فلاح ميرزا
مازال كثيرمن الناس لايدركون الدوافع الكبيرة التى كانت وراء الاحداث التى يعيشها العالم وكيف قد تطورت ووصلت الى هذا الوضع المتازم الذى لو استمر فهو ينذر بحرب كونيةتقودها الولايات المتحدة تحت ذرائع متعددة الاوصاف والواقائع وضعت خطوطها العريضة ليس الان وانما فى الربع الاخير من القرن الماضى وعملت الانظمة على تنفيذها مرحلة تلو الاخرى دون ان تدرى الى اين سيقودها المصيرالذى مازال مجهولا لها ,
وتابعت الادارة الامريكية نتائج فصولها بدقة فى كبيرها وصغيرها من خلال الرؤوساء الامريكان الذين تعاقبوا على السلطة من كلا الحزبين الجمهورى والديمقراطي , فالتغيرات السياسية التى حصلت فى المنطقة وما حدث من خلالها من مواقف يبدو انها كانت سببا فى بلورة النتائج التى نشهدها الان تلك التغيرات التى شملت انظمة الحكم فى ايران والعراق وليبيا واليمن والجزائر ومصرولبنان وما نتج خلالها من تطورات فى السياسة الدولية كانت احد اهم الاسباب التى دفعت الادارة الامريكية وتحت تاثير الصهيونية العالمية ان تضع اصابعها واقدامها على الخارطة الدولية للكيانات والانظمة السياسية ولعل ابرزها سقوط النظرية الشيوعية ونظامها (الاتحاد السوفيتى)الذى كان يشكل القطب المضاد للراسمالية العالمية التى تقودها المنظمات الصهيونية كما ترويها وسائل الاعلام ولكنني أشك فى ذلك ايضا ,ان لم يكن تحت غطاءها وبنهاية النظام الشيوعى فى العالم انطلقت الادارة الامريكية فى تنفيذ الفصل الاخير من مخططها للسيطرة على العالم هكذا تقول النبؤات فعملت على توعية البشرباطلاقاها الاحهزة الكترونية التى تؤمن الاتصالات بين الدول وبين الناس بعضهم البعض وتعميم ثقافة التواصل الاجتماعى لعموم الناس وانتشار المحطات الفضائية التى تؤمن وصول المعلومات بسرعة الى الاخرين الى جانب استخدامها لتأليب شعوب العالم على حكوماتهم وتعميم ثقافات اجتماعية واخلاقية لاتتلائم مع ماجاءت بها الرسالات السماوية وعادات وتقاليد شعوب العالم وبالاخص شعوب المناطق الاسلامية والعربية وبالعودة الى مااشرنا اليه فان الرئاسات التى تولاها كل من جيمى كارتر ورونالد ريكن كانت بداية لتلك التحركات اكملها بشكل واسع رئاسة كل من بوش الاب والابن التى بدات بالعدوان على دول واحتلالها تحت لافتة الارهاب والربيع العربي والفوضى الخلاقة واسقطت بواسطتها انظمة الحكم فى العراق وليبيا وتونس ومصرواليمن وقسم السودان وتشرذم لبنان وتشتت سوريا والحبل على الجرار بالنسبة لبقية الدول العربية , ولا يزال الكثير من المراقبين يتظاهرون بالمفاجئة لما يحصل فى العالم ولايدركون بان الصراع الذى يدور فى العالم والذى هو بالاساس صراع بين القوى الاقتصادية والمالية الدولية بسبب السياسات التى تمارسها الولايات المتحدة والذى قد ينفجرنتيجة استمرارها بهذا النهج حيث لاتزال الازمة التى عصفت باقتصادها عام 2008 قائمة وان المحاولات التى وضعت لتجاوزها لاتزال غير مجدية بسبب ظهور الصين وروسيا الى الساحة مجددا فاستخدام مايقارب ثمانية عشر ترليون من احتياطى الخزينة الامريكية لايزال دينا ثقيلا عليها لاتعرف كيف تتجاوزه وماهي الوسائل التى تمكنها من تاخير مفعول ذلك على البنية الاقتصادية والاجتماعية الامريكية لذلك جدت نفسها مضطرة الى اشغال العالم بمشاكل معقدة لعل اهمها تحويل الازمات الاقتصادية والمالية الى صراعات مذهبية وعرقية ودينية بين الدول ولانها ليست سهلة بالتوصل الى حلول لها ولان امدها يستغرق وقتا طويلا ولانها تستنزف طاقات وقدرات مالية قد تساهم فى التخفيف من ازماتها المالية والاقتصادية ومن الجانب الاخر يبقى موضوع سوريا والعراق وموضوع الدولة الفلسطنية والاهم من ذلك كله هو موضوع تامين مصادر الطاقة وهو احد اهم المحاور االتى تتعامل معه حاليا بعد ان انهت موضوع البرنامج النووى الايراني الذى شغلت به نفسها والعالم لمدة عشر سنوات فما حدث فى باريس وموضوع تفجير الطائرة الروسية فى سيناء ودخول داعش على الخط قد يكون صفحة جديدة من السيناريوهات يمكن ان تمررها مرحليا الادارة الامريكية لتحويل الصراع العربى الامريكى الى عربى روسى ولكنه فى كلا الحالتين سيخسر العرب دولهم اولا والقدس ثانيا ولان القرن الحالى سيكون امريكى كما تقول الادارة الامريكية يبقى موضوع الرئيس الروسى بوتين وتصريحاته فى ميزان المراقبة مجلة فوروبس المجلة الدولية للرجال العظماء الذين تتحدث عنهم صنفت الرئيس بوتين كأقوى رجل في العالم ثم صنفت ميركل القوة الثانية في العالم ثم أوباما الرجل الثالث في العالم ووصفت بوتين انه الرجل الأقوى في العالم لانه يفعل ما يريد ويتخذ القرار الذي يريد وينفذ كما يريد وبوتين متأخر بهذه النظرية وله فلسفته الكاملة في هذا الموضوع وهو قادر على الانتقام من منظمة مثل داعش ولن يترك لها اثر الا ان داعش ومن باب التحوط والمناورة تقوم بحفر تحصينات تحت الأرض وإقامة مراكز حماية لها كي تحتمي من الغارات الجوية الروسية الدقيقة التي تصيب بدقة بالغة مراكز داعش، وداعش خسرت من طاقتها 30 في المئة في سوريا نتيجة الغارات الروسية لكنها ستخسر 30 بالمئة من قوتها اذا استمرت الغارات وتصبح قوة ضعيفة امام الجيش السوري وان الطيران الروسي سيتم تزويده بقنابل ثقيلة للغاية يصل وزنها الى طن او الف كيلوغرام والى قنابل 500 كيلو او نصف طن لتضرب بها تحصينات داعش والان تقوم الطائرات الروسية بانتظار قرار بوتين بالتصوير الجوي لكل مراكز داعش واماكنها كما انها تضرب كل قوافل داعش التي تسير على الطريق ويريد بوتين الانتقام منهزيمة روسيا امام داعش في سوريا لذلك فهو يرسل دبابات وصواريخ وطائرات الى الجبهة السورية وفى الوقت الذى تقوم فيه الطائرات الروسية بالتصوير وتحضير أماكن الغارات وتحضّر الأهداف التى ستقصفها فان روسيا أصبحت الان تملك حوالي 4 الاف هدف للقصف الجوي وهي تريد الوصول الى 10 الاف هدف لداعش من اصل 12 الف هدف لها في سوريا، وتدمر الـ 10 الاف هدف داعشي في سوريا تدميرا كاملا. بوتين ابلغ امريكا انه سيقوم بحربه ولن يتراجع عن ذلك وبين هذا الذى يجرى فى المنطقة والمصالح التى يبحث عها كلا الطرفين الامريكى والروسى سيكون الخاسر النهائي هم شعوب المنطقة برمتها والسؤال الذى لايزال يتبادر الى الذهن هل تستمر السياسة الامريكية تتعامل مع الازمات الدولية بنفس الطريقة سيما وانها مقبلة على انتخابات رئاسية جديدة واحتمال قدوم رئيس جديد من الحزب الجمهوري وارد بقوة فالكل بانتضار المفاجئات القادمة .
961 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع