فارس حامد عبد الكريم*
أحبتنا أبطال العراق من لا يزال منكم مرابطأ ثابتاً في ميادين القتال ومن استشهد منكم في سبيل الله وكرامة وطنه وشعبه، انه العراق الذي تدافعون عنه وتحمون شرف اهله من دنس ورجس شذاذ الآفاق المتسربلين بسربال الدين وهو منهم براء أولئك الذين يحلمون بإحتلال العراق وإذلال شعبه الكريم.
إنهم يطلقون الإشاعات ويحاولون أن يخيفوا شعب الرافدين بأعمالهم الوحشية من ذبح وقتل!!! انكم تقولون لهم بحزم وإقتدار بلسان كل عراقي لا لن تخيفونا ابداً بل حتى لن تخيفوا نسائنا واطفالنا ولن تذلوا حرائر العراق ولن ترفعوا حتى الضحكة من عيون اطفال العراق...
كيف تتخيلون ان تهزموا شعباً تحتضن ارضه وضمير ووجدان رجاله ونسائه واطفاله بطل الابطال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب سيد العرب وهازم الكفار بسيفه ذو الفقار عليه السلام، وسيد الشهداء ابا عبد الله الحسين عليه السلام قائد الثوار النجباء ورمزهم في كل وقت وآوان... بلد الكرام من علماء المسلمين ابي حنيفة النعمان وعبد القادر الكيلاني والعشرات من اولياء الله من مختلف الملل والنحل رضي الله عنهم وأرضاهم...
هل حقاً ما يتخيلون ويمنون النفس بإذلال ابطال الرافدين؟ عذرهم الذي هو اقبح من فعلهم هو انهم لم يقرأوا التاريخ!!! وحكم من لم يقرأ ويستقي منه العبر ان يعيد الأخطاء ذاتها وان يقع في وحل الهزيمة والخسارة لا محالة...
ألا يعلمون إن البطولة اصلها عراقية سطرتها اكبر واقدم الملاحم التي عرفتها الإنسانية منذ زمن كلكامش وانكيدو (القرن السادس والعشرون قبل الميلاد) ...
الملحمة والعبرة: حينما بدأ كلكامش بالبحث عن سر الخلود بعد وفاة صديقه الحميم انكيدو والمغامرات التي خاضها من اجل أن يبقى خالداً لا يموت، وبعد حصوله على العشب السحري الذي يعيد نضارة الشباب، قرر أن يأخذه إلى أورك ليجربه هناك على رجل طاعن في السن قبل أن يقوم هو بتناوله ولكن في طريق عودته وعندما كان يغتسل في النهر سرقت العشب إحدى الأفاعي وتناولته، فرجع كلكامش إلى أورك خالي اليدين إلا انه وهو في طريق العودة وهو يقترب من مملكته اوروك يشاهد السور العظيم الذي بناه حول أورك من اجل حماية شعبه من الاعداء ففكر في قرارة نفسه أن عملا ضخما كهذا السور هو أفضل طريقة ليخلد اسمه.
وهكذا يستنتج جدنا كلكامش العبرة الخالدة من تجربته الملحمية وهي اي ان (الخلود بالأعمال لا بالأعمار).
وهكذا كان العراقيون القدماء يفكرون ولا زالوا على ذات النهج، وبطولاتكم يا ابناء العراق الغيارى ما هي إلا تجسيد حي للبطولة العراقية عبر التاريخ القديم والحديث...
ان بطولاتكم وشجاعتكم واندفاعكم لحماية العراق وشعبه هي من سيخلد ذكراكم في عقل وضمير كل محب للعراق وشعبه.
ايها المرابطون في سبيل الله وشرف وطنكم حقاً وصدقاً: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كُلُّ عَمَلٍ مُنْقَطِعٌ عَنْ صَاحِبِهِ إِذَا مَاتَ إِلَّا الْمِرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَإِنَّهُ يَبْقَى لَهُ عَمَلُهُ ، وَيَجْرِي عَلَيْهِ رِزْقُهُ إِلَى يَوْمِ الْحِسَابِ).
*استاذ جامعي ــ النائب السابق لرئيس هيئة النزاهة
1374 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع