بقلم الدراماتورج:بنيحيى العزاوي
عندما يحس قلب الإنسان بزلزال غمّ مكروب، تترجمه المشاعر بفعل نفسي مفعم بالحشرجة وحزن مهموم، يتردد من عمق الذات صوت رخيم في الحلقوم كأنه "الحشرج" من ماء متدفق في أباطح أرض المشاعر لا يُفطن له إلا الله سبحانه القريب للإنسان من حبل الوريد،
فإذا حفر عنه المتيم مقدار ذراع ،جاش "الحنين" الوجودي بارتفاع درجة لوعة الصبابة للهيام الروحي وتمتد أريجه صبوة حارقة إلى القلب الولهان ثم حُرقة نار للمشاعر الجياشة المتلهفة بالتلاقي الملموس والمحسوس في مكان معلوم ،عند الله مزمم و في كتابه الجلي مسطر مرقوم. وهكذا تم تكوين وتركيب بني الإنسان المحمل بعنصر التضاد،الخير نقيضه الشر ،والحزن تناقضه الفرح وهلم ما جرى من جسيمات متعددة الألوان والأشكال محملة ذات الإنسان بنبتة أشجار فاكهتها لا مقطوعة ولا ممنوعة قطوفها تتحكم في جَنيِها إرادة الأنام بحسبان،إذن فالجأش من فروع شجرته: النفس الموسوسة ثم النفس اللوامة وأخيرا النفس المطمئنة،وفرع آخر من شجرة"الجأش" ألا وهو القلب وقيل عنه الفؤاد أو المضغة الصنوبرية بالتمام،مضخّة للدم ومصفاته بنعم الحياة والكمال وفي نواتها السويداء ذات المناعة تصدّ الداء من جسم الإنسان كأنها الفارس المقدام، ثم تحمي اللطيفة بالتسبيح والشكر للرحيم الرحمن ،حين يوحى إلى"اللطيفة" من النجم الطارق بصبابة الهيام الروحي الخاص بتوائم الأرواح في كل جزء من العالم وفي كل مكان على مستوى قياس عقارب الزمان بإذن من العزيز الوهاب،يتم الوصال بين مخلوقين هلوعين جزوعين ومنوعين في الاختلاف والائتلاف، الأنثى لها عالمها المتشابك الصفات والإطار والذكر بالقِوامة كذلك، سبحان الله خلق الإنسان في أحسن تقويم بعقل وهاج مستنير، وجعل حياته محكمة بساعة بيولوجية إلى حين.... تلتقي توائم الأرواح في الأيام الغاديات صبحا،عبر مغناطيسية جاذبيتها قدحا، لاستمرار الحياة الدنيا سرحا،إلى ما شاء الله بتجلياته في عالم الخلق كدحا ، وهو على كل شئ قدير، وبعظمة علمه الكوثري رحيم ، وبأسرار خلقه عليم .
1150 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع