سلام توفيق
من الامور المتفق عليها بين الكرمليسيين فصل الصيف وايام المزارع..هي( الگعدات) التي تجمعهم سواءا نهارا لتناول الشاي على (الباية ) ..او مساءا على ضوء القمر مع نسيم المزارع الذي يلامس شغاف القلب ..لتناول الشراب والعرق المحلي ..ولاننا جزء من هذا التراث ..تحضرني قصة غريبة حدثت معنا صيف العام 1998
من المزارعين المعروفين بتواصلهم مع مهنة المزارع ..الاخ العزيز( شمعون منصور البابو) الملقب ب (شعو )وهو انسان طيب وبسيط وصاحب قلب كبير ..على الاقل بالنسبة لي ومعرفتي به ..ولكن عنده مشكلة واحدة وهي انه عديل صديقي العزيز ثائر سليمان البابو..اما لماذا مشكلة ؟؟ فستعرفون عندما تكملون قراءة القصة...
قررنا نحن مجموعة من الاصدقاء اتذكر منهم بالطبع ثائر كما اسلفت وساهر وماهر سعيد, ومنذر ججو ,وعد وسعد متي وجميعهم من ال بابو طبعا..
واعتقد ان الاخ سامي يونس متي كان معنا ايضا لكني لست متاكدا ..ان نسهر في مزرعة ابو ديفيد..وتم توزيع المسؤوليات من قبلي على الباقين..وكلفنا ثائر بان ياخذ موافقة ابو ديفد كتحصيل حاصل..لاننا ذاهبون بكل الاحوال!!! وهو بالتاكيد لن يمانع فالكل (عمك وابن عمك)كان الجو بديعا..والكعدة جميلة جدا....وضوء القمر جعل الدنيا نهارا..وامتزجت نسائم الهواء العليل مع رائحة اللحم والمعلاك المشوي..وانطلقنا مستمتعين بالاجواء الرائعة.
المتحف البغدادي
كان في جانب( القبرانة) هذا البناء من اللبن الطيني الذي يتم بنائه من قبل المزارعين للجوء اليه وقت الراحة حب للماء ..هذا الحب يزيد جمالية حياة المزارع ..وتحس بطعم خاص للماء الذي تشربه منه...
لملمنا غراضنا وهممنا لنرحل ..وبحث احدنا( لن نذكر اسمه)عن الكلاشنكوف الذي اصطحبه معه ..لضرورات الدفاع عن النفس من هجمة ذئب جائع او ضبع تائه تقوده الينا رائحة الشواء..واستخسر صاحبنا ان نعود دون اطلاق ولو رصاصة واحدة ..ولاننا لم نقف بوجه رغبته باطلاق رصاصة واحدة فقط.. سحب الاقسام واطلق رصاصة واحدة ..ضاعت وسط قهقاتنا ونحن نبتعد قليلا وعلى بعد امتار قليلة جدا من القبرانة .وقفلنا عائدين وذهب كل واحد الى بيته وانتهت تلك الليلة على سلام...كما ظننا!!!!!!
في اليوم التالي اخبرني ثائر ان ابو ديفيد زعلان علينا لاننا كسرنا الحب الذي في المزرعة..قلت ولكننا لم نكسره..قال ثائر لقد شاهدته وهو مكسور فعلا ..اتفقنا للذهاب للمزرعة لمعاينة( مكان الجريمة) فربما نعثر على اي دليل هناك..كان الحب مثقوبا ثقبا بحجم الدعبل وكان قد فرغ مائه تماما..بعد البحث والتحري وجدنا رصاصة كلاشنكوف اسفل الحب غائرة قليلا في التراب..عندها عاد شريط الامس الى مخيلتي..الان الامر واضح الرصاصة التي اطلقها احدنا ..يبدو بلاشك انه اطلقها والكلاشنكوف بيده بزاوية قائمة 90 درجة..واخذت الرصاصة مداها بالارتفاع ثم اقفلت عائدة الينا!!! ولكننا كنا خارج القبرانة فكان نزولها بقوة نحو لاسفل فاخترقت الحب وتابعت طريقها نحو التراب في الاسفل. والحمدلله لم تنزل على راس واحد منا!!! اذن علينا ان نشتري حبا جديدا مكان الذي كسرناه
عصرا كنا نلتقي يوميا عند مقهى الاخ ابو تومي..كان ابو ديفيد بحكم العلاقة بيننا يسترق لساني ليعرف من اطلق الرصاصة ليلومه وكنت اعرف انني لايجب ان اعترف الا على ثائر رغم انه ليس الفاعل ...ولكنه الوحيد الذي يمكن ان يكون الفاعل دون ان نخجل من تكرار طلب ذهابنا للمزرعة مرة اخرى..وهذا يفسر قولي في بداية القصة ان ابو ديفيد له مشكلة بسيطة وهي انه عديل ثائر
تحول الى اللوم وكان يريد ان يجرني ان اقدم له تعهدا شفهيا ان لا نذهب مرة اخرى ونطلق الرصاص ..فحاولت التملص وقلت له:
ثق انني لن ادع اي واحد منهم يطلق رصاصة بزاوية 90 درجة مرة اخرى...ولكن عليك انت ايضا ان تختار مكانا افضل للحب !!!!!
تحية لجميع الاخوة والاصدقاء الذين وردوا في القصة .. وتحية خاصة للاخ العزيز ابو ديفيد الطيب
1686 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع