عبدالله عباس
•خواطر عن مايحدث الأن :
قصة اليهودي الجبان الذي يتعهد بضــــمان إســــتقلال كردســـــتان
( 1 )
هناك روايه حقيقية في التراث الكردي الاصيل جاء من خلاله المثل التأريخي لوصف الجبان في ذلك التراث ‘ حيث يقال في وصف اجبن شخص انه ( جبان كيهودي بحيرة زريبار ..! ) ‘ واصل الحكاية : أنه في شتاء قارس في احد الاعوام عبر مجموعة من التجار حدود ايران الغربي من منطقة مريوان ومعهم تاجر يهودي همه ان لايغرق في بحيرة ( زريبار)(*) الواقع على طريقهم و يسال بين فترة واخرى : متى نصل البحيره ؟ بعد ايام وتقترب القافلة من احدى المدن ‘ يسأل اليهودي : متى نصل البحيرة ؟ فياتي الجواب : أنهم عبروا البحيرة حيث كان متجمد وعبروا على الجليد بسلام ..!! فيصاب اليهود بسكتة قلبية من الخوف رغم أنهم عبور البحيرة ‘ ومنذ ذلك الحدث انتشر المثل : ( أنه جبان كيهودي بحيرة زريبار ....!! ) .
وللشاعر الكردي الثائر ( فايق بيكه س ) قصيدة رثاء لوضع التفرقة وعدم توحد قومه‘ يقول في نهايتها : ( حتى اليهود اصبحوا لهم رجال و صار لهم دولة / فقط بقى الكرد فقراء دون كيان ...!! ) وياتي قرأة كلام بيكه س : يستغرب ان يكون لليهود دولة وكيان ‘ وهم لايستحقونه ‘ والكرد يستحقون ذلك ‘ ولكن لايتوحدون للوصول الى الهدف .
( 2 )
ان التطرق لهذه الامثلة ‘ منطلق ليس من العنصرية و الاستهتار بحقوق الشعوب اوطعن الاخرين ضمن مجتمع البشرية ‘ ولكن نريد تذكير ذاكرة ( العصر) عندما يختل فيه المقايس ‘ ياتي الاقوياء فقط للحفاظ على النهج العدواني وفرض الهيمنة ‘ يتوجهون للملمة حاملي الفكر التوسعي والعدواني من جميع انحاء العالم وهم حاملي عنوان ديني من خلال رسالة منزلة من السماء وليسوا قومية حاملة مواصفات قوم له وطن محدد ‘ بل كالاديان الثلاثة منتشرين بين كل قوميات الكرة الارضية ‘ ولكن ياتون ويدعون بارض الميعاد و وحدتهم القومية ويتوجهون لارض محدده في الشرق ‘ مهد الرسالات واكثر انتشار فيها الدين الاسلامي ويصرون على تشريد اهل تلك الارض ويصرون كذلك على تاسيس دولة دينية خاص باليهود رغم ان ( هولاء الاقوياء ) في الغرب يدعون دائما ان لاعلاقة للدين بالدولة والممارسات السياسية ويحاربون التوجه لتاسيس دولة على اساس انتماء ديني ‘ وهذا حسب ادعائهم احد اهم مستلزمات الحرية والديمقراطية ‘ وعندما تقراء حقيقة ( الغرب وعلاقتهم باليهود ) ترى ان كراهية اليهود أو كره اليهود هو مصطلح يشير إلى مجمل المعتقدات والممارسات أكثر شيوعاً في نهج الغرب عموما واوربا خصوصا ‘ هذه الظاهرة التي دفع ( قادة الصهيون ) ليتحجج بشواهد كاذبة تحت عنوان ( العودة لارض الميعاد ) وما كان من القوى المتنفذه في الغرب افضل اختيار من الاستجابة مع نفاق قادة الصهيون ليتخلصوا من اليهودي ( المكروه ) اوروبياً ‘ وليكونوا في ارض فلسطين مصدر لكل القباحة غير انسانية ومصدر للشر المستطير منذ عشرات السنين ..!
وموقف الغرب الغادر على طول الخط بحق طموحات شعوب منطقة الشرق الاوسط معروف وليس وعد بلفور الا البداية و تم الغدر اكثر ايلاماَ من خلال سايكسبيكو قسم العرب الى عدد دول متناحره رغم وحدتهم القومية والدينية ‘ وتم توزيع الانسان وارض الكرد بين كيانات ثلاث قوميات وهم الفرس والترك والعرب وما كان هذا الغدر غير اخلاقي منهم الا من اجل فسح المجال لتنفيذ وعد بلفور فقط .
إذن ‘ هل أن قوى الغرب الغادر و الخبث الصهويني منذ تلك الايام ‘ كانوا بحاجة الى ادلة ان القومية الكردية في الشرق ‘ يعيش على ارضة وله تأريخه ولغته و لها مساهمات متميزة في بناء حضارة هذه المنطقة ؟ وهل عصبة الامم في حينهاكانت بحاجة الى ادلة لكي تشعر بأن استقرار وتحقيق حرية الشعوب باختيارهم يتطلب ان تكون في هذه المنطقة التي تعيش فيها اربعة قوميات ( وكان انطلاق نهضة اوروبا بدأت بدعوة لضمان حقوق القوميات حسب اختياراتهم ) ومن حق هذه القوميات الاربعة : العرب والكرد و الفرس والترك تكون لهم كياناتهم ويتكون منهم قوة اقليمية مؤثرة تساهم في ضمان الامن والاستقرار الدولي ؟ ام ان اساس هدف الغرب ‘ حتى في تاسيس هذه المنظمة هوفقط تحقيق طموحات الغرب الاستعماري وتنظيم برنامج للهيمنة حسب المراحل وفي المقدمة تخلص الغرب من الخبث الصهويني وشغبة الدائم كمرابي البخيل المنافق ؟
( 3 )
والأن ‘ هناك العراق ‘ و الإشارات بنهاية داعش وتوابعة في المنطقة ‘ و هناك جبل من التراكمات الفساد الممنهج في العراق يشمل كل الجوانب الحياة السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الاخلاقية بمفهوم الانساني الشامل ‘ ونسمع ونقراء عشرات التحليلات والدراسات عن توقعات مايحدث للعراق بعد داعش ونادرا وبشكل سطحي ترى تحليل ودراسة وطنية للقوى او حتى مصادر الدراسات الوطنية يطرح وجهة نظر العراقي الوطني الجذور والتوجه لكيفية مواجهة القادم الا بعض الاحيان بمصطلحات سطحية ( مصالحة الاجتماعية ) ذلك المجتمع قسمه نفس هؤلاء اللصوص الذين يطلقونه ‘ أنما دراسات وتوقعات كلها من اشخاص او مصادر معلوماتية غربية ‘ وهذا شاهد بأن من له سلطة المال والسلاح في بلد المنكوب لايتعدى حساباتهم خارج مصالحهم الفئوية والمنطاقية والطائفية والعشائرية الذين بعضهم اصبح لديهم اسلحة ثقيلة ولا علم لهم من يدير مايسمى بـ ( الحكومة المركزية )..!
من هنا ‘ ان الظواهر الموجودة في اقليم كردستان العراق ايضا ليست منقطعة عن المشهد العام العراقي ما بعد نيسان 2003 ‘ ومن يحكم وضعة الان ‘ أختار هذه المرحلة بالذات ليخرج على العالم معلنا اجراء الاستفتاء بهدف الانفصال عن العراق واعلان دولة كردستان المستقل محددا الوقت وكيفية اجراء الاستفتاء بعد ان كانت سلطة الاقليم اهم قوة شارك في تاسيس العراق الجديد ليدخل المتخلفين في العراق الجديد باتهام الكرد انهم يرسمون لادامة الخراب في العراق ما بعد داعش ....!!
اشرنا في اكثرمن التحليلات و الدراسات حول الوضع في اقليم كردستان و أخرها ( استفتاء على استقلال كردستان : كلا لماذا ونعم متى وكيف ) أن العتب على القيادات الكردية انها ودائما تعلن المبادرات المتعلقة بمستقبل الكرد في اوقات محرجة جدا وخطيرة بالنسبة للكرد اولا واشرنا الى اكثر من حدث من هذا القبيل ‘ وعندما يكون فرص مؤاتية لمبادارت من هذا النوع لم نرى اي خطوة من القيادات المسؤولة تلك‘ يظهر انها تتجه الى الاستقلال ‘ علما ومنذ عام 1991 جاءت فرص ثمينه لتوجة نحو ذلك ‘ بل عندما تقراء تاريخ سلسلة الاحداث منذ الفرصة الاولى ( انسحاب الدولة من الاقليم ) والذي حصل بعد فترة ليس بطويلة صراع داخلي دامي بين القوتين القياديتين في الاقليم ‘ لاترى ليس فقط عدم التخطيط ‘بل لاترى وجود نية لدى قادة الكر د بأنهم يعملون لبناء ارضية الحكم المباشر المستقل ‘ بل ترى العكس ذلك تماما ‘ كل طرف يتجة باتجاه السيطرة على الامور من جانب واحد ‘ او في الحد الادنى( مشاركة في تقسيم الادارة ) على سبيل المثال وليس حصرا ‘ عندما تقراء كتاب ( مام جلال : لقاء العمر / من البداية الى القصر الجمهوري – اعداد الاستاذ صلاح رشيد ) نختار ‘ حدث يرويه السيد جلال الطالباني وهو القائد التاريخي في العصر الحديث قاد الحركة الكردية خلال انعطافات الحادة التي واجهت هذه الحركة بقدرة قيادية متميزة كسبت الحركة من خلالها انتصارات ملموسة كان من الممكن ان يشكل ارضية لمستقبل افضل للقومية الكردية ‘ يتحدث السيد الطالباني على حدث تكشف من خلالة ان القيادات الكردية كانت وفي اثناء الفرص التأريخية تتجة الى ضمان مكاسب جانبية وليس مصيرية من خلال استغلال الامثل لتلك الفرص ‘ يتحدث في الصفحات ( 267 الى269 ) عن اتفاقية واشنطن التي انهت الصراع الدامي بين الحزبي الديمقراطي و الاتحاد الوطني الكردستاني برعاية مادلين واولبرايت وزيرة الخاجية الامريكية في 17 ايلول 1998 ‘ أن هذه الوثيقة والفقرات الاتفاق وبرعاية الامريكية احد وثائق تؤكد أن لا القيادة الكردية ولا الادارة الامريكية لهم تصور او تخطيط باتجاه بناء قاعدة اقتصادية يكون منطلق نحو استقلال الكردي ‘ بل يظهر وبشكل لالبس فية ان الحزبين كانوا يهمهم في الاستقرار تقاسم الوارد الكردستاني لمصلحتهم الحزبية ‘ وهذا واضح عندما تقراء في تلك الصفحات ‘ ان اولبرايت عندما التقت بالسادة الطالباني و البارزاني اوضحت لهم اسباب تأييد الادارة الامريكية لاتفاق الجهتين هي اربعة ‘ الفقرة الثانية منه هو كما جاء نصة ( ان تكونوا شريكين في الواردات الموجودة وتقسيمة بينكم ) وبعد ذلك يروي السيد الطالباني اسباب عدم نجاح تلك الاتفاقية بقوله ( كان من المفروض توضيح حصة الاتحاد الوطني من الوارد المالي من ابراهيم خليل لانه عندما اردنا تقسيمه تهربوا من تحديد المبلغ الوارد ....الخ )وهنا من المؤسف ان محتوى الاتفاق يظهر انه لم يكن هناك تفكير اوتخطيط لبناء ارادة تكون منطلق لبناء ادارة قومية مستند على وارد اقتصاد الوطني وفي هذا الحال كان مطلوب الاتفاق على : ( ايداع كل الوراد المالي الوطني بذمة وزارة المالية لسطلة الاقليم ) بدل الاتفاق على ( تقسيمة بين الحزبين ...!!! )
إشارة الى هذا الحدث الموثوق يعني ان المتنفذين في الاقليم لم يفكروا اثناء وجود الفرص التاريخيه ببناء مستلزمات الاستقلال ليتم الاعلان عنه عندما تنضج الارضية والظرف ‘ فياتي اعلان عن ذلك والاقليم يعيش في اكثر من ازمة صعبه وعدم وحدة الصف وعدم كسب التاييد الدولي والاقليمي لهذا .
وعودة الى حكاية ( يهودي زريبار ) ‘ من مشاهد واحداث كوميديا التأريخ ‘‘ أن حفيد ذلك اليهودي ( نتن – ياهو) رئيس السلطة العبرية الاستطانية العدوانية يعلن تايده لاستقلال كردستان ‘ فهذا ليس الا مشاركه خبيثة من هؤلاء القوم لادامة الفوضى بكل عناوينة في منطقة الشرق الاوسط لكي ينفذ هذا ال ( نتن ) تخطيطة الاستيطاني مع ضمان امنه ‘ ان الدولة العبرية ليس له احترام لحقوق الكرد القومي والتاريخي ‘ لان ذلك لاينسجم مع ما يخطط له هذا الكيان المسخ ‘ وهذا الموقف واضح في نهاية الكتاب ( موساد في كردستان ) لـ ( شلومو نديمون ) حيث يقول انه كخبير في مجال تدخل لخلق المشاكل لدول المنطقة ‘ نادم على عمله في كردستان لان قادتهم سطحيين و ليسوا بالمستوى المطلوب لتحقيق اهدافهم الاستراتيجيه ... !!!
.........................
*- يطلق على بحيرة زريوار اسم "زريبار" أيضا، وهي بحيرة جميلة وفاتنة، تقع في مدينة مريوان التابعة لمحافظة كردستان غربي إيران...( مصدر : موسوعة حرة )
1052 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع