عائشة سلطان
النرجسيون!
كتبت صديقة لي على صفحتها في الفيسبوك هذه العبارة: «كنت أتكلم منذ أيام مع إحدى صديقاتي، عندما قالت لي: لقد قضيت وقتاً طويلاً من حياتي أحاول التعالج عند أطباء نفسيين، حتى اكتشفت تدريجياً أنني لا أشكو شيئاً، ولكني كنت ضحية لمريض نفسي».
بعد ذلك أطلقت هذه الصديقة دعوة للجميع للتعرف على نوعية خطيرة من المرضى النفسيين الذين يمكن لأي منا أن يقع ضحية لهم وقد يدفعونه للانهيار، وحين يدرك حقيقة ورطته، يكون في وضع لا يستطيع الخروج منه بسهولة دون دفع تكلفة عالية، هؤلاء المرضى يطلق عليهم (المنحرفين النرجسيين). هذا هو الاسم يطلقه الأطباء النفسانيون على هذه النوعية من المرضى!
المنحرف النرجسي شخص غير سوي عقلياً ونفسياً، لديه شعور متفاقم بأهميته وجماله، مع ذلك فهو قاسٍ عاطفياً، لا يعترف بخطئه، وبرغم شخصيته المؤثرة إلا أنه عادة ما يستخدمها في إخضاع شريكه، وإبقائه في حالة احتياج دائم له، مع اللجوء بشكل مستمر لابتزازه، والتلويح بإمكانية تركه والانفصال عنه!
فهل يشكل وجود شخص مصاب بالنرجسية المنحرفة في حياة أحدنا أمراً خطيراً بالفعل، بحيث نحتاج للتحذير منه والتنبه لخطره لمنع الانزلاق في أي نوع من العلاقة به؟ نعم هو كذلك بالفعل، وللأسف فإن كثيرين يقعون ضحايا لأمثال هؤلاء، لكن المؤسف حين تصل العلاقة للزواج تحديداً، وحتى في حالة الصداقة والزمالة والعلاقات العاطفية، فإن الشخص النرجسي المنحرف قادر على تحويل حياة الآخرين لجحيم حقيقي لا يمكنه الخلاص منه!
عادة ما تبدأ الأمور على شكل علاقات صداقة أو حب هدفها الابتزاز، لذا فإن التوعية بخطورة أمثال هؤلاء الموجودين حولنا بكثرة أمر في غاية الأهمية، خاصة بالنسبة للنساء ذوات الشخصية العاطفية أو الساذجة أو قليلة الخبرة في أحوال الحياة والبشر!.
1160 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع