩٩٧، ج. ١ ص. ٥٤، ٣٢٩، ج. ٢، ص. ٢٥٩) أمّا تفسير الجلالين فيقول عنهم مرّة إنّهم من اليهود والنصارى، وفي المرّتين الأخريين انّهم فرقة يهودية. أهل هذه الديانة، يشتقّون اسمهم من الجذر الآرامي ’صبا‘، الذي يعني ’’انغمس في الماء‘‘، كما ذُكر، ومنه المصدر ’مصبتا‘ بمعنى ’’الصباغة، التعميد‘‘. والكلمة ’منداعيون‘ تحوّلت إلى ’مندائيين‘ بانقلاب الصوت الحلقي عين همزة، كما حدث في العديد من اللغات السامية منذ القِدم، كالبابلية والأشورية، ومن ثمّ اللهجات الآرامية والعبربة الحديثة، ومعنى هذا الاسم ’’العلم والمعرفة‘‘، والمندائيون من أصل آرامي، ولغتهم لهجة آرامية شرقية. ويُطلق على رجل الدين عندهم بالناصورائية باسم ’ناصورايي‘، الذي كان يعني في الماضي، كما نوّهنا سابقا، أي ’مندائي‘ ويُرسم الكاهن بزيت السمسم المقدّس، ويمنح الخاتم والتاج والصولجان. ولكل مندائي اسمان، الواحد فلكي/ديني (ملواشه) والآخر دنيوي كما هي الحال عند المسيحيين المشرقيين وغيرهم من الشعوب.

المعمودية تطهير الجسد والروح على حدّ سَواء. إنّها رمز الخلاص والصفاء، ومن الممكن مقارنتها بالمناولة لدى المسيحيين، وبالصلاة عند المسلمين. زِد إلى ذلك، تقديس يوم الأحد والصباغة (مِصْبَتّا وأصلها مِصْبَعْتا)، أي التعميد. والمعمودية في أيّام عيد البنجة/البرونايا، أيّام الخلق الخمسة الكبيسة، تساوي سبعين معمودية، والوفاة في خلالها مباركة، إذ تصل روح الميّت إلى ملكوت السماوات. ويقال عند الاغتسال ’مَصْبُتّه‘: صبينا ابمصبه اد بهرام ربه، ومعناه: تعمدت/اصطبغت بعماد (الملاك) بهرام الكبير، أو ”انش صابى بمصبته شلمى“ أي: كل من يتعمّد بالمعمودية يسلم، إذ أنّ الماء وهو أوّل ما خُلق، ليس رمزًا للحياة فحسب، بل ولحدّ ما، الحياة نفسها أو سائل الحياة. والاغتسال لدى المندائيين هامّ جدّا، وهو مكوّن من ثلاث ممارسات: ’الرشامة‘ أي الوضوء قبل شروق الشمس، ’فالطماشة‘ أي غمس المندائي نفسه في الـ’يردنا‘/الأردن (وحارساه هما: شلماي وندباي)، أي الماء الجاري/الحي/السماوي، ثلاث ـ(ة) مرّات/ارتسامات، ولا حاجة لحُضور رجل الدين، ويتِمّ ذلك لأسباب عديدة، منها التخلّص من النجاسة والخطايا مثل بعد الحيض والولادة ولمس جثة الميّت وبعد المضاجعة والاحتلام، ’’فالصباغة/المصبغة/مصبته‘‘ أي ’التعميد‘، وهي واجب ديني يقوم به رجل الدين عند الولادة وعند الزواج.

وفي ٢٥ من آب ولغاية الأول من أيلول ٢٠٠٢ تمّت مراسم صباغة السيد زيد ماجد فندي المباركي بعدد ٣٦٠ صباغة لمدة سبعة أيام متوالية في بغداد والعمارة. المباركي رقّي من مرتبة ’السوادي‘ إلى مرتبة ’الحلالي‘، أي الانتقال من عالم الظلام (قن ملكته وهي أمّ الروهة وجدّة أور) إلى عالم النور. وتجري المعمودية الأولى عادةً بعد ثلاثين يومًا من الولادة، وعندها يدخل المولود عالم النور. ومن رجال الدين الذين شاركوا في الصبغة يمكن التنويه بـ: شيخ كريم سلمان عريبي، شيخ سلام جبار جثير؛ شيخ مثنى مجيد كلاصي، شيخ خلدون ماجد عبد الله، الشيخ غازي خلف جثير، الشيخ سالم شخير شليبز، الشيخ غسان ذاري البنية، الشيخ ماجد داخل ناصر، الشكندا مقبل كريم ناصر. وحياة المندائي تبدأ بالمعمودية وتنتهي بها، إذ أنّهم يُعمّدون الموتى إثر الوفاة رأسًا، لأنّ الروح تفارق الجسد بعد ثلاثة أيّام، تطوف خلالها في البيت، ويغدو الجسد غير طاهر. كما وأنّ هناك معمودية أسبوعية لغفران الخطايا، وهناك تعميد أواني المطبخ. ولا بدّ من ذكر مناسبة ”دهوا اد مانا“ وهو ذكرى تعميد الآباء: شيت وانوش وسام ويحيى، وتحلّ في آخر الشهر العاشر.

احترام الأنهار وتقديسها سِمة مميّزة للمندائي، ولذلك يسعى أبناء هذه الطائفة للعيش على ضفاف الأنهار أو على مقرُبة منها، والتبوّل فيها يعتبر من الآثام العظيمة، كما ورد في كتبهمِ المقدّسة. ومن المحبّذ إلقاء بقايا الطعام، لا سيّما إثر المناسبات الدينية، في النهر لتغذية الأسماك. والطعام الحلال يشمُل لحم الضأن والطيور والأسماك والنبات الذي له بذر، ويحرّم عليهم لحم الخنزير والحصان والجمل والأرنب والبقر والجاموس.

وطنهم الأصلي

هناك بضعة مطبّات في محاولة رصد بدايات المندائيين (وهناك من يذكر ١١ فرعًا في الصابئة)، ومع هذا يمكن القول إنّها ترجع إلى أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث للميلاد، أمّا من حيث الموطن الأصليُّ، فهناك أكثر من فرضية منها: شبه الجزيرة العربية وهذا من المحتمل البعيد جدّا لعدم توفّر الماء الجاري فيها، وهو عنصر أساسي في العقيدة المندائية؛ بلاد الرافديْن، فقد قال البيروني (القرن ١١) وأردشير إنّهم من بقايا القبائل اليهودية التي بقيت في بابل، بعد أن غادرت القبائل الأخرى متوجّهة إلى أورشليم في عهد كورش؛ مصر؛ منطقة أورمي في كردستان؛ القدس وحوض الأردن؛ حرّان الواقعة اليوم في جنوب تركيا. مع هذا، تميل بعض الأبحاث الحديثة إلى القول إنّ الموطن الأصلي للمندائيين كان في بلاد الشام، وربّما في فلسطين على وجه التحديد، ومن هناك اُضطرّوا إلى النزوح إلى بلاد الهلال الخصيب، بسبب ما عانوه من اضطهاد في النصف الثاني من القرن الأول للميلاد، في عهد الملك اردبان الثالث، كما تشير إلى ذلك بعض المخطوطات، التي عُثر عليها في نجع حمادي بمصرَ عام ١٩٤٥. وفي العصر الحاضر، يعتقد الكثيرون من المندائيين أنّ موطنهم الأصلي هو بلاد الرافدين، كما تشير إلى ذلك بعض الأبحاث، ولكن، والحقّ يقال، ما زال البحث العلمي الحديث يفتقر إلى الأدلّة الدامغة في هذا الصدد لشحّة المصادر.

عقيدتهم

كما نوّهنا أعلاه، لا ذِكرَ لمؤسِّس هذه العقيدة الغنوصية القريبة جدّا من السريّة، ونظرتها المتشائمة إزاء العالم (مثل طائفة الإسيين/البحر الميّت والتي تشدّد أيضًا على الاغتسال)، والتي تؤمن بأنّ آدم أبا البشر عليه السلام كان العاقل الأوّل والمندائي الأول، الذي تسلّم التعاليم والصحف من الله. ويمكن القول، إنّ الفترة الممتدّة ما بين القرن الثاني ق.م والقرن الأول ميلادي، كانت مرحلة تكوّن أفكار عديدة في المندائية. وحول الخلق، تقول المندائية إنّه قد تمّ على ثلاث مراحل، وفصلت بين الواحدة والأخرى ىستّون مليون سنة، ومن خلق أول ملك ولغاية خلق الأرض والسماوات السبع، سبعة آلاف مليار وسبعمائة مليون سنة. في البداية لم تكن الأرض لا باردة ولا جامدة، ولا أثر للحياة عليها؛ ثم بردت وغطّتها مياه آسنة/ميّا سياوي، فرّخت كائناتٍ ضئيلة لا حصر لها، تولّدت منها آلاف آلاف الأنواع والأجناس، وقد هاجمت آدمَ الذي هبط على الأرض بأمر الخالق فتراجع، إلا أنّ الله أمره بالتقدّم ليمتلك هذه الأرض. وعندها أجاب آدم بأنّه لن يضع الإكليل على رأسه، فأرسل الله ملاكا (ملكا ماري اسوتا الينا) ليقوم بذلك، وذلك الإكليل من الآس، بمثابة الوسيلة لإيصال النور الإلهي إلى العقل. كما قال الله لآدم: اهبط إلى الأرض حيث الخير والشرّ، وليكن سلاحك عقلك وإيمانك. شيت بن آدم سيأتي في عاقبة الأيّام لإقامة العدالة بين البشر من جديد. ويعتقد المندائيون أنّ الجنس البشري قد تكوّن من أربع ذريات هي: آدم وحوّاء، بعد فناء العالم بالأوبئة وبالسيف جاء رام ورود، بعد فناء العالم بالنار جاء شورباي وشرهبيل، وأخيرًا وبعد الطوفان أتت ذرية سام بن نوح ونهورايتا (كما هو مذكور في الفصل التاسع عشر من الچنزا ربّا، الكنز العظيم، الكتاب المقدّس عند المندائيين، جهة اليسار، ص. ٣٤١-٣٤٣).
وملخّص قصة الطوفان القصيرة: استغرق بناء الفُلك ٣٠٠ عام، طوله ٣٠٠ ذراع، عرضه ٥٠ وارتفاعه ٣٠. طاف الفُلك فوق الماء أحد عشر شهرًا ورسا أخيرًا على جبل قردون. أولًا أرسل نوح الغراب ليعرف هلِ انتهى الطوفان أم لا، إلا أنّه لم يعُد، ثمّ أرسل الحمامة، فوجدتِ الغراب ينهَش جثّة على جبل قردون. التقطت الحمامة غصن زيتون وعادت به إلى نوح. من آونتها وإلى يوم القيامة، لعن نوح الغرابَ وبارك الحمامة؛ وحُفظ الدهر لسام بن نوح ولنهوراتيا زوجته، ومنهما تكاثر الجنس البشري.

معرفة الدين مقتصرة على رجال الدين، والقوّة الغيبية تحدّد تصرّفات الإنسان. وهذه التعاليم مدوّنة في كتب دينية لهذه الطائفة، من أهمّها ’’چنزا ربّا‘‘/كتاب آدم، كما سيتّضح لاحقًا. ويرى المندائيون أنّ يحيى بن زكريا، المذكور ثلاث مرّات في القرآن، هو خاتم أنبيائهم، وهو نبيّهم الرئيس ومجدّد الدين، وهو معلّم وشافٍ ومعمِّد، أمّا النبي الأوّل فهو آدم فسام بن نوح. هناك أوجه شبه عديدة بين المندائية والعقيدة العراقية القديمة، السومرية والأشورية -البابلية، منها المعمودية والوضوء بالماء وتقديسه، ارتداء الملابس البيضاء، تقديس الشمس، وجود اسم ديني للشخص غير الاسم العادي لحمايته من الشرور.

هناك أركان خمسة في هذا الدين غير التبشيري (كالأيزديين، أتباع ايزدان = الله، ويظهر أن التبشير لدى المندائيين كان قد توقّف في بداية نشأة المسيحية بعد تعرضّهم لمذابح من قبل اليهود)، على الأقل، في الوقت الراهن (أنظر: چنزا يمينا ١٥: ٢ وما بعده مثلا؛ ١٦: ٥؛ ٢٢: ٢٠ وما بعده)، وهي: (أ) التوحيد (سهدوثا اد يهيا = شهادة الحيّ)؛ (ب) المعمودية/الصباغة أي مصبتا؛ (ت) والصلاة أي براخا (ثلاث مرّات يوميًّا، قديمًا خمس مرّات، ثلاث نهارًا واثنتين ليلًا كما ورد في چنزا ربّا، ص. ٢٢)؛ (ث) الصوم أي صوما (٣٦ يومًا غير متّصلة) ؛ (جـ) الصدقة المباركة أي زدقا. لاحظ غياب ذكر أسماء الأنبياء واسم الكتاب المقدّس في تلك الأركان. وعن الصدقة التي ينبغي أن تقدّم سرًّا، جاء في الچنزا ربّا ما معناه: أعطوا الصدقاتِ للفقراء واشبعوا الجائعين واسقوا العطاش واكسوا العراة، لأنّ من يُعطي يستلم ومن يقرض يرجع له القرض؛ إن وهبتم صدقة أيّها المؤمنون، فلا تُجاهروا، إن وهبتم بيمينكم فلا تخبروا شِمالكم، وإن وهبتم بشمالكم فلا تخبروا يمينكم، كلّ من قدّم صدقة وتحدّث عنها كافر لا ثوابَ له“.

يُطلق المندائيون على الله الأوحد اسم ’’الحيّ العظيم‘‘ أو ’’الحيّ الأزلي‘‘، وهو الحياة العظمى وله دون غيره الحقّ في استرجاع الحياة من بني البشر، فهو مانحها. وورد في چنزا ربّا: ”لا أب لك ولا مولود كائن قبلك ولا أخ يقاسمك الملكوت ولا توأم يشاركك الملكوت، ولا تجزؤ ولا انفصام في موطنك، جميل وقوي العالم الذي تسكنه“. ومن صفات الخالق، وَفق ما ذُكر في چنزا ربا وأسفار دينية أخرى، ننوّه بالتالية: الحيّ القوي الدائم، رب الصدق، النور الأزلي، الكريم، الرحيم، منجّي المؤمنين، سند الطيبين، القادر، العالم، البصير، الخبير، لا شريك له في الملك، مطلق الطهارة، قُدسي نوراني، صامد، عليم، هادٍ، منزّه من الحسد والبغضاء، مبارك. ومن العظات والتعاليم الدينية: نبذ الرذيلة والكذب؛ عدم التمسّك بمال الدنيا فهي فانية؛ الابتعاد عن عَبَدة الشيطان فمصيرهم جهنّم؛ اجتناب تعلّم السحر ومزاولته؛ احترام الوالدين والأخ الأكبر؛ الإيفاء بالوعد، الصمود بوجه الشيطان والباطل؛ التصدّق على الفقراء والعُميان وعدم المجاهرة بذلك؛ إنّ المجاهرة بعمل صالح لا أجر عليه يوم القيامة؛ الصوم هو غضّ البصر عن النظرات البذيئة والابتعاد عن السيّئات كافّة.

الهدف من الصلاة هو التقرّب من الباري، وقِبلة المندائي جهة الشمال، لاعتقاده بأنّ عالم الأنوار أو الجنّة هناك، وعند الوضوء بالمياه الجارية قبيل الصلاة، تُتلى بعض العبارات، فمثلا عند غسل الفم يقولون: ”ليمتلىء فمي بالصلوات والتسبيحات“، وعند غسل الأذنين يردّدون: ”أذناي تصغيان لأقوال الحيّ“. إذن، الصلاة مكوّنة من الوضوء أو الرسم بالماء (رشامه)، ومن التبريكات (براخه). وصوم المندائيين نوعان: الصوم الكبير (صوما ربّا) وهو على مدى الحياة، وهو تجنّب فعل كلّ ما لا يرضاه الله، إنّه ”صوم القلب والعقل والضمير، لتصمّ عيونكم وأفواهكم وأيديكم، لا تغمز ولا تلمز“ (چنزا ربّا ص. ٢٦) عن السيئات والشرور. أمّا الصوم الصغير، فهو عدم تناول اللحوم في غضون ٣٦ يومًا محدّدا. وعلى الصدقة أن تكون سرّية كما نوّهنا، وهي واجبة على المؤمن.

يؤمن المندائيون بالأنبياء مثل آدم، أوّل أنبيائهم ومعلّمهم الأوّل، ثم ’شيتل‘ أي ’شيت‘ المسمّى بـ ”شيتل طابا“ أيّ ”الغرس الطيّب“ ابنه، وبرسالات الرُّسل إدريس (دنانوخت)، نوح، سام بن نوح المتعبد الخاشع، يحيى بن زكريا الحبيب المرتفع، إلا أنّ جوهر العقيدة، في نظرهم، يتمثّل في رسالة الله إلى آدم. ويعتقد المندائيون أنّ سام بن نوح هو جدّهمُ الأعلى، ونبيّهم بعد آدم ونوح. وتعود علاقة المندائيين بالمسيحيين إلى صلة القَرابة بين النبي يوحنا المعمدان ويسوع المسيح/يشو مشيهه، إذ أنّ كلّ واحد ابن خالة الآخر، وكما أنّ النبي يحيى (يهيا يوهانا) ابن زكريا وأليصابات، كان قد عمّد المسيح في نبع الخرار، الواقع على بعد كيلومترين إلى الشرق من نهر الأردن. وتلعب المعمودية دورًا محوريًا في هذه العقيدة كما أسلفنا. وهناك أيضًا تجنّب تناول اللحم في فترات الصوم. إيمانهم بالحياة بعد الموت راسخ، في عاقبة الأيّام، يجيء آدم السريّ إلى الأرض بشخص كالمسيح، ويكوّن آلة تنشر كل الأرواح من جديد إلى أصولها الخفيّة، إنّه يوم البعث (مسيقتا). ويشار إلى أن ’الشجرة‘ رمز شائع في الأدب المندائي للحياة الالهية، وأرواح المندائيين تعود كعصافيرَ، تحطّ على الأشجار للوقاية من العواصف الحياتية.

كما يرى المندائيّ المؤمن، أنّ الحياة على وجه هذه البسيطة، بمثابة سجن أو وعاء مؤقّت للروح الخالدة (نشمثا)، التي ستتحرّر بعد الموت من الجسم، وتحاسَب حسابًا عسيرًا في يوم الدينونة (يوما دينا)، وللجحيم بوّابات سبع. ويعتقد أنّ النشمثا تنزل من ماء السماء، وتحلّ في جسم الوليد وهو في بطن أمّه، في نهاية الشهر الخامس للحمل. الروح الطاهرة تدخل الجنّة/عالم النور (الما دنهورا) والروح الآثمة فإلى المطهر (المطراثه) مصيرها، عالم الظلام (الما دهشوخا)، حيث ألوان شتّى من العذاب إلى أن تتطهّر. بعد الموت تنقل الروح إلى مكان المحاسبة، اوثر مزينا. الروح لدى المندائيين خالدة، أمّا الجسم ففانٍ. ويعتقد المندائيون بلقاء الزوجين بعد الموت في عالم الأنوار (الما دنهورا)، ويعدّون وجبة طعام على روح الميّت، طعام الغفران/اللوفاني، في اليوم الأول، والثالث، والسابع، والثلاثين، والخامس والأربعين. وفي المندائية، كما في ديانات أخرى كثيرة، حدوث الكوارث أمر ضروري لغسل الأرض من شرور البشر. ولاحظ ما قال أبو العلاء المعرى (٩٧٣-١٠٥٧م.):
والأرض للطوفان مشتاقة لعلّها من درن تٌُغسل
قد كثر الشرُّ على ظهرها واتّهم المرسل والمرسل

وللروح في العقيدة المندائية مستويان، الأعلى الإلهي ’نشمتا‘، والأسفل ’روها‘ أي ’الروح‘ المرتبطة بالحياة الدنيا وبرغباتها ومُغرياتها، وهي إلى الشرّ ميّالة. وعلى المندائي كبح جِماح هذه النزعة الشرّيرة، بالمعرفة والصلوات، وعمل الخير. ويبجّل المندائيون الملائكة النورانيين الذين يأتون في المرتبة الثانية من حيث القوّة، مثل ’’هِبل زيوا‘‘ أي ’’واهب / حامل النور‘‘، و’بثاهيل‘ وهو ملاك شارك في خلق الكون المادّيّ، بأمر من الحيّ القديم، أما المخلّص والشخصية المركزية في هذا الدين، فهو ’’منده دهيه‘‘ أي ’’معرفة أو هبة الحياة أو الحيّ‘‘. عبر أولائك الملائكة يمنح الله الإنسانَ نعمه.

ذكرنا أنّ هذه الديانة المندائية، ذات شريعة الحياة الفطرية (شرشا اد هيي)، لا تمارس التبشير، أي أنّها لا تقبل أعضاء جددًا من ديانات أو معتقدات أخرى، بل إنّها لا تقبل من خرج منها إلا فيما ندر. وعن التحرّر من الاثم والضلال، ورد في كنز يمينا ١٥: ٩-١٦‏:٥ وما بعده ما فحواه:
’’إذا رأيتم أسيرًا مؤمنًا وصادقًا فاعطوا الفدية عنه وحرّروه، ولكن ليس بالذهب والفضّة وحدهما تحرّرون الأنفس (الأشخاص)، بل تحرّرونها بالصدق والإيمان، وبكلام الفم الطاهر تحرّرون الأنفس من الظلام إلى النور، ومن الخطأ إلى الصواب، ومن الضلالة والعِصيان إلى الصلاة والتسبيح، ومن الكفر إلى الإيمان بربكم، من يحرّر نفسه فستكون له حظوة ومنزلة على الدوام ... من يحرّر أسيرًا سيخرج رسول الحيّ لملاقاته‘‘. وقد شُبّه الإنسان الصالح بالكرمة الطيّبة والطالح بالسيّئة. وفي السفر ذاته ١٧: ٤ نجد: ’’كلّ من يحبّ الذهب والفضّة ومقتنيات هذا العالم، ويقوم بجريمة قتل يُرمى في النار الحامية‘‘. ويستطرد السِّفر قائلا بأنّه لا ينبغي الوثوق بالملوك والحكّام وسلطانهم إذ أنّ كلَّ ذلك زائل. وقد بلغ الحضُّ على التفاني في عبادة الربّ ومحبّته حدًّا قال فيه چنزا ربّا يمينا ١٦: ١٠:
’’... كلّ مَن يسلّم جسمه للقتل بسبب محبّته لربّه فسوف يكون طاهرا دون اثم‘‘. تعتبر المندائية قتل النفس عمدًا من أعظم الآثام، والقاتل يطرد من هذه الديانة، ولا تطهير له ولو عُمّد ألف مرّة.

يقول المندائيون إنّ الملائكة، وما أكثرهم، مثل هيبل زيوا، ملكا دخيا، ملكا سغيا، ملكي شلماي وندباي، ملكا شامش، تجسّد أوّل مظهر من مظاهر الحياة والخلق، الذي انبثق بأمر الباري ’’هيي ربي‘‘، أي ’’الحي العظيم‘‘، والملائكة كائنات مقدّسة، واجبها تنفيذ مشيئة الرب العظيم. ويعتقد المندائيون أنّ هناك مخلوقات حيّة في الكواكب والنجوم وهي أرواح ثانوية تحت إمرة ملك النور/ملكا دنهورا، وهي صاحبة الحلّ والربط بالنسبة لمصائر البشر. ولتلك الكواكب تأثير على المصير وعلى البشر وإليها تتجمّع الأرواح بعد الموت. ومقابل أرواح الخير هذه، هنالك أخرى شرّيرة؛ هناك شامش الخير، رمز الخصب من جهة، ومعه أدوناي (الشمس) المهلك من ناحية ثانية. ومن الجلي أن الانسان القديم (آدم كسيا) كالمندائي كان قدِ اهتمّ كثيرا بتحرّك النجوم والكواكب، فحياة البداوة تتطلّب ذلك، والكتاب المقدّس لدى المندائيين ’’چنزا ربّا‘‘ يحرّم التنجيم والسحر، ففيه تجد: ’’لا تقصدوا السحرة والمنجّمين والعرّافين والكاذبين والمتلفّعين بالظلام‘‘.

ويُذْكر أنّ المندائي لا يؤمن بأيّة رموز دينية أو صور أو إيقونات، ولكنّه يؤمن بالملائكة ويوم الأحد هو اليوم المقدّس، يوم الراحة لديه. وتُقام المعمودية في هذا اليوم، ومن خلالها يمكن الوصول إلى عالم النور، العالم الآخر. وفي الكهنوت المتاح لكلا الجنسين، ثلاث درجات: الكاهن العادي (ترميدي) والمطران (چنْزبري) ورئيس الشعب (رِشاما). وعلى الكاهن أن يُرخي شَعر رأسه وذقنه. الكهانة وراثية في الغالب الأعمّ، وهي آخذة بالتضاؤل من جرّاء مستجدّات الزمن، وعلى كل كاهن أن تكون والدته عذراء عند زواجها، وأن يحفظ عن ظهر قلب سدره اد نيشمتا أي كتاب الأرواح والقدّاس الكامل للمسخثه. كما وهنالك إحدى وعشرون كلمة سرّية على الكاهن الجديد أن يتلقّنها في خلال أسبوع. وبما أنّ لتلك الكلمات قداسة فائقة، فلا يستحلّ التلفّظ بها بل يخطّها الكنزبرا/الكنزفرا/الچنزاورا على التراب.

الله عند المندائيين هو إله النور، في حين أن الإلهة ’روحا‘ الشرّيرة كانت قد أقامت في القدس، ومنها تحدّر يسوع المسيح الذي خالف يوحنا المعمدان، وابتعد عن تعاليمه كما يدّعون. ومن المحظورات أو المحرّمات في هذه العقيدة: التجديف باسم الخالق، القتل، الزنا، السرقة، الكذب، شهادة الزور، عصيان الخالق، الحسد والنميمة، الشهوانية، خيانة الأمانة، الشعوذة والسحر، الختان، المشروبات الروحية، الربا، النحيب على الميّت وارتداء السواد، تناول لحم الحيوان الميّت أو الذي في جوفه جنين، الطلاق إلا في حالة إثبات زنا أو حالة مغادرة العقيدة المندائية، الانتحار، الإجهاض، تلويث الطبيعة والأنهار، الطلاق (إلا في حالات معيّنة)، الرهبنة، الزواج المختلط، تعذيب النفس وإيذاء الجسد. موقف الإسلام، سُنّة وشيعة، إزاء الديانة المندائية غير موحّد، هنالك اختلاف مثلًا بصدد قضية جوهرية: هل المندائيون من أهل الكتاب أم شبه الكتاب، أكثر المتشدّدين ضدهم هم فقهاء الشافعية. لدى المسلمين ترد الرحمة صفة أولى لله، في حين أنّ المندائيين يجعلون الحياة في المرتبة الأولى. وفي السنة المندائية اثنا عشر شهرا، وفي كل منها ثلاثون يومًا، تضاف إليها خمسة أيام كبيسة تسمّى بروانايا أو البنجه قبل الشهر التاسع.

أسفار دينية

لدى المندائيين أسفار دينية عديدة وهي:
ا) چِنْزا ربّا، أي الكنز العظيم، أو سدره ربّا، أي الكتاب العظيم، وهو الكتاب المقدّس، يشمل صحف آدم وشيت وسام، وفيه ثمانية عشر سفرًا في ٦٢ سورة تقع في قرابة ٦٠٠ صفحة، وينقسم إلى قسمين، اليمين /يمينا وفيه ١٨ فصلًا واليسار/سملا ويضمّ ثلاثة فصول. أصدر پيترمان (H. J. Petermann) أول طبعة لجنزا ربّا عام ١٨٦٧.
وقد ترجمه إلى اللاتينية المستشرق السويدي ماثيو نوربيرغ (Matthew Norberg) عام ١٨١٥/١٨١٦، إلا أنه حوّر النصّ المندائي إلى سريانية منحطّة، كما كتب فيما بعد ليدزبارسكي في ترجمته. وفي العام ١٨٣٩ نشر براندت (W. Brandt) بعض الأقسام بترجمة ألمانية. وأخيرًا نشرت ترجمة ليدزبارسكي الألمانية التي اعتمدت على أربعة مخطوطات في باريس ( J. M. Lidzbarsk) عام ١٩٢٥، وثمة ترجمة للإنجليزية بقلم خالد عبد الرزاق، كارلوس چلبرت (http://mandaean.dk/node/539) وأخرى بقلم قيس السادي.

يُروى أنّ چنزا ربّا قد نُقل إلى العربية في عهد هارون الرشيد ولكن لا دلائل واضحة على ذلك، إلا أنّ الترجمة الحديثة تعود إلى العام ٢٠٠٠ وقام بها يوسف متي قوزي وصبيح مدلول بادي السهيري في بغداد، وتدّعي أنّها الأولى، وصاغها أدبيًا الشاعر المندائي/الصابئي المعروف، عبد الرزاق عبد الواحد، وهي متوفرّة مجّانًا على الشبكة العنكبوتية. هذه الصياغة الأدبية التي استغرقت عامًا ونيّف، كما يعتقد بعض الباحثين، قد أبعدتها عن النصّ الأصلي. إنّها تحاول تقليد لغة القرآن وأسلوبه. وهناك ترجمة عربية ثانية عن ترجمة ليدزبارسكي، أعدّها في سيدني كارلوس جلبرت (خالد عبد الرزاق). هذا الكتاب المقدّس قد دوّن في أوقات متباينة بعد ظهور الإسلام، ويتّسم بضبابية واضحة. هناك بعض المخطوطات لهذا السفر، واحد مثلا محفوظ في المتحف العراقي وأربعة في كل من باريس ولندن ومخطوط في أكسفورد وواحد في حوزة رجال الدين في العراق، وهناك قِطع متفرقة وصلت لايدن وميونخ. ويذكر أن أقدم مخطوط لچنزا ربّا هو مخطوط زوطنبرغ في باريس ويعود تاريخه إلى العام ١٥٦٠. لا علم لنا بأي بحث لمقارنة القراءات، وهي مختلفة في هذه المخطوطات وغيرها بغية نشر طبعة علمية، يمكن الاعتماد عليها قبل ترجمتها بصورة دقيقة وأمينة إلى لغات أجنبية.

أ) يشمُل القسم الأوّل المثبت في جهة اليمين، كتاب الخليقة وتعاليم الخالق، الحيّ العظيم الأزلي، المنبعث من نفسه (هي قدمايي اد من نافشيا افراش)، ’’الحياة العظمى‘‘ والصراع السرمدي الدائر ما بين قِوى الخير والشرّ، النور (نْهورا) والظلام (هشوكا). هذا القسم يُعنى أساسًا بالحياة ويشكل ثلاثة أرباع الكتاب كله. وهناك أيضًا شرح تفصيلي لعملية حلول ’النفس / نشمثا‘‘ في جسم آدم أسيرة، أضف إلى ذلك، الأحكام الفقهية والتسابيح للخالق. وينسُِب المندائيون هذا الكتاب إلى آدم. ولا بأس في اقتباس ما ورد في مستهلّ ’’چنزا ربا‘‘, يمين، التسبيح الأوّل وفق ترجمة بغداد: التوحيد: (http://mandaeannetwork.com/GinzaRba/
”التسبيح الأول: التوحيد، باسم الحي العظيم (بشميهون ادهي ربي)، مسبَّح ربّي بقلب نقي. (١) هو الحيّ العظيم، البصير القدير العليم، العزيز الحكيم (٢) هو الأزلي القديم، الغريب عن أكوان النور، الغني عن أكوان النور (٣) هو القول والسمع والبصر، الشفاء والظفر والقوّة والثبات (٤) هو الحي العظيم، مسرّة القلب، وغفران الخطايا. مسبّح ربّي بقلب نقيّ. (٥) يا ربّ الأكوان جميعا .. مسبَّح أنت، مبارك، ممجّد، معظّم، موقّر، قيّوم (٦) العظيم السامي. ملك النور السامي (٧) الحنّان التوّاب الرؤوف الرحيم. الحيّ العظيم (٨) لا حدّ لبهائه. ولا مدى لضيائه. (٩) المنتشرة قوّته. العظيمة قدرته (١٠) هو العظيم الذي / لا يُرى ولا يحدّ (١١) لا شريك له في سلطانه، ولا صاحب له في صولجانه (١٢) من يتّكل عليه فلن يخيب، ومن يسبّح باسمه فلن يستريب، ومن يسأله فهو السميع المجيب (١٣) ما كان لأنّه ما كان، ولا يكون لأنّه لا يكون (١٤) خالد فوق كلّ الأكوان. لا موت يدنو منه ولا بطلان (١٥) وأمامه الملائكة ماثلون، بأضويتهم يتألّقون. ساجدين خاشعين. شاكرين مسبّحين. (١٦) هو الذي لا حدّ له ولا كيل، ولا تدنو عتمة من ضوئه ولا ليل (١٧) هو الجلال والإتقان. هو العدل والأمان. هو الرأفة والحنان (١٨) الأوّل منذ الأزل. خالق كلّ شيء (١٩) والقوّة التي ليس لها مثيل. صانع كلّ شيء جميل (٢٠) ربّ أكوان النور جميعا. أسمى من الأُثريين جميعا. الههم جميعا“.

وهذه عينة من ترجمة سيدني، من الألمانية إلى العربية بقلم كارلوس چلبرت للمقارنة:
”كتاب الدين الأول: دين آدم

سبحانك ربّي ذو القلب الطاهر. ١) بسم الحياة الكبرى، الأولى، الغامضة، المؤلفة من عوالم النور، السامية، التي تعلو على كل الاعمال. لتكن من نصيبي (!) (فلان بن فلانة) العافية والنصر ونيل الغفران وكذلك من نصيب أبي (فلان بن فلانة) ونصيب أمي (فلانة بنت فلانة) ونصيب زوجتي (فلانة بنت فلانة) ونصيب ابنائي. ماندا أدهيى ... ثبّت اسماءهم في دار كنز الحياة وأخذ بأيدهم (هكذا في الأصل) إلى الطائفة الرفيعة وكن لهم سندًا ودعامة. لئن كنت أنا متوكلًا على اسم الحياة وكتبتُ هذه المخطوطات فلكي يدوم، كما اتمنى، ذكري (في صيغة اخرى: ذكرها) في تيبل قائمًا، ويبقى اسمي (في صيغة اخرى: اسمها) في دار الكمال منتصبًا. ٢) ثمّ ليكن من نصيب الكهنة المندائيين الحصول على الغفران، خاصةً أولئك منهم الذين لا يزالون يبحثون عن ارشادات من هذه المخطوطات والذين ما يفتأون ينصتون إلى صوت الحياة ويسبّحون بالحياة الاولى. ٣) أسبّحك ربّي بقلب طاهر، أنت ربُّ العوالم قاطبةً. ٤) الحمد لك، مسبّح ومبارك ومعظّم، ذو الوقار والجلال، الله الربّ العليّ، سبحانه ملك النور السامي، ذو الحول الشامل، الذي لا حدود لقدرته، النور البهي والضياء الساطع الذي لا ينضب، الرؤوف التواب، الغفور الرحيم، منقذ جميع المؤمنين وناصر كلّ الطيبين، العزيز الحكيم، العليم البصير، العارف الذي على كلّ شيء قدير، ربّ عوالم النور كلّها: العليا والوسطى والسفلى، ذو السيماء العظيم، الموقّر الذي لا يُرى ولا يُحدّ، لا شريك له بملكه ولا منازع له في سلطانه، من يعتمد عليه لا يخذل، ومن يذكر اسمه بالحقّ لا يخيب، ومن يتوكّل عليه ابدًا لا يُذلّ“.

ب) القسم الثاني الواقع في جهة اليسار، يُعنى بالموت، بما يلحق بالنفس من ثواب وعقاب، وهناك تعاليمُ وحِكم ليحيى بن زكريا، كتاب الأرواح، جسم آدم، تراتيل لطقوس الزواج، وكتاب صلوات وكرّاسات متنوّعة. وهذه بدايات هذا القسم:

”التسبيح الأوّل: عودة شيتل بن آدم إلى بلد النور. باسم الحي العظيم. (١) هو الله.. ملك أكوان النور، العزيز الغني الغفور. المياه لا تسيل، والجبال لا تميل. (٢) وهم إخوتنا الذين أحاروا، وأتقنوا وأناروا، والأرض الموحشة سلكوا، ما رهبوا ولا استجاروا. إخوتنا هيبل وشيتل وأنوش الناصورائيون..والكاملون والصادقون. (٣) قال الحي وهو مستوٍ على عرشه، بين أنواره: ليكن الموت من نصيب أهل الدنيا. إنّ آدم عاش ألف عام فليخرج من جسده قبل أن يشيخ / وقبل أن توهنه الأسقام (٤) ونفذ الصوت، نحن نسميه الحقّ، وأنتم تسمونه الموت (٥) كلّ من لعنه وضع أمام نفسه ستّة وستين معثرا (٦) الحيّ هو الذي يرى (٧) وهو الذي أمر أمرا (٨) فامتثل صورييل (٩) وصار بأمره يخلّص نيشمتا من الجسد (١٠) ويصعد بها إلى الواحد الأحد (١١) لا تُقبل لديه شفاعة ولا قربان (١٢) ولا يستبدل إنسان بإنسان. إنزل يا صورييل إلى عالم الشرّ والنقصان، نادِ آدم، وعلّمه الحكمة والإحسان. قل له: كنتَ أخرس فأنطقناك وأصم فأسمعناك وجاهلا فعلّمناك ومستوحشا فآنسناك / قل له: عشت ألف عام وآن لك أن تترك بلد الشرّ والآثام وتعود إلى بلد النور والسلام، لا تعجز فتضام ولا تهرم فتسام (١٣) غضب آدم وارتدت سيماه، ثم امتلأت بالحزن حناياه، واغرورقت بالدمع مقلتاه..وأعول وبكى، وعلى الأرض ارتمى.. وطوّح بساعديه، وضرب أضلاعه بيديه..قال: (١٤) أيها الصوت الذي إياي ينادي. أيتها الحكمة التي تخاطب عقلي وفؤادي. أفيؤكل الطلع قبل التمور؟.. وقبل السنابل تؤكل البذور؟ لم أقض في هذا العالم سوى ألف عام.. وأتمنى أن أعيش فيه ثانية ألف عام/ (١٥) صعد صورييل ماثلًا أمام الحي العظيم.. الحي الأزلي القديم. قال: ربي..أنت بكل شيء عليم. إنّ آدم، قد طاب له / المُقام في ذلك العالم. وهو يلتمس من خالقه وباريه، أن يُطيل بقاءه فيه. قال: قم يا صورييل إنزل إلى تلك الدار دار المعاثر والأشرار، قل لآدم: لا إنسان منك أحكم وربك بك أعلم لا نريد لك أن تهرم وأن تعجز فتظلم، قم فمت كأنك لم تكن لا تضعف ولا تهن ولتعد نفسك لبيت أبيها خالقها وباريها / قال آدم: ولدي شيتل يرغب في ذلك المقام، وهو ما زال ابن ثمانين عام..ما عرف امرأة، وليس له بنت ولا غلام فاذهب إليه عوضًا عني.. وخذه بدلًا مني. (١٨) بأمرنا ذهب صورييل إلى شيتل بن آدم، فناداه وكلّمه..والحكمة علّمه..ثم قال له: يا شيتل بن آدم قم فمت، كأنك لم تكن. لأن نفسك ترغب في العودة لتلك الدار..دار أبيها ملك الأنوار. (١٩) قال شيتل بن آدم: أيها الصوت الذي إياي ينادي. أيتها الحكمة التي كشفت لي عن نفسها، لتطلق روحي من حبسها. لم أزل ابن ثمانين عاما..ما عرفت امرأة، ولا أنجبت غلاما. ألا ذهبتَ إلى أبي آدم، فله ألف عام في هذا العالم..ألا ذهبتَ إليه، وعرضتَ الأمر عليه؟ (٢٠) قال: يا شيتل بن آدم .. لقد نادينا أباك آدم قبل أن ننادي عليك، وآدم أرسلنا إليك./“. وهذه عينة من ترجمة سيدني، من الألمانية إلى العربية بقلم كارلوس چلبرت للمقارنة:

”أسبحك ربي بقلب طاهر. بسم الحياة الكبرى الغامضة، السامية التي تعلو على كل الأعمال، لتجعل ثوبك منيرًا وتكرم هيئتك بالوقار هناك، عند مارا إد ربوثا. الجزء الأول: ما هي الجبال التي لا تترنح ومياه القمم التي لا تتغير، التي لا تتزلزل ولا ترتج، وجسمها لا يرتجف في ثوبه؟ إن الحياة الكبرى هي جبال لا تترنح، ومياه القِمَم لا تتغير، هي لا تتزلزل ولا ترتج، وجسدها (قامتها) لا يرتعد في ثوبه ... انهم أخواننا الذين قدّموا التبرعات والصدقات بسخاء وفير والذين أناروا البناية ومشوا على ارض تيبل المملوءة بالمثبطات وبصفة عامةٍ الكثيرة النواقص فلم يرتعدوا خوفاً ولم يجفلوا ذعراً ولم ترتج اجسامهم في اثوابهم بفعل العواصف والبروق والغيوم ولم يهتزوا فَرَقاً في مواجهة الأشرار والثائرين بحميّة السخط من تيبل ولم يضطربوا اضطراباً.“

٢) كتاب دراشه اد يهيا ويضمّ سبعة عشر قسمًا، ويحتوي على تعاليم النبي يحيى بن زكريا، الذي عمّد الآلاف المؤلّفة من البشر خلال اثنين وأربعين عامًا، وكان قد نعت نفسه بعبارة ’’صيّاد السمك‘‘.

٣) كتاب سدرا د نيشمتا/كتاب النفوس، يُعنى بالطقوس الدينية مثل: طقس الصباغة، وكيفية الدفن وانطلاق نشمثا من الجسد وحتّى وصولها إلى عالم النور، ومعلومات زراعية.

٤) كتاب آدم بچرة وهو شرح لبدن الانسان والواجبات الطقسية، فالمندائي يتّجه فيها صوبَ الشمال نحو النجم القطبي واسمه اباثر، واسمه عند السومريين نيبورو، وكذلك يكون وجه المتوفّى لأنّ عالَم النور، الفردوس، في اعتقادهم، موجود هناك. كما ويتطرّق لما في الوجبات الطقسية من معان ودلالات داخلية. ويعتقد أنّ أحفاد آدم الخفي (آدم كسيا، أدكاس زيوا) شبه الروحيين طبيعة وأصغر حجمًا من البشر، يسكنون في ذلك النجم، نجم الصبح أو المريخ.

٥) كتاب القُلَسْتا/المديحة، وهو عبارة عن مجموعة من الصلوات والترانيم للمعمودية والزواج والدفن. والصلوات اليوم ثلاث، فجرًا وظهرًا وغسقًا، ولا بدّ من الوضوء قبل الصلاة.

٦) كتاب انياني يعالج طقوس التعميد والوفاة؛ أي الصلوات والأدعية ويشمل الطهارة الصغرى أي الوضوء (الرشامة) وطقوس الغفران (المسخثا = قُدّاس على روح الميّت).

٧) وهناك دواوين مختلفة يصل عددها إلى أربعة وعشرين مثل: ديوان أباثر وهو وصف لرحلة النفس ومحطّات الدينونة، أو الطريق عبر المطهّرات الفلكية السبعة؛ وهناك ترجمة عربية له من الإنجليزية بقلم السيدة آسام داود الخميسي عام ٢٠١٠، وهي متوفّرة إلكترونيا مجّانا .
ديوان نهرواثا أي ديوان النهر وهو حول الجغرافيا، التي رسمتها الأساطير المندائية، وديوان حرّان چويتا وهو بمثابة تاريخ المندائيين والتعاويذ. ونصّ التعاويذ يبدأ عادة بـ ”باسم الحياة العظمى لتكن الصحّة والطهارة والقوّة والثبات والنطق والسمع وسرور القلب وغفران الخطايا لفلان أو فلانة ابن أو ابنة فلانة“.

٨) كتاب الف تريسر شياله، أي كتاب ألف واثني عشر سؤالًا وجوابًا في خمسة أجزاء، ويتناول الأخطاء في الطقوس وطريقة غفرانها، وهو مخصَّص للكهنة فقط.

٩) سفر د ملواشي أي كتاب الأبراج أو الأسماء الروحية، كتاب فلكي يشرح مسيرة الإنسان الحياتية، ويعتقد أنّه مأخوذ عن النبي إدريس.

١٠) طومار حران كوبيثا أي حران السفلى، ويشرح في فصول كثيرة، سيرة المندائيين/الصابئة وهجرتهم من فلسطين إلى العراق. وهنالك كتب أخرى هامّة، مثل تفسير يغدا الذي يتطرّق إلى جسم الإنسان والحفاظ عليه، وكتاب الماريشابا حول تكوين العالَم، والقماها وهي تعاويذ وأدعية تردّد لدفع الشرور.

عيّنة ممّا في چنزا ربّا يمين ويسار

لا تقربوا الملوك والسلاطين والمردة في هذا العالم ولا تثقوا بهم، ص. ٢٧.
أطفئوا نار غضبكم بالإيمان، ص. ٣٢.
تزوّدوا لآخرتكم بالعمل الصالح، ص. ٣٢.
لا يأسرنّكم جمال الأجسام فجمالها زائل، ص. ٣٢.
إياكم والهزء بمعوَّق، أو السخرية من ذي عاهة، ص. ٣٤.
أيّها الصادقون لا تقولوا ما لا تعرفون، ص. ٣٦.
الماء لا حدّ له .. وهو أقدم من الظلام، ص. ٧٠.
يا آدم، لا يصعد جسد إلى علّيين، ص. ١٢.
كلّ من فقد نفسًا لا يحزن عليها.. بل يفرح لها، ويسبح لديها.. وبالصلاة يتقرّب إليها، ص. ٢٥.
يا نشمثا .. كنتِ في عالم الزيف والبهتان، فماذا صنعت في عالم الضيق، وبماذا تزوّدت للطريق، ص. ٨٣.
الصدقة والإحسان..وثبات قلبك في الإيمان..ذاك هو زادك في طريقك إلى الديّان، ص. ١٢٤.
إفرحوا، وسبّحوا يا أصفياء الصدق وابتعدوا عن عالم الأشرار، ص. ١٤٣.
الله هو الحيّ منذ الأزل، وكشطا بداية كلّ البدايات، ص. ١٤٣.
السلام عليك يا يحيى. أيّها الأب والمعلّم المختار..أيّها الشيخ العظيم الوقار، ص. ١٥٩.
باسم الحي العظيم. إنّه كلام مبين بوحي من ربّ العاليمن، مواعظ يحيى ين زكريا للناصورائيين، الصادقين المؤمنين، ١٩٥.

يحيى يوحنا/يهْيا يُهانا (أسوثا وزكوتا نهويلي/سلام الله عليه)

ممّا يُروى في سِفر دراشا اد يهيا/تعاليم ومواعظ يحيى، نجد أنّ اضطرابًا حلّ في أورشليم قُبيل ولادة يحيى آخر أنبياء الصابئة، نجم متلألىء يسير نحو اينِشبي، انشوي/اليصابات أمّ يحيى ابنة الثامنة والثمانين، ونور ساطع على الأب المسنّ زكريا ابن التاسعة والتسعين عاما. السماء ذرفت الدموع عند ولادة يحيى بعد الحمل لتسعة أشهر كالمعتاد، ولم تلمسه قابلة، ولم يقطع حبله السرّي. وقد ورد في كتاب تعاليم يحيى:

”ولم تكن هناك قابلة ماهرة من اليهود لتسعفني عند الولادة، كما لم تكن هناك من هي قادرة على قطع الحبل السرّي، لتفصلني عن الرحم في أورشليم (ص. ١٠٠)“. ملاك باسم أنش اثرارا اصطحب المولود إلى الجبل الأبيض/براون طورا حيث الأشجار ذات الحليب المقدّس وهناك عمّد. وفي السابعة من عمره علّمه الملاك الأبجدية المندائية آ، با، چا، دا إلخ. وفي سنّ الخامسة عشرة شرع في القراءة ودراسة الدين والعادات المندائية، وتمكّن منها، وفي سنّ الثانية والعشرين أعلن دعوته على الملأ في أورشليم بأمر من الله. وله كتاب دراشا اد يهيا وهو الثاني بعد چنزا ربّا من حيث الأهمية الدينية لدى المندائيين وقد ترجمه إلى العربية أمين فعيل حطاب وصاغه أدبيًا سميع داود سلمان في بغداد عام ٢٠٠١، وهو متوفّر مجّانًا على الشبكة العنكبوتية. وكان ليحيى ولزوجته أنهر (الأحسن) ثمانية أولاد، خمسة صبيان وثلاث بنات: هندام، بهرام، أنصاو، سام، شار؛ شارت، رهيمات هيي، أنهر زيوا. ينسب تجميع أسفار المندائيين ليحيى، الذي دعاه الله باسم النبي الصادق/ أشليها أد شراري (وقارن ما ورد في السور: مريم: ١١، الأنعام: ٨٤، ٨٨). ووالدة يحيى لم تره بعد الولادة إلا عندما كان ابن عشرين عاما. عاش يحيى أربعة وستين عاما، وقضى اثنتين وأربعين سنة منها في تعميد الناس في نهر الأردن، ومن معجزاته: إشفاء المرضى وإعادة البصر للعميان والسمع للصمّ. يقول المندائيون إنّ يحيى آخر أنبيائهم (آدم وشيت وإدريس وسام) أحيى عقيدتهم وأنقذها من اليهود. ويقولون إنّ يوهنّا مصبانا/يوحنا الصابغ، المعمدان ولد حوالي عام ٣٤ أو ٣٦ ق.م. مندائيا وعام ١ ق.م مسيحيا.

بُعيد العام ٦٠ م. اضطرّ عشرات الآلاف من المندائيين للهجرة بقيادة اردوان/اردبان الملك، إلى حرّان بسبب اضطهاد اليهود (ينظر في كتاب هران كويثا = حران الداخلية)، كما تعرّضوا لاضطهاد من قبل الزرادشتية والمانوية في القرن الثالث للميلاد. كان لديه ٣٦٠ تلميذا/ترميذيا ومقامه في الجامع الأموي في دمشق. الديانة المندائية لا تقبل الرواية المسيحية الواردة في إنجيلين حول قتل يوحنا على يد الملك هيرودس وقطع رأسه. يعتقد المندائيون أن يحيى قد توفي بشكل طبيعي. وباختصار، يمكن القول إنّ علاقة المندائيين بيوحنا ما زالت معقّدة، فهو ليس مؤسّس دينهم، ولكنّه معلّم ومصلح، ولا ذكر لمؤسّس هذا الدين. عنه قال يسوع المسيح ”أقول لكم: ما ولدت النساء أعظم من يوحنا ...“ (لوقا ٧: ٢٨)، والنبي محمد قال عنه ”وكل امرىء يأتي يوم القيامة بخطيئة إلا يحيى بن زكريا لم يقترفها أو يهم بها“.

ومن تعاليم يحيى أسوثا وزكوثا نهويلي وأقواله نذكر:

كونوا كالفلاحين الزارعين في أرضهم أجود البذور ليجنوا أفضل الغلال.
يكمن إيمانك في عدم العدول عن قولك وعهدك وألا تكون محبًّا للكذب والنفاق.
يقبل الله دعاءك وتضرّعك عندما تكون محبًّا للناس وقاضيًا لحاجاتهم.
الويل لبطن ونفس لا تشبع من طمع وجشع هذه الدنيا.
الويل لعالِم لم يعلّم شيئًا من علمه للآخرين.
الناس الطيّبون يدخلون الجنّة من خلال العهد الذي قطعوه مع الله، للقيام بالأعمال الحسنة.
كل من عاقر الخمر واللهو واللعب، ستُسكب في فمه في الآخرة نار حامية.
كل من وظّف ذهبه وماله في الربا، سيُسجن في الآخرة في جبال مظلمة.
رأس الحقيقة، لا تفسد كلمتك ولا تحبّ الفساد والكذب.
رأس الصدق ألا تحرّف الكلام.
رأس الإيمان أن تؤمن بأنّ الله مقيم في الفضائل جميعا.
رأس ثباتك ألا تغيّر كلمتك.
رأس الرجاء أن تتعلّم كلام الله وتعلّمه.
رأس الصلاة والتسبيح ألا تحبّ النوم.
رأس الاعتدال ألا تقول ما لا تعرف.
رأس سعادتك أن يحترمك الناس.
رأس الكمال ألا تتكبّر.
الحكيم من لا يبني بيتًا بدون سقف.
الغشّ حفرة مغطاة بالقشّ والإثم رمّانة عفنة.
الشرّ شجرة مرّة الثمار.
الغضب نار تتقاذفها الرياح.
حكمة بلا نظام، فرس بلا سرج.
إنّ الحكيم الجافّ (غير الودّيّ) كالأكل الخالي من الطعم.
إنّ كلمات الحكيم إلى الأحمق هي كالفتاة العذراء للخصي.
ويل لمن يقولون ولا يعلمون، ولمن يعملون عكس ما يقولون، ولمن يُبطنون عكس ما يُظهرون.
إخواني ..أبعدوا أنفسكم عن شرك النساء، ومكائدهنّ، فجميع الحفر زائلة، إلا الحفر التي تحفرها النساء، فإنّها تظلّ فاغرة، كما كانت منذ آلاف السنين.
يا يحيى اتّخذ لك زوجًا، ولتقرّ نفسًا، ولا تغشاها يومي الأحد والخميس، واحذر كلّ ما هو بطل في هذه الدنيا الزائلة.

الله والخلق

الله، الساكن في الشمال العلوي، لا أب له ولا ولد. وقال عبد الرزاق الحسني: ”الخالق جلّ شأنه واحد أزلي أبدي لا أوّل لوجوده ولا نهاية له، منزّه عن عالم المادة الطبيعية، لا تناله الحواسّ ولا يفضي إليه مخلوق، وأنه لم يلد ولم يولد وهو علّة وجود الأشياء ومكوّنها. ولا يختلف اعتقادهم في الخالق عن اعتقاد المؤمنين به“ (مجلة العربي، ١٩٦٨). كتاب صحف آدم المقدّسة يتناول موضوع التكوين والخلق، بعد الحديث عن الخالق، وذكر أن الخلق حدث بالكلمة، هوا بميمرا؛ بميمراخ هوا كل مندام = بكلمتك خلق كل شيء. التكوين الأوّل يوصف بالثمرة داخل أخرى عظيمة، وبداخلها عناصر فريدة، وهي كالرحم الكوني العظيم، وذكر أحيانا أن الثمرة تمثل البيضة. ويعتبر آدم ادكاس/الخفيّ النموذج الأوّل للإنسانية ثم انبثق منه آدم الأرضي.
في الصحيفة الأولى من صحف آدم (سيدرا اد آدم) يرد دعاء التوحيد التالي بالمندائية وبجانبه الترجمة العربية:

مشبا ماري بلبا دخيا
مسبَّح ربي بقلب طاهر

شبيت ماري بلبا دخيا
سبّحت لربّي بقلب طاهر

ماريهون اد كلهون آلمي
ربّ العوالم كلها

مشابا ومرورب وميقر ومقيم
مسبّح ومعظّم وموقّر ومقيم

الاها ربا راما
الاله العظيم العالي
وشبيها ملكا راما دنهورا
سبحانه ملك النور العلي

ازيزا هكيما، يدويا هزايا
العزيز الحكيم، العليم البصير

اد لا اهوا كث لا اهوا
ما كان لأنه ما كان (لا وجود بدونه)

ولا هاوي كث اد لا هاوي
يكون لأنه لا يكون (وما من شيء لولاه)

ولله العظيم المتعالي أسماء حُسنى مثل: الحي الأعظم/هي ربي؛ المولى ذو الجلال/ماري اد ربوثا؛ الحيل أو الولي الأعظم/مانا ربا؛ ملك الأنوار/ملكا اد نهورا. ويعتقد المندائيون أنّ الله محاط بكائنات روحية لا حصر لها، وكانت بداية الخلق، والله منح أسراره في خلائقه ومنحهم الحياة. ويقول المندائيون إنّهم والمسيحيون بمثابة أولاد الخالات، وهي الرابطة التي تربط يسوع المسيح بيوحنا المعمدان، ويعتبرون يسوع المسيح رسولًا حكيمًا، ويحترمونه ويقرأون تعاليمه، إلا أنّه ليس إلهًا في اعتقادهم، إذ لا يجوز تجسيد الربّ، وهو يتحدّر من أصل مندائي (أنظر لوقا ٧: ٢٨: ’’أقول لكم: ما ولدت النساء أعظم من يوحنا المعمدان، ولكن أصغر الذين في ملكوت الله أعظم منه‘‘).

ولقد تمّ الخلق بالكلمة (هوا بميمرا)، ويُنظر في ما جاء في إنجيل يوحنا ١: ١ ’’في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله‘‘، ويصوّر التكوين الأول بأنّه كان ’كالثمرة‘ التي تكوّن منها ٨٨٠٠ مليون كائن نوراني وهي تمثّل ’الرحم‘ أحيانا و’البيضة‘ أحيانا أخرى. ويعتقد المندائيون أنّ الأرض في آخر المطاف، ستفنى وتُلقى وقودًا في الجحيم المستعر، كل شيء سيعود إلى نقطة البداية، الألفباء المندائي يبدأ بالألف وينتهي به، وعدد الحروف أربعة وعشرون، وهو مطابق لعدد ساعات اليوم ونسمة الحياة، نيشمثا، جاءت من ملكوت الحي، بيت هيي، وتعود إليه، وجسم الإنسان من تراب وإلى تراب يعود.

الطقوس والشعائر والتعاليم

يتّجه المندائي في صلاته وفي تأدية شعائره الدينية صوبَ الشمال، كما أسلفنا، النجم القطبي (Polaris, the North Star) لكونه، في اعتقاده، عالم الأنوار (الجنّة، دار الحقّ، مشوني كشطا)، حيث يعرّج عليه ’المؤمن‘ (مهيمني) لينعم بجوار ربّه بالخلود، والنجم القطبي خير دليل على هذه الجهة المباركة. ويُدعى الملاك الواقف على باب الجنّة اباثر. وفي الماضي، دأب المندائي في ممارسة ’الوضوء‘ (الرشامه) يوميًّا، إذ أنّ النجاسات معدية، أمّا اليوم فمن النادر أن يقوم الرجل أو المرأة بذلك في النهر أو في البيت. والقلّة اليسيرة التي تقوم بهذا الوضوء تقوم به في البيت، حيث يصبّ الشخص الماء الجاري (يَرْدِنا) على نفسه، لا سيّما بعد الجِماع. أمّا المرأة إثر الحيض فتقوم بالطماشة في البيت، وقلّما يحدث ذلك في النهر، وبعد الولادة، فهي بحاجة إلى صباغة، أي تعميد. وفي هذه الحالة يذكر الاسم الديني ’ملواشا‘، والأمر ذاته ينسحب في طقوس دينية أخرى. وورد في چنزا ربّا يسار ”يا أصفيائي، إذا عاشرتم نساءكم فاغتسلوا، وتطهّروا، ولا تقربوا النساء في الحيض، إنّ من يفعل ذلك له عذاب عظيم (ص. ٢٩٦)“. ومن أهمّ شعائرهم الدينية القديمة ’مصبتا‘ أي التعميد (الصباغة) بـ’اليردنا‘، ماء الحياة، ميا هيا (وعكسه ’تاهما‘ أي الماء الراكد، غير الصالح للشرب)، وقد يكون هذا الاسم مشتقًّا من ’الأردن‘ وعنصر ’’الماء الحي‘‘ (ميا هيي) أي مياه الأنهار الجارية جزء لا يتجزّأ من العقيدة المندائية منذ البداية، وهو ذو علاقة وثيقة بالحياة والنور، كما أنّ للماء الراكد الآسن علاقة قوية بالظلام والشرّ. وهناك حارسان للماء الجاري هما ’’شلمي وندبي‘‘، أما حرّاس اليابسة فهم ’’هيبل وشيتل وانش‘‘. ويقوم بهذا التعميد كاهن للطفل، أو للبالغ قبل الزواج، أو لطالب المغفرة والتوبة، وفي حالات عديدة أخرى. ويجري التعميد الأوّل للطفل بعد أن يكون عمره ثلاثين يومًا في يوم أحد (هد شابا، أي واحد السبعة، وتلفظ: هبشابا)، ويغطّس/يطمس/يرتمس في الماء ثلاث مرّات. ويسمّى هذا التعميد بمساعدة حلالي باسم زهريثه، وبه يصبح الطفل مندائيا. ويعمّد الطفل باسمه الديني الذي كان قد حصل عليه من رجل الدين يوم الولادة. التغطيس يرمز للموت والفناء، وبعده القيام أو البعث المتمثّل في الصعود إلى شاطىء النهر. وأهمّ مستلزمات التعميد: مياه جارية، إكليل من الريحان أو الآس (كليلا اد آسا)، ملابس كتّانية أو قطنية بيضاء (رستا)، مكوّنة من سبع أو تسع قطع مثل: قميص/لبوشا أو صدرا وسراويل/شروالا ومنطقة/هميانا وعمامة/كسيا وصندل/صندلا من الصوف أو القطن، على قاعدة خشبية وإناء للبخور/بيت ريها. وتستخدم الرستا في المعمودية والزواج والوفاة، ولونها أبيض كالنور. ومن جهة أخرى، هنالك التعميد الشخصي/طماشه، وهذا لا يحتاج إلى رجل دين أو ملابس معيّنة، وقد يتمّ بماء نظيف في المنزل ويكفي تلاوة الصلاة التالية: بسم الحي ربّي، أنا فلان بن فلانة (الاسم الديني)، اصطبغت بصبغة ابراهيم الكبير ابن القدرة، صبغتي تحرسني وتسمو بي إلى العلى، اسم الله العليم مذكور عليّ.

يؤمن المندائيون بانعتاق الروح وتخلّصها من الجسد، وعبورها إلى عالم النور عبر رسول سماوي. ويمثّل هذا التعميد ولادة جديدة عبر التراتيل، وغفران الخطايا، وهناك الخبز المقدس (پِهْتا) والماء المقدس (مَمْيوها)، (باركوا بهثا وكلوا وسبحوا ممبوها (= الماء المقدّس)، واشربوا تغفر خطاياكم وذنوبكم، چنزا ربّا، ص. ٢٨). وقديمًا كان ’البيمندا‘ بيتًا صغيرًا من الطين والقصب، ذا أضلاع سبع يمينًا ويسارًا، ولعب دورًا هامًّا في تكريس رجال الدين. وترمز هذه الأضلاع السبع إلى الكلمات السبع، التي خلق الله بها هذا العالم. ويكرّس هذا المكان المقدّس في آخر يوم من أيام ’البرونايي’’ أي ’’عيد الخليقة‘‘ في أيامه الخمسة. وفي السقف قطعة من القصب ترمز إلى البذرة، التي وُلد منها الانسان. ويُدعى رجُل الدين المكرَّس حديثا باسم ’الشوليا‘ ثم يصبح ’ترميذا‘، ويقوم بالشعائر الدينية إلى الحيّ الأزلي، ’’هيي قدمايي‘‘. وهناك شعيرة دينية تدعى ’’مشها دخيا‘‘ أي ’’الزيت الطاهر‘‘، يُمسح على شخص يحتضر أو على ’الترميذا‘‘ الذي يُرقّى إلى الرتبة التالية ’چنزبرا‘، والزيت المستعمل هو زيت السمسم لا غير. و’الدرفش‘ أو ’دْرفْشا‘ أي ’’الراية البهية‘‘ وهو العلم أو الراية، ورمز الدين المندائي ورمز النور الربّاني، وهو صليب وعليه قميص النبي يحيى. وهناك ’الصدقة‘ (زدقا) المادية والمعنوية سرًّا، المفروضة على كل مندائي تجاه الفقراء والمعوزين. وينصّ كتابهم المقدس:

’’إن وهبتم بيمينكم فلا تخبروا شمالكم وان وهبتم بشمالكم فلا تخبروا يمينكم‘‘، وهذا يذكّر القارئ المسيحيّ، على وجه الخصوص، بما ورد في العهد الجديد، إنجيل متّى ٦: ٣ ’’أمّا أنت، فإذا أحسنت إلى أحد فلا تجعل شِمالك تعرف ما تعمل يمينك‘‘ (وينظر أيضا في متّى ٦: ٦). وورد أيضا عند المندائيين: ’’من وهب صدقة وتحدّث بها فهو خاطىء لا ثواب له‘‘. ومن الكتب الدينية للصلوات ’’سيدرا اد نيشمتا‘‘ أي ’’كتاب الأنفس‘‘. وهناك الصوم الأكبر، ويعني تجنّب السيّئات والامتناع عن قول، أو عمل أي شيء من شأنه أن يعكّر صفو علاقة الانسان بربّه، أمّا الصوم الصغير فهو تجنّب نحر الحيوانات والامتناع عن تناول اللحم في غضون ٣٦ (رأي آخر ٣٤) يوما معيّنا في السنة، وتسمّى أيام الصيام بالمبطلات، حيث يُحرَّم فيها النحر، وعند الذبح تتلى هذه الكلمات ”بسم الحي ربّي العليم وباسم ملائكته النورانيين، نحرًا زكيًا يهب قوّة وعافية لكل الذين يأكلون منه، واسم الله العليم مذكور عليك“. وورد في التراث المندائي ما معناه: ”صوموا صوما عظيما لا عن مأكل ومشرب هذه الدنيا. امسكوا أعينكم عن الغمز والرمز، ولا تنظروا بسوء أو تعملوه. امسكوا آذانكم عن التنصّت لأبواب الآخرين. امسكوا أفواهكم عن قول الكذب والزيف والتأويل، ولا تحبّوا الأباطيل. امسكوا ضمائركم عن ظنون السوء والبغض والفرقة، ولا تدعوها تحتلّ أفئدتكم. إن الذي يحتلّ قلبَه البغضُ لا يُعتبر مسلمًا مؤمنا. امسكوا أيديكم عن ارتكاب القتل وعن السرقة. امسكوا أجسادكم عن معاشرة أزواج الآخرين. امسكوا رُكبكم عن السجود للشيطان. امسكوا أرجلكم عن السعي في السوء. أمرناكم كلّكم أن اسمعوا صوت الله “.

يحتلّ الزواج مكانة هامّة في العقيدة المندائية فهو واجب، ويشمل رجال الدين أيضا، وورد في التراث المندائي ”وأمرنا أن اتخذوا لأنفسكم أزواجًا تعمر بكم الدنيا، أيها الرجل اتّخذ لنفسك زوجة وليحبّ ويرحم أحدكما الآخر“. وهنالك طقوس خاصّة لذلك، منها الصباغة أو التعميد، أي تطهير العروسين نفسيًا وجسديًا بواسطة ارتداء الملابس البيضاء (رَسْتا) وأداء قَسم الإخلاص والولاء أمام الربّ والملائكة وكافّة الحاضرين. وتشدّد الديانة المندائية على الأخلاق الحميدة، والعمل الصالح، وبثّ روح العلم والمعرفة والوئام، فقد جاء في كتبهم: ”أمسكوا أفرادكم عن قول الكذب والزيف والتأويل ولا تحبّوا الأباطيل؛ رأس علمك أن تعلم الآخرين بكلمات طيّبة زكية، ويل لعالِم لا يعطي من عِلمه، ويل لجاهل مغلق على جهله، كل من يعلم ولا يعلّم يُطرد ويُلعن، كل من لا يقود ابنه إلى المعلّم يكون مذنبًا في يوم الدين‘‘.

في الماضي، لم يسمح للغرباء بالاطّلاع على كتب المندائيين المقدّسة، لوجود بعض الأسرار الخاصّة بالطائفة فقط، إلا أنّ ذلك قد تبدّل فهناك الآن، كما ذكرنا آنفًا، ترجمة عربية لكتابهم المقدس ’’چنزا ربّا‘‘، وكتاب الصلوات والطقوس الدينية. كما ويحرّم تدوين هذه الكتب على جلود الحيوان لعدم طهارتها، إذ أنّ نحر الحيوان يعني القضاء على الحياة. وعليه فالمؤلّفات دُوّنت على ورق البردى أو نُقشت على المعادن والحجارة. أما بخصوص المأكل، فكل نبات ذي بذر حلال وحُرّم أكل لحم الجمل والحصان، والخنزير والجمل، والأرنب والكلب والفأر. وبالرغم من عدم وجود أيّة أهمية دينية للبقرة، فإنّ نحرها هي والجاموس، يُعتبر من الجرائم العـظام، وهناك قواعد يجب مراعاتها عند الذبح. ويشار إلى أنّ المندائيين يكثرون من تناول اللحوم المحلّلة طبعًا، ولا سيّما لحم الخروف والطير كالبطّ والأوزّ، وربّما كان السمك الغذاء المفضّل لدى أغلبية المندائيين. كلّ ما يخرج من بذرة فهو صالح للأكل، وعليه فالفطريات مثلا محرّمة. وممّا يجدر ذكره أن معظم آباء المندائيين كانوا نباتيين.

وبعد ثلاثة أيام من الوفاة تفارق الروحُ الجثة، وفي الماضي لم تكن أيّة آثار للقبور، لاحتوائها أجسامًا مظلمة . ولا ختان لدى المندائيين، إذ لا يجوز بتر أي جزء في جسم الانسان، الذي جبله الخالق كاملًا، وأيّ شخص ذي عيب أو عاهة ما في العضو التناسلي، لا يكون مؤهّلًا للكهنوت. وينهى المندائيون عن الحزن والنحيب ولبس السواد على الميّت، وقد ورد في چنزا ربّا ”إنّ من مزّق ثيابه على ميّت فقد دنّسها، ومن قلع شعرة على ميّت فسيربط بجبل الظلام بحبل لا يبيد ... فمن الحزن، تولد الأرواح الشريرة، فتسبق نشكاثا في عروجها، وتضايقها في دار الحساب، ص. ٢٩-٣٠ “.

مكانة المرأة والزواج

إنّ أوّل اسم ذُكر في التاريخ المندائي هو للسيدة شلاما/سلمى بنت قدرا، التي عاشت حتى بداية القرن الثالث للميلاد، وإليها يُعزى نسخ قسم اليسار من چنزا ربّا المشتمل على شعر، يصف ارتقاء النفس إلى عالَم النور. شلاما هذه سبقت الناسخ المندائي المشهور، زازاي برچويز طه، الذي عاش في أواخر القرن الثالث للميلاد. ومن النساء الكاهنات في التاريخ المندائي، كما ذكر في چنزا ربّا، يمكن التنويه بالأسماء التالية: ياسمن ام شكندا في القرن الرابع للميلاد، سارت ام قيام في القرن السادس، هوا بنت دايي في القرن السابع، هيونا بنت تهوي في القرن الثامن، انهر بنت سرات في القرن الثامن عشر، بيبي مدلل أخت يهيا بهرام وزوجة رام زهرن عام ١٨٣١ (ينظر في ديوان ملكوثا اليثا). ترتدي المرأة المندائية الملابس الغربية، وتؤكّد العقيدة على دورها الهامّ أُسريًا واجتماعيًا، إذ أنّها نصف المجتمع، وكما ورد في ’’چنزا ربا‘‘ الكتاب المقدّس، أنّ الخالق، الحيّ العظيم، الذي انبعث من ذاته، بأمره وبكلمته تكوّنت جميع المخلوقات، كما خلق آدم وحوّاء بقوّته وقدرته من نفس الصلصال، ”ومن سرّ الكون، جُبل آدم وحوّاء . وحلت فيهما نشمثا بقدرة ملك النور“ (چنزا ربّا، يمين، ص. ٢١). والمرأة رمز النماء والخصوبة والتكاثر، وحجر الأساس في بناء الأسرة، وسرّ سعادتها وتطوّرها على حدّ سواء، إلا أنّ رسالة تربية الأولاد ملقاة، في الأساس، على كاهل الرجُل والأب مسؤول عن أبنائه حتّى عمر الخمسة عشر عاما.
وهنالك في التاريخ المندائي، نسوة شغلن مناصب مختلفة في الكهنوت، ومكانة المرأة مرموقة، إلا أنّ المجتمع يغمط حقوقها. وقد ورد في وصايا النبي يحيى: ”لو لم تكن المرأة في هذا العالم، لما خُلقت السماء والأرض، وما أشرقت الشمس وأنار القمر، الزوجة مثل الماء“. يحثّ الدين الصابئي على الزواج والإنجاب، ويعتبر الأعزب مذنبًا في الفانية والآخرة، ويوصف بالنهر الذي جفت ضفتاه واندثرتا بلا أثر. ويفضّل الزواج من واحدة، إلا أن كهنة وآخرين كثيرين، تزوّجوا باثنتين أو أكثر في الوقت ذاته، وزواج الأقارب معمول به ولبتولية الفتاة، كما هي الحال في المجتمعات العربية التقليدية مثلاً، أهمية قصوى. لا وجود لما يعرف بـ ”شرف العائلة“ لدى المندائيين، ويحرّم نظريًّا على الثيّب الزواج ثانية. وعند إجراء مراسم القِران يُكسر إبريقان فخاريان رمزًا لكسر الشرّ. ويتمّ الزواج في الغالب الأعمّ في فصلي الربيع والصيف، إذ أنّ الماء في فصل الشتاء يكون باردًا جدًّا في حالات كثيرة. وتجري مراسيم الزواج في ما يسمى بأندروني/أندرونا وهي عبارة عن غرفة من القصب. وقديمًا كانت المرأة الطامث تعتبر غير طاهرة، فلا يحقّ لها دخول المعبد (مندي، مشكنا)، أمّا في أيّامنا هذه فاللواتي لا يدخلن المعبد بسبب الطمث هنّ قلّة. وفي داخل هذا المعبد وحوله، تجري وفرة من الطقوس الدينية، كالتعميد والزواج والرسامة، أو تكريس رجل الدين وهلمجرّا.

وعند الزواج يؤدّي العروسان قَسَم الأمانة والإخلاص (كشط ياقرا)، أمام الخالق والملائكة والحضور كافّة، وهذا معناه: أوّلًا الرجل: ”هذا عهد قطعته على نفسي أمام الشهود بأنّي سآخذ فلانة بنت فلانة زوجة شرعية لي. يشهد الله الحي العليم ويشهد رسله وملائكته الأثيريون، ويشهد هؤلاء الكهنة والمندائيون، كلّهم شهودي بأنّي لن أحيد عن عهدي وميثاقي ولن أخون زوجتي أو أغشّها وسوف أوليها رعايتي وأسالمها بالحقّ، وأفي بعهودي التي ربطتني بها أمام الله تعالى“. امّا العروس فتتناول أوّلًا قطعة من الرغيف، الذي أكل منه الزوج، وتُقْسم أنّها لن تأكل إلا منه، وهكذا تتعهّد بمشاركته الحياة فقط، ويكون الرجل كالعصا التي تتكىء عليها المرأة عند الحاجة.
وممّا يجدر ذكره، أنّ النصوص المندائية لا تذكر بأنّ حوّاء قد خُلقت من آدم، بل من نفس الطينة، وبُنيت على هيئة ’’سحابة النور‘‘ (انانا اد نهورا)، ووصفت بالأرض في حين وصف آدم بالسماء. ويُشبّه فعل الذكر والأنثى بالمطر، الذي يهطل من السماء ليروي الأرض القاحلة ليحييها. وكان أدم الذي هبط في سرانديب، في أطواره الأولى، وَفق التراث المندائي المتوارث المتواتر، يدبّ على أربع، وكان صوته يشبه ثغاء الخراف وصهيل الخيل، ثم تطوّر وتأنّس، وأنجب ثلاثة أبناء: هيبل وشيتل وانوش. وفي اعتقاد المندائيين، التناسل البشري الأوّل قد تمّ من زواج أبناء آدم الأرضي، من بنات آدم الخفي (آدم كسيا)، وعليه فالانتساب لدى المندائيين يعود للوالدة ، كما هي الحال عند اليهود. ويجوز للمندائي أن يعمِّد نفسه متى شاء، وخاصّة في المناسبات الدينية والأعياد مثلا، بعد الانتهاء من مراسيم الزواج. لا مكانة تذكر لرجل مندائي لم ينجب ذكورًا، إذ هم الذين سيحملون نعشه لتحلّق روحه في السماء، والتبني عندهم ممنوع.

الاحتفالات والأعياد الدينية

ممّا يجدر ذكره في هذا السياق المندائي، أن نشير إلى أنّ لفظة ’الاحتفال‘ مشتقّة من الجذر ’حفل‘ ويعني الحليب في الضرع والماء في المكان. يؤدّي المندائي ثلاث صلوات فردية يوميًّا، إذ أنّ الصلاة الجماعية نادرة جدّا، ويسبق كلا منهما الوضوء والبركة (الرشامه ثم البراخه). وأعيادهم الدينية خمسة وهي ذات طابع شعبي:

١) العيد الكبير/رأس السنة أو الضحوة/الأضحية (دهوا ربا، نوروز ربا)، وهو معروف عامّة باسم عيد ’التكريس‘، وهو ذكرى هبة الخالق العظيم الحياة للبشر، ويستمرّ يومين لاستقبال العام الجديد على ضفة ’اليردنا‘، وفيه يتناول المندائي الخبز الفطير واللحوم. ويقول المندائيون إنّ الملائكة تصعد في هذه المناسبة إلى الباري للتعبير له عن الشكر والامتنان.
٢) العيد الصغير / القصير (دهوا هنينا، دهفا اد طرما) أو عيد النضوج/الربيع/الأزهار، وهو أوّل أيام الربيع. ويحلّ في الثامن عشر من أيّار، وهو ذكرى عودة الملاك جبرائيل إلى السماء، وبفيه بشرى النور والسلام، وهو يوم واحد.
٣) عيد الخليقة /البرونايا/ البنجة أي الخمسة لأنّه يستمرّ خمسة أيام، تدعى بالأيّام البيض النقية، ذكرى خلق عوالم النور (الما دنهورا)، وهو أهمّ عيد عندهم. يصلّون الصبح، ويجري التعميد، وتنحر الذبائح، وتقدّم الصدقات للفقراء. يصادف هذا العيد في نهاية شهر آب، وتقدّم الطيّبات على روح الميّت.
٤) عيد التعميد الذهبي (دهوا اد مانا) وهو يوم واحد، وعلى المندائي أن يتعمّد فيه، كما تعمّد فيه الأب الأول، آدم والآباء الصالحون القدامى، مثل شيث وسام ويحيى. وقد رأينا أنّ الماء والتعميد يحتلّان منزلة هامّة جدّا، فبالإضافة إلى ما ذكر آنفا من تعميد، فهناك تشـجيع لهذا في كلّ يوم أحد، وعلى حاملي بساط الرحمة والكفن، أن يتعمّدوا قبل هذا الطقس وبعده. وهناك قول مأثور عن فقهاء هذه الطائفة: لمس الماء كلمس الخالق. وفي هذه المناسبة يعمّد الصغار وتقدّم الهدايا للفقراء.
٥) عيد الازدهار (شوشيان) في السادس والسابع من الشهر الأول للسنة الجديدة، وهو ذكرى الحياة الكونية الرابعة، ومن الطريف حقًّا، التنويه بأنّ اسم الليلة بين هذين اليومين هو ’’ليلة القدر‘‘، ففيها تنفتح أبواب النور للمؤمنين. وهناك مناسبات أخرى، مثل العاشورية و’’دك الفل‘‘، أي مزج التمر بالسمسم المطحون على شكل كرات صغيرة، وهذا يرمز إلى الطعام المقدّس.

اللغة المندائية

اللغة المندائية الكلاسيكية هي لغة سامية شمالية غربية، لغة العلم، وهي فرع من اللغة الآرامية الشرقية، كالسريانية والآرامية البابلية، آرامية التلمود البابلي، وهي متأثرة باللغة الأكّادية. يبدو أنّ لغة التلمود البابلي، كانت في بابل العليا، أي شمال العراق، والمندائية كانت سائدة في بابل السفلى، أي في الجنوب، وفي نحوهما شبه كبير، والثانية لم تقترض من لغات أخرى بعكس الأولى. تعود بداية هذه اللغة إلى القرون القليلة قبل الميلاد، وقد ازدهرت منذ القرن الثالث ق.م. وبهذه اللغة دوّنت كافة المخطوطات الدينية، وهي ما زالت مستخدمةً في الطقوس والشعائر الدينية إلى يوم الناس هذا، ومعظم أهل اللغة لا يعرفونها. ويقول الباحث المندائي يوسف متي قوزي إنّ نصف المندائية سرياني والنصف الآخر سورثي من الآراميات الراهنة في العراق (آرامية العهد القديم وقواعد ونصوص، ص. ٥٠).

واللغة المندائية لغة طقوس دينية، حوالي عشرة فروض دينية ويقدّسها أهلها. دين هذه اللغة يفتقر، في الواقع، إلى مرجعية دينية موحّدة وفاعلة، لا اجتهاد فيه ولا افتاء. ويظهر أنّه لا وجود لأي مخطوط مندائي في مكتبات أوروبا يعود تاريخه إلى ما قبل القرن السادس عشر، إذ أن أقدمها هو Marsh 691 في البودليانا في أكسفورد، مجموعة صلوات نسخها آدم زِهرون عام ١٥٢٩. هنالك تماثل كبير من حيث الدلالةُ بين المندائية الكلاسيكية والعربية الفصحى. أمّا اللهجة المندائية الحديثة (Neo-Mandaic) فتمثّل المرحلة الأخيرة لتطوّر المندائية الكلاسيكية الآيلة إلى الانقراض، من حيث النظامين الصوتي والصرفي، وهي لهجة من اللهجات الآرامية الحديثة المستعملة في مناطق بحيرتي ڤان وأورمي شمالا إلى دمشق والأهواز جنوبا. وهذه اللهجات متباينة لدرجة يستحيل معها التفاهم بين ناطقيها، وعليه فمن الصحّة بمكان تسميتها لغات. وهناك تأثير فارسي واضح من حيث النحو والمعجم والدلالة، في القسم الإيراني، والأمر ذاته ينسحب بالنسبة لتأثير العربية في البقاع العربية. وعلينا القول إنّ عدد الناطقين بهذه اللهجة المندائية الحديثة لا يتجاوز الألف، وهم في الأهواز في إيران. بعبارة موجزة أمامنا مثل من مئات اللغات الآيلة إلى الاندثار والانقراض.
وقد حافظ رجال الدين على اللفظ القديم، وعلى طالب اللاهوت أن يستظهر مادّة مقدّسة واسعة، ويُصحّح في عملية الحفظ هذه. وممّا يجدر ذكره، أن هناك تسجيلات لمثل هؤلاء الكهنة منذ العام ١٩٥٤، كانت قد أعدّتها الباحثة البريطانية دراور (Ethel S. Drower, 1879-1972، إثل مي ستيفنسن، قبل الزواج؛ حصلت على ٥٦ مخطوطًا مندائيا وهي محفوظة الآن في مكتبة بودليانا)، التي قال عنها الشيخ /المومن خلدون مجيد، إنّها طلبت التمندع.
وكان صديقي الأستاذ المرحوم، رودلف ماتسوخ (Rudolf Macuch, 1919-1993) قدِ ٱكتشف في العام ١٩٥٣ وجود لهجة مندائية محكية في خوزستان، وبناء على ذلك حاول التوصّل إلى النظام الصوتي للمندائية الكلاسيكية، التي تعود إلى القرن السادس للميلاد، وقد تلت هذه المرحلة ما يسمّى، ما بعد الكلاسيكية (postclassical). ويعتقد المندائيون أنّ ’’الحي العظيم‘‘ كان قد لقّن آدم العلم والمعرفة، وقرأ الأباچادا أي الأبجدية آ، با، چا، دا، ها الخ. وفيها ٢٤ حرفا، تبدأ بالألف وتنتهي به لأنّه في اعتقادهم كلّ شيء يعود، لا محالة، إلى أصله وبدايته، وفيها الصوت ذال. ومصدر هذه الأبجدية في الاعتقاد المندائي هو عالم النور ويقال إنّ أشكال الأحرف تنمّ عن الصراع الدائر بين النور والظلام. وهذه الأحرف هي: a, b, g, d, h, w/u, z, ḥ, ṭ, y/i, k, l, m, n, s, ˓, f, ṣ, q, r, š, t, id, a. (ابجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت + اد، آ). ولكلّ حرف معنى معيّن باستثناء الراء والحرفين الأخيرين، و id هي أل التعريف، وهذه المعاني هي بالترتيب: الأعلى، أب، جبرائيل، طريق/سبيل، حياة، واحسرتاه، نور/بهاء، عين الله، طوبى/جيّد، اليمين/اليوم، حق/حقيقة، لسان، عقل، نور، أمّ، عين، شجرة، صوت، صرخة، شمس، توبة. ولبعض هذه الأحرف، الألف والكاف والنون والپاء والصاد، شكلان في الكتابة أحدهما في بداية اللفظة ووسطها، والآخر في النهاية. وللأحرف الستّة بچد كفت، كما هي الحال في العبرية القديمة، لفظان،ب/پ، چ/غ، د/ذ، ك.خ، ف/ڤ، ت/ث. وهذه الأبجدية خالية من ’الروافد‘ كما دعاها ابن النديم (ت. ٩٩٥؟) أي ’’ثخذ ضغط‘‘، ولها رسم خاصّ بها شبيه بالحرف العربي، لا سيّما الحروف: ب، ح، د، س، ص، ط، ع، ل، ن، و. الحروف الأربعة ا، ز، ي، ش، تتصل بما قبلها ولا تتصل بما بعدها. وفي المندائية ثلاث حركات كما في العربية، ولا توجد علامة لا للشدّة ولا للسكون، لا أداة تعريف، لا صيغة مثنى، ولا وجود لساكنين متتاليين. الخطّ المندائي شبيه بالخطّ النبطي غربًا والخطّ العيلامي شرقًا.

غالبًا ما يضع المندائيون أبجديتهم تحت وسادة النوم للتبرّك. ويذكر أن أصواتًا عربية دخلت حديثًا اللغة المندائية مثل: العين بشكله العربي، الغين وهو وضع نقطتين تحت الجيم المندائية، الذال بوضع نقطتين تحت الدال المندائية، الحاء بوضع نقطتين تحت الهاء المندائية، إذ أنّ العين والحاء في المندائية القديمة تحوّلتا لفظًا إلى همزة وهاء، فمثلًا هناك: ابد = عبد، خادم؛ ازز = عزّ؛ هبر = حِبْر وفي المندائية معناها سَواد؛ هبلا = الحَبْل؛ هوبا = الحوْبة، الإثم؛ هلبا = الحليب . وصوت الشين المندائي يقابل حرف السين العربي كما هي الحال بالنسبة لباقي الأخوات الساميات: شال، شواليا (وفي الأكادية: شئالو) = سأل، السؤال؛ شفل، شفالا، شوال = سفل، الأرض السفلى، أرض الموتى؛ شمبلتا = السنبلة، برج العذراء؛ شنتا = السِّنة/النوم وفي الأكادية شتو. والسين (مثل السامخ في العبرية) يقابلها في العربية الشين مثل: سهد/سهدوثا = شهد/شهادة؛ سنا = شنأ/أبغض. والكتابة المندائية تشمل الأصوات الصامتة والصائتة أي الحروف والحركات في نفس الشكل، كما هي الحال في اللغة الأمهرية/الحبشية مثلًا.
والأعداد العشرة الأولى في المندائية هي: هاد، ترين، تلاتا، اربا، همشا، شتا، شبا، تمانيا، تشا، اسرا. يلاحظ اختفاء الحروف الحلقية: ح، خ، ع، غ، إذ أنّها قُلبت هاء أو همزة كما هي الحال في لغات سامية عديدة كالبابلية والأشورية والعبرية الحديثة. وهناك أيضا خلط ما بين الأصوات /س/ ص/ز/، ك/ق. وقد تحوّل الصوت حاء إلى إشارة لضمير الغائب ويلفظ كالياء.

وهناك لكلّ حرف صامت قوّة معيّنة من الحياة والنور والقدسية والسحر، والعدد ٢٤، عدد الأبجدية وساعات اليوم ملائم في اعتقاد المندائيين للسحر وللقوى الخارقة. حافظ المندائيون على لغتهم وقدّسوها وظلّت بعيدة عن التأثيرات الخارجية، والتشديد في النصوص الدينية كبير جدّا. يحرّم طرح أي نصّ ديني على الأرض، وإذا توجّب إتلافه فلا بدّ من رميه في الماء. ويعتقد المندائيون أنّ لغة آدم كانت المندائية.
وممّا يجدر ذكره أن المندائيين العاديين اليوم، لا يقرؤون ولا يكتبون لغتهم، إذ أنّ تعلّمها يكاد يكون مقتصرًا على رجال الدين والمثقّفين حقّا. فاللغة الحديثة محكية في إيران ولكن بدون أدب. وهناك المخطوطات المندائية في العديد من المكتبات العامّة في العالم الغربي مثل ’’المكتبة الوطنية‘‘ في لندن ومكتبة ’البودليانا‘ في أكسفورد. ويعتبر المستشرق الألماني پترمان (J. H. Petermann, 1801-1876) مؤسّس الدراسات اللغوية المندائية بنشره كتاب چنزا ربا وقواعد المندائية عام ١٨٦٧ وتبعه نولدكه (Th. Nöldeke, 1836-1930) عام ١٨٩٥.

وفي خريف العام ٢٠٠٣ عُقد مؤتمر عالمي في جامعة برلين الحرّة حول الدراسات السامرية والمندائية، وذلك لمناسبة حلول الذكرى العاشرة لرحيل الأستاذ الفذّ، رودلف ماتسوخ (Rudolf Macuch, 1919-1993)، الذي ساهم بأبحاث مميّزة عالميًا في كلا المضمارين، وقلّما تيسّر مثل ذلك الإنجاز في صفوف الباحثين اليوم. وقد تسنّى لكاتب هذه السطور الاشتراك في المؤتمر المذكور، بمحاضرة حول كاهن سامري أكبر، أبي شفيق يعقوب بن عزّي (ت. ١٩٨٧)، الذي كان صديقا لماتسوخ أيضًا، منذ منتصف القرن العشرين. وكان ماتسوخ أوّل من أشار إلى لهجة غير معروفة في المندائية، في أعقاب زيارته للأهواز، وهي لغة الكلام، اللغة المحكية، وأطلق عليها الاسم Neo-Mandaic. والجدير ذكره أن اللغة المندائية هذه، تندرج ضمن اللغات المهدّدة بالانقراض، إذ لا يتجاوز عدد الناطقين بها اليوم المائة شخص من أصل قرابة الثلاثين ألف مندائي في العالم. وهذه اللغة المحكية أو الرطنة، كما أُطلق عليها، قد تأثّرت كثيرا بالفارسية والعربية.

عيّنة من المفردات المندائية
ابا چادا = الأبجدية؛ أَبْهر = فصل الربيع؛ اد = ال التعريف والإضافة؛ ادنا = أُذن؛ آه = أخ؛ اواثر = ملاك الجنّة؛ أوثْرا = وفرة، كائن أبدي، روح النور والحياة؛ اينا = عين؛ ايشو، اشو، اسو = يسوع الناصري؛ اكا، لكا = يوجد، لا يوجد؛ اِكارا = مُزارع؛ اكر = حفر/حرث؛ اَلاها = الله؛ الج = ثقيل اللسان/علج؛ الما= العالَم/الأزل؛ اِلف = تعليم؛ امات = متى؛ امتا = العذراء؛ امريت = الأرض، الأم؛ الانا = شجرة؛ امبرا = خروف؛ أنَشاثا = عائلة؛ إنْچرْتا = رسالة؛ اندرونا = داخل؛ انْدشتا = التأمّل؛ انْيوتا = الجواب؛ انكرثا = رسالة/نداء؛ انفا = أنف/ اِسخيلائى = الجهالة؛ اسوثا = عافية/شفاء؛ اسْيا = الشافي؛ ؛ اِقليدا = مفتاح؛ اقَفرا = تراب؛ اَرابائى = العربي؛ ارعا/ارقا > ارا = الأرض؛ اشم = اسم؛ اثا = أتى؛ اثرا = ملاك.

باطنا = حامِل، مثمر؛ بال = ذاكرة؛ بچيل = صوص؛ بدق = فحص؛ بهثه = خبز مقدّس؛ بهرام ربا = إبراهيم الربّاني؛ بوشالا = أرز مطبوخ؛ بوثه = آية/دعاء؛ بَزيرا = الأولاد؛ بطال = سيّء/فارغ؛ بيماندا = بيت مندا/بيت العلم؛ بلم = أخرس؛ بر/ابنيا = ابن/أبناء؛ بورا = الأرض البور، الجاهل؛ بزْرانا = بذرة؛ بيشا = شرّ؛ بسْقرتا = المعرفة؛ بُق = أُخرج؛ بَقّا = بعوضة؛ بَقارا = الراعي؛ برا = خلق؛ بروخا = مبروك؛ برزنقا = العمامة؛ بت، برتا = بنت؛ بت چنْزا = المكتبة.

چبر/چڤرا = رجُل؛ چوْرا = زنا؛ چزار = ختان؛ جطل = قتل؛ دبا = ذبح؛ دهل = خشي/خاف الله؛ دز/دزز = دسّ/أدخل؛ دينا = حكمة.

دادا = عم؛ دارَ = مرحلة/زمن/جيل؛ ديوثا = الحِبْر؛ دخيا = نظيف/طاهر؛ ذخرانه = ذكرى الميّت؛ دولا = جَمَل؛ دوشا = دبس التمر؛ دَكياثا = الطهارة؛ ديمتو = دمعة؛ دِموثا = مظهر؛ دُرْ = أُسْكن، دراشا = تعليم/مواعظ.

هازا = هذه؛ هازِن = هذا؛ هارا = حار؛ هاشتا = الآن، في هذه الساعة؛ هبل = أفسد/أهلك؛ هَبْهَب = بطيخ؛ هبْرا = صديق/رفيق؛ هوا = حوّاء؛ هِوارا = أبيض؛ هوبا = ذنْب؛ هوما = الحرّ؛ هون = كانوا؛ هوش = حِسّ؛ هوشبا = يوم الأحد، هْزا = نظر/لاحظ؛ هيلولا = عرس/ثوب؛ هلالي = النقي، الورع؛ هميانه = زنار؛ همرا = نبيذ، خمرة (عصير الخصب المقدّس؛ عنبة وتمرة مهروستان في وعاء صغير فيه ماء)؛ هشالو = صائغ؛ هَشوخا = الظلام/السيّئات.

واوا = باب؛ وَرزا/ورصا = الأرض الزراعية.

زاغا = الديك؛ زبن = باع أو اشترى؛ زبنا = زمن/وقت؛ زدقا وصوما وزاكوتا = الصدقة والصوم والزكاة؛ زُهْميتا = قذارة؛ زَوا = زوجة؛ زِوادا = حقيبة؛ زِوان = شراء؛ زوطا = صغير/رضيع؛ زيوا = نوراني؛ زيفا = الكذب؛ زينا = السلاح؛ زيكري = ذكر؛ زنچا = جرس؛ زَفور = نتِن/متعفن؛ زَرْتا = شِبر؛ زرزتا = تسليح؛ زرنوقا = قربة.

طابو = محبّة؛ طاسا = طاس/كأس/وعاء؛ تاغا = التاج؛ طَبوثه = طعام/نعمة؛ طبيا = الظبي؛ طوبيهون = طوبى؛ طورا = جبل؛ طُهموثا = عائلة/نَسَب؛ طماشه = اغتسال؛ طنوفا = ملوّث؛ طِبسا = نموذج؛ طُفرا = الظُّفْر؛ طريانه = خوان من الطين؛ طشتا = الحوض/طشت.

ياب = يا أبي؛ ياهادوتا = اليهودي؛ ياسانا = اسم بوابة سماوية؛يَدويا = عارف/عالِم؛ يورا = الجوهرة؛ يوشَمِن = ملاك أُثري يمثّل الحياة الثانية؛ يلوفا = دارس/متعلّم؛ يمّا = بحر؛ ينقا/ ينقوتا = طفل/ طفولة؛ يردنا = الأردن/ماء جارٍ؛ يرها = شهرٌ.

كاهو = متى/أين؛ كبثه = إناء صغير من المعدن لتناول الماء المقدّس؛ كد = كذا/حينها/وقتئذٍ؛ كدير = ثقيل؛ كَوارا = البصَل؛ كودا = كبِد؛ كَويلا = سفينة نوح؛ كفرا وتيابا = الكفر والتوبة؛ كورسي = عرْش؛ كيوا = ألم؛ كل = الكل، كل؛ كَمچا = الملعقة؛ كَنونا = موقد النار/الكانون؛ كنزفره = كاهن أستاذ؛ كَنڤا = جناح ؛ كِفِن = جائع؛ كَصوما = قارىء الكفّ؛ چِرا = رجُل؛ كشطه = ميثاق/عهد؛ كْشَر = نجحَ؛ كَث = لأنّ/عندما.

لاو = لا؛ لِبّا = القلب؛ لَهما = خبز؛ لوطا = لعنة؛ لوفاني/دخراني = وجبة طقسية على روح الميت/غذاء الرحمة؛ لَطاوا = سيّء؛ ليما = لماذا؛ ليشّا = العجين؛ ليت = ليس، لا يوجد؛ لِشانوثا = فصاحة اللسان.

ماكو = لا يوجد؛ ماكلتا = مأكل؛ مانا = وعاء/عقل/نفس؛ مارا = رَبّ/سيّد/مالك؛ ماثا = المدنية؛ مَبروخ = معبود؛ مِدّا= معرفة، مِدخر = مذكور؛ مو = هل/أليس/ أما؟؛ موزا، اموزا = جوز؛ موزَنيا = العدالة؛ موتانا = طاعون/وباء؛ مُختا = الموت؛ ميصرا = الحدود؛ ملواشا = الاسم الديني؛ مليل = القراءة؛ ممبوهه/ممبوغه = الماء المقدّس؛ مَندا/ى = العلم/المعرفة/معبد المندائيين؛ مندائي = الموحّد، العرف بالله؛ مِندام = مشيٌ؛ مسخثه = غفران؛ مسقيتا = صعود الروح؛ مصبته/مَصْبوِتا = معمودية/تعميد؛ مربا = الرحم، مكان نمو الجنين؛ مروم = سماء؛ مرورب = مقدّس/معظّم؛ مركنه = صولجان/عصا الماء الجاري؛ مشيهه = المسيح؛ مشكنه = مسكن/بيت العبادة وفي العامية أي الرطنه اسمه مندى.

ناصورائى = حرّاس الدين؛ ناصروثا = حِرفة الكهانة؛ ناشا = إنسان/الشعب؛ نو = نوح؛ نونا = السمك؛ نورا = النور/النار؛ نِهيرا = الأنف؛ نخس = ذبح؛ نخرايا = غريب؛ نُط = إقفز؛ نطفتا = الأصل/الفطرة؛ نِياها = الهدوء؛ نياكه = نكاح، جماع؛ نيخلا = الخداع؛ نيصِبتون = فلّاح؛ نِفاقا = الخروج؛ نِشاقا = التقبيل.

ساجا/ساخا = سياج/نهاية؛ ساوا = كهل؛ سامان = دواء؛ سارا = شعير؛ سِبْ = خُذ؛ سدير = منظّم؛ سُوادي = سواد الشعب؛ سوف = بحر آخر العالم؛ سَخلوثا = حماقة/جهل؛ سَطانا = الشيطان؛ سُيا = الفرس؛ سيدرا = الكتاب؛ سَيَختا = النهاية؛ سين/سُره = قمر؛ سينا = الكراهية؛ سِلينا = شبكة صيد السمك؛ سمق = أحمر؛ سُندا = بذرة؛ سِندِركا = نخلة؛ سَغيا = كثير جدا؛ سُسى = فرس؛ سفتا = شفة؛ سفر سفار = كتب سِفرًا؛ سِپرا = طير؛ سِرّا = قمر؛ سِرِخ = مضيء؛ سِتْوا = فصل الشتاء .

اِبرا = الولد؛ اَوَد = أنجز؛ ايدان = الزمن؛ اِويرا = الكفيف؛ اِمبى = عنب؛ اُمقا = العُمق؛ ارسا = سرير.

پوما = الفم؛ پَغرا = جسد/بدن؛ فهرا = عيد، وليمة؛ پهتا = خبز التعميد المقدّس؛ پِلاغا = انفصال، فصْل؛ پندور = ناي؛ پنق = دلّل، أترف؛ پَقِد = أمرٌ، حُكمٌ؛ پراديشا = الفردوس؛ پَروقا = الحرية؛ پَروشا = التشخيص، الفهم؛ پَرزِلا = الحديد؛ پَرصوفا = الوجه، الصورة٠

صاهنا = وساخة، اتّساخ؛ صُدرا = قميص؛ صُوا = التعميد؛ صُويانا = أمل، محبّة؛ اِصو = الرغبة، الإرادة؛ صُوثا = الصوت؛ صَلَماثا = الأصنام؛ صِپرا = الفجر؛ صُپرينا = العُصفور؛ صَقِم = أنهى.

قابين = مَهر/عقد زواج؛ قاوقه = وعاء للبخور؛ قالا = صوت؛ قبوطا = صندوق/تابوت؛ قدميث = أوّلًا؛ قهما = قمح/طحين؛ قودام = قبل؛ قُطان = قصير؛ قيسا = خشب؛ قِلايا = الاحتراق؛ قلوما = القملة؛ قلميا = القلم؛ قلستا = تراتيل الزواج؛ قماهه = تعويذة؛ قَمو = لماذا؛ قَريب = قليل؛ قَرير = البرْد؛ قَريث = صياح؛ قشيش = عجوز، قديم.

راز = رأس؛ راما = مرتفع، طويل؛ رامشا = الليل؛ راستي/رستا = صحيح، ملابس دينية؛ رَبّا = الكبير، العظيم؛ ربوثا = العظمة، الاقتدار؛ ربي = أستاذ/كبير؛ رَبيثا = التربية؛ ربك = برك على ركبتيه؛ رَهما = الصديق، الرفيق؛ رُهصانا = الاطمئنان؛ رهمتا = محبّة؛ روبان = عشرة آلاف؛ رويانا = الخ الشبع؛ يال؛ رويثا = السُكر؛ روربا = قادر، عاِم؛ رطنا = اللهجة المندائية الحديثة؛ ريها = العطْر؛ ريش = رأس؛ ريشا = بداية؛ رستا = لباس أبيض؛ رُغزا = الغضب؛ رقبتا = رقبة؛ رقد = رقص؛ رشم = رسمَ؛ رشامه = وضوء.

شامش = شمس؛ شُوا = سبعة؛ شوليه = مرشّح للكهانة؛ شوم/شما = اسم، شوم ياور = الله، الاسم الأعظم، يظهر على خاتم ذهبي على خنصر رجل الدين، ومعناه المشع، البرّاق؛ شوم بر نو = سام بن نوح؛ شوشبان = إشبين؛ شوتا = الشرب؛ شكنده = مساعد/قندلفت؛ شلاما وهيمنوثا = سلام وإيمان؛ شنورا = قط، سنّور؛ شفياهي = الجن؛ شَفْروثا = تملّق، جمال؛ شتا = الساعة.

تا = تعال، هلمّ؛ تاجا = تاج؛ تالا = خيط؛ تَبْ = إجلس؛ توث = تحت؛ تيوِل = الدنيا؛ تين = البول؛ تيغرا = الفوضى؛ تْمِموثا = سذاجة؛ تِربا = الألية؛ تَرميدا = الكاهن، أول درجة دينية.

عيّنة من أسماء الذكور والإناث:

أ) ذكور: ادم، أردوان، أرسوان، بابيان، بختيار، بسيم، بهرام، بهيرا، بيان، چادانيس، ديال، ديمور، رام، راني، رواز، زازاى، زندانا، زنكي، زهرون، زوان، زيهان، زيوا، سكوه، سندان، سيوى، شابور، شاد، شورباي، شيتل، كاونا، مانا، مندا، هيبل، هيوار، ياور، يور، يورام .
ب) إناث: ايلانا، اينشبي/انشوي، انهر، بوران، بيصام، تالا، دايه، دخته، ديال، رهيمه، زادى، سوته، سمره، سنديقه، شايان، شادي، شارت، شكنْته، قمريته، كيزارييل، كسنه، مانو، مليحه، مهريزاد، نركس، نوريثا، هوّه، هندان، هيال، هيّونه، هيمنوثا، ياسمن.


من أعلامهم

أسهم المندائيون منذ القِدم في العلم والمعرفة (مندا ومثلها اللفظة الإغريقية γνῶσις, Gnosis التي تعني العلم الربّاني وقد ذكرهم مثلا ابن النديم (القرن العاشر) في ’الفهرست‘ موردًا تراجم لأعلام لهم في الطب والهندسة والفلك والأدب في عهد الخلافة العباسية في بغداد، أمثال أبو اسحق الصابي، صاحب ديوان الرسائل، أي الوزير عند الطائع والمطيع، وثابت بن قرّة بن زُهرون الحرّاني الطبيب والفيلسوف وعالم الرياضيات المشهور، وابنه سنان بن ثابت الذي كان رئيسا للأطباء، والحفيد إبراهيم بن سنان في الهندسة، وابو الفتح المندائى وغرس النعمة الصابئي الحرّاني، مؤلف كتاب ’’الهفوات النادرة‘‘، إبراهيم بن سنان وأبو عبد الله البتاني الرياضي وهلال بن المحسِّن الصابي وأبو حسن الحراني، والكيميائي جابر بن حيان، وإبراهيم بن هلال الأديب الشهير، وابن وحشية مؤلف كتاب ”الفلاحة النبطية“، وأبو الفتوح المندائي، وإبراهيم بن زهرون (زهرون اسم ملاك لدى الصابئة). وفي الفترة العباسية كان المثقّفون المندائيون على دراية جيدة بالآرامية المندائية والفارسية والعربية. وهناك بالطبع العديد من المؤلّفين العرب القدامى، الذين تطرّقوا بصورة أو بأخرى إلى المندائيين، منهم الجاحظ والقفطي والاصطخري والبيروني والشهرستاني وابن خلدون.

وفي العصر الحديث، لا بدّ من ذكر الشيخ ستّار جبار حلو (ولد في مدينة الكحلاء ٢ كانون ثان ١٩٥٦- )، رئيس المندائيين في العراق والعالم (ريش امه)، وقد حصل على إقامة في أستراليا قبل بضع سنوات، يقول إن كتبهم المقدسة تتحدّر من آدم وشيت ابنه، ونبيهم الأخير هو يوحنا المعمدان، ومن مشاهير الكهنة والمتميزين: شيخ عبد الله صابي وشيخ سالم شهيلي؛ والدكتور المرحوم عبد الجبار عبدالله آل سالم العالم الفيزيائي، الذي كان رئيس جامعة بغداد، التي درّست المندائية في إطار اللغات السامية عام ١٩٩٣، ووزير التعليم العالي، والدكتور عبد العظيم السبتي عالم الفلك، والشاعرتين لميعة عباس عمارة (١٩٢٩-) المولودة في بغداد، والتي تعيش حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية، وناجية غافل المراني، الشيخ دخيل الشيخ عيدان (الناصرية)، عزيز سباهي؛ الفنان التشكيلي يحيى الشيخ؛ الشيخ عبد الله الشيخ سام؛ نعيم بدوي؛ توما شماني؛ هرمز بن ملا خضر؛ د. أنيس زهرون الصابري؛ سميع داؤود الناشىء؛ د. الشيخ عيدان سالم الجحيلي؛ الشيخ دخيل عيدان داموك؛ عبد الإله السباهي؛ خالد كامل عودة الصابري؛ عبد الجبار الطاووسي؛ عبد الفتاح الزهيري؛ بروفيسور هيثم مهدي سعيد سباهي الكحيلي (بريخا ناصورايا = الناصورائي المبارك)؛ علاء عزيز طارش؛ فاضل ناصر بندر؛ خليل مال الله؛ د. فرحان سيف؛ الشاعر عبد الرازق عبد الواحد؛ الست باشة عبد الله مسلم؛ د. هشام صالح جبر؛ الفنان حسني زهرون؛ توما زكي زهرون؛ فريال زهرون نعمان؛ د. مجيد دمعة؛ د. عبد الله نجم؛ د. تحسين عيسى ؛الشاعرة والرسّامة سوسن سلمان سيف؛ هيثم نافل والي، سنان نافل والي؛ الريشما عبد الله الشيخ نجم؛ الكنزبرا فوزي الشيخ غريب. وأخيرا وليس آخرا لا بدّ من ذكر الأستاذ الدكتور صبيح مدلول السهيري، فهو من أوائل المندائيين الذين قاموا بدراسة أكاديمية حول طائفتهم، إذ أنه أعدّ أطروحة الدكتوراة ’’الصابئة المندائيون في العراق اليوم‘‘ في جامعة هامبورغ بألمانيا عام ١٩٧٥، بإشراف الأستاذ ب. شپولر (B. Spuler). ومن أعمال الأستاذ السهيري الجديرة بالتنويه، ترجمة كتاب المندائيين المقدّس ’’كَنزا ربّا‘‘ بالتعاون مع الدكتور يوسف متي قوزي من اللغة المندائية إلى اللغة العربية، وكان ذلك عام ٢٠٠٠. أضف إلى ذلك أنّه ترجم كتاب ’’النشوء والخلق في النصوص المندائية‘‘ من الألمانية إلى العربية، وكذلك كتاب ’’النبي يحيى نبي الصابئة المندائيين‘‘. تعرفّت على الأستاذ السهيري خلال المؤتمر في برلين المذكور أعلاه.

وكانت الباحثة البريطانية الليدي دراور التي توفيت عام ١٩٧٢ قد كتبت في مذكّراتها عن المندائيين:

”أن تتمكن طائفة غنوصية قديمة من البقاء حتى وقتنا الراهن هو أمر مثير للعجب، وأن تصان الكثير من كتبهم وتعاليمهم السرية ودواوينهم الطقسية هو أقرب ما يكون من المعجزة، إنّ هذه الطائفة تضمحل بسرعة، رجال الدين طاعنون في السنّ، وأعداد المؤمنين منهم في تضاؤل سنة بعد سنة. إنّي أشعر بالفخر كوني عاصرت عن كثب دينًا ربّما سيندرس بعد حين“.

وختاما نردد ما في التراث المندائي الذي لم يتأثر كثيرًا بالآخرين:

’’ويل لعالِم لا يُعطي من علمه، وكلّ آثم سيلقى عقابه العادل في ’المطراتي‘‘، وبعد ذلك سيدخل الفردوس، إذ لا قصاص إلى الأبد فالله مسامح رؤوف“.


مراجع مختارة


بروكلمان، كارل، فقه اللغات السامية، ترجمة الدكتور رمضان عبد التواب. الرياض، ١٩٩٧.
بن ثابت، سنان، الصابئة وإشكالية التسمية. الثقافة الجديدة.
بدوي، نعيم، غضبان الرومي (مترجمان)، الصابئة المندائيون، الكتاب الأول (تأليف دراور) . دمشق: دار المدى للثقافة والنشر ط. ١، ١٩٦٩، ط. ٢، ٢٠٠٦.
بدوي، نعيم وشيخ هيثم مهدي سعيد، مدخل في قواعد اللغة المندائية. بغداد، ١٩٩٣.
برنجي، سليم، الصابئة المندائيون. دراسة في تاريخ ومعتقدات القوم المنسيين. ترجمه من الفارسية: جابر أحمد. بيروت: دار الكنوز الأدبية، ١٩٩٧.
الجزائري، محمد، المندائيون الصابئة. عمان: المعهد الملكي للدراسات الدينية، ٢٠٠٠.
جلاب، عبد المجيد سعدون، أسماء الأعلام المندائية في چنزا ربّا. رسالة ماجستير ١٩٩٧.
چلبرت، كارلوس (مترجم)، چنزا ربّا (كنز الربّ العظيم) أو كتاب المندائين الكبير (عن النصّ القديم المطبوع في عام ١٩٢٥في لمانيا من قبل المستشرق الفذّ Mark Lidzbarski، ثم قام بمقارنته مع المخطوطات الآرامية المندائية الاصلية بمساعدة رئيس الطائفة الصابئية المندائية في استراليا، فضيلة الكنزاورا صلاح الچحيلي. سيدني: منشورات الماء الحيّ، ط. ١، ٢٠٠٠.
حطاب، أمين فعيل، قواعد اللغة المندائية. مراجعة أ.د. يوسف متي قوزي. بغداد: مطبعة جعفر العصامي، ٢٠٠٢.
الحسني، عبد الرزاق، الصابئون في حاضرهم وماضيهم. لبنان، ١٩٧٠ (بيروت، ط. ٧، ١٩٨٢).
حلمي، باكزة رفيق، لغات الجزيرة العربية. مجلة المجمع العلمي العراقي، مج. ٤، ١٧٢-٢٠٠.
حمادة، محمد عمر، تاريخ الصابئة المندائيين. دار قتيبة، ١٩٩٢.
الحمد، محمد عبد الحميد، صبئة حرّان وإخوان الصفا. دمشق: دار الأهالي، ط. ١، ١٩٩٨.
الحمد، محمد عبد الحميد، صابئة حرّان والتوحيد الدرزي. دمشق: دار الطليعة الجديدة، ط. ٣، ٢٠٠٤.
حيدر، رضا، حول أصول الصابئة المندائيين. دراسة في مجلة ميزوبوتاميا، بغداد، نيسان ٢٠٠٦.
خالد، عقيد ويحيى أحمد، الصابئة المندائيون وعقائدهم. بيروت: دار الكتب العلمية، ٢٠٠٧.
الخامنئي، علي، الصابئة، حكمهم الشرعي وحقيقتهم الدينية. بيروت: الغدير للدراسات والنشر (٤٦ ص.)، ١٩٩٩.
الخيّون، رشيد، الأديان والمذاهب في العراق. ألمانيا: دار الجمل، ٢٠٠٥.
____، الصابئة المندائيون في الفقه والتأريخ الإسلاميين. بيروت: دار المدارك للنشر، ٢٠١١.
داود، سميع، المندائية أدبًا ومعتقدات. بغداد: ديوان أوقاف الديانات، ٢٠١٣.
دراور، ليدي، آدم كسيا (آدم الخفي). أوكسفورد، ١٩٦٠.
____، في بلاد الرافدين، ترجمة فؤاد جميل. بغداد، ١٩٦١.
____، صابئة المندائيون، ترجمة نعيم بدوي وغضبان رومي. بغداد، ١٩٦٩.
دفتر، خالد ميران، شخصيات مندائية في التاريخ المعاصر (متوفر مجّانًا على الشبكة العنكبوتية). http://mandaeannetwork.com/Mandaean/ar_shaksiat_mandaia_mandaean.html?i1
دمشقية، غسان، لاهوت التحرير. دمشق: دار الأهالي، ١٩٩٠.
روكان، محمد كامل، اللغة الآرامية في بلاد الرافدين، دراسة تاريخية. مجلة بين النهرين، ع. ١٣٣-١٣٤، بغداد ٢٠٠٦.
رومي، غضبان، الصابئة. بغداد، ١٩٨٣.
____، مذكرات مندائية. بيروت: دار المدى للثقافة والنشر، ٢٠٠٧.
الزهيري عبد الفتاح، الموجز في تاريخ الصابئة المندائيين - العرب البائدة. بغداد: مطبعة الأركان، ١٩٨٣.
سبهاني، رؤوف، الصابئة المندائية في إيران. دار المحجة البيضاء، ٢٠٠٦.
سباهي، عزيز، أصول الصابئة المندائيين ومعتقداتهم الدينية. دمشق: دار المدى للثقافة والنشر، ١٩٩٦، ٢٠٠٣، طبعة رابعة ٢٠٠٨.
السعدي، قيس مغشغش، نهورا: النور، قاموس مندائي-عربي، عربي-مندائي. درابشا للنشر، ألمانيا، ، ٢٠٠٨.
السقا، أحمد حجازي، الصابئيين. مصر، ٢٠٠٣.
السيوفي، نقولا، دراسات حول ديانة الصابئة، ١٨٨٠، تحقيق وترجمة آمنة الجبلاوي، ٢٠٠٧.
طرابيشي، جورج، مذبحة التراث. بيروت: دار الساقي، ١٩٩٣، ص. ٧٣-١٢٩.
عبدالله، ترميدا رافد الشيخ، التعميد المندائي. بغداد: شركة التايمس للطبع والنشر المساهمة، ط. ٢، ١٩٨١.
علي، حيدر إبراهيم وميلاد حنا، أزمة الأقليات في الوطن العربي. دمشق: دار الفكر، ٢٠٠٢.
عيادة، عبد الحميد، كتاب مندائي أو الصابئة الأقدمين، ملحق، المندائيون في الذاكرة الإسلامية. لندن: دار الحكمة، ٢٠٠٣.
قاشا، سهيل، مذهب الصابئة. ديار عقل: دار لأجل المعرفة، ٢٠٠٣.
قوزي، يوسف متي ومحمد كاما روكان، آرامية العهد القديم، قواعد ونصوص. بغداد: مطبعة المجمع العلمي، ٢٠٠٦.
الكرملي، أنستاس ماري، مقالة في مجلة المشرق، بيروت ١٩٠١.
كورت، رودلف، النشوء والخلق في النصوص المندائية، ترجمة وإعداد صبيح مدلول السهيري. بغداد، ١٩٩٣.
____، النبي يحيى بن زكريا في الصابئة المندائيين، ترجمة صبيح مدلول السهيري. بغداد، ١٩٩٨.
چنزا ربا، الكتاب العظيم، الكتاب المقدس للصابئة المندائيين. ترجمه من المندائية إلى العربية د. يوسف متي قوزي ود. صبيح مدلول السهيري، صباغة أدبية: الشاعر المندائي عبد الرزاق عبد الواحد. بغداد، ٢٠٠٠.
لفته، الشيخ خلف عبد ربه وخالد كامل عودة، القاموس المندائي يثلاث لغات، المندائية مع اللفظ بالعربية والعربية والإنجليزية. ٢٠٠٤.
الماجدي، خزعل، جذور الديانة المندائية. بغداد: مكتبة المنصور، ١٩٩٧.
____، المثولوجيا المندائية. دمشق: دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، ٢٠١٠.
____، أصول الناصورائية المندائية في أريدو وسومر. عمان: دار فضاءات للنشر والتوزيع والطباعة، ٢٠١٤.

المباركي، ماجد فندي، أضواء على مبادىء الصابئة - المندائيين. سيدني: مطبوعات مركز البحوث المندائية، ١٩٩٤.
____، دراسات مندائية، تاريخ ومعتقدات. سيدني، ٢٠٠٠.
مدني، محمد نمر، الصابئة المندائيون، العقيدة والتاريخ. موسوعة العقائد والأديان. دمشق-جرمانا: دار ومؤسسة رسلان للطباعة والنشر، ط. ١، ٢٠٠٩.
المراني، ناجية، اللغة المندائية، دراسة مقارنة مع العربية. التراث الشعبي، العددان ٨-٩، السنة ٦، ١٩٧٥، ٥-٢٤.
____، هل المندائية لهجة من العربية؟. العددان ٣-٤، السنة ٧، ١٩٧٦، ٢١-٤٦.
____، مفاهيم صابئية مندائية، تاريخ، دين، لغة. بغداد: شركة التايمس للطبع والنشر المساهمة، ط. ثانية، ١٩٨١.
المرشدي، عبد العزيز، الصابئون بين الماضي والحاضر. القاهرة ١٩٩٦.
مهلهل، نعيم عبد، رؤية وسياحة في المندائية النقية. بغداد، ٢٠٠٦.
____، المندائية، ن آدم (ع) إلى قراءة السيد الخامنئي. دمشق: نينوى للدراسات والنشر والطباعة، ٢٠٠٧.
____، عصافير الشارع المندائي. دمشق، ٢٠٠٨.
نجم، الشيخ رافد عبد الله، الصلاة المندائية وبعض الطقوس الدينية. بغداد ١٩٩٠.
____، الصلاة المندائية وبعض الطقوس الدينية. بغداد، ١٩٨٨.
____ (ترجمة وتعليق)، كتاب التعميد المندائي. بغداد، ١٩٩٠.
يوسف، بشير عبد الواحد (رئيس اللجنة)، نزار ياسر صكر، حمودي مطشر الهلالي، قصة ترجمة كتابنا المقدس، چنزا ربّا، الكتاب العظيم، الكتاب المقدس للصابئة المندائيين. بغداد، ٢٠٠٦.
يوسف، بشير عبد الواحد. الصابئة المندائيون: دائرة معلومات موجزة . القاهرة: شمس للنشر والإعلام، ٢٠١٨؛ الكتاب الثاني: الصابئة المندائيون بين الإنصاف والإجحاف.

 


Alsihisi, Sabah, The Story of Creation in the Mandaean Holy Book The Ginza Rba. Ph.D University College London. Published by ProQuest LLC 2013.
Almqvist and Wiksells Masbuta: Studies in the Ritual of the Mandaean Baptism. Uppsala, 1958.
Alonso, Carlos, Los Mandeos y las Missiones Catolicas en la primera mitad dei s. xvii. Roma 1967.
Barnstone, Willis, (ed.) The Other Bible. (San Francisco: Harper & Row, Publishers, 1984.) Pages 123 - 141; 696 - 702; 740 - 742.
Borghero, R., Some Phonetic Features of a Mandaean Manuscript from the 17th Century. ARAM, vol. XVI (2004).
Brandt, W. Mandaeans, in ERE. (VIII:380 - 392).
———, Die Mandäische Religion. Leipzig, Utricht, 1889.
———, Die Mandäer: Ihre Religion und ihre Geschichte. Amsterdam: Müller, 1915.
Buckley, Jorunn Jacobsen., “The Mandaean Tabahata Masiqta”. Numen 28: 2 (1981), pp. 138-163.
———, ‘‘Mandaean Religion”, vol. 9 of The Encyclopedia of Religion, ed. M. Eliade, Macmillan, 1986.
———, Why Once is not Enough: Mandaean Tabhata Masiqta. Nurmen, vol. 28, Fasc. 2. (Dec. 1981), 138-163.
———, The Scroll of Exalted Kingship; Diwan Malkuta Laita. American Oriental Society. Connecticut, 1993.
———, The Mandaeans, Ancient Texts and Modern People. Oxford University Press, 2002.
———, The Great Stem of Souls: Reconstruction Mandaean History. Piscataway: Gorgias Press, 2005.
Budge, E. A. Wallis. Amulets and Talismans. (New Hyde Park: University Books, 1961.) Pages 239-249. (Chapter IX, Mandaean [Mandaîtic] Amulets).
Burtea, B., Šarḥ ḏ -Paruanaiia, a Mandaean Ritual Explanatory Commentary. ARAM vol. XVI (2004).
———, Das mandäische Fest der Schalttage. Wiesbaden, 2005.
Coxon, P. W., Script Analysis and Mandaean Origins. JSS vol. XV (1970).
Dalley, S., Myths from Mesopotamia. Oxford, 2000.
Deutsch, N., The Gnostic Imagination. Leiden, 1995.
———, The Date Palm and the Wellspring: Mandaeism and Jewish Mysticism. ARAM, 11-12 (1999-2000), 209+223.
Drower, E. S., The Mandaeans of Iraq and Iran, Their Cults, Customs, Magic, Legends, And Folklore. Oxford 1937, Leiden 1962, 2002.
———, A Mandaean Phylacetery. Iraq, 5 (1938), 31-54.
———, Šipta ḏ-Pišra ḏ-Ainia. JRAS, (Oct. 1937), 589-611; Numen, 3 (1956), 72-76.
———, The Mandaeans To-day. The Hibbert Journal 37, 1938-39, 435-447.
———, A Mandaean Book of Black Magic. JRAS (1941), 149-181.
———, Phylactery for Rue. An Innovation of the Personified Herb. OR, 15 (1946), 324-346.
———, The Book of Zodiac ‘‘Sfar Malwašia’’. Oriental Translation Fund, vol. 36, London (1949).
———, Diwan Abatur or Progress through the Purgatories. Città del Vaticano, 1950.
———, A Mandaean Bibligraphy. JRAS (1953), 34-39.
———, Sacramental bread (Pihtha) of the Mandaeans. ZDMG 105 (1955), 115-150.
———,The Haran Gawaita and the Baptism of Hibil-Ziwa. The Mandaic Text with Translation, Notes and Commentary. Biblioteca Apostolica Vaticana 1953.
———, Water into Wine. London 1956.
———, Scenes and Sacraments in a Mandaean Sanctuary. Numen, 3 ()1956), 72-76.
———, The Canonical Prayerbook of the Mandaeans. Leiden: Brill, 1959.
———, (translator), The Thousand and Twelve Questions, Alf Trisar Šuialia. Akademie-Verlag, Berlin, 1960.
———, The Secret Adam: A Study of Naṣoraean Gnosis. Oxford: Clarendon, 1960.
———, Mandaean Polemic’’. BSOAS, 25 (1962), 438-448.
———, The Coronation of the Great ‘‘Sfar Šišlam. Leiden, 1962.
———, A Pair of Naṣoraean Commentaries (Two Priestly Documents). The Great ‘First World’ and the Lesser ‘First World’. Leiden, 1963.
———, & R. Macuch, A Mandaic Dictionary. Oxford 1963.
Edwin M. Yamauchi, Mandaic Incantation Texts. Piscataway: Gorgias Press, 2002 reprint, 1967.
———, Gnostic Ethics and Mandaean Origins. Piscataway: Gorgias Press, 2004 reprint, 1970.
Encyclopedia of Religion and Ethics vol. VI.
Euting, Julius, Qolasta oder Gesänge und Lehren von der Taufe und dem Ausgang der Seele. Stuttgart 1867.
Foerster, W., Gnosis. A Selection of Gnostic Texts. 2. Coptic and Mandaic Sources. Oxford 1974.
Franzmann, M., Living Water: Mediating Element in Mandaean Myth and Ritual. South Australia 1989.
Gaster, Moses, The Mandaeans in the Light of the Latest Research. JRAS XXV (1938), 68-81.
Gelbert, Carlos, A Letter to my Son. A RePort of two Millennia Suffering. Sydney 2003.
Gershevitch, I., The Avestan Hymn to Mithra. Cambridge 1967.
Godwin, J., Mystery Religions. London 1981.
Grant, R. M. Gnosticism and Early Christianity. Second Edition. New York: Columbia University Press, 1966.
Greenfield, J., On Mandaic Poetic Technique. Studia Semitica Necnon Iranica, Wiesbaden, 1989, 101-108.
Gündüz, Ṣ, The Knowledge of Life: The Origins and Early History of the Mandaeans. Manchester 1994.
———, Problems on the Muslim Understanding of the Mandaeans. ARAM, 11-12 (1999-2000), 269-279.
———,Mandaean Parallels in Yezidi Beliefs and Folklore. ARAM, vol. XVI, 2004.
Häberl, Charles, The Neo-Mandaic Dialect of Khorramshahr. PhD Dissertation, Harvard University 2006.
Hastings’ Encyclopaedia of Religion and Ethics
Hippolytus. The Refutation of All Heresies. From the Early Church Fathers Series, at http://www.ccel.org/
Kessler, K. Mandaeans, in The New Schaff-Herzog Encyclopaedia of Religious Knowledge. New York: Funk & Wagnalls Co., 1910. (VII:146 - 151).
——— and T., G. W., Mandaeans, in The Encyclopaedia Britannica, 11th Edition. (17:554d - 557c.)
Khadr, Goerge Harbi, Mandaean’s Mysteries Revealed. Rainbow Printing Pty, Limited, 2005.
King, C. W., The Gnostics and their Remains, 2nd Enlarged Edition. San Diego: Wizard's Bookshelf, 1982. pp. 457 - 461, contains bibliographical material.
Klugkist, A., The Origin of the Mandaic Script. Scripta Signa Vocis, edited by H.L.J. Vanstiphout, K. Jongeling, F. Leembuis and G.J. Reinink, Egbert Forsten Groningen, 1986, 111-117.
Kraeling, C. H., The Origin and Antiquity of the Mandaeans. JAOS, 1929, 212-217.
———, The Mandaic God Ptahil. JAOS, vol. 53, No 2. (Jun. 1933), 152-165.
Lidzbarski, J. M., Das Johannesbuch der Mandäer. Einleitung, Übersetzung, Kom mentar. Parts 1 & 2. Giessen 1905-1915, reprint 1966.
———, Mandäische Liturgien mitgeteilt, übersetzt und erklärt. Göttingen 1970 (reprint of Berlin 1920). Translated into Arabic by Carlos Gelbert, Sydney 2002.
———, Ginza. Der Schatz oder das grosse Buch der Mandäer übersetzt und erklärt. . Göttingen / Leipzig 1925.
Lupieri, E., The Mandaeans: The Last Gnostics; Translated by Charles Hindley. Cambridge, 2002.
Macuch, Rudolf, Handbook of Classical and Modern Mandaic. Berlin 1965
———, Handbook of Classical and Modern Mandaic. Berlin 1965.
———, The Origin of the Mandaeans and their Script. Journal of Semitic Studies, Vol. 16, No. 2, 1971, 174-192.
———, Zur Sprache und Literatur der Mandäer. Berlin 1976.
———, Neumandäische Texte im Dialekt von Ahwåz. Wiesbaden 1993.
——— & Kl. Boekels, Neumandäische Chrestomathie mit grammatischer Skizze, kommentierter Übersetzung und Glossar. Wiesbaden 1989.
——— & G. Dankwarth, Neumandäische Texte im Dialekt von Ahwåz. Wiesbaden 1993.
Al-Mubaraki, Majid Fandi, Hirmiz Jodo, Brian Mubaraki, A Mandaean Language Teaching Book. A Beginners Book for the Learning / Teaching of the Man-daic Language. Sydney 2001.
al-Mubaraki Majid Fandi, ed., Ginza Rba (The Great Treasure), Sydney, 1998.
Müller-Kessler, Ch., The Mandaeans and the Question of their Origin. ARAM, 16 (2004), 47-60.
Naveh, Joseph, The Origin of the Mandaic Script. BASOR, No. 198 (Apr. 1970), 32-37.
———, ‘‘Another Mandaic Lead Roll’’ Israel Oriental Studies 5, 1975. pp. 47-53
Nöldeke, Theodor, Mandäische Grammatik. Halle 1895 Darmstadt 1964.
———, Über die Mundart der Mandäer. Göttingen 1862.
Ochser, Schulim, Some Notes on Mandaic Magical Texts. Orientalia vol. 40, pp. 448-458.
Odeberg, Hugo, Die mandäische Religionsanschauung. Zur Frage nach Wesen, Grundzügen und Herkunft des Mandäismus. Uppsala 1930.
Pallis, Sved Aage, Mandaean Studies: A Comparative Enquiry into Mandaeism and Mandaean Writings and Babylonian and Persian Religions, Judaism and Gnos-ticism with Linguistic and Bibliographical Notes and References. 2d rev. ed., translated from the Danish. Amsterdam 1974.
———, Essay on Mandaean Bibliography,1560-1930, chronologically arranged, with annotations and an index preceded by an extensive critical and historical introduction on the Mandaeans, their language and literature and on Man-dae an research up to 1930. Amsterdam 1974.
Petermann, H.,‘‘Thesaurus s. liber magnus vulgo Liber Adami appellatus opus Mandaeorum summi ponderis / descripsit et edidit H. Petermann. T.O. Weigel 1867.
———, Reisen im Orient. Vol. II. Leipzig 1861, pp. 86-121, 447-465.
Pognon, H., Inscriptions mandaites des coupes de Khouabir; texte, traduction et commentaire philologique avec quatre appendices et un glossaire,.Paris 1898-9.
Rudolph, Kurt, Mandäer I. Prolegomena: Das Mandäerproblem. Göttingen 1960.
———, Die Mandaer, 1-2. Göttingen 1960-1961.
———, Theogonie, Kosmogonie und Anthropogonie in den mandäischen Schriften. Eine literarkrritische und traditionsgeschichtliche Untersuchungen. Göttingen 1965. Translated into Arabic by S. Alsuhairi, Baghdad 1994.
———, Mandaeism. Volume 21 of Iconography of Religions. Leiden: Brill, 1978.
———, Der mandaische “Diwan der Flusse”. Berlin 1982.
Al-Saadi, Qais, Ginza Rabba - English Translation. Drabsha Publishing, 2012.
Segelberg, E., Masbuta. Studies in the Ritual of the Mandaean Baptism. Uppsala 1958.
———, Trāša ḏ-Tāga ḏ-Šišlam Rabbā. Studies in the Tite Called the Coronation of Šišlam Rabbā, in Studia Mandaica. Ed. by R. Macuch, Band I, Berlin-New York, 1976, 171-224.
———, Gnostica - Mandaica - Liturgica, Uppsala, 1990.
Alsohairy, Sabih, Die irakischen Mandäer in der Gegenwart. Hamburg 1975.
Sobhani, Raouf, Mandawan Sabia in Iran. Beirut: Dar Albouraq, 2009.
Stahl, Robert, Les Mandaens et les origines chretiennes. Paris 1930.
Sundberg, Waldemar, Kushta : A Monograph on a Principal Word in MandaeanText. Lund 1994
Taylor, Vincent, ‘‘The Mandaeans and the Fourth Gospel’’. Hibbert Journal 28, 1929-1930. pp. 531-546
Thesiger, Wilfred, The Marsh Arabs. Penguin Books 1976.
Yamauchi, E. M., Gnostic Ethics and Mandaean Origins. Harvard Theological Studies XXIV, Cambridge 1970.
———, The Present State of Mandaean Studies. JNES 25 (1966), 88-96.
Voigt, Rainer (ed.), “Und das Leben ist siegreich”! “And Lifeis Victorious”. Mandäische uns samaritanische Literatur/Mandaean and SamaritanLiteratures im Gedenken an Rudolf Macuch (In Memory of Rudolf Macuch (1919-1993). Wies baden 2008.
Widengren, Geo,“Heavenly Enthronment and Bsptism: Studies in Mandaean Bap-tism”. J. Neusner (ed.), Religion in Antiquity. Leiden 1970, pp. 551-582.
———, Mani and Manichaeism. Stuttgart 1961.
Yamauchi, Edwin M., ُThe Present Studies of Mandaeans. JNES, Vol. 25, 1966, 88-96.
———, Mandaic Incantation Texts. New Haven, American Oriental Society 1967.
———, Gnostic Ethics and Mandaean Origins. Harvard University Press 1970.
Young, Gavin, Land of Two Rivers. 1980.
———, Return to the Marshes. Penguin Books 1989.

www.ineas.org/articles/vol1Issue1.htm
www.mandaeans.org/frameset
www.mandaeanworld.com
http://mandaeannetwork.com/Mandaean/mandaean_ar_index.html
http://mandaeannetwork.com/Mandaean/ar_alsabia_in_islam.html?i1
http://www.mandaeanunion.org/ar/mandaic-language/item/54-comperative-study-on-arabic-and-mandaeic
http://mandaean.dk/node/430
http://www.mandaeanunion.org/ar/mandaic-language/item/285-mandaean-language-revival-revival-of-new-cultural-symbols
http://www.bahzani.net/services/forum/showthread.php?30247/كتب-الصابئة-المندائية-9-كتب
http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/2.htm
https://www.youtube.com/watch?v=uguh-jMROLQ
https://www.youtube.com/watch?v=LPoCGUeEAgU
http://www.cese.iq/afak_m/afak_m.htm
http://www.mandaee.com/index.php/2014-11-26-17-30-57/2015-03-14-22-34-41/item/1493-2015-03-04-21-27-05
https://www.youtube.com/watch?v=xmwzi5mboas
http://www.slideshare.net/hossamhisham96/ss-37050064
http://www.slideshare.net/hossamhisham96/ss-37050265
http://www.slideshare.net/hossamhisham96/mandaic-dictionary
http://www.slideshare.net/hossamhisham96/ss-37119358
http://www.mandaee.com/index.php/2014-11-26-17-30-57/2015-03-14-22-34-41/item/1487-2015-03-04-21-27-05
http://www.mandaeanunion.org/ar/mandaic-language/item/274-invitation-to-preserve-the-mandaean-language-from-extinction
http://mandaean.dk/node/109
http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/2.htm
http://www.mandaeanunion.org/ar/culture/itemlist/tag/history
https://www.youtube.com/watch?v=hcsvM3TW71k
http://www.iraqitorath.com/مسودة كتاب رجال الدين المندائيين.htm
https://www.youtube.com/watch?v=UkToyud7pBU
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.414753085266065.95922.411056635635710&type=3
https://www.youtube.com/watch?v=R1X-h4S31Bc
mandaeannet-work.com/Mandaean/mandaean_Mandaic_Sharah_Diwan_d_Parwanaia_ MANDAEAN_RITUAL_COMMENTARY.html?i1
http://www.patheos.com/blogs/exploringourmatrix/2013/08/mandaean-resources-online-2.html
www.yardna.org
http://www.slideshare.net/hossamhisham96/ss-37050064
http://www.slideshare.net/hossamhisham96/ss-37119358
http://www.slideshare.net/hossamhisham96/mandaic-dictionary
http://www.slideshare.net/hossamhisham96/ss-37202021

https://www.dropbox.com/sh/tz2xt6b5vnr4w67/AABZz0l9m_X7zBy9PDvVEiRGa?dl=0
https://platform.almanhal.com/Files/2/78985

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1091 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع