الأم مدرسة على مر الزمن

                                              

                       زاهدة عبدالرزاق

               

أوجبت الشرائع السماوية على الوالدين أن يحسنوا تربية ورعاية أبنائهم وكذلك حرمت فقدان حقوقهم ،أن مسؤولية الفرد مهما كان دينه هو اصلاح مجتمعه الذي يبدأ من العائلة أولا حيث لها الأثر الكبير في نهضة وارتقاء المجتمع ،أن مهمة الأسره ليس فقط الأنجاب والمحافظة على النوع البشري بل تتعدى ذلك الى الأبداع في أنتاج جيل صالح يقوم بخدمة البشرية ،لذا ركزت الكتب السماوية جميعها على هذا الأتجاه لتقديم أفضل الخدمات لباقي أفراد المجتمع وتنظيم حياتهم ومن هنا أنطلقت قوانين تنظيم الحياة ،فالتربية بصفة عامة تعد تنمية ورعاية لكل جوانب الأنسان سواءاً العقلية ،او النفسية او الوجدانية او الجسمية او الخلقية .... الخ ولكي يكون الخلق الجيد راسخاً في داخل النفس مما يتطلب تكراره كي تكون عادة تلازم الفرد ،وهذا لايمكن ان يكون الا بوجود التربية الصحيحة والسليمة ،
تحضرني حادثة ليست هي بالغريبة في مجتمعاتنا ولكن أضطررت للوقوف عندها لما لها من مفارقات في حياتنا اليوميه ،هي أن شاباً مقعد جراء المرض المزمن ،بذلت أمه جهداً غير طبيعي كي تزيل الهمة عنه وتبعده عن التفكير بمعاناته ،وجدتها ،مضحية ،بشكل غير طبيعي حرصاً على ولدها ،كي تبعد عنه تفكير العوق الذي يلازمه ،عدت بالذاكرة الى أن الله منح الأم القدرة على الصبر وتحمل المشاق لأجل اولادها ،أنها قدرة الله ...  
بالرغم من عظم مسؤولية التربيه إلا أن كثيراً من الناس فرط فيها وإستهان بأمرها ،ولم يرعها حقها ،حيث ادت الى ضياع الاولاد ، ومن ثم أن عملوا تمرداً يتذمرون منهم ولم يعودوا للتفكير أنهم السبب الرئيس للحالة هذه ،لذا وجدت من المناسب أن أهدي لكل أم مقطع من قصيدة حافظ إبراهيم ..  
مَن    لي    بِتَربِيَةِ    النِساءِ   فَإِنَّها
في   الشَرقِ   عِلَّةُ  ذَلِكَ  الإِخفاقِ
الأُمُّ     مَدرَسَةٌ     إِذا     أَعدَدتَها
أَعدَدتَ    شَعباً   طَيِّبَ   الأَعراقِ
الأُمُّ    رَوضٌ    إِن   تَعَهَّدَهُ   الحَيا
بِالرِيِّ      أَورَقَ     أَيَّما     إيراقِ
الأُمُّ     أُستاذُ    الأَساتِذَةِ    الأُلى
شَغَلَت    مَآثِرُهُم    مَدى   الآفاقِ


  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

763 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع