ا.د.عبدالسلام الطائي
فيديو عن جريمة قتل الاسرى العراقين بمعركة البسيتين
https://www.youtube.com/watch?v=dSY4kOua28A
اسرانا في ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ﴾
يوم الشهيد العراقي, يوم قرة عيون امهات العراق وحدقة عيون الامة العربية/ الاسلامية, الذين شهد الرحمن في وصف تضحياتهم وجهادهم بالقول ﴿ والله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾… ولكي لا ننسى ولا يمحى هذا اليوم من ذاكرة العراقيين, ونحن نستعيد هذا الذكرى الخالدة, نود ان نبين ان في مثل هذا اليوم المهيب والمشهود الذي يهتز له عرش الرحمن بما فعله الشيطان الاصفر لدولة العنكبوت الاسود, ايران الخميني باسرانا في معركة البسيتين( انظروا الفيديو اعلاه لطفا), يشرفني ان ابدء حديثي بقراءة سورة الفاتحة على ارواح شهداء {هيئة رعاية ذوي الخالدين} وشهداء العراق.
ربما هناك الكثير مما لايعرفه العراقيون والعرب والمسلمين عن مدى اهتمام ورعاية اسر وذوي الشهداء الخالدين, يرحمهم الله, فمع بداية السنة الثانية من الحرب العراقية/ الايرانية, تقرر وبامر ديواني خاص من رئيس الجمهورية صدام حسين يرحمه الله تم تشكيل (لجنة خاصة) برئاسة رئيس ديون الرئاسة، السيد احمد حسين خضير، فكَّ الله اسره، وبمتابعة ميدانية ويومية لاعمال اللجنة الخاصة من قبل الرئيس صدام حسين، يرحمه الله، الذي تشكلت اللجنة بأمر منه.
ولهذا الغرض واللامانة التاريخية ولكي لا تضيع جهود واعمال اخواني الاخرين ونظرا لكون اخيكم في الله الكاتب أحد ألاعضاء المؤسسين للجنة والمستشار في هيئة رعاية الخالدين، ارجوا تكرمكم بالسماح لي بيان الحقائق التاريخية الاتية:
لقد شُكِّلت{ لجنة رعاية ذوي الخالدين} في العام 1982،جراء ما جرى من من فعل مشين وماسي تندب لها الانسانية في تاريخ الحروب (انظر الفيديو اعلاه لطفا) خلال معركة البسيتين عام 1981 حين قام العدو الفارسي المجوسي بقتل الاسرى العراقين , خلافآ لكل الأعراف والتقاليد والمواثيق الدولية لان تلك الجريمة تشكل تحديا سافرا للعقيدة العسكرية الاسلامية, وعلى اثر ذلك اعتبرت هيئة رعاية الخالدون ذلك اليوم المشهود ب( يوم الشهيد) الذي يصادف في 1/12/ اي الاول من كانون اول من كل عام.
وقد أنهت لجنة الخالدون اعمالها فنياً واكاديمياً عام 1986، وكانت تجتمع في المكتب الخاص لوزير الشباب, وتنظم اعمالها من قبل مسؤولة القلم السري، آنذاك، وبعد ان أصبح السيد احمد حسين رئيسا لديوان الرئاسة, اخذت اللجنة الخاصة تجتمع في القاعة الكبرى بمكتب تنظيم بغداد ، وبرئاسة رئيس ديوان الرئاسة.
اعضاء اللجنة
كان من بين اعضائها المدير العام الاسبق بوزارة العدل، القاضي مدحت حسين (المحمود) رئيس المحكمة الاتحادية العليا، حاليا, يؤسفنا انه ارتضى لنفسه خدمة المحتل وعملائه منذ احتلال العراق، والدكتورة سلوى عبدالهادي الجلبي، شقيقة العميل احمد الجلبي، ممثلة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية انذاك، اما بقية الاعضاء فكانوا نخبة من أساتذة علمي الاجتماع والنفس، اضافة الى ممثل المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية انذاك الاستاذ الدكتور هادي نعمان الهيتي يرحمه الله الذي اضيف بعد استشهاد الدكتور محمد الحلفي . .
واشير الى انه تم اغتيال الدكتور محمد الحلفي، يرحمه الله، اثناء سير اعمال اللجنة، اضافة لاختطاف أحد الأعضاء، مسؤول رعاية اسر شهداء القادسية في شمال العراق في اغسطس/ اب عام 1984، وبعد ان تفهم الاخوة الأكراد اهداف الزيارة والدراسة الانسانية والنبيلة, اطلقوا سراحه وطاقم الحماية والوفد المرافق له، وقد نشر خبر اختطافه حينها في مجلة (الانصات) الخاصة برئاسة ديوان رئاسة الجمهورية, وكان بين اعضاء الوفد ممثلون من مختلف محافظات العراق، وبينهم من المحافظات الشمالية، أيضاً.
اجراءات وادوات الدراسة
اعتمد الاكاديميون على منهج المسح الاجتماعي الجزئي، لذا تم اختيار عينة قوامها 1000 عائلة مكونة من زوجات وابناء واخوة واخوات الشهداء، اضافة لوالدي الشهداء من جميع مكونات الشعب العراقي دون تمييز طائفي او عرقي او ديني، للاطلاع على مشاكلهم بغية معالجتها قانونيا وتربويا.
أهداف الدراسة
كان الهدف الاساس هو الحفاظ على قيم الشهادة ومعانيها السامية وتجذير روح المواطنة في الدفاع عن الوطن, لدى ابناء الشهداء ورعايتهم ابوياً وتربوياً لتعويضهم ما فقدوه وتأهيلهم مستقبلا كقادة كفوئين نافعين وصالحين في المجتمع.
أما مجالات الدراسة فهي::
1المجال البشري: ويتكون من من زوجات وابناء واخوة واخوات الشهداء اضافة لوالدي الشهداء.
2المجال الجغرافي: جميع المحافظات والقرى والقصبات العراقية..
3.السقف الزمني: 1982- 1986، وقد حصلت الدراسة على جائزة الدولة التقديرية من قبل هيئة العلماء والمفكرين, بعدها تحولت اللجنة وبأمر من الشهيد صدام حسين، يرحمه الله، الى هيئة استشارية مكونة من بعض اعضائها ومرتبطة بتشكيلات رئاسة ديوان الرئاسة سميت بـ (هيئة رعاية الخالدين) وقد كانت الهيئة تصدر مجلة دورية بعنوان (الخالدون) يشرف على اصدارها مكتب امانة السر/ بمجلس قيادة الثورة, وتطبع بمطابع دار الحرية للطباعة.
التقنيات
لأول مرة في تاريخ العراق ودول اخرىبالمنطقة، مطلع الثمانينيات، تم تفريغ البيانات وجدولتها وتحليلها إلكترونيا من قبل مستشاري اللجنة من اساتذة الجامعات والكفاءات الوطنية العراقية العاملة ببنك المعلومات بوزارة التخطيط والمركز القومي للحاسبات آنذاك..
بعض نتائج الدراسة الاستطلاعية التي قامت بها اللجنة
اصدار الهيئة توصيات بتشريع عشرات القوانين الخاصة بذوي الشهداء، قام بصياغتها القاضي مدحت (المحمود) كما تم اعتبار الاول من ديسمبر/ كانون اول من كل عام يوماً الشهيد، وقد ثبت ذلك كنص قانوني من قبل القاضي مدحت حسين (المحمود)، حيث يقف العراقيون في هذا اليوم المهيب دقائق صمت لقراءة سورة الفاتحة إجلالا لأرواح الاكرم منا جميعا من شهداء القادسية الثانية، وصدرت تعليمات محددة لكيفية التعامل في هذا المناسبة المهيبة، وهي::
*توقف العمل والحركة لمدة 5 دقائق.
*التكبير بالجوامع وقرع اجراس الكنائس.
*تخصيص الحصة الاولى في الجامعات والمعاهد للحديث عن ماثر الشهيد وقيم البطولة .
*تعليق وردة الشهيد على صدور العراقيين جمعاء.
واستنادا الى الاية القرآنية الكريمة التي تتحدث عن مكانة الشهيد، وكون الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا, بل احياء عند ربهم يرزقون) اوصت ونصت قوانين هيئة الخالدون ايضا , على اعتبار الشهيد حياً يتمتع بجميع الحقوق والترقيات العسكرية، وغيرها مما يتمتع بها أقرانه الاحياء في الخدمة العسكرية أو المدنية.
وفي هذا الصدد تم تصميم شارتين بالمناسبة، وكما يلي:
وردة الشهيد: تم تصميمها خصيصا لهذه المناسبة وتحوي صورة لزهرة تخرج من وسط نصب الشهيد، وتقرر أن توضع على صدور العراقيين في ذكرى يوم الشهيد.
كما تصميم شارة الشهيد التي تمنح لعوائل الشهداء.
ما هي اهم المشاكل التي تمت معالجتها؟
من كبريات المشاكل التي واجهناها المشكلة الاقتصادية لعوائل الشهداء خلال الحرب بسبب سياسة التقشف, ولكن عندما هاتف السيد رئيس اللجنة رئيس ديوان الرئاسة السيد احمد السامرائي فك الله اسره الرئيس صدام حسين يرحمه الله وعرض عليه راي الخبراء في الهيئة بالمشكلة الاقتصادية لابناء الشهداء في ظل مجتمع الحرب وحالة التقشف رد الرئيس الشهيد صدام حسين مباشرة على الهاتف قائلا:{ طالما الامر يتعلق بابناء الشهداء اطلبوا ما شئتم وكان الحرب قد انتهت والتقشف اقد زال}
فالمشاكل التي تمت دراستها والاطلاع على تفاصيلها عديدة ومتشعبة، وأذكر من بينها ايضا مشكلة ما يطلق عليه بـ (زواج السيد) وهو زواج غير موثق في الجهات الرسمية المعتمدة، ويؤدي الى ضياع حقوق المرأة والاطفال ، ولولا حكمة الرئيس الشهيد صدام حسين والقيادة آنذاك بمعالجتها لضاعت فيها حقوق زوجات وابناء وذوي الشهداء، كونه زواجا غير مسجل رسميا، كما أسلفنا، فضلا عن كونه ينتشر في القرى والارياف التي لا توجد فيها مؤسسات رسمية، حيث تم تسجيله قانونيا بعد موافقة أرملة الشهيد بعد شهادة شاهدين احدهما من اسرة الزوجة والاخر من اسرة الشهيد
كما اوصت هيئة رعاية الخالدين بتشجيع الزواج الثاني للارامل وبشروط وضوابط محددة, للحفاظ على التنشئة الاسرية الوالدية لابناء الشهداء الصالحة والسليمة لابناء الشهداء.
كما تقرر منح زوجات الشهيد لمن تزوج باكثر من زوجة نفس الحقوق المنصوص عليها بالزوجة الاولى واطفالها مثل:
منحهم سكن وسيارة مجانا.
قرض لغرض الزواج الثاني لزوجة الشهيد بدون فوائد.
اعطاء الاولوية لابناء الشهيد في التوظيف والقبول في الجامعات والدراسات العليا مع فارق محدود بدرجات القبول.
واعطاء والدي الشهيد الاولوية في قوائم الحج .
تكفل الدولة بمصاريف الحج نيابة عن الشهيد
وغيرها من حقوق ومكافئات الاستشهاد. وكانت هناك قضية أخرى تتعلق بمنح الجنسية العراقية للزوجة التي استشهد زوجها وللأبناء ايضا، لمن كانوا من التبعيات الايرانية وغيرها، حيث تمت معالجة هذه القضية أيضا.
أود الاشارة الى نقطة مهمة، حيث لم يكن من بين اعضاء اللجنة الرئاسية الاكاديمية الخاصة اي من قيادات حزب البعث، بل كان هناك معارضون منهم القاضي مدحت وشقيقة الجلبي، وهذا دليل على احترام القيادة للراي الاخر وعدم اجتثاثه او حتى تهميشه او تعويمه.
ومن الاشياء المهمة التي ينبغي ذكرها هنا ان الرئيس صدام حسين، يرحمه الله، كان يوقع على محاضر اجتماعات اللجنة وجلسات العمل الخاصة بنفسه، تعبيرا عن اهتمامه الشخصي ومتابعته الدقيقة للجنة ومايصدر عنها من قرارات او توصيات، لجعلها موضع التفيذ، كما انه، يرحمه الله، زود اللجنة بهاتف مباشر للاتصال بسيادته وإبلاغه بالحالات الطارئة الخاصة وذات الصبغة المستعجلة لزوجات وأطفال الشهداء.
مصير هيئة الخالدون ومستشاريها
بعد الاحتلال الايراني/الامريكي للعراق تم الغاء (هيئة رعاية الخالدين) لتحل محلها (مؤسسة الشهيد) وهي نسخة طبق الاصل من(مؤسسة الشهيد الايرانية) لرعاية القتلى الايرانين من قبل جيشنا الوطني السابق في القادسية الثانية, فمنذ تاسيس الاخيرة طالبت (مؤسسة الشهيد) الايرانية فرع العراق وبكل وقاحة اعتبار شهداء القادسية الثانية من العراقين قتلى, وقتلى الايرانيين شهداءا! ما تجدر الاشارة اليه أن (مؤسسة الشهيد) تتبع لديوان رئاسة المرشد الأعلى، مثلها مثل باقى مؤسسات الرعاية المسماة بالخيرية (البناياد) والتى تعمل بمعزل عن سيطرة الحكومة وتبقى ميزانيتها طى الكتمان والسرية ولا تعلن فى نشرات رسمية لوزارة الاقتصاد ولا تخضع للرقابة العامة) كي لا يعرف عدد القتلى الايرانين على يد جيشنا الباسل, وقد تم تاسيس فرع جديد ل(مؤسسة الشهيد) أطلق عليه (شهيد يمن) ليتقوم بتقديم الرواتب الشهرية ودور السكن وغيرها من امتيازات للحوثيين.
كما إن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئى (أقر طلباً مستعجلاً،تسلمه من قوات القدس في الحرس الثوري الإيراني ، والخاص بتبني عائلات القتلى من الحوثيين في اليمن بمدينة صعدة وغيرها من قبل (مؤسسة الشهيد) والقاضي بتخصيص مبالع نقدية شهرية الى عوائل (شهداء الحوثي) اضافة لمنحهم سكن وتوفير التعليم لاطفالهم وغيرها.
اما عن مصير مؤسسي هيئة رعاية ذوي الخالدين ومستشاريها فقد تم تصفيتهم بالكامل تقريبا فهم ما بين شهيد ومخطوف ومهجر ومنهم من توفي بهموم الوطن وامراضه وعلى النحو الاتي:
الدكتور محمد الحلفي- غير بعثي- استشهد اثناء سير اعمل اللجنة عام 1985
الاستاذ الدكتور هادي نعمان الهيتي- غير بعثي- اصيب بارتفاع ضغط الدم وتوفي بمرض هموم الوطن 2015.
الاستاذ الدكتور عادل عبدالحسين شكارة استشهد خنقا اثناء حرق دراه من قبل الميليشيات عام 2004
الاستاذة الدكتورة /. ي. بهري مهجرة خارج العراق.
الاستاذ الدكتور عبدالسلام الطائي تعرض للخطف اثناء سير عمل اللجنة, واغتيل ستة من اخوانه وابنائهم, مهجر حاليا.
الاستاذ الدكتور (م.ب.) تم اجتثاثه رغم ان درجته الحزبية غير مشمولة بالاجتثاث.
السيد (س.ح.) مدير عام وسكرتير الهيئة( مجهول)
الدكتورة سلوى عبدالهادي الجلبي, متقاعدة.
القاضي مدحت حسين (الحمود)- بعثي- اصبح بعد الاحتلال رئيس ما يسمى بمجلس القضاء الاعلى؟!
وهكذا تم تصفية هيئة الخالدون تباعا ﴿ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾
ستبقى جرائم تصفية مستشاري هيئة رعاية ذوي الخالدين والعلماء والاكاديميون وفرسان العراق من الجيش العراقي الوطني السابق الاصيل شاهد عيان عن ماساة العراق في حقبة زمنية ضاع الحق فيها حين ولي الامر لغير اهله.
وليعلموا بان الظلم ظلمات وان { يوم المظلوم على الظالم اشد من يوم الظالم على المظلوم..} وان النصر صبر ساعة ودولة الباطل ساعة ودولة الحق حتى قيام الساعة.
للمزيد عن ماساة العراق حين سلم الامر لغير اهله تفضلوا بمشاهد هذا الفيديو
https://www.youtube.com/watch?v=RQY4NqUJ4vg
تفضلوا لمشاهدة التقاليد العسكرية لجيشنا الوطني السابق بيوم الشهيد
https://www.youtube.com/watch?v=ijK7LbiVWLg
827 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع