عامر السلطاني
الساده الركاب ربط حزام الامان درجه الحراره في بغداد 28مئويه والمضيفه الجميله ذات القوام الممشوق بدات تتحدث وتعيد التعليمات بأكثر من لغه لأختلاف جنسيات المسافرين على متن الطائره العملاقه نظرت من شباكها وناطحات السحاب تحيط نهر دجله من الجانبين والجسور المعلقه بين الكاظميه والاعظميه والمسطحات الخصراء والكازينوهات الرائعه على طول ضفتي نهر دجله .
هبطت الطائره بسلام وحزام كهربائي يسير بنا لينقل المسافرين من سلم الطائره الي حزام كهربائى اخر لأستلام حقائب سفرك مع الجواز لتجد حقائبك مرتبه تُنقل لك الى خارج صاله المطار بطريقه كهربائيه الى مكان السياره التي تستقبلك.
صاله المطار لايمكن التحدث عن جمالها وروعتها لانها تفوق الوصف والخيال اما طريق تعامل موظفي المطار فيشعورك بأنك فعلاً اخ لهم وهم ينتظرون مجيئك بفرحه وشوق !!!.
كان احد اقاربي بانتظاري ركبت معه في سيارته وفي طريقنا من المطار الى مكان السكن لم أتوقع انها بغداد الشوارع النظيفه والواسعه ونحن نسير مترو معلق يمر بجانبنا بسرعه هائله ومن فوقه اخر ليمر باتجاه ثاني لتدخل بي السياره الى نفق يدخل بالماء لأشاهد الماء علي جانبي النفق الزجاجي نستمر بالسير فيه حوالي نصف ساعه نفق الاحدث في العالم لنخرج منه واجد نفسي فوق جسر يعبر شواطئ دجله مما اصبت بالذهول للعمارات الشاهقه التي تحيط بالطريق من كل جانب !!!! .
فعلاً هذه بغداد فأجابني نعم هي اجمل عواصم العالم والمدينه الاولى بعدد السياح .
فرحت كثيراً وزادت فرحتي عندما رأيت مجموعه من الشباب والفتيات يسيرون جنباً لجنب في تظاهره سلميه باتجاه القصر الرئاسي يحملون لافتات يطلبون فيها السماح لهم ببناء اكثر من مسبح في منازلهم بعد ان حددت الجهات الحكوميه ببناء مسبح واحد في كل منزل!!!!! .
لم نتوقف طيله طريقنا من المطار الى السكن ولم أجد اي أشاره ضؤئيه مروريه كل التقاطعات عباره عن جسور معلقه بكافه الاتجاهات مما يعطى أنسيابيه للمركبات فتسألت أين الاشارات الضوئيه فتبين أنها الغيت وحلت الجسور المعلقه والانفاق بدلاً عنها وبمنظر رائع!!!!!! .
لم يستمر هذا المنظر الرائع للعاصمه بغداد فقد أفسد فرحتي جرس المنبه وأستيقضت من النوم أبحث عن الغطاء لشعوري بالبرد .
عدت الى نفس الروتين اليومي لاأستمع الى نشرات الاخبار التي يحتل العراق فيها المرتبه الاولي بحجم التفجيرات واعداد الضحايا أنفجار هنا وأخر هناك تحليلات عن مجزره سبايكر في هذه القناه التلفزيونيه واخرى عن كيفيه سقوط الموصل ثاني اكبر مدينه عراقيه بيد الارهاب ومقابلات مع اهالي الضحايا ومأساه شعب يبدو أننا لم نشاهد البسمه والسعاده على وجوههم سوى في احلامنا رغم أمتلاكه ثروات تجعله من أغنى وأفضل شعوب العالم .
تمنيت لو ان المنبه قد أصابه العطل لأستمر بالحلم الجميل الصعب تحقيقه في الواقع .
أخذني خيالي بعيداً وتسألت مع نفسي ياترى هل يتحقق ماحلمت به ؟ وماهي الاسباب التي تحول بين تحقيق حلمي وحلم كل مواطن ؟ ومن المسؤول بجعلها واقع أسئله كثيره واجاباتها واضحه .
هل العنايه الالهيه ستهب لنا حكومه تنصف هذا البلد وتحقق احلامه في العيش الرغيد والأمين
أم سنظل نقاتل بعضنا ويضيع علينا الخيط والعصفور .
حمدت الله أني رأيت بغداد الحبيبه بهذا الشكل الجميل والرائع بعيداً عن أطماع السياسيين حتى ولو في الاحلام .
881 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع