لاتنتظروا التغيير

                                      

                          عامر السلطاني

لو نرجع للوراء قليلاً ونتذكر كم جمعه والشعب يخرج للمظاهرات ويتوعد الحكومه ، وكم جمعه قادمه وسيبقى يتوعد ،لان التغيير الحقيقي ثوره شعب واقتلاع كل الفاسدين بدون استثناء ، وغير ذلك تخدير وضحك على المواطن ،

من منا يتوقع السيناريو القادم الذي من خلاله يتمكن البلد من الخروج من هذا النفق المظلم ، من المؤكد كلنا نرغب بالعيش برفاهيه ورخاء وامن وسلام ويعم الخير على بلدنا وينعم المواطن بخيرات بلده ولكن هل فكر منا بجديه ماهو الطريق الى الوصول الى هذا الهدف ؟ السيناريو الحكومي معروف للجميع سيتم تغيير بعض الوزراء باتفاق الكتل السياسيه لغرض اعطاء اشاره للمتظاهرين ان الحكومه قد استجابت لبعض المطالب  !!! .
لو اتفقنا على المبادئ الاساسيه وهي ان كل السياسين وبمختلف مكوناتهم وانتماءاتهم هم من كانوا السبب الرئيسي فى الخراب الذي وصل اليه البلد وعلينا ان نتكاتف جميعاً كمواطنين لاخراجهم من مناصبهم ومحاسبتهم ،من هنا البدايه والخطوه الصحيحه والسليمه وماعدا ذلك يعتبر عمليه امتصاص نقمه الشارع وثوره المواطن وكلها اجراءات ترقيعيه لاتجدي نفعاً ، ثم نبدأ البدايه السليمه والصحيحه في تشكيل حكومه انتقاليه من الوطنيين الشرفاء واللذين لم يسبق لهم ان اشتركوا يالعمليه السياسيه ، وهذه الحكومه تحدد مسؤليتها ب ٦ شهور يجري خلالها اجراء انتخابات ديمقراطيه ونزيه لانتخاب رئيس الجمهوريه الذي بدوره يكلف وزاره لاداره شؤون البلاد ، وتغيير الدستور ويكون نظام الحكم فيه رئاسي .
أنا اعتقد ان العمل الصعب هو تغيير الشعوب اما تغيير الحكومات هو عمل اسهل يتم بأراده هذه الشعوب متى تشاء،
عندما تعرف هدفك وتتوكل على الله حتماً ستصل لما تريده ويبدوا ان المتظاهرين لايعرفوا هدفهم او انهم لم يتوكلوا على الله ، ولهذا تجدهم يؤجلون كل جمعه هدفهم الى الجمعه القادمه ،
المسأله لاتحتمل التأجيل رابطوا في الشوارع وفي كل مكان ولاتتركوا الميدان مهما طالت الايام حتى يتم تحقيق مطالبكم وافعلوها كما فعلها الشعب المصري والتونسي لانكم لستم اقل شجاعه منهم .
لاتستمعوا الا لصوت الحق ونداء الضمير فالاعراض هتكت والاموال سلبت والعوائل هجرت ، لماذا الانتظار ومتى تقلبوا الطاوله على روؤس الفاسدين ؟ .
الوقوف على الحياد بين الظالم والمظلوم بين الحاكم الفاسد والشعب المسكين هذا يعني انك تقف مع الباطل ضد الحق لان الساكت عن الحق شيطان اخرس ، وكل العراقيين متذمرين ويعرفون حجم الدمار والفساد الذي وصل له البلد ، ولكن اغلبهم للأسف ساكتين لان عقده الخوف من الحاكم هي التي تسيطر على اغلب العراقيين .
المضحك المبكي ان البعض من السياسيين الذين افسدوا في البلد ونهبوا خيراته  خرجوا للتظاهر لمحاربه الفساد والمطالبه بالتغير والمواطن المسلوب حقه جالس في منزله ، والسبب واضح لعدم ثقته اطلاقاً ان التغيير سيحصل طالما ان الوجوه هي نفسها التي تحكم وماسيحصل تبادل في اماكن الكراسي والمناصب ، شمس الحريه لاتنير الغرف المظلمه الا اذا فتحنا النوافذ والابواب لنسمح لها بالمرور لتحويل حاله الظلام المعتم الى النور الساطع .
ان كل الاجراءات التي يقوم بها السياسيين وكل المظاهرات مهما طال امدها اوقصر لاتجدي نفعاً اذا بقت نفس هذه الوجوه هي التي تتصدر المشهد السياسي وبيدها القرار ، وان عمليات الضحك على المواطن اصبحت مكشوفه ولكن من يملك القرار والتغيير الصحيح والجدي قد اصيب بالشلل وفقد الحراك وامكانيه شفاءه صعب بواسطه هذه المسكنات بل بحاجه الى عمليه استئصال جذريه لكل الفاسدين حينها يمكن ان نشعر ان الامل موجود في اعاده بناء البلد ليأخذ المكانه الحقيقيه له بين الدول وكل من ينتظر الاجراءات الترقيعيه التي تقوم بها الدوله هي التي ستعود بالنفع على الوطن والمواطن ، اقول له لاتيقض حلمك واستمر بنومك ولاتنتظر التغيير لانه لن يحصل !!!  .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

869 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع