د.طلعت الخضيري
أود قبل أن أكتب عن تلك ألدوله أن أسترجع ألأحداث التي سبقت إنشائها أي ماذكره ألمؤرخون عن ذلك المحارب الشاب ألإسكندر ألمقدوني.
ألإسكندر ألمقدوني
وسمي أيضا ألإسكندر ذو ألقرنين، وإسمه ميغاس أليكساندروس باليونانيه، وإسكندر ألأكبر ، ولد سنه356 ق .م . وتوفي سنه 323 ق. م. أي عن عمر 33 سنه , ورأى النور قي مدينه بيلا ،ألعاصمه ألقديمه لمقدونيا ، ووالده هو فيليبوس ألثاني ،ملك مقدونيا ، تتلمذ على يد ألفيلسوف أرسطو ، ألذي علمه فن ألخطابه ،ودرسه علوم الطب والفلسفه , وقد أغتيل والده سنه 336 أي عندما كان في سن ألعشرين عاما، فاعتلى عرش أبيه، ووجد نفسه محاطا بالأعداء ، ومهددا بالتمرد والعصيان من الخارج ، فاستطاع قمع ألتمرد في ألداخل ، وأعدم أعدائه ،واستتب له ألحكم في مملكته.
وفي نهايه سنه 336 ق. م. تمت سيطرته على بلاد اليونان ،وتم اختياره من قبل الكونكرس أليوناني ، قائدا عاما لبلاده.
لقد بدأ ذلك ألقائد الشاب بدعم حدود مملكته ، وهاجم أعدائه حول نهر ألدانيوب ، وفي عودته ، هاجم أعدائه في مدينتي ألليرانس وثيبس اللتان كانتا قد تمردتا عليه ، وحول ألسكان ألناجون منهم ، وعددهم 8000 ، إلى عبيد وكان ذلك عبره لبقيه ألولايات أليونانيه ألتي أسرعت بإعلان ألولاء والطاعه له.
ألمواجهه ألأولى مع الفرس
بدأ حملته في ربيع سنه 335 ق.م. بجيش مكون من 35.000 جندي مقدوني وضباط من القوات اليونانيه ، بينهم بطليموس ألأول الذي سيكون فيما بعد حاكم مصر ، وسلوقس ألأول ألذي سيكون هو ألآخر ، فيمابعد ، مؤسس ألدوله ألسلوقيه على أرض ألعراق .وقابل جيش فارس ألذين كان عددهم 40000 ، ومعهم جنودا مرتزقه من اليونان ، قرب مدينه طرواده ألتي تقع غرب تركيا اليوم , وقدسحق ألإسكندر جيش عدوه ، وصارمسيطرا بعد تلك المعركه ،على كل ولايات آسيا الصغرى ( تركيااليوم) .
مواجهه ملك فارس داريوس ألثالث
إستمر ألإسكندر، مع جيشه، بالتقدم إلى الشرق، وتمت ألمواجه مع جيش ألملك داريوس ألثالث ، في شمال شرق سوريا في منطقه أسوس ، وقد ذكر عدد مبالغ لجيش الملك داريوس الثالث، وهو خمسمائه ألف جندي ، وكا ن ذلك في سنه333 ق.م.
إنتهت بنصركبير لللإسكندر ، وبهزيمه جيش ألملك داريوس ، ألذي هرب وترك أمه وزوجته وأولاده ألذين عاملهم ألإسكندر معامله إحترام تناسب عائله ألملوك ، واحتل ذالك الفاتح الشاب مناطق سوريا الداخليه وحتى نهر الفرات ، ثم اتجه نحوألساحل ألسوري غربا ، وتوجه بعد ذلك نحو ألجنوب فوصل إلى مدينه صور ألساحليه أللبنانيه (تاير) وكانت محصنه بحريا ، قاومته مقاومه عنيفه ، ودام حصارها مده سبعه أشهر ثم تم اقتحامها سنه 332 ق.م. وتبعها إحتلال غزه ، ووصل أخيرا سنه 332 ق.م. إلى منطقه في مصب نهر النيل في مصر، بنى عليها مدينه سميت ألإسكندريه.
تتويجه كفرعون مصر
في ربيع 331 ق.م. حج ألملك الشاب إلى ألمعبد ألعظيم ألفرعوني ، ألذي شيد للعظيم ، ووسيط ألوحي ،آلهه الشمس ، آمون رع ، ألمعروف بزيوس عند اليونانيون ، وكان ألمصريون ألقدماء يؤمنون بأنهم أبناء إله ألشمس آمون رع ، وقد أتى ذلك الحج بثماره إلى الملك اليوناني ، فنصبه ألكهنه فرعونا على مصر، ويعتقد أن ألمصريون قد أحبوه ، وأعلنوا له ألطاعه والولاء ، واعتبروه مواطنا لهم ، ونصبه ألكهنه إبنا لآمون أي إبنا لكبير ألآلهه, وقد تم تتويجه بتاج آمون وضع على رأسه ، وشكله كرأس كبش ذو قرنين ،فلقب بذلك ( ألإسكندر ذو ألقرنين)، وترك بعد ذلك مصر متجها مجددا نحوالشرق.
نهايه ملك فارس داريوس الثالث
أعاد ألإسكندر ترتيب جيشه في صور(غرب لبنان اليوم) ، وكان جيشه مكون من أربعمائه ألف جندي مشاه ، وسبعه آلاف فارس ، فعبر نهر ألفرات ، ثم نهر دجله ، وقابل جيش ملك فارس داريوس الثالث ، وهو على رأس جيش قدر بمليون مقاتل حسب ما ذكر في ألكتابات ألقديمه , وتمكن ألفاتح أليوناني من دحر جيش عدوه في معركه جاوجاميلا ، في ألأول من أكتوبر سنه 331 ق.م. وفر داريوس للمره الثانيه ، كما فعل في معركه أسوس فيما سبق ، ويقال إنه ذبح فيما بعد من قبل أحد خدمه.
إحتلال بابل
حوصرت مدينه بابل بعد معركه جاوجاميلا ، وكذلك مدينه سوس(شوش) الفارسيه وفتحتا فيما بعد ، وفي منتصف فصل الشتاء ، إتجه ألإسكندر إلى عاصمه مملكه فارس (بيرسا بولس )وقام بحرقها تماما ، لينتقم بذلك لما فعله ألجيش ألفارسي سابقا في عاصمه اليونان أثينا ، وتمت سيطره ألإسكندرعلى مناطق شاسعه تمتد من بحر ألخزر( بحر قزوين) إلى أفغانستان وبلوشستان وشمالا من باكتريا وسوقديانا في غرب تركمستان ، وكان فتح تلك المناطق االشاسعه من آسيا ألوسطى قد تم خلال ثلاث سنوات فقط أي من ربيع 333 ق.م وحتى ربيع 330 ق.م.
ألإتجاه شرقا
توجه الإسكندر شرقا ،ليقضي على ما تبقى من إمبراطوريه الفرس والتي كانت جزئا من غرب الهند ، فعبر نهر ألأندوس في عام 326 ق.م. وفتح بلاد البنجاب ، وعند هذه النقطه ، ثار المقدونيون على ملكهم الإسكندر, ورفظوا ألإستمرار في التقدم ، فبنى جيشا آخر ثم أبحر إلى الخليج ألعربي ثم عاد برا إلى بابل عبر صحراء ميديا ، بنقص كبير في ألمؤونه ، فخسر عددا كبيرامن قواته هناك ، وأمضى ألإسكندر حوالي ألسنه في بابل ، وهو يعيد حساباته ويخطط إجتياح ألجزيره ألعربيه بأكملها.
وفاته في بابل
وصل ألإسكندر إلى مدينه بابل في ربيع 323 ق.م ، وقام بنصب معسكره قرب مدينه ألإسكندريه , وبقرب نهر الفرات ، وبعد مده شارك في حفله غداء أمتدت لوقت طويل من النهار، وبدأ مرضه ليلا حيث أصيب بحمى إستمرت لمده عشره أيام توفى بعدها وذلك في شهر حزيران 323 ق.م .
وكثرت ألتكهنات أليوم في سبب موته , فهل مات مسموما، أم أصيب بالملاريا أوألتيفوئيد ، ألأقرب إلى المنطق ألعلمي حسب ظني هو مرض ألتايفوئيد ,وقدأوصى قبل وفاته بتقسيم مملكته إلى شطرين، مصر للقائد بطليموس , وبابل وما جاورها إلى ألقائد سلوقس.
مثوى ألإسكندر ألأخير
نقل ألجثمان إلى مصرودفن في صحراء سيوه ، ثم خشى بطليموس أن يسرق ألجثمان وهو في مكان بعيد عن ألأسكندريه ، فأمر بإعاده دفنه في ألإسكندريه وتم ذلك ودفن على ألطريقه ألمصريه ، ولم تذكر ألمصادرموقع دفنه ولا يزال مجهولا حتى أليوم.
حياته ألخاصه
وصف على أنه من أعظم ألقاده عبر ألعصور , كانت له ألقدره على ألمناوره والتكتيك ألحربي,شجاعا ، سخيا ، شديد وصلبا عند الحاجه , وكتبت عنه كتب ألتأريخ أنه كان مدمن كحول ، يقال أنه قتل أقرب أصدقائه في حفله شراب( كليتوس) وندم بعد ذلك على فعلته ،وحسب ما ذ كره ألمؤرخون أنه كان يسعى لبناء عالم مبني على ألأخوه ،بدمجه ألشرق مع ألغرب في إمبراطوريه واحده . فقد درب آلاف ألشباب ألفرس بمقدونيا وعينهم في جيشه , وتبنى أيضا عادات وتقاليد ألفرس وتزوج نساء شرقيات إحداهن تسمى روكسانا ألتي لها قرابه بملك فارس داريوس ألثالث.
وإلى اللقاء في ألحلقه ألثالثه والأخيره عن مملكه سلوقيا أليونانيه على أرض العراق
760 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع