د.سامان سوراني
بالرغم من أن الهجمات والمخططات الدنيئة للمجموعات الإرهابية التي تسمي نفسها بـ"داعش" فشلت فشلاً ذريعاً أمام الإرادة الصلبة لقوات البيشمرگە وصمود شعب كوردستان إلا أن هناك شخصيات صغيرة في نفوسها ومريضة في عقولها وانتهازية في طموحاتها تسمی بالطابور الخامس قامت بنشر إشاعات وأكاذيب حول إنتصارات وهمية للتنظيم التكفيري الوهابي علی القوات الحديدية للبيشمرگه ، التي عقد العزم علی مواجهة كل المخاطر الكبيرة ، بهدف النيل من قامات أبطال كوردستان إرضاءً لعطش الرذيلة عند أسياد الشر أو لتحقيق أهداف صغيرة مقاس شخصيات كاريتورية دونكیشوتية هذا الطابور.
للأسف عملت بعض الجهات الاعلامية مع عدد غير قليل من القنوات الفضائیة وإذاعات وصحف وشبكات التواصل الإجتماعي المناهضة لهذا التنظيم الإرهابي لصالح التنظيم تتمثل في تكرار وعرض دعايات التنظيم وإدعائاتها المزيفة وتظهر مدی وحشية وبربرية وقسوة تنظيم داعش ، التي لا ترحم حتی لاترحم حتی بحلفائها من التنظيمات التكفيرية الأخری ، بشكل بعيد كل البعد عن المهنية والحرفية.
ماهو الطابور الخامس؟
يطلق مصطلح "الطابور الخامس" على جماعة من الناس تقوم بتقويض أى نظام أو دولة بصورة سرية من الداخل وترجع نشأة هذا التعبير إلى أيام الحرب الأهلية الإسبانية التى نشبت عام 1936عندما أعلنت محطة إذاعية أن قائد قوات القوميين "الجنرال إميليو مولا" يقترب من مدريد بأربعة طوابير من قواته العسكرية ، وأنه سيحظى بالدعم من طابور خامس موجود داخل المدينة بعد الحرب العالمية الثانية اتسع مفهوم الطابور الخامس ليشمل مروجي الإشاعات ومنظمي الحروب النفسية وفي الوقت الحاضر اتسع المفهوم أكثر ليشمل بعض القنوات الإعلامية وبعض القيادات البارزة فسار تعبير "الطابور الخامس" يستخدم للدلالة على أى جماعة تقوم بالتخريب فى دولة ما لمصلحة دولة أخرى.
علی الاعلام الكوردستانية المخلصة العمل علی تحسيس الرأي العام الوطني بالتحدّيات والمؤامرات التي تحاك ضد إستقرار وأمن كوردستان وتماسكها وتقدّمها لحساب جهات داخليّة ذات مصالح ضيّقة و/أو جهات خارجية لها مصالح تتصادم مع المصالح العليا الكوردستانية والقيام بكشف المغالطات و النظريات التي يروّج لها من له مصلحة في التضليل أو نشر البلبلة والفرقة والكراهية بين الناس واعتماد الحرب النفسية لتمرير أجندات معينة أو الانحياز لمصالح أطراف معيّنة داخليّة و/أو خارجيّة على حساب المصلحة العامة.
فحكومة إقليم كوردستان تقوم اليوم بجدية و مثابرة في مراقبة وكشف أشخاص الطابور الخامس ومعرفة ارضيته وجذوره ومنشأه وأسلوب تفكيره وغاياته ومن وراءه وتحاسب كل من يريد النيل من الأمن القومي وسيادة كوردستان وقضاياه العادلة ومصالحه المشتركة وهويّته الكوردستانية والذين يقومون بأساليبهم المريضة بالتحريض ضد البيشمرگە والرموز الوطنية.
وبعزيمة شعب الكوردستاني وإرداته وحماس البيشمرگه والإصرار علی "إما كوردستان أو الموت" في الحرب ضد القوة الإرهابية السلفية الشوفينية الغاشمة ، أعداء الوطن والديمقراطية وحرية شعب كوردستان أثبتت للمنطقة والعالم بأن الكوردستانيين قادرين وحدهم بالدفاع عن أرضهم ومقداستهم وحماية الأمن والإستقرار والتعايش السلمي. والحكومة الكوردستانية بقواتها الدفاعية والهجومية سوف تستمر مع حلفائها وأصدقائها في الحرب ضد الإرهاب العابر لحدود دول عديدية من أجل تفكيك وحدة الصف الكوردستاني وإفشال طموحات شعبنا في الإستقلال والعيش في الحرية بهدف إسقاط رايات الحکم الداعشي السوداء الغادرة وقلع جذورها في المنطقة وإعادة الأمان والإستقرار الی كافة المناطق الكوردستانية.
وختاماً: إن سلفيو داعش الإرهابي تمسكوا بكل ما هو ضيق وعسير أو متشدد ومتطرف وسلبي وعدواني في التراث وقاموا بتحويل العلاقة بالهوية الدينية الى محكمة جهنمية تحرم وتعاقب بقدر ما تعمل بمفردات الحقد والثأر والانتقام ، على سبيل الإقصاء أو الاستئصال للآخر، ورفض كل ما أنجزته المجتمعات الإنسانية قديماً وحديثاً ، على الأصعدة الحضارية والمدنية والثقافية. هذا ما تشهد به أعمالهم من تدمير الصروح والمعالم الأثرية في نینوی ، الى منع البنات من التعلّم بسجنهن أو بخطفهن والاعتداء عليهن في غير مكان ، الى التفجيرات الانتحارية التي دمرت الممتلكات وأزهقت أرواح الآمنين على هذا النحو الوحشي والعدمي.
ليعلم الداعشيون و جنود الطابور الخامس المحترقة أوراقهم بأن مجتمع كوردستان المتحد سوف يقف خلف قوات البشيمرگە و يواصل مسيرته في النهوض والإصلاح والتقدم ليشارك في صناعة الحضارة القائمة ، علی سبيل التطوير والإضافة و حكومة الإقليم سوف يقاوم بکل قوة فايروس التطرف والجرثومة الأصولية الغارقة في السكونية المطلقة والسائرة عکس التاريخ و عکس حركة الزمن والمستقيلة من التفكير الحي الخلاق المبتكر.
الدكتور سامان سوراني
1422 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع