مُعَلَّقَاتِي الثّلَاثُمِائَةْ {٤٤} مُعَلَّقَةُ جِيتَارِ الْهَوَى لمحسن عبد المعطي محمد عبد ربه و قصيدة: صرخة من وراء الأسوار لجابر قميحة على الخفيف التام

                                                

            بقلم / أد محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

                   

مُعَلَّقَاتِي الثّلَاثُمِائَةْ {٤٤}مُعَلَّقَةُ جِيتَارِ الْهَوَى لمحسن عبد المعطي محمد عبد ربه و قصيدة: صرخة من وراء الأسوار لجابر قميحة على الخفيف التام

{1} مُعَلَّقَاتِي الثّلَاثُمِائَةْ {44}مُعَلَّقَةُ جِيتَارِ الْهَوَى

شعر / أد محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
1- إِنَّ لِلْعَزْفِ فِي الْهَوَى جِيتَارَا=يَمْلَأُ الْهَائِمِينَ فِي الْحُبِّ نَارَا
2- أَنْتِ يَا قِبْلَةَ الْغَرَامِ مَنَارٌ=صَارَ فِي الْعِشْقِ وَالْهَوَى جَبَّارَا
3- فَامْلَئِي لِي الْأَقْدَاحَ وَاتَّبِعِينِي=وَصِلِينِي فِي الْأَرْضِ دَاراً فَدَارَا
4- وَاحْمِلِينِي فِي مُقْلَتَيْكِ شُعَاعاً=يَمْلَأُ الْأَرْضَ وَالدُّنَا أَفْكَارَا
5- فَيْلَسُوفُ الْحَيَاةِ عَاشَ أَبِيًّا=يَرْفُضُ الذُّلَّ وَالْخَنَا وَالْعَارَا
6- أَنْتِ مَنْ أَشْعَلَتْ فَتِيلَ حَمَاسِي=فَهَدَيْتُ الْقُوَّادَ وَالْأَقْطَارَا
7- أَنْتِ مَنْ ذَوَّبَتْ حَنِينَ فُؤَادِي=فَرَسَمْتُ الْإِبْدَاعَ يَهْدِي الْمَدَارَا
8- وَعَلَيْهَا أَنْ تُوقِظَ الْقَلْبَ فَوْراً= وَعَلَيْهَا أَنْ تُوقِظَ الْمُسْتَعَارَا
9- تُعْلِنُ الْبَدْءَ فِي وِلَايَةِ حُبٍّ=نَاصِعِ الثَّوْبِ يَسْتَلِذُّ الْفَخَارَا
10- إِنَّهُ الْعَهْدُ فِي الْجَمِيلِ جَدِيدٌ=يَتَلَظَّى مِنَ الْجَمَالِ إِزَارَا
11- خَلَعَتْ مَلْبَسَ الْجَمَادِ وَسَارَتْ=بَيْنَ أَتْرَابِهَا تَرُودُ الْمَنَارَا
12- وَارْتَدَتْ زِيَّهَا الْمُزَرْكَشَ حُلْماً=لَيِّنَ الطَّبْعِ يَعْتَلِيهَا انْبِهَارَا
13- فِي بِدَايَاتِ صُبْحِهَا لَبِسَتْهُ=بِبَرِيقٍ قَدْ شَدَّهَا وَأَثَارَا
14- هَا هِيَ الْيَوْمَ فِي تَفَرُّدِ حُسْنٍ=قَدْ يُغَطِّي مِنَ الصَّبَاحِ جِدَارَا
15- أَخَذَتْ قَهْوَةَ الْحَنِينِ وَوَلَّتْ=تَفْرِشُ الصُّبْحَ مَا اسْتَطَاعَتْ فَنَارَا
16- وَرَأَتْ فِنْجَانَهَا الْجَمِيلَ نَعِيماً=هَادِئَ الطَّبْعِ قَدْ غَدَا قَيْثَارَا
17- قَدْ يَمَلَّ الْفِنْجَانُ مِنْهَا قَلِيلاً=هَلْ تَرَاهُ بَعدَ الضَّنَا مُنْهَارَا
18- هِيَ فِي نَشْوَةِ التَّشَاغُلِ عَنْهُ=يَسْرَحُ الْفِكْرُ يَسْتَمِيلُ السِّتَارَا
19- فِي البَعِيدِ الْجَمِيلِ تَخْلَعُ عَنْهُ=شَهْوَةَ الْحُبِّ تَرْكَبُ التَّيَّارَا
20- أَخَذَ الطَّيْفُ عَقْلَهَا لِمَكَانٍ=تَزْرَعُ الْحُلْمَ فِي سَنَاهُ بِحَارَا
21- عَرَفَتْ لَذَّةَ الْمَكَانِ وَهَمَّتْ=تَسْتَمِيلُ الْبِحَارَ وَالْبَحَّارَا
22- وَسَمَاءً مَا طَاوَلَتْهَا سَمَاءٌ=تَشْطُرُ الْقَلْبَ فِي الْحَنِينِ انْشِطَارَا
23- هِيَ تَهْوَى الْمَكَانَ تَنْشُدُ حُبَّا=رَاوَدَتْهُ وَتَبْتَغِي الشُّطَّارَا
24- غَارَ فِنْجَانُهَا عَلَيْهَا كَثِيراً=لِانْشِغَالٍ يُحَيِّرُ الْأَقْمَارَا
25- طَارَتِ الرُّوحُ فِي مَكَانٍ بَعِيدٍ=يَسْتَلِذُّ الْأَخْبَارَ وَالْأَسْرَارَا
26- طَيَرَانٌ لِرُوحِهَا بِتَفَانٍ=كَيْفَ تَمْضِي وَتَقْطَعُ الْأَخْبَارَا؟!!!
27- أَيَهُونُ الْفِنْجَانُ حَقًّا عَلَيْهَا=كَيْفَ تَهْوَى الْأَفْلَاكَ وَالْأَمْطَارَا؟!!!
28- كَيْفَ وَالْحُبُّ قَدْ أَمَاطَ لِثَاماً=تَرْتَدِيهِ وَتَحْجُبُ الزُّوَّارَا؟!!!
29- بَيْنَ حِينٍ وَآخَرٍ يَسْتَبِيهَا=شَكْلُ فِنْجَانِهَا فَتَهْوَى الْمَرَارَا
30- رَشْفَةٌ مِنْهُ تَسْتَلِذُّ فَيُغْرِي=شَفَتَيْهَا لِسَانَهَا الْمِغْوَارَا
31- وَتَعُودُ الْحَيَاةُ حَتْماً إِلَيْهِ=بَعْدَ أَنْ شَافَ حُبَّهُ قَدْ سَارَا
32- فِي طَرِيقِ الْإِمْتَاعِ وَالْحُبِّ زَهْواً=يَفْرِشُ الرَّمْلَ يَعْشَقُ الْأَزْهَارَا
33- يَفْرِشُ الدَّرْبَ بَالْوُرُودِ سَعِيداً=وَيُرِيدُ التَّزْوِيدَ وَالْإِكْثَارَا
34- يَا رَفِيقَ الصَّبَاحِ أَنْتَ بِخَيْرٍ؟!!!=هَلْ تَوَدُّ الْإِحْمَاءَ وَالْإِشْهَارَا
35- هَيَ بَسْبُوسَةُ الصَّبَاحِ تَمَتَّعْ=بَعْدَ رَشْفٍ وَمَتِّعِ الْأَنْظَارَا
36- فِي خَيَالٍ مِنْ عَقْلِهَا وَشَتَاتٍ=تَشْتَهِي الْقُرْبَ تَبْتَغِي الإِحْضَارَا
37- بَيْنَ أَحْضَانِهِ الْجَمِيلَةِ تَهْوِي=تَلْعَقُ الْوُدَّ تَسْتَمِدُّ النَّضَارَا
38- إِنَّهُ اللَّيْلُ نَابِهٌ عَبْقَرِيٌّ=يَسْتَضِيفُ الْعُشَّاقَ وَالسُّمَّارَا
39- يَتَمَادَى فَيَلْمَسُ الطَّرْفَ مِنْهَا=تَتْرُكُ الصَّبَّ يَسْتَبِيحُ الْعَذَارَى
40- فَتَغَارُ الْأَعْضَاءُ مِنْهَا فَيُرْضِي=كُلَّ طَرْفٍ وَيَحْدِفُ الْقِنْطَارَا
41- فِي حَيَاءٍ يُلَطِّفُ الْعُضْوَ مِنْهَا=يَهْدَأُ الْكُلُّ يَسْتَلِذُّ الْعَمَارَا
42- كَمْ تَمَنَّتْ عِنَاقَهُ بِسَخَاءٍ=وَحَنَانٍ يُرَجِّعُ الْأَحْبَارَا
43- كَمْ تَمَادَتْ فِي عِشْقِهَا بِجُنُونٍ حَيَّرَ الْحَبْرَ وَاسْتَمَالَ النَّصَارَى
44- إِنَّهُ الْبَحْرُ بَيْنَ مَدٍّ وَجَزْرٍ=يَجْلِبُ الْحَظَّ يَسْتَمِيلُ الذِّمَارَا
45- إِنَّهُ الْبَحْرُ رَائِعٌ وَصَدِيقٌ=جَابَ أَحْدَاقَهَا وَسَارَ اخْتِيَارَا
46- تَشْتَهِي وَصْلَهُ وَتَنْهَلُ مِنْهُ=شَهْدَ أَيَّامِهَا وَتُرْضِي الْأُسَارَى
47- تَعْشَقُ الدَّهْرَ بِالْجُلُوسِ إِلَيْهِ=وَتَوَدُّ الْإِخْلَادَ بَيْنَ السُّكَارَى
48- تَأْنَسُ الْقُرْبَ فِي وِصَالِ حَبِيبٍ=مَتَّعَ الْجَفْنَ دَلَّلَ الْأَمْصَارَا
49- فِي حَدِيثٍ مُنَمَّقٍ عَبْقَرِيٍّ=مَا سَلَتْهُ النُّجُومُ يَبْغِي الْمَزَارَا
50- حَادَثَتْهُ مِنْ قَلْبِهَا بَعْدَ عِشْقٍ=يُبْهِرُ اللُّبَّ يَسْحَقُ الْأَخْطَارَا
51- نَامَتِ اللَّيْلَ فَوْقَ كَفَّيْهِ طَوْعاً=عَاشَتِ الدَّوْرَ تَسْتَقِلُّ الْقِطَارَا
52- تُخْبِرُ الْبَحْرَ عَنْ مُنَغِّصِ قَلْبٍ=يَسْلُبُ الْفَرْحَ يَخْطَفُ الْمِنْظَارَا
53- إِنَّهُ الْحُزْنُ قَدْ يُهِيلُ تُرَاباً=فَوْقَ أَشْعَارِهَا إِذَا مَا أَثَارَا
54- إِنَّهُ الْهَمُّ مَارِدٌ أَزَلِيٌّ=عَاشَ فِيهَا يُفَكِّكُ الْأَزْرَارَا
55- إِنَّهُ الْكَرْبُ قَدْ أَمَاطَ لِثَاماً=عَنْ مُحَيَّاهُ وَاسْتَلَذَّ الْعِشَارَا
56- طَمْأَنَ الْبَحْرُ قَلْبَهَا بَعْدَ كَشْفٍ=وَاحْتِضَانٍ يُفَاخِرُ الْأَسْفَارَا
57- نَقَشَتْ خَدَّهُ بِقُبْلَةِ حُبٍّ=رَجَعَ الْقُدْسُ يَسْتَعِيدُ النَّهَارَا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
هذه المعلقة من بحر الخفيف التام
ووزنه :
فَاعِلَاتُنْ مُسْتَفْعِ لُنْ فَاعِلَاتُنْ = فَاعِلَاتُنْ مُسْتَفْعِ لُنْ فَاعِلَاتُنْ
العروض تام صحيح
والضرب تام صحيح
مثل :
إِنَّ لِلْعَزْفِ فِي الْهَوَى جِيتَارَا = يَمْلَأُ الْهَائِمِينَ فِي الْحُبِّ نَارَا
أَنْتِ يَا قِبْلَةَ الْغَرَامِ مَنَارٌ = صَارَ فِي الْعِشْقِ وَالْهَوَى جَبَّارَا
فَامْلَئِي لِي الْأَقْدَاحَ وَاتَّبِعِينِي = وَصِلِينِي فِي الْأَرْضِ دَاراً فَدَارَا
وَاحْمِلِينِي فِي مُقْلَتَيْكِ شُعَاعاً = يَمْلَأُ الْأَرْضَ وَالدُّنَا أَفْكَارَا
فَيْلَسُوفُ الْحَيَاةِ عَاشَ أَبِيًّا = يَرْفُضُ الذُّلَّ وَالْخَنَا وَالْعَارَا
أَنْتِ مَنْ أَشْعَلَتْ فَتِيلَ حَمَاسِي = فَهَدَيْتُ الْقُوَّادَ وَالْأَقْطَارَا
أَنْتِ مَنْ ذَوَّبَتْ حَنِينَ فُؤَادِي = فَرَسَمْتُ الْإِبْدَاعَ يَهْدِي الْمَدَارَا
شعر / أد محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


{2}قصيدة: صرخة من وراء الأسوار.. الشاعر: جابر قميحة
1- أيها الظالمون في الأرضً مهٍلا=إنّ في الأرضً والسّما جبَّارا
2- فاتقوا اللهَ» إن للهولً يوما=فيه - مًن ظُلمكم - ستصٍلَوٍنَ نارا
3- يوم تبيض من تُقَاها وجوه=ووجوه تسٍودُّ خًزيا وعارا
4- لا تظنوا السلطانَ يبقَي لحيًّ=خُلًقَ الدهرُ قُلَّبا دوَّارا
5- إن تَرَ اليومَ منهُ أمنٍا وودّا=فستلقاهُ في غد.. غدَّارا
6- فاتقوا اللهَ في العبادً وإلاَّ=سوفَ تغٍدُون عبرةً واعٍتبارا
7- لا تظنوا الرمادَ يعني خُمودا=إن تحتَ الرمادً جمرا.. ونارا
8- لا تظنوا السكونَ يبقي سكونا=إن خلفَ السكونً عصٍفا مُثارا
9- فكفانا خمسون عاما من الظل=ـمً أذقتمٍ فيها العبادَ المرَارا
10- كم وعدتمٍ، وكم نقضتُمٍ وُعودا=وعهودًا، وخُنٍتمو الأحرارا
11- كم سمعٍنا عن الكفايةً والعدٍ=لً، ومستقبل يفيضُ ازٍدهارا
12- فإذا عدٍلكم ظلام.. وظلم=وكفًاياتكمٍ.. أرتٍنا الخَسارا
13- قد تسلَّمتمو البناءَ صُروحا=وبأيديكمو هوَي.. وانهارا
14- فالرشاوَي للمجدً خيرُ طريق=ولمنٍ رامَ منصبا ويسارا
15- فغدتٍ مصر - بعد مجدي وعز=وطنا ضائعا، وشعبا مُضارا
16- بينما الأرضُ للكبارً مَشاع=لقصور تُطاولُ الأقٍمارا
17- في شمال وفي جنوبً تراها=و«مَرينا» بسحرًها تتباري
18- عرٍبَد الليلُ في مداها فمالت=في انتشاء كئوسُها والسُّكاري
19- غير أن القبورَ صارتٍ ديارا=للذي لم يجدٍ لسُكناهُ دارا
20- كلهم ميت وإنٍ كان هذا=ظاهرًا فوقها، وهذا تَوارَي
21- أنا لم أسرق القروضَ من البنٍـ=ـكً، ولم أختلسٍ جهارا نهارا
22- لم أبعٍ ذمتي، ولاخنتُ يوما=أو لبستُ الرياءَ ثوبا مُعارا
23- أنا لم أقتحم بيوتا مع الفجٍـ=ـر، وأُفزعٍ أطفالَها والعذاري
24- لا وما زوّرتُ انتخابا، ولا كنٍـ=ـتُ دعيًّا أسايرُ الأشرارا
25- إنما عشتُ شامخا بيقيني=رافعَ الرأسً عزةً وفخارا
26- أنا ما بعتُ أمتي برخيص=أو بًغال، ولم أُخرًّب ديارا
27- ما اتخذتُ الإرهابَ دينا ونهجٍا=لا، ولا حتي فكرةً وحوارا
28- فلماذا أصيرُ رهن اعتقال=وأعاني القيودَ والأسوارا
29- وأعاني لهيبَ شوقي لطفل=وبناتً للحزن عًشٍن أُساري?
30- زوجتي رُمًّلتٍ وما أنا ميٍت=وهٍيَ - مًنٍ غيبتي - تذوب انتظارا
31- حَمَلَتٍ ما حَملٍتُ قبلا، فقامتٍ=تشكرُ اللهَ قُرٍبةً واصطبارا
32- وصغاري تيتموا في حياتي=«يايدَ الظلم ما رحمتً الصغارا»
33- لم يعيشوا في العيد بهجةَ عيد=أو تزيَّوٍا بًزًيًّه استبٍشارا
34- واتقوا دعوةً لأمًّ تعاني=مرضا فادحا عليها أغارا
35- في ليالي الدموع والكرب نادتٍ=«يا إلهي بًك الكسيرُ استجارا
36- يا نصيرَ المظلومً إنا ظُلمنا=وغُلبٍنا فانتصرٍ لي انتصارا»
37- إنها دعوة إلي الله هزَّتٍ=من أساها الملائكَ الأطهارا
38- أيها الظالمون في الأرضً مهلا=إنَّ في الأرضً والسَّما جبارا
39- كيف أُرضيكمو: أؤُصبحُ لصًّا=أمٍ غبيا غباؤُه لا يُجارَي?
40- أم أقضًّي المساءَ سكٍرا ورقصا=وأُؤاخًي الفجّار والشطارا?
41- أم أصوغ المديحَ في موكبً الذلًّ=نفاقا، وأنظمُ الأشعارا?
42- أنا لا أستطيعُ أنقضَ عهدا=بيقيني كتبته.. مختارا
43- فاتخذتُ الرسولَ خير إمام=ورضيت الإسلام دينا ودارا
44- وتبعتُ القرآنَ دستورَ حق=وحياةً، وحكمةً، ومنارا
45- وتأثرتُ خالدا، وعليّا=وصُهيبا، وجعفرَ الطيارا
46- ولذا عشتُ شامخًا بيقيني=رافعَ الرأس.. عزة وفخارا
47- أبذل النفسَ والنفيس لديني=لا أبالي الخطوبَ والأخطارا
48- فاتركونا لله في صُحٍبةً الفجٍـ=رً، نعطًّرٍ بوًرٍدًنا الأسحارا
49- اتركونا لله ننشرٍ شذا الحقًّ=ونُطلعٍ مًن الظلامً النهارا
50- كي نُروًّي القلوبَ نورا وحبّا=بعد أن أجٍدبتٍ وصارت قًفارا
51- اتركونا لله ننقذٍ شبابا..=تائة الخطٍوً، حائرا منهارا
52- «يا شباب الحمي تعالَوٍا فإنّا=لا يمينًا نريدُه أو يسارا
53- إنما شرعةَ الإله، وإنا=نفتديها عقيدة وشعارا»
54- فاطمئنوا فما لًدُنٍيا نهضٍنا=بل رفضنا رُواءَها والنُّضارا
55- ويمينا لن ننزعَ الحكمَ منكم=فبكم صارَ حكمكمٍ.. أصٍفارًا
56- لا، ولن نقلبَ النظامَ فأنتم=قد وفيٍتُم بقلٍبًه فانهارا
57- فاتقوا اللهَ في العبادً، وإلاّ=سوف تغٍدُون عبرةً واعتبارا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبذة حول الشاعر: جابر قميحة
الدكتور جابر المتولي قميحة (مصر).
ولد عام 1934 في مدينة المنزلة - محافظة الدقهلية.
حصل على ليسانس دار العلوم جامعة القاهرة 1957, وماجستير في الأدب من جامعة الكويت 1974, ودكتوراه في الأدب العربي الحديث من جامعة القاهرة 1979, كما حصل على ليسانس في القانون من كلية الحقوق جامعة القاهرة 1965, ودبلوم عالٍ في الشريعة الإسلامية 1967.
عمل مدرساً وموجهاً للغة العربية, ثم مدرساً للأدب العربي الحديث بكلية الألسن بجامعة عين شمس, ثم أستاذاً مساعداً. ويعمل حاليّاً أستاذاً مشاركاً بجامعة الملك فهد بالظهران.
دواوينه الشعرية : لجهاد الأفغان أغني 1992 - الزحف المدنس 1992.
مؤلفاته : له في الأدب والنقد: منهج العقاد في التراجم الأدبية - أدب الخلفاء الراشدين - التقليدية والدرامية في مقامات الحريري - أدب الرسائل في صدر الإسلام - الشاعر الفلسطيني الشهيد عبدالرحيم محمود - التراث الإنساني في شعر أمل دنقل - صوت الإسلام في شعر حافظ إبراهيم - الأدب الحديث بين عدالة الموضوعية وجناية التطرف, إلى جانب عدد من المؤلفات الإسلامية.
عنوانه : جامعة الملك فهد للبترول والمعادن - الظهران 31261 - ص.ب 1640 - المملكة العربية السعودية.
الأديب الداعية الدكتور جابر قميحة (رحمه الله)
بقلم/ المستشار عبد الله العقيل
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإيمان، وكرمنا بدين الإسلام، وجعلنا تبعًا لسيد الأنام، محمد (عليه الصلاة والسلام).
وبعد،
فإن الشبكة العنكبوتية (النت) تعتبر وسيلة دعوية ومنبرًا مهمًا للدعوة الإسلامية؛ لما تتميز به من سهولة الإعداد، والتنقل بين صفحاتها، وسرعة الانتشار زمنيًا وجغرافيًا؛ مما يتيح الفرصة لرجال الدعوة لتوسيع دائرة نشر دعوتهم وآرائهم إلى أوسع مدى ممكن بعيدًا عن العوائق والموانع.
كما تتيح الشبكة العنكبوتية للدعاة فرصة تبادل التجارب فيما بينهم، وتقارب الرؤى والاجتهادات بسهولة مهما اختلفت مواقعهم من دول وقارات العالم.
كل هذه المميزات دفعت رجال الدعوة إلى استغلالها الاستغلال الأمثل، فقاموا بإنشاء كثير من المواقع الإلكترونية التي تهدف إلى تبليغ دعوة الله إلى الناس كافة، وتبصير المسلمين بأمور دينهم وإرشادهم إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم.
كما هدف كثير من الدعاة من خلال إنشاء مواقع خاصة بهم إلى نقل خبراتهم الدعوية وتراثهم الدعوي إلى غيرهم؛ ليتم بذلك التوريث الدعوي بين الأجيال المتعاقبة، ولتكتمل الجهود، وتسير القافلة الدعوية عبر العصور منتهجة نهج رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومستنيرة بتجارب السلف الصالح والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
وقد حرص أبناء أخي المرحوم الدكتور جابر قميحة على الاستفادة من الشبكة العنكبوتية في الدعوة إلى الله، وحفظ تراث أبيهم الفكري والدعوي والأدبي، فعملوا على إنشاء هذا الموقع باسم الدكتور جابر قميحة (رحمه الله).
والأستاذ الدكتور جابر قميحة (رحمه الله) غني عن التعريف، فهو الداعية المجاهد، والكاتب الناقد، والأديب الشاعر، وهو من أبرز الكتاب والأدباء الذين حملت كتاباتهم الدعوية وأعمالهم الأدبية هَمَّ الدعوة إلى الله، ودافعت عن الدعوة والدعاة، فقد أوقف قلمه لله تعالى، وسخَّر كلَّ إمكاناته ووقته لها؛ مجاهدًا بالكلمة، وخادمًا لقضايا الأمة ومدافعًا عن مقدساتها وحرماتها.
والأخ الدكتور جابر (رحمه الله) صاحب المواقف الثابتة والوفاء الصادق لرفقاء الدرب الذين عرفهم عبر مسيرة الحياة الطويلة، وكانوا نماذج للرجال الذين عز وجودهم في هذا الزمان.
ولقد عرفته عن قرب، فكان نعم الأخ الكريم في صدق لهجته، ووضوح موقفه، ومحبته لإخوانه في العقيدة حيثما كانوا، وأينما وُجدوا، فهم حاضرون في ذهنه ووجدانه مهما بعدت ديارهم، وشتَّ مزارهم.. يذكرهم بالخير، ويدعو لهم بظهر الغيب، ويترحَّم على من سبقوا إلى الدار الآخرة.
ولد الدكتور جابر قميحة (رحمه الله) بمدينة المنزلة محافظة الدقهلية بمصر سنة 1934م، وقد عرف دعوة الإخوان المسلمين منذ كان طفلاً صغيرًا. فقد زار الإمام الشهيد حسن البنا المنزلة ـ مسقط رأس الدكتور جابر ـ وظل يخطب قرابة ثلاث ساعات، فجذب انتباه سكان المنزلة أطفالاً وشبابًا وشيبًا، فكانوا يستمعون إليه وكأن على رءوسهم الطير، ومن يومها والدكتور جابر واحد في صف دعوة الإخوان.
وفي سنة 1948م، عندما انطلق مجاهدو الإخوان يجاهدون في سبيل تخليص فلسطين من الصهاينة، كان عمره أربعة عشر عامًا، فحاول ـ في رجاء مستميت ـ أن يكون واحدًا ممن يشتركون في تحرير فلسطين، ولكن رئيس منطقة الإخوان رفض طلبه وإلحاحه، وقال له: يا جابر؛ أنت مازلت صغيرًا، كما أنك وحيد والدك.
فقال له الدكتور جابر: ولكن فضيلتكم ذكرت لنا أن الذي صرع أبا جهل ولدا عفراء الصحابية الجليلة، وكانا طفلين صغيرين. فاسمح لي أن أتطوع حتى لو قمت بتقديم الشاي للمجاهدين.
فقال له وهو يبتسم: اطمئن؛ فالمجاهدون لا يشربون الشاي.
ومن مواقف الأخ الدكتور الرائعة أنه عندما حصل على شهادة إتمام الدراسة الثانوية “التوجيهية”، كان من شدة حبه للإمام الشهيد حريصًا على أن يلتحق بكلية دار العلوم، وهي الكلية التى تخرج فيها الإمام حسن البنا (رحمه الله)، ولكن الإخوان أصروا على أن يلتحق بالكلية الحربية، وسلموه رسالة توصية للبكباشي أبو المكارم عبد الحي الذي حاصر أحد قصور الملك فاروق هو وعبد المنعم عبد الرءوف (رحمه الله)، وكانا أشجع رجال الثورة المصرية، وقد حكم عليهما عبد الناصر بعد ذلك بالإعدام، ولكنهما أفلتا منه.
وكان الالتحاق بالكلية الحربية لا يتحقق إلا باجتياز عدة امتحانات، فتقدم إليها الدكتور جابر وهو يدعو الله أن يرسب فيها، أو في بعضها حتى يلتحق بدار العلوم، ولكنه نجح بتفوق في كل اختبارات التقدم، ولم يبق إلا الكشف الأخير، وهو “كشف الهيئة”. ومعه توصية مكتوبة للبكباشي المسلم أبو المكارم عبد الحي، ولو سلمه التوصية لكان على قمة الناجحين. ولكنه لم يوصل التوصية خوفًا من نجاحه المؤكد.
وتقدم (رحمه الله) بأوراقه لدار العلوم حبًا في الإمام الشهيد (رحمه الله)، وفي اختبار القبول ـ المسابقة القاسية التي نجح فيها ممن تقدموا لدار العلوم 300 طالب فقط من أصل 600 طالب ـ كان على رأس الناجحين؛ إذ حصل على مجموع 96%، وقام الأستاذ عمر الدسوقي الذي اختبره في مادة الأدب والنصوص الشفوية بتقديمه لطلاب الفرقة النهائية وهو سعيد به، قائلاً عنه: “التحق بدار العلوم هذا العام طالب غير أزهري اسمه جابر قميحة يحفظ حمل بعير من الشعر، ومثله من النثر”. فكان طلاب دار العلوم يقصدون الأخ الدكتور جابر للسؤال عن أبيات من الشعر أو قطعة من النثر، وهذا من فضل الله عليه.
التحق الأخ الدكتور جابر (رحمه الله) ـ زيادة على دار العلوم ـ بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، والذي دفعه إلى ذلك أنه رأى أحد ضباط الشرطة، وهو يعتدي على مواطن بريء في بلدته المنزلة. فقال في نفسه: ماذا أفعل لو أن هذا الضابط الظالم فعل بي مثل ما فعل بهذا المواطن؟
وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، وحصل بعدها على دبلوم عالية في الشريعة الإسلامية. ولكن استهواه الأدب، فحصل على درحة الماجستير في أطروحة بعنوان “الفن القصصي في شعر خليل مطران”. وحصل على درجة الدكتوراة في أطروحة بعنوان “منهج العقاد في التراجم الأدبية”.
قام الأخ جابر (رحمه الله) بالتدريس في كلية الألسن، وفي جامعة يل YALE بمدينة نيوهافن بالولايات المتحدة الأمريكية. والجامعة الإسلامية العالمية بمدينة إسلام آباد، وجامعة الملك فهد بالظهران.
وله سياحات في مؤتمرات متعددة، وفي كل مكان نزل به كانت العقيدة الإسلامية، والدعوة لها تسري في كل جارحة من جوارحه، وقد فصل ذلك في مذكراته في أمريكا، وغيرها من المقالات والدراسات.
وقد قالوا عنه بأنه أديب ناقد، ومعلم مربٍّ، وداعية ملتزم، وشاعر رسالي، وكاتب سياسي، وله دور كبير في تجديد الأدب الإسلامي، وأنه من أبرز المنافحين عن لغة القرآن، وأحد منظري الأدب الإسلامي على مستوى العالم.
وقد تميز أدبه بالفكاهة التي تتخلله، لم يبع كلمته يومًا ما، وسخر الكلمة لبث مستقبل مشرق لأمته العربية المسلمة، ولم تفتَّ الأيام في عزمه، بل زادته صلابة وقوة.
وكانت شمولية الإسلام واضحة في كتاباته؛ لأن الإسلام هو الدين الشامل للدنيا والآخرة وفي كل مجالات الحياة.
وإن قصائده تتمتع بالجزالة والوحدة الموضوعية، وهو يستلهم القرآن الكريم والسنة النبوية في الكثير من أشعاره.
وقد شغلته قضايا أمته في فلسطين والبوسنة والعراق والكويت وغيرها، كما عاش هموم وطنه والاستبداد الذي يعيش فيه.
وهو (رحمه الله) من شعراء المبدأ والقيم الذين يعرفون بالحق، ويحملون أرواحهم على أسنة أقلامهم، ويُسخِّرون موهبتهم التي منحهم الله إياها لإيقاظ الهمم وتصحيح الوعي الفردي والجماعي.
وقد أخذ على نفسه عهدًا أمام الله بأن يظل سيف شعره وأدبه مشهرًا في وجه الباطل والجور والزيف والتضليل؛ حيث يقف حارسًا يقظًا على ثغور لغة القرآن، يأبى امتهانها باسم الحداثة، ويرفض الجور على أصالة الشعر العربي باسم قصيدة النثر.
والدكتور قميحة (رحمه الله) أديب وناقد أكاديمي متحيز لموقف ومتعاطف مع تصور نبيل ومنتصر لمبادئ الفكرة الإسلامية فيما يصدر من إبداع.
رحم الله الأخ الدكتور جابر قميحة رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
بقلم / أد محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1001 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع