احمد طابور
دابت تركيا اردوغان الحديثة بان تعتمد الضربات السريعة لتحقيق أهدافها المؤقتة ، حيث انها لا تنتهج الاستراتيجية التي تعتمدها معظم الامم التي شكلت حضاراتها العتيدة بما فيها تركيا السلطنة العثمانية ، حيث ان اردوغان يعتمد في ستراتيجته تلك على عواطف الجماهير والتي يدغدغ فيها تطلعاتهم الانية بما يشكل له نجاحه من بروباغندا يحتاجه لتثبيت سلطانه ونفوذه الذي بدا يشكله كديكتاتور لتركيا التي ناضلت كثيرا من اجل ديمقراطيتها وعلمانيتها .
فلا يابه اردوغان ان يتعاهد مع داعش من اجل خطف المال السعودي والقطري وتمكين شخصه كسلطان عثماني كسالف الزمان حامي حمى الاسلام والمسلمين وبغض النظر ان قام داعش بتفجيرات في تركيا او ان يقوم اردوغان بقتل الكرد الأتراك المسلمين .
بذات الوقت يعلن موقفه المعادي لإسرائيل ويحث الخطى متوسلا بتطبيع العلاقات معها ويقول بصريح العبارة عن باخرة المساعدات التركية التي اطلق عليها الاسرائليون النار وقتلوا بعض من كان على متنها من الأتراك " انهم حين ذهبوا لم يبلغوني " وهذا يعني بأنه غير معني بما اصاب باخرته التركية وهو سيد القوم ، وما فعله من تبجح مع روسيا والذي سوقهه للأفكار التي تتشبث بالانتصار حتى وان كان كاذبا ومخادعا ، والذي دفعه ان يركع معتذرا من بوتين مع تبرير وضيع باعه لدول التطرّف بانه إنما فعل ذلك من اجل إيجاد حل للقضية السورية !.
بعد هذا العرض الموجز لستراتيجية اردوغان السياسية والتي بالضرورة ستؤول الى الانهيار، انتهجت تركيا مؤخر نفس الاستراتيجية بالرياضة فقد قامت بشراء الذهب الرياضي من خلال شراء المختصين والابطال المعوزين ماديا ومنحهم الجنسية باستثناء رئاسي كالافارقة والكوبيين والبعض من دول اسيا محققة الانتصارات الرياضية السريعة والخاطفة بدون المرور بمرحلة التحضيرات والخطط التي تحتاج الى كم من السنين والتعب لحصد المداليات ، وربما من يسال بان هذا الامر متبع في الدول الغربية اي حالة التجنيس ، نعم ولكنه -اي حالة التجنيس - خاضع لقانون التجنس الذي يشمل الرياضي وغيره ولا توجد استثناءات فمثلا البطل الاثيوبي الذي حقق لسويسرا اليوم ميدالية ذهبية في بطولة اوربا لسباق المارثون اضطر ان يصبر اثني عشر سنة حسب قانون سويسرا لكي يحصل على الجنسية ومن ثم يشارك باسمها ، وهنا أودّ الإشارة باني رغم مرارة الفعل وانعدام العدالة التي تتمثل بسرقة الجهود المبذولة للوطن الام الذي بنى الرياضي ليسلمه لوطن اخر نتيجة العوز المادي ، الا اني اتفق بصورة تقل وتكثر بهذا الفعل الذي سيكون مدعاة للظفر على عدة أصعدة أهمها الدعاية ومن المعلوم بان للرياضة وقعها الكبير في الدعاية العالمية ، وهذا ما تسعى له تركيا كونها بلد سياحي فضلا عما سيشكله الاحتكاك بالرياضي البطل من تطوير للحركة الرياضية على الصعيدين العام المتمثل بالثقافة الرياضة المجتمعية والخاص المتمثل برياضة الإنجاز ، اليوم حصدت تركيا الذهب والفضة والبرونز في بطولة اوربا للساحة والميدان ومن المؤكد بأنها سيكون لها شأن كبير في اولمبياد رديو جانيرو القادم في البرازيل .
فلو عرفنا بان تركيا تمنح الابطال الرياضين الكثير من الدعم المادي والمعنوي من قبل الحكومات او من قبل رجال الاعمال الأتراك ، فهل سيكون تجربة تركيا بشراء الذهب مثالا يحتذى به ام نضعه في خانة سرقة الجهود التي تتنافى مع الأخلاق ؟
وكما يقول المثل الألماني " من يصعد سريعا يسقط سريعا "
احمد طابور
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1148 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع