عبدالله عباس
قبل فترة ليست بالبعيدة ‘ شاهدت لقاءً على قناة (بي بي سي – العربيه ) مع احد وجهاء البدو في الجزيرة حسب ما اعلن في اللقاء ان امير أحد القبائل ذات الشأن في طول وعرض اراضي الجزيرة بين العراق و سوريا الملتهبة ضمن بؤر الفوضى منظمة لغايات اصبحت مفهومة لكل التجار المستفيدين من تحويل ربيع اهل المنطقة الى صراعات متعددة الاهداف وذات هدف مركزي مستمر منذ نهاية القرن التاسع عشر : فرق تسد‘
استغربت من نقطة الحوار الرئيسي في اللقاء وهي رغبة القبيلة لاعلان كيان سياسي مستقل لهم ضمن تحركات ( أكثرها تجري في نفس دهاليز التي نفذت في سيايكسبيكو) بدأت اولا: في بث التفرقه الطائفيه والمناطقيه لينتقل الان الى بث تشجيع الروح القبليه لبناء كانتونات متصارعه اضافيه في المنطقه.
و كان واضحاً من خلال كلام امير القبيلة انه ليس له رغبة جدية في تعمق الحديث بهذا الاتجاه ولكن مقدمة اللقاء كانت مصرة الى جر الرجل للحديث الجدي من خلال اغراءه بانه هو صاحب القرار وأشارت مقدمة البرنامج ( حسب ما قالت هي ) معلومات واستحقاق للسير باتجاه هذا الهدف .
أشرنا في احدى مقالاتنا عن (سايكسبيكو ) نصاَ : (الاستعمار الانكليزي أخبث قوة استعمارية عرفها تأريخ البشرية – ولا يزال – منذ أواسط القرن التاسع عشر وخبثه يكمن في ترك كل المناطق التي استعمرها مليئة بألغام الشر المستطير أخطرها في منطقة الشرق الاوسط : خدع العرب بعد الحرب بتوحيدهم حيث بدل ذلك عمل على التفرقة بينهم ، وصنع لهم جامعة لم تجمعهم على أبسط الأمور ، وكذلك تقسيم القومية الكوردية ، وتم بعد ذلك تأسيس الكيان الاستيطاني في قلب المنطقة وتقطيع باكستان عن الهند عندما شجع وبكل خباثة الاسلاميين بفك ارتباطهم مع الهنود وخلق بؤرة كشميرين ....ألخ ).
ومن يتابع هذه الاذاعة وقناتها التلفزيونيه ومفرداتها المستعملة لصياغة اخبار المتعلقة بالشرق الاوسط خصوصا والعالم الاسلامي يشعر انها وبشكل متعمد تلجأ الى استعمال مفردات تعني التفرقة في الانتماء ‘ وتذكير الناس بأن الحدث له العلاقة بذلك الانتماء ‘ على سبيل المثال عندما ينشر خبر انفجار في مدينة الصدر في بغداد لايمكن نشر الخبر في ( بي بي سي ) دون الإشارة الى كلمة ( ذات الاغلبية الشيعية ) والكل يعلم ان بي بي سي كانت المروج الاول قبل غزو العراق أن العمل لاسقاط نظام العراق مطلوب لانقاذ اكثرية الشيعه والكورد المضطهدين من قبل ذلك النظام فكان ذلك اول بذره لنشر روح الانتقام الطائفي والذي عمل الانكليز والامريكان في صنعهم لحكم المحاصصه في العراق و هكذا مع كل المعلومات المتعلقة بالشرق الاوسط والعالم الاسلامي وهي اذاعة الوحيدة تنشر الخبر عن الارهابين الدواعش مستعملاً كلمة ( تنظيم الدولة الاسلامية ) كما تستعمل كلمة ( جمهورية باكستان الاسلامية ) صنيعة الاستعمار الانكليزى عندما شجع المتطرفين الاسلاميين برفض العيش ضمن دولة الهند المستقلة صانعا بذلك منطقة متوترة دائماً ‘ ومن هنا كان مقولة (غاندي ) العظيم حيث قال : ( كلما يتحد شعب الهند ضد الاستعمار الانكليزي ‘ يتم ذبح بقرة ورميها بالطريق بين الهندوس والمسلمين لكي ينشغلون بينهم بالصراع ويتركون الاستعمار الانكليزي) .
1009 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع