بثينة خليفة قاسم
انتهى عام الحزن أو لنقل عام الدم، انتهى 2014 بكل ما فيه من دماء وشهداء وأحزان وجاء عام 2015 وسط آمال ودعوات الأمة المكلومة بأن تتغير الأحوال ويأتي العام الجديد بالأمن والاستقرار، فهل ستتحقق أحلام الشعوب العربية في عام 2015 وتستقر الأوضاع وتتراجع النيران المشتعلة في أركان الأمة، أم أن الأمور ستزداد تدهورا في العام الجديد؟
عام 2014 هو العام الذي كشفت فيه الجماعات الدينية والطائفية عن وجهها القبيح وأصبحت تحارب الشعوب الإسلامية وتقتلها بالعبوات الناسفة وتسبي النساء وتنهب النفط وتقطع أوصال الأمة.
عام 2014 هو العام الذي شهد مقتل حوالي أربعين ألف سوري خلال المحرقة التي تجري هناك، هو العام الذي شهد مقتل مئات من رجال الجيش والشرطة في مصر بأيدي من يسمون أنفسهم بأنصار بيت المقدس وهم في الحقيقة أنصار الشيطان وأعداء الدين.
عام 2014 هو العام الذي قام الحوثي فيه بالتغول في اليمن وجرها نحو الخراب والاحتراب الداخلي والتفتت.
عام 2014 هو العام الذي أصبح فيه اللعب على المكشوف من قبل إيران وتركيا، حيث تقوم إيران بتغذية ودعم التطرف الشيعي بالمال والسلاح والإعلام، وتقوم تركيا بدعم التطرف السني والإرهاب بالمال والسلاح والمأوى، وهدف الدولتين واحد وهو التمدد والهيمنة في عالمنا العربي واستخدام استقرار المنطقة كورقة في وجه العالم.
للأسف الشديد لا يبدو من خلال الأحداث الدائرة حاليا أننا سننتقل إلى الاستقرار في العام الجديد، فالانتقال في الزمان من عام إلى عام ليس كالانتقال من مكان إلى مكان وبالتالي فالعام الجديد ليس منفصلا عن العام المنصرف ولكنه امتداد له وبالتالي – وحسب تطورات الأحداث الحالية التي تمر بها البلاد العربية – فالأرجح أن تزداد الأوضاع العربية سوءا خلال العام الجديد، فالمؤامرة لم تتوقف والتكتيكات الدولية لتفتيت المنطقة العربية لا تزال تجري على قدم وساق.
الشيء الذي يعطينا الأمل في المستقبل هو صحوة المملكة العربية السعودية وتحركها القوي نحو إبطال المؤامرة ووقوفها إلى جانب مصر ومساعدتها في التغلب على محاولات إسقاطها في دوامة العنف والانهيار الاقتصادي ثم تحركها من أجل رأب الصدع العربي ووقف التدهور غير الضروري بين مصر وقطر، وهذا كله يصب في صالح صمود الأمة في وجه المؤامرة.
ما نطمح إليه في العام الجديد هو صحوة شعبية عربية تقطع الطريق على الساعين إلى القضاء علينا وتحويلنا إلى غنائم يتقاسمها القاصي والداني، صحوة تقول لدعاة الطائفية والتقسيم لا مكان لكم بيننا بعد اليوم.
1225 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع