تقييم الجيوش العربية حاليا ؟؟

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 14 آذار/مارس 2016 16:47

كتب بواسطة: مكارم إبراهيم

                          مكارم ابراهيم

هل تسائل احدكم الان  وبعد مرور خمس سنوات على اشتعال التظاهرات في الدول العربية التي سميت بالربيع العربي زورا وبهتانا هذا السؤال :

اي جيش يمكنه  ان  يفوز بلقب الجيش الافضل والظهير الحقيقي لشعبه ؟واي الجيوش اثبتت انها لحمة متماسكة غير متاكلة من الداخل ولم تنقطع الى جزئين جزء مع الشعب والاخر ضده  اي جيوش المنطقة اثبت انه  الظهير الحقيقي لشعبه ؟؟؟؟
هل هو الجيش العراقي بعد سقوط  رئيسه صدام حسين ؟
 هل هو الجيش التونسي بعد سقوط رئيسه بن علي ؟
ام الجيش الليبي بعد سقوط زعيمه القذافي؟
ام الجيش المصري بعد  سقوط حسنسي مبارك؟
ام الجيش السوري  الذي مازال في حربه على ارضه  على مدى خمس سنوات؟
اي الجيوش هذه   في منطقتنا المسماة زورا وبهتانا بالوطن العربي الواحد اي الجيوش  يمكن ان ياخذ نجمة الميشيلين او خمسة نجوم ؟ اي جيش من هذه الجيوش يمكن ان يثق به شعبه  في العشر سنوات القادمة ؟؟؟
لم يسلط الضوء على تقييم الجيوش العربية في ظل الفوضى التي اجتاحت المنطقة سنة 2011 منذ خمسة سنوات تقريبا  ولم يتناوله الاختصاصيون العرب في السياسة الاستراتيجية في منطقتنا للاسف ولكن اسرائيل بكل تاكيد درست الحالة وازمة الجيوش العربية واعطت لهم تقييمها الخاص ! .
 لكن بداية دعونا نوضح بعض المصطلحات التي نستخدمها بشكل روتيني يومي دون ان نعي مصداقيتها العلمية وهنا اقصد هل يوجد وطن عربي واحد ودول عربية واحدة ؟
هل شعار امة عربية واحدة  هذا شعار حقيقي يمكن الاخذ به وتصديقه؟؟؟؟
ربما استعير هنا بجواب الراحل  القذافي عندما قال في احدى مؤتمرات جامعة الدول العربية  للزعماء العرب المجتمعين قال لايجمعنا نحن الا هذه القاعة وقد صدق بقوله هذا.  فكل دولة لايوجد فيها شعب واحد عربي بالكامل بل يتالف من  قوميات وشعوب مختلفة اللغة والثقافة والديانات والعادات .
وعلى سبيل المثال لاالحصر فكل دولة فيها من يتكلم العربية صحيح ولكن فيها ايضا من يتكلم الكردية والتركمانية والاشورية  والارمينية والبربرية والكثير لااستطيع حصرهم هنا ولايمكن ان نطلق عليهم دول اسلامية لان فيهم ديانات مختلفة الى جانب المسلمين يوجد المسيحيين واليهود  والايزيدين والزراديشت حتى المسيحين يقسمون الى فرق عديدة لااستطيع حصرها وعدها هنا . من الصعب جدا تصنيف الدول التي  نطلق عليها بالدول العربية او الاسلامية فلا يوجد اي صفة من هذه الصفات تتحقق فيهم لجمعهم  تحت هذه التسمية  ولكن تجمعهم صفة انظمة ديكتاتورية وصفات مثل  التخلف ,البؤس,الفساد الاخلاقي واللاانساني ,التكفيرية , العشائرية القبلية  هذه الصفات تجمع شعوب الدول المحصورة بين المغرب غربا وايران شرقا وتركيا شمالا والسودان جنوبا
يمكن تسميتتهم  بالقبيلة او العشيرة  الديكتاتورية المتخلفة وليس الوطن العربي لانه لايملك اي محاور واسس وطن واحد .
نعود لموضوعنا بتقييم الجيوش العربية في المنطقة الديكتاتورية  في ظل الفوضوى الحالية والتي سميت كذبا وبهتانا بالربيع العربي الذي نتج  عنه صراعات اسلامية ونهوض الاسلام السياسي من خلال عصابات اسلامية تكفيرية بمسميات مختلفة وهذه الصراعات المذهبية  الدينية كانت  ايران تخشاها  اكثر شئ عندما اندلعت المظاهرات في المنطقة  تنبات ايران بحدوث حروب مذهبية  سنية وشيعية رغم ان الواقع تجلى بابادة كل الاقليات عن يد العصابات التكفيرية الاسلامية بداية من ابادة وتهجير المسيحيين وكل الديانات الاخرى ولتنتهي بالحرب السنية والشيعية في اليمن بين السعودية والحوثيين  . قبل خمس اعوام تحديدا 17 ديسمر  2010عام  احرق الشاب التونسي محمد البوعزيزي نفسه واشعل معه الفوضى في كل هذه المنطقة الديكتاتورية المتخلفة البائسة .
كيف نقيم الجيش التونسي مع بدا نهوض الشعب التونسي ومطالبته الديكتاتور زين العابدين بن علي بالرحيل عن البلاد ؟
بن علي قرر الهروب واسرته الى الخارج منذ البداية  ونجح بالهروب وبالطبع  سقط عدد من القتلى في تونس اثر المصادمات في المظاهرات بين المتظاهرين وقوى الامن القمعية  كالعادة , لكن لم تطول فترة الفوضى ولم تتحول تونس لمنطقة حرب اهلية بين الجيش والشعب ولم ينقسم الجيش التونسي الى قسم يحمي الديكتاتور وقسم مع المتظاهرين بل بقي الجيش التونسي شريحة واحدة متماسكة الى ان انتخب الشعب شخصية جديدة غير الديكتاتور الازلي بن علي لن ندخل في تفاصيلها هنا
وبالتالي الجيش التونسي يستحق نجمة الميشلين لانه لم ينقسم الى قسمين ولم يساهم بتعذيب المتظاهريين واثبت عدم تاكله من الداخل .
وتنتقل المظاهرات الى  مصر ضد الديكتاتور حسني مبارك ايضا هنا يهرب الديكتاتور تاركا مصر لابنائها يقررون فيها مصيرهم والجيش المصري اثبت انه شريحة صلبة واحدة  لم ينقسم الى فئتين متعارضتين داخليا ولكن الجيش المصري للاسف حسب الاثباتات كان يستخدم التعذيب ضد المتظاهرين في ساحة التحرير استخدم العنف ضد شعبه الذي من المفروض ان تنحصر مهمته في حماية الشعب والوطن لكنه اخفق في حماية الشعب ولهذا لايستحق الجيش المصري نجمة الميشلين في الامتحان الذي دخل فيه  قبل خمسة اعوام .
تنتقل المظاهرات الى  ليبيا  وهنا نرى تحلل الجيش الليبي بشكل كامل منذ بداية غضب الشعب نرى سيناريو خروج احد المناصب العليا في من الجيش النظامي وهكذا يخرج واحد تلو الاخر حتى تم تفكك الجيش الليبي بالكامل ورغم هروب القذافي الا انه يقتل ويقتل معه عدد كبير من شعبه بسبب غارات التحالف ومن حينها غرقت ليبيا في سبات عميق والى الان بعد مرور خمس سنوات تتحول ليبيا بموت القذافي الى وكر تدريب عصابات التكفير الداعشية والتي فاق اجرامها جماعة القاعدة التي لم تغتصب النساء ولم تبيع النساء في سوق النخاسة كما تفعل داعش ليبا لم تنهض حتى يومنا هذا بعد مقتل القذافي منذ خمس سنوات
ماذا عن الممالك المغرب والاردن  ؟  فالملوك  مازالوا على العرش جالسون  لاجديد عندهم  ولبنان لم تحدث فيه  ثورة وانتفاضة!
وماذا عن الجيش العراقي بعد سقوط صدام حسين قبل ثلاثة عشرة سنة بالغزو الامريكي للعراق ؟
يمكن تقييم الجيش العراقي الحالي  بانه اسوء الجيوش العربية الحلية وذلك من خلال عملية احتلال مدينة الموصل العراقية من قبل داعش بمجرد دخول عصابات داعش للموصل تخلى جنود الجيش العراقي في الموصل عن سلاحه فكل جندي رمى بسلاحه ورمى ثيابه العسكرية ارضا ويهرب من ساحة القتال عاريا
تاركا ابناء الموصل يواجهون مصيرهم مع عصابة داعش التي تغتصب نساء مدينة الموصل  وتقتل شبابه وتشرد ابنائه ؟