موفق نيسكو
بين هذيان نتنياهو وهذيان بعض المُتكلدنين والمُتأشورين
قبل أشهر قليلة خطب نتنياهو في الأمم المتحدة قائلاً إننا أبناء إبراهيم اليهودي ولذلك هذه أرضنا.
ولأن الجالسين للأسف اغلبهم، إمَّا لا يهمهم الأمر، أو أنهم لا يعرفون الحقيقة، فقد انطلت كذبة وخدعة نتنياهو عليهم، ولم يسأل أحد نتنياهو:
كيف كان إبراهيم يهودياً وقد سبق موسى ب 600 سنة تقريبا؟.
أليس إبراهيم هو أبو العرب المسلمين أيضاً في توراتك يا نتنياهو؟، فلماذا لا تكون هذه الأرض لأبناء إبراهيم العرب المسلمين أيضاً؟.
وها إننا نرى اليوم بعض الكُتَّاب المتكلدنين والمتأشورين أشقاء نتنياهو من الأصول الإسرائيلية الذين سمَّاهم الغرب آشوريين وكلدان يستعملون نفس الاسطوانة المشروخة وأسلوب نتنياهو فتراهم سطَّروا لك الأسماء واستشهدوا من العهد القديم وبعض المؤرخين، وخلطوا الحابل بالنابل، ظنَّاً منهم أن خدعتهم ستنطلي على الآخرين، وعلى الأقل نتنياهو كذب وغش العالم بفترة قبل موسى فقط واعتبر إبراهيم يهودياً، أمَّا بعد موسى ففعلاً هناك تواصل مستمر لليهود العبرانيين في كل التاريخ، لكن الأمر المضحك عند المتكلدنين والمتأشورين، أنهم يتشبثون باسمي حضارات قديمة للعراق، فتراهم يقفزون من سنة 612 ق.م. و539 ق.م. عندما سقطت الدولتان القديمتان الآشورية والكلدانية، إلى القرن العشرين مباشرةً، لتضليل القارئ، وكأن الكلدان والآشوريين كانوا نائمين مثل أهل الكهف لأكثر من عشرين قرناً، فسبحان الله، ولأن هؤلاء فارغين من العلم وليس لهم رد على من يُعرِّيهم، سوى:
1: ترك لب الموضوع والوثائق والأدلة التاريخية والكتابية الدامغة والإجابة عليها، والذهاب إلى شخصية الكاتب، وتحليلها وتفسيخها، والبحث عن نسب وحسب، ودين وهوية، وقرية وعشيرة، وأعمام وخوال الكاتب، وإذا ما كان اسمه معرفاً بال التعريف، أم لا، أم مكتوب بالشَدَّة من عدمها، وهذا الكاتب مريض، وذاك نكرة، والآخر لا يفهم، والرابع مدفوع الثمن، والخامس تابع للحزب الفلاني، وسادس متعصب..إلخ، من هذه التخريجات الضعيفة التي لم تعد تنطلي على مثقف، فلكل داء دواء، ودواء الرد على كاتب مريض ومتعصب ونكرة، هو الوثائق فقط، وليس الكلمات البذيئة والغير لائقة.
عندما كتب وأثبت المؤرخ القدير أحمد سوسة أن الكلدان والآشوريين الحاليين هم من الأسباط العشرة التائهة من بني إسرائيل، هاجت وماجت، المواقع الالكترونية التجارية التابعة للمتكلدنين والمتأشورين بعشرات المقالات التي تركت الموضوع الرئيس، ولم يستطيعوا أن يجيبوا ببنت شفه، وذهبوا بمقلات طويلة عريضة لتحلل شخصية أحمد سوسة وأصله وفصله، وكأن الموضوع، من هو أحمد سوسة، فترى أحد المتكلدنين يرفع، ومتأشور يكبس، وثالث يكتب لكاتب المقال، بارك الله بك أيها المُبجَّل، هليلويا، فيرد الرابع، عاش قلمك، قوريليسون، آمين، وقد شكَّلوا مجاميع خاصة (ميليشيات) كل واحد له عشرات الأسماء المستعارة، وليس لهم رد وتعليق على من يُعريهم ويفضحهم، سوى كلمات غير لائقة بأسمائهم، وخرمشة هذا، وخربشة ذاك، والشتائم بأسماء مستعارة، التي يبقيها مشرف الموقع والذي يقوم هو بالتعليق بأسماء مستعارة أيضاً، ويقوم بحذف المقالات والتعليقات التي تُقصم ظهر المتكلدنين والمتأشورين، علماً أن كثير من رجال الدين (وأعرف منهم) يكتبون بأسماء مستعارة، والحقيقة أن هؤلاء ليس عليهم عتب لأنهم يعبرون فعلاً عن تاريخهم الذي لا يملك سوى هذه الأساليب، وسيكون المقال التالي (كنيسة المشرق، كنيسة مسيحية، أم مقصلة دموية).
وكل ما فعله أحمد سوسة أنه نقل ما تقوله الآثار والتاريخ ونقل ترجم فقرات من كتاب الدكتور آشيل غرانت The Nestorians or The Lost Tribes، النساطرة أو الأسباط الضائعة، طبعة لندن الإنكليزية 1841م، الذي عاش مع النساطرة وبطاركتهم وشعبهم خمسة سنوات وكانوا يلقبونه بحكيم صاحب، وأثبت أن الكلدان والآشوريون الحاليون هم من بني إسرائيل، ولا علاقة لهم بالقدماء، ومن أفواههم أنفسهم، وما قام به أحمد سوسة كان ليقوم به آخر غيره، وفعلاً فقد كتب كثيرون عن ذلك، بل هم أنفسهم يفتخرون بانتمائهم العبري مثل البطريرك ساكو والمطران باباوي وأدي شير وغيرهم، وسننشر تباعاً مقالات بعنوان (الكلدان والآشوريون الحاليون من الأسباط العشرة الإسرائيلية) بأجزاء عديدة لعشرات الكتاب بمختلف انتمائهم.
2: التعليق بسرعة البرق سلباً على مقال الكاتب الذي يُعرِّيهم، وبمجرد ورود اسمه دون النظر إلى النص، ففي كثير من الأحيان أنشر مقال من ثلاث صفحات أو أكثر، وقد صادف أكثر من مرة أن يتم التعليق خلال أقل من دقيقة.
في إحدى المرات نشر موشي ديان عن حرب 67 مقالاً عن ذكر فيه بعض المعلومات المهمة أو أسرار الحرب، فاعترض بعض القادة قائلين: إن العرب سيتفادون من هذه المعلومات، فأجاب ديان: لا تخافوا لأن العرب حين يقرؤوا اسم إسرائيل في العنوان، لن يقرؤوا النص.
3: التشبث بكهنوت وملابس بعض رجال الدين والدفاع عنهم مثل يوسف حبي وغيره وكأنهم قديسين، ولا يعلم هؤلاء الذين يسمون أنفسهم كُتَّاب، إننا في البحث التاريخي ننظر إلى أي كاتب كشخص عادي شأنه شأن أي إنسان، ولا يهمنا منصبهُ وصفته وملابسه، إذ يقول السيد المسيح (يأتونك بثياب الحملان وهم من الداخل ذئابُ خاطفة)، بل ننظر إلى كتابتهم بحذر أكثر من غيرهم، علماً أن لدينا معلومات كثيرة وموثقة وبالأسماء رجالاً ونساء!!، عن شخصيتهم وعلاقاتهم وتصرفاتهم وفضائحهم تقشعر لها الأبدان، ونحن لا نقوم بنشرها، ليس حفاظاً على سمعتهم كرجال دين، بل حفاظاً على سمعتنا وأخلاقنا ومصادقتينا لأن مبادئنا في الكتابة هو عدم التطرق للأمور الشخصية بتاتاً، فلا يهمنا من هو يوسف حبي أو لويس ساكو إن كانوا ملائكة في نظر البعض، أم نقيض الملائكة في نظر آخرين يعرفون كل شيء عنهم، وما يهمنا هو ما يكتب الكاتب فقط. كما لا يهمنا عدد الذين هنئوا والدة الكاتب يوم ميلاده، أو عدد الذين ساروا في جنازته، فكثير من المجرمين واللصوص والدجالين سار وراء جنازة بعضهم الملايين، كما لا يهمنا عدد اللغات التي يجيدها الكاتب، فمن يعتقد أنه أقاربه ويستطيع وحده التفوه بكلمات غير لائقة بحق الآخرين، هو واهم جداً، ونستطيع أن نستعمل كلمات غير لائقة وبالمثل، ونستطيع حتى أن نرسم كاركتير معها، من بابا روما نزولا إلى البطرك ساكو مروراً بيوسف حبي، وعلى الأقل بستة لغات التي نجيدها، ولكننا لن نفعلها وننزل لمستوى هؤلاء حفاظا على سمعتنا ومصداقيتنا. (إن تطلب الأمر ورأينا ذلك ضرورة، سنفضح البعض بالأدلة الدامغة وبالذات يوسف حبي).
4: تأويل النص وسحبه إلى أمور ثانوية سياسية وعاطفية لغرض غش القارئ ودغدغة مشاعر العرب والمسلمين: فنحن عندما نقول إن الكلدان والآشوريين الحاليين إسرائيليين، لا نقصد مُطلقاً أننا نكره اليهود، ويجب معاداة المتكلدنين والمتأشورين لان أصولهم يهودية، بالعكس، نحن نحترم كل أمم وأديان العالم، وباستطاعة اليهود العودة من فلسطين إلى العراق والعيش بكرامة شانهم شان أي عراقي آخر، أما أن يتخفى الكلدان والآشوريون الحاليون بعبريتهم بثوب مسيحي مدعين زورا أنهم من كلدان وآشوري العراق الأصليين القدماء لأغراض سياسية عبرية، فذاك ما هو قصدنا أن نثبت زوره، وهو أنهم ليسوا سليلي الكلدان والآشوريين القدماء، بل من اليهود المسبيين، وليس شيئاً آخر قط، وهو ما نشرناه بالوثائق والمصادر والخرائط والأرقام ومن كتب كنيسة المتاشورين والمتكلدنين قبل غيرهم.
5: أمَّا بعض المفلسين تاريخياً وعلمياً وكما يقول المثل المصلاوي(شاف السيفون واعتقد أنه درهم)، فيعتقد أنه بتسطيره لبعض أسماء الكتب والمؤرخين والصفحات قد وجد ضالته لتضليل القارئ، فقد قام أحدهم بنشر نص العهد القديم أور الكلدانيين، وهو لا يعلم:
ا- العهد القديم رغم وجود مادة تاريخية صحيحة فيه، لكنه لا يعتبر كتاب تاريخ أكاديمي، وفيه متناقضات تاريخية.
ب- لم تكن أور الناصرية في يوم من الأيام، كلدانية، بل سومرية، والعهد القديم كُتب في القرن السادس قبل الميلاد، واليهود كتبوا الأسماء المتداولة والموجودة في عصرهم كمن يكتب تاريخ فرنسا اليوم قبل ألفي سنة ولم يكن اسمها فرنسا، فمدينة دان زمن إبراهيم (تكوين 14: 14) لم تكن تدعى دان، بل "لاشَم"، ومدينة حبشون لم تكن موجودة أصلاً في عهد موسى، ولا يوجد ذكر لشيء اسمه كلداني مطلقاً قبل سنة 854 قبل الميلاد، كصفة للدلالة على إحدى القبائل المشاغبة وليس على شعب أو دولة اسمها كلدان. (سنكتب لاحقاً مقالاً عن أور).
ب- الترجمة الحرفية للعهد القديم في اللغة العبرية هي أور الكاسديين، أو الكاسيين، وليس أور الكلدانيين، والكاسديين نسبة لكاسد بن ناحور من امرأته مِلْكة ابنة هاران، الوارد في سفر (التكوين 22: 22)، و (يشوع 24: 2). ويقول الأب أنستاس الكرملي أن أصل كلمة كلدان هو (كس)، واسم بلادهم (بلاد الكس). (مجلة لغة العرب أغسطس 1911م، ص53) وسننشر الوثيقة بمقال مستقل لاحقاً.
ج- التوراة السامرية تقول: مولد إبراهيم كان في خراسان (هورسان) في أرمينيا.
د- إبراهيم حسب العهد القديم آرامي أو سرياني، وليس كلداني.
ه- إبراهيم هو أبو العرب أيضاً فهل العرب كلدان؟. وكلمة عرب هي أقدم من كلدان في التاريخ والآثار وتعود لزمن الملك شلمنصر الثالث (858–824 ق.م.)
و- كلمة أور معناها (مدينة)، وأور الكلدانيين معناها مدينة المنجمين والسحرة، والمقصود بأور الكلدانيين هي مدينة حران أو الرها وليس أور الناصرية، وعشرات المدن العراقية في الآثار اسمها أور، ولا توجد مدينة واحدة اسمها أور الكلدانيين. وندرج قليل من كثير من قوائم الآثار باسم مدينة أور. (وسنذكر الموضوع بالتفصيل بمقال مستقبلاً).
ز- يقول الدكتور آشيل غرانت، سنة 1841م: إن قسماً من الكلدان يريدون بالاسم الكلداني التعبير عن علاقة إبراهيم وخروجه من أرض أور الكلدانيين، لكنني لم أجد أي دليل يدعم هذه الفكرة.
https://e.top4top.net/p_8626fcsu1.png
https://f.top4top.net/p_862cdtvo2.png
أو أن يقوم الكًتاب المتكلدنين والمتأشورين بالاستشهاد بكتاب مثل جيمس برستيد العصور القديمة الذي يتكلم عن الحضارة الكلدانية القديمة من سنة 612-539 ق.م. فقط، وفي خمس صفحات مقتضبة فقط، ولم يستطيع كاتب المقال ذكر معلومة واحدة عن برستد أنه ذكر الكلدان قبل سنة 612 ق.م. أو بعدها في التاريخ المسيحي، ويقول برستد: إن الكلدان القدماء آراميين، ويُسميهم أسياد بابل الجدد وآخر من تسلط على بابل، وقد لقَّب نابو بلاصر أبو نبوخذ نصر نفسه بملك أكد، وليس ملك الكلدان، وبلادهم بلاد أكد، وليس بلاد الكلدان، ويضيف برستد: حتى مدينة بابل لم يكن اسمها بابل (زمن إبراهيم)، ولم تكن بابل ذات أهمية إلاَّ في بداية الألف الثاني قبل الميلاد، وأننا إذا أصرينا على استعمال كلمة بابل، فنكون كمن يُطلق اسم فرنسا عند حديثه على بلاد الغال أيام يوليوس قيصر. (يرستد، انتصار الحضارة، ص227،231، 157)، وللعلم فاسم بابل القديم هو كا. دنكر. را. كي (ka.dingir.ra.ki)، وعُرفت باسم شيشك في الكتاب المقدس (أرميا 25: 26)، وأسماء اخرى بالسومرية، تين تر كي tin-tir- ki، ومعناها موطن الحياة، ويقابلها في البابلية القديمة شُباط بلاطي،shubat balati، وعرفت في السومرية أيضاً، شو- انّا-كي، shu-anna-ki، ومعناه كف السماء، وهو اسم احدى محلاتها، وسميت بابل باسم، كيش كلاّ، ويعني البوابة أو المدخل، وعرفت أيضاً باسم، نُن- ﮔي، وهو نفس اسم مدينة أريدو جنوب أور، والدولة الكلدانية القديمة عمرها 73 سنة فقط، (612-539 ق.م.)، وما قبلها بابلي وليس كلداني، وحمورابي أموري، وغيره كاشي، وعدد السلالات البابلية 11 أولها حمورابي الأموري وليس الكلداني، وآخرها الدولة الكلدانية وما بينهما سلالات كاشية وآرامية وغيرها، ويقول شيخ المؤرخين طه باقر: إن عمر الدولة الكلدانية الحقيقي هو 43 سنة فقط أي عهد نبوخذ نصر (مقدمة في تاريخ الفرات القديم، ص205).
وأخيرا وهو المهم جداً: بغض النظر عن مدينة أور، والكلدان القدماء، لا نعلم ما هو دخل وعلاقة المتكلدنين الجدد بالكلدان القدماء سكان العراق الأصليين، سوى انتحال الاسم، ولماذا يقفز المتكلدنين والمتأشورين من سنة 612ق.م. إلى القرن التاسع عشر أو قبله بقليل مباشرةً، ونتمنى من هؤلاء أن يعطونا وثيقة واحدة تتكلم عن آشوريين وكلدان في التاريخ المسيحي كله، وقد كتبت مقالاً بعنوان: الآشوريون والكلدان الحاليين أغرب شعب على وجه الأرض، فكل الأمم، الرومان السريان الآراميين الفرس اليونان العرب الأكراد الداسنيين الميديين الأرمن الاقباط..ألخ، موجودين في تاريخ كنيسة المشرق باستثناء الآشوريين والكلدان. وهذه وثيقة مترجمة من يوسف حبي لمجمع سنة 424م تظهر فيها أمم باستثناء الآشوريين والكلدان، ومثلها المجامع الأخرى.
https://a.top4top.net/p_862na7gr3.png
6: نتمنى من يدعي أنه كاتب يدافع عن المتكلدنين والمتأشورين أن يذكر وثيقة واحدة في التاريخ من قومه أو كنيسته يقول إنه كلداني كما أفعل أنا في هذه الوثائق، وهي من مئات ومن عصر المتكلم، وليس من يأتي في القرن العشرين ليقول إنه كلداني أو يتكلم عن كلدان وآشوريين في التاريخ المسيحي:
هذه وثيقة كتاب الأسكولين من كنيسة (المتكلدنين والمتأشورين الجدد) للراهب ثيودورس بركوني من سنة 600م من كنيسة المشرق السريانية الذين سمَّاهم الغرب كلداناً وآشوريون زوراً يقول إن الكلدانية هي هرطقة وشعوذة، ونحن سريان ولغتنا سريانية وإبراهيم كان سريانيا (لماذا لم يقل إننا كلدان وآشوريين، وإبراهيم كان كلدنياً؟).
https://d.top4top.net/p_863xhtyi1.png
والطريف في الأمر أن آباء كنيسة المشرق السريانية التي ينتمي لها الكلدان والآشوريون الحاليون، في كل قوامسيهم تاتي كلمة كلداني بمعنى، عرَّاف، ساحر، فتاح فال، قارئ الغيب أو المستقبل، مشعوذ، مُنجم، عبدي الكواكب، هرطوقي، مجوسي..إلخ. (راجع قاموسي المطرانيين الكلدانيين، توما أود ج1 ص465، وأوجين منا ص338)، وقبل أن تُسميهم روما كلداناً، ألَّفوا كتباً عديدة ضد الكلدان أكثر من غيرهم معتبرينهم منجمين وسحرة وهراطقة، فألَّف ديودورس الطرسوسي +392م كتاباً في دحض التنجيم اسمه: دحض كلدو أي السحر والتنجيم، وألَّف جبرائيل المروزي أسقف هرمزارد أشير (أخو تيودور أسقف مرو سنة 540م) كتاباً ضد الكلدانيين، ويُعلِّق الأب ألبير أبونا الكلداني بالقول: (أي المنجمين)، وألَّف دانيال الراسعيني أسقف رأس العين أيام الجاثليق آبا +552م كتاباً الهراطقة الكلدان، ووضع بردوقسين (برقوسي) أيام الجاثليق حزقيال +581م كتاباً بجزئين ضد الكلدانيين، ويُعلِّق الأب المُتكلدن يوسف حبي مُترجم كتاب عبديشوع الصوباوي +1318م، "فهرس المؤلفين" الذي يورد تلك المؤلفات، قائلاً: المقصود بالكلدان المنجمين والعرافين والسحرة، والملاحظ أن الصوباوي دائماً يُدرج الكتب ضد الكلدان مقترنة بالكتب ضد المجوس وفقور وبرديصان والهراطقة والأونيميين وفرفرون الهرطوقي والمرقونيين والمانويين وغيرهم، أي أن الكلدان هم جزء من هؤلاء، وفي عنوان "الهرطقة الكلدانية ومن أين بدأت"، يصف الراهب بركوني، الكلدان "الهراطقة والمبتدعين"، ويقول: إن الكلدانية هي هرطقة، وهي أولى البدع التي نشأ، ويُقرنها بالتنجيم الذي هو من عمل الشيطان.
https://d.top4top.net/p_862ypwns6.png
للمزيد راجع مقالنا بالوثائق: كلمة كلداني تعني: مُنجِّم، مجوسي، ساحر، هرطوقي
http://baretly.net/index.php?topic=67087.msg113285#msg113285
وهذه وثيقة أخرى سنة 550م تقريباً يقول فيها: إننا أمة سريانية ولغتنا سريانية (لماذا لم يقل إننا كلدان وآشوريين؟).
https://c.top4top.net/p_8629a15v5.png
وهذا مخطوط بالعربي لعبدالله ابن الطيب +1043م فيلسوف كنيسة المشرق (المتكلدنين والمتأشورين الحاليين) كتب إنجيله وشرحه بالعربي ويذكر السريان واللغة السريانية (لماذا لم يقل إننا كلدان وآشوريين).
https://e.top4top.net/p_862tniov7.png
وهذه مخطوط أخر بالعربي ليشوعياب + 1253م وبالعربي يقول فيها نحن السريان المشارقة (ولماذا لم يقل إننا كلدان وآشوريين؟).
https://f.top4top.net/p_862nzbkd8.png
وأخيراً هذه هي الوثيقة الرسمية لكنيسة روما لسنة 1445م مترجمة من الكاردينال تيسران مسئول الكنيسة الكلدانية بداية القرن العشرين،
https://a.top4top.net/p_8623a8j19.png
علماً أن أسم كتاب تيسران هو "الكنيسة النسطورية"، وقام المطران المُتكلدن سليمان الصائغ بتزوير اسم الكتاب بترجمته وطبعه بالعربي باسم "تاريخ الكنيسة الكلدانية"، اسوةً بزميله المزوّر الكاهن المُتكلدن يوسف حبي الذي طبع كتاب العلامة شابو لسنة 1902م، والموجودة عبارة "المجامع النسطورية" على كل صفحة من النص السرياني، فطبعه باسم "مجامع كنيسة المشرق، فقط"، والأمر الطريف المضحك أن يوسف حبي يقول ص57: إننا توخينا الدقة والتقيد بروحية النص القديم في ترجمة ونقل الكتاب بالعودة إلى النص الأصلي السرياني المشرقي، أو مثل ما زوَّرَ حبي كلمة النساطرة في رحلة الفرنسي بنديه 1885م فأضاف كلمة الأثوريين إلى جانب (النساطرة)، وبَلَع حبي النص الكامل الذي يقول: النساطرة الذين اعتادوا على السلب والنهب وإعطائها للباشوات. (علماً أن اسم الرحلة، رحلة إلى كردستان، ولو تحدثنا عن كل تزويره، لاحتجنا لأكثر من مقال، لكننا نكتفيبادراج وثيقة لتزويرين للكاهن المُتكلدن يوسف حبي.
https://e.top4top.net/p_863d1jak1.png
ومستعد لإدراج مئات لمخطوطات المشابهة من كنيسة المتكلدنين والمتأشورين وخاصة باللغة السريانية والعربية، من عصرها، ومن لا يستطيع أن يفعل مثلي ويجلب وثيقة من عصرها، يقول إننا كلدان وآشوريين، ولم، ولن يستطيع أحد أن يفعل ذلك، من جهاذبة المؤرخين، أو حتى الاتصال بجورج قرداحي للاستعانة بصديق، لذلك عليه إما جلب وثائق من عصرها، أو أن يصمت.
فقبل أشهر كنت في لندن والتقيت مع أحد المثقفين العلمانيين المسلمين الغير متدينين، وسألني لي: أتؤمن بوجود شخصية رسول الإسلام محمد في التاريخ؟، قلتُ نعم، قال لي: لن أؤمن بوجوده إلاَّ إن أتيت لي بنص من معاصر له يتكلم عن وجوده كشخص، وليس بعد مئات السنين، فجلبتُ له نصاً من سنة 660 تقريباً، لكاتب سرياني يتحدث عن وجود الرسول محمد، فقال لي أشكرك فقد غيَّرت رائي.
لقد ذكرتُ في مقدمة كتابي القادم " بدعة الغرب لبعض السريان بتسميتهم آشوريين وكلدان" أي تاريخ كتبه الآشوريون والكلدان الجدد بعد سنة 1900م يجب أن يُنظر إليه بحذر لأن كثيراً من كُتَّابهم يزورون ذلك لإغراض طائفية وسياسية عبرية.
يقول بطريرك الكلدان دلي: عندما بدأ المرسلون الغربيون يجوبون بلادنا كتبوا تقارير عن المعلومات التاريخية والدينية والجغرافية، وجاء في كتاباتهم الغث والسمين، فقد أخطأوا عندما ظنوا أن بغداد (مقر بطريركية كنيسة المشرق) هي بابل، فخلطوا الحابل بالنابل، وخبطوا بين الجنوب والشمال، وهكذا تغلَّب اسم بابل الذي له جذوره في الكتاب المقدس على سائر الأسماء، وباشرت روما استناداً إلى التقارير التي تصلها والتي تحمل اسم الديار البابلية منذ نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر تُطلق اسم بطريرك بابل على الكلدان، وهذه الألقاب ناجمة عن رأينا عن قلة خبرة العاملين في الدوائر الرومانية آنذاك. (دلي، المؤسسة البطريركية في كنيسة المشرق، ص 5، 146–147).
يقول بطريرك الكلدان لويس ساكو: إن الكنيسة الكلدانية سُميت بكنيسة السريان المشارقة، ولا توجد علاقة للكنسية الكلدانية ببابل، والكرسي البطريركي كان في المدائن (ساليق وقطسيفون) أي بغداد، وربما يعود هذا التبني إلى كونها (يقصد بابل) عاصمة الكلدانيين، وتسميات الكلدانية والآشورية متأخرة نسبياً، ولغة الكلدان والآشوريين هي سريانية الرها، وليست كلدانية بابل أو لغة آشور، فهذا خطأ علمي جسيم، وتسمية الكلدانية سرَت رويداً رويداً وتغلبت على التسميات الأخرى خصوصاً عند اتحاد الكرسيين الكاثوليكيين ديار بكر وألقوش في شخص يوحنا هرمز الذي أصبح بطريركاً موحداً في 5 تموز سنة1830م. (ساكو، خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية، ص 4-5، 41. 48-49).
يقول زعيم المتكلدنين المطران سرهد جمو وهو أكثر المعجبين باسم الكلدان معتقداً فعلاً أنه سليل نبوخذ نصر: إن كنيسة المشرق هي كنيسة أجدادنا المُلقبة أحياناً بالنسطورية، والمسماة لاحقاً بالكنيسة الكلدانية والأثورية، وهذه الأسماء انبثقت حديثاً في منتصف القرن السادس عشر بعد سنة 1553م، والاسم الكلداني استقر على الفئة المتحدة بروما، بينما تبنَّى الانكليكان اسم الأثوريين في مداولاتهم مع المجموعة الغير متحدة بروما، ويُدرج خارطة لكنيسة المشرق تُسمَّي منطقة جنوب العراق بيت الآراميين وليس بيت الكلدان. (مجلة بين النهرين 1996م، كنيسة المشرق بين شطريها، 182- 183، 195، 200-201).
وبعيداً عن ساكو ودلي وجمو وغيرهم، نحن نطالب من يتشدَّق بجهاذبة المؤرخين أن لا يضحك على نفسه والآخرين، وأن يذكر لنا من مصادر أولئك الجهابذة اسم أسقف أو كاهن واحد أو كنيسة في التاريخ في بابل (الحلة)، فأول كنيسة مسيحية في تاريخ (الحلة) على الإطلاق افتتحت في 6 نيسان 1987م، ولم يكن لهما كاهن مخصص في البداية، فكان يذهب لهم كاهن من بغداد للتقديس.
أمَّا عن وطنية الكلدان والآشوريون الحاليون، فلا نرغب بالتطرق للأمور السياسية، لأنها ليست اختصاصنا، ولكن آخر من يتكلم عن الوطنية، هم المتكلدنين والمتأشورين، الذين لأغراض سياسية عبرية، وهو تطبيق الشق الثاني من حلم إسرائيل إلى الفرات، تأمروا على العراق، وتشهد أحداث العقود الثلاثة بداية القرن العشرين نزاعهم ومؤامراتهم وتواقيعهم باسم كلدو وأثور على ذلك، ولدينا من الوثائق كثيراً، وعندما نُفي البطريرك إيشاي سنة 1933م اتجه لفلسطين، لكن اليهود لم يستقبلوه لأنهم يكونوا قوة آنذاك، فضلاً عن أن اليهود لا يحترمون المتكلدنين والمتأشورين، حيث يعتبروهم مرتدين عن اليهودية، مثلما لا يحترمهم المسيحيين أيضاً لأنهم يفتخرون أنهم يهو- مسيحيين، علماً أنهم أكثر من غادر العراق في العصر الذهبي للمسيحيين (1966-1980م)، وكان مبدأ الآشوريين عموماً عدم شراء دور في العراق لأنه ليس بلدهم، فاتجه الكلدان إلى ديترويت لإقامة إقليم كلدو، والآشوريون إلى شيكاغو ثم سيدني لإقامة إقليم آشور، ولذلك نقول للمتكلدنين والمتأشورين:
ليس العراق مزاداً يُتاجر به السفهاءُ
كل شارٍ فيهم يزيد باسمٍ حين يشاءُ
وشكراً/ موفق نيسكو
2129 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع