د. تارا إبراهيم - باريس
يقال ان شر البلية ما يضحك وقد ينتابنا الضحك احيانا حتى لو كنا في مجلس عزاء، هذه المواقف تحدث بشكل تلقائي دون قصد اوإفتعال اوتدخل اي شخص فيها، وهي غالبا ما يقال عنها انها تبعد الحزين للحظة عن همومه وآلامه..
خلال الاسبوع الغني بالاحداث في فرنسا اثر مقتل الصحفي شارلي والمحتجزين معه من قبل مسلحين ، والمسيرة الكبرى التي حدثت بعدها وشارك فيها الرئيس الفرنسي الى جانب الملايين من الفرنسيين والوفود المشاركة من اجل الد فاع عن حرية التعبير والتنديد بالقتل..إلا أن هنالك مواقف طريفة حدثت أثناء ذلك .
خلال المسيرة التي ضمت الرئيس فرانسوا هولاند والعديد من ممثلي الدول الغربية والعربية والاسلامية..وفي موقف هز الفرنسيين كثيرا، ضم فرنسوا هولاند احد اقرباء الصحفيين بين احضانه بكل حرارة وتأثر، والجميع يجهشون بالبكاء،وفي اللحظة نفسها أنفجر احد صحفيي شارلي ايبدو ضاحكا امام الكاميرات على الرغم من الموقف المؤثر الذي يخيم على الجميع في هذه المسيرة والتي كانت تبث عبرالقنوات التلفزيونية وعلى الهواء مباشرة.
وبعد بضعة ايام، سئل من على شاشة إحدى القنوات التلفزيونية في برنامج ما عن سبب ضحكه، قال وببساطة " لقد وجد برازحمامة على كتف السيد الرئيس دون ان ينتبه لها سيادته!! "..
وفي موقف ثان، وخلال المسيرة نفسها التي كان يتقدمها الرئيس الفرنسي وممثلو دول العالم ، شوهد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي والذي من المفترض ان يكون خلف الصفوف الامامية، ولكن يبدو انه لا يحتمل ان يكون في الخلف ولحنينه الى الايام الخوالي، بدأ بدفع وإبعاد الآخرين اثناء المسيرة مستعملا مرفقيه ومحاولا حشر نفسه في الصف الاول مناقضا بذلك اصول البروتوكول المعتاد والذي لا يجعله في صف الرئيس الحالي الذي يعاكسه بالاتجاهات السياسية ليقول للجميع على غرار انا شارلي" انا ساركوزي " .
وفي موقف ثالث، تناقلت الشبكات الاجتماعية الموقف المحرج الذي تعرض له رئيس الوزراء التركي احمد داؤد اوغلو، عندما قام الرئيس الفرنسي عند يداية المسيرة بالقاء التحية ومصافحة وتقبيل جميع السياسيين المتواجدين حوله إلا اوغلو على الرغم من انه كان يقف امامه مباشرة ، وفي الختام عندما انتهى من الجميع التفت اليه اخيرا وحياه ..امرأربك اوغلو ووضعه في موقف لا يحسد عليه ..ومن يعرف ربما كان الرئيس الفرنسي متعمدا في ذلك ، أو ارتكب هفوة .. ولا يعرف السبب الحقيقي إلا الراسخون في علم السياسة..
يشارالى أن دولا قد منعت قراءة مجلة شارلي ايبدو الصادرة بعد الحادث كالسنغال وتونس وتركيا ونيجيريا ..على الرغم من ان هذه الدول كانت حاضرة بممثليها في المسيرة بباريس من اجل حرية التعبير ومستنكرة هذه الجريمة الا انها نددت لاحقا بهذه المجلة بقولها ان شارلي ايبدو ينتهك مقدسات المسلمين من خلال الرسومات الكاريكاتيرية للنبي محمد الموضوعة على الصفحة الاولى للمجلة ..امرجعل الفرنسيين في حيرة بسبب التناقض في ردود افعال تلك الدول...
وأخير وبعد احداث شارلي، اصبحت فرنسا تشدد على مناقشة هذا الموضوع في المدارس لمعرفة رأي الطلاب ولترسيخ مبدأ العلمانية وحرية التعبير لديهم، وفي احدى المدارس رفض احد الطلاب الوقوف حدادا على ارواح الصحفيين ولم يلتزم الصمت بل صرخ قائلا ان كل ما حدث كان مسرحية او قصة اختلقها النظام الفرنسي وان الصحفيين هم احياء يعيشون في مكان ما..
امر اثار الضجة في المدرسة واجبر المديرعلى الاتصال بالجهات الامنية ، وتم إقتياد الطفل الذي لا يتجاوزعمره 8 اعوام للتحقيق والاستجواب ..هذا الامر تكرر في مدارس اخرى.. مما أثارالاستغراب والتعجب !!...
951 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع