عبدالله عباس
خواطر حول مايحدث حولنا :يا اهل الشرق لاتحزنوا مـــايحصل في الغــرب سيـكون اتعس ...!
كثيرا ما نؤشر أن أكثرية المحللين في عالمنا الشرقي ‘ اصبحوا ( لغاية في عقل يعقوب زمانه ) مصرين على ان يتوجهون في تحليلاتهم الى خراب ارضهم و انسابهم و لاينسون التركيز على الجنة التي يعيشها الغرب والترويج باستمرارية المتناقضتين ( خراب الشرق وصعود الغرب ) كانه أمر رباني ...غير قابل للتغيير العكسي ‘ ولابد من القول أن هذا الاتجاه من حيث ( يعلمون المروجين لها ) يخدم الد اعداء البشرية على الارض وهم اولا المتنفذين الرأسماليين و رديفه الاشرس الحركة الصهيونية العالمية.
ولكن الواقع الحال ‘ عكس احلام هؤلاء مهما يحاولون إخفاء مايحدث في الحقيقة من اتساع ( حتى لو ببطء ) مظاهر الخراب الذي ينتظر جنة الغرب و ذيولهم في الشرق وفي المقدمة ذيلهم الاشر ( الدويلة العبرية الاستيطانية ) في قلب الشرق ‘ وأن التحليلات الغير قليلة والدقيقة والموضوعية في الغرب نفسه تظهر بين فترة واخرى تؤكد هذه الحقيقة .
أن في الغرب ‘ كدول وكيانات قوية ...! والذي ( يرعب الجهله على الكرسي في الشرق و يخدع الفارغين من افرازات هؤلاء الجهلة ) مضمون الحياة من كل جوانبها الاقتصادية والاجتماعية و حتى كمؤسسات عريقة ‘ ليست بالروعة التي نراها ونسمع عنها عن طريق الاعلام او خداع المحللين غربي الهوى لحد العشق الاعمى او عن طريق مايرويه المسافرين ( للهواء لاهواء الدنيا ) من الفاسدين خادمي الحكام الافسد منهم ‘ ولا حتى من المساكين المهزومين من الجياع في الشرق يشعرون ان الدونية التي مضطرين بقبوله في الغرب اهون من سحق انسانيتهم في اوطانهم ..! إنما الواقع هو أن ( دول الاتحاد الاوروبي و مملكتهم الاقوى الولايات المتحدة الامريكية ) تعاني من ويلات ومشاكل جدية وحادة تهدد وجودهم من الاساس ومن ويلات يخفيها جشع الاتجاه الرأسمالي على امل كلما يعمق العمل والتوجة بشراسه يمكن أن ينقذه من الانهيار و لحد الان لديها الكثيرمن المستلزمات التي يشجعها للتماسك والبقاء كما يطمح .
كل الظواهر المانعه للتطور والتقدم في الشرق يشجع مصادر القوة والقرار في دول الغرب القوية لآن يعمل بشكل مبرمج اثارتها وتقويتها لتستمر هيمنتها على كيانات الشرق و يقوي من خلالها نفسها و وجودها الفكري والاقتصادي ضمن كياناتها ( الاتحاد الاوروبي و الولايات المتحدة الامريكية ) ‘ نقول كل تلك الظواهر التي تعاني منها الكيانات في الشرق ‘ لها مثيلاتها في الكيانات ( الغرب القوية ...!!!) ويهدد وجودها في العمق : مثل رغبة الانفصال وتفكك والكيانات و توجهات القومية اليمينية والعنصرية العدوانية و توجهات الدينية المحافظة و انقساماتها المذهبية و اخطرها الوضع الاقتصادي الهش و تفكك الاجتماعي في كثير من الدول الغربية .
على سبيل المثال ‘ في الولايات المتحدة الامريكية ‘ قوة الشر المستطير الغربي بلا منازع التي يقود بكل وحشية حملة زيادة نشر الخراب لكل ايجابيات الحياة والبناء وفي المقدمة الروح الانسانية ورمزها السماوي الدين الاسلامي في الشرق ‘ أن هذه القوة تعاني من مشاكل اخطر بكثير مما يهدد بها الشرق لاستمرار هيمنتها ‘ مثلا بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ارتفعت أصوات الدعوات الانفصالية في الولايات المتحدة الأمريكية، وانبعث فيها الأمل بتحقيق جمهوريات مستقلة بولاياتها، الغرض الذي تنشط من أجله مجموعة من الحركات الانفصالية في الولايات المتحدة، حيث إنّ ما يقرب من ربع الأمريكيين يوافقون على إمكانية الانفصال كما أظهر استطلاع رأي سابق أجرته وكالة أنباء رويترز.
وتطفو هذه النزعة التاريخية الانفصالية لدى بعض الولايات الأمريكية، من خلال بعض الجماعات القومية الغاضبة من أنظمة الضرائب وتسلط الارادة المركزية ، و أن السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية ترى نفسها عاجزة عن مواجهة نشاط هذه الحركات الانفصالية على المستوى السياسي والشعبي، وحتى هناك توجه بعضها لإنشاء مجموعات مسلحة ، وان ماكنة الدعايات الامريكية التي تبدع في النشر ابسط خبر او معلومة تسيء الى الاخرين ‘ نادرا تقترب من الحديث عن هذه الظاهرة في النشر اي معلومة مصدرة لراى العام الخارجي .
• توقعات بالتغيرات الجوهرية
في هذه المرحلة نطالع الكثير من التحليلات الواضحة عن ظهور بوادر التغييرات الجوهرية في الاسس التي انطلق منها الغرب في بناء السلطة التي كان يعتقد البعض ان بناء مؤسسات الضامنة للحرية المسؤولة بعد اسقاط محاكم التفتيش و وضع اسس الحكم المدني في ضوء تلك المبادئ والسماح لانطلاق الوعي الجمعي والتي سميت بالعلمانية الضامنه لاختيارا ت الانسان في تحديد طريقة البناء و الذي اصبح اساس ثابت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ‘ بحيث كان تمسك الغرب ( الناس والشعوب و وعيهم الانساني ) بالعمل لمنع ظهور افكار شبيه بالذي ادى الى تلك الحرب المدمره ‘ نرى وكما تؤكد التحليلات ارتفاع أسهم الأحزاب اليمينية في العديد من الدول الأوروبية وتحقيقها نتائج متقدمة في الانتخابات البرلمانية ، واكيد لهذا اسبابة ‘ منه أن مصادر القرار في الغرب ورطوا انفسهم بالسير في تبني دعم عالم ذات قطب واحد بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ودعموا توجه الادارة الامريكية التي وبتوجة واضح من الحركة الصهيونية العالمية وهي اخطر من الحركة النازية ‘ عندما خلق عدو اخر ادعى بضرورة محاربتة و هو الاسلام ‘ ومن هنا توجة مصدر القرار الامريكي الى اشعال الحرب بعضها مباشر واخر بالنيابة والخطر الاكبر نتيجة هذا التوجه ان اكثرية الدول الاوروبية اختارت السير وراء سياسة الادارة الامريكية ( باخرى اختيار الحركة الصهيونية العنصرية ) مما ادى مع مرور الزمن الى خلق ازمات اقتصادية ومالية واجتماعية حادة في بعض الانعطافات في العديد من الدول وصل الى حدتها عام 2008 والتي تكمن أسبابها في الاستنزاف الذي تسببت فيه الحرب الأمريكية والغربية في العراق وأفغانستان، واشتداد المنافسة الاقتصادية العالمية، وتراجع حصة الدول الغربية من الناتج العالمي، وما أدت إليه الأزمة من ازدياد في نسب البطالة والتفاوت الاجتماعي، وتدهور مستوى المعيشة، وإقدام الشركات الرأسمالية على استجلاب اليد العاملة الرخيصة من دول أوروبا الشرقية ودول العالم النامي ما أدى إلى احتدام عوامل الصراع الاجتماعي فيها، بدليل أن الكثير من الدول أوقفت الهجرة إليها، أو حددّت أعدادها، وقامت فيها حركات ضد المهاجرين.
هذه التطورات ولّدت شعوراً بالقلق والخوف لدى الطبقات الوسطى والعمالية في العديد من الدول، والخشية من التأثر بهذه الأزمات، خصوصاً إذا ما تسربت اليد العاملة الرخيصة من أوروبا الشرقية إلى الدول الأخرى، وهو أمر سهل ولا عوائق تحول دونه ، بالاضافة الى ازدياد أعداد المهاجرين من الشرق الأوسط وإفريقيا ما أدى إلى تقوية التيار القومي المتطرف في معظم الدول الاوروبية ، وفي الولايات المتحدة أيضا، الأمر الذي يؤدي إلى أن شرائح مجتمعية كثيرة في تلك الدول، ترى في المهاجرين عبئاً ثقيلاً على شعوبهم لانهم بدئوا يئنون من ثقل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية ومن البطالة ‘ وكما يظهر من التقارير المعلوماتية
أن هذه الأزمة ليست مؤقتة ، بل هي أزمة مقيمة ، بفعل المنافسة الاقتصادية العالمية الآخذة بالتصاعد على خلفية تنامي القوة التنافسية الاقتصادية للصين والهند وروسيا وغيرها من الدول الصاعدة اقتصادياً، على حساب الدول الغربية ‘ ويؤكد خبراء أن هذا الوضع يذكّرنا بمرحلة بروز القوميات في أوروبا ، تبعا للتحولات التي صاحبت المرحلة الانتقالية من الإقطاع إلى الرأسمالية ، وما فرضته من تحولات اقتصادية ، اجتماعية وسياسية ترجمت مضامينها في خطوات، كانت تحتاج حينها إلى استعمار مباشر للدول الأخرى (يتجدد حاليا بأشكال اقتصادية عديدة)، من أجل إيجاد أسواق جديدة لما يتكدس من بضائع في المخازن، كما إيجاد ثروات جديدة، ما حدا في حينها بالمشرّع الماركسي إلى الاستنتاج بأن «الإمبريالية هي آخر مراحل الرأسمالية». بالمعنى الاقتصادي، نعم، استطاعت الرأسمالية تفادي سقوطها الحتمي كحلقة أخيرة في سلَم تطورها، لكنها لم ولن تتجنب مستقبلا هذا السقوط، بالطبع على المدى الطويل غير المنظور، لقد ارتفع الدين العام الأمريكي إلى 21 تريليوناً و13 مليار دولار في عام 2017 وذلك للمرة الأولى، بحسب بيانات وزارة الخزانة الأمريكية. أما العجز الفرنسي وفقاً لـ»فاينانشيال تايمز» فبلغ في العام نفسه نحو 8 مليارات يورو، لذلك عزمت الحكومة على تحقيق توافق بين العجز وقواعد ميزانية الاتحاد الأوروبي لعام 2018
يأتي ذلك وسط ظروف يُلمسُ منها، تسارع العودة إلى عصر القوميات، وما ستفرضه من صراعات أيديولوجية في المبارزة القومية. وبما ستحمله الأخيرة من عوامل تفكيكية (لا تجميعية) للإثنيات، التي استطاعت، رغم المتناقضات، بناء الدولة القوية الواحدة. في الواقع الاقتصادي الجديد، تتنامى نزعات الانفصال، بالطبع، لا يغيب البعد الثقافي أو العرقي عن نوازع الانفصال، فالدعوات إليه وإن اختلفت في أشكالها ودوافعها، لكن مضمونها وتداعياتها واحدة، ولم تستطع الحكومات المركزية وضع حد لحركات الانفصال، مع أن إجراءاتها المتخذة للحؤول دونها بقيت دون سقف التخلي عن أصل النزعة الانفصال ، هي في تنامٍي مستمر على الساحة الأوروبية وكذلك في امريكا ‘ ولاتكون كيان الاستطياني الذي بنيت على اساس الغش والكذب وسميت بـ( إسرائيل ) بعيد عن التاثير السلبي من هذه المتغيرات ‘ ولا ينقذها جمع التواقيع لتشوية الاسلام وللحديث صلة باذن الله .
• مختصر مفيد :
نتوقف اجللاَ عن القول المأئور للامام علي : (حياتكم فتنه لانفسكم ‘ فان انتصرتم عليها كنتم على غيرها ا قدر )
759 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع