بثينة خليفة قاسم
أسعدتني جدا هذه المشاعر الوطنية التي أبداها أبناء البحرين المخلصون، وغيرتهم على بلدهم التي بدت واضحة من خلال ردود أفعالهم المؤيدة تجاه موقف الخارجية البحرينية من الضيف الأميركي الذي لم يحترم مشاعر الشعب.
أقل ما يجب أن تعلن عنه وزارة الخارجية البحرينية أن توماس مالينوسكي مساعد وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية للشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان شخص غير مرحب به وعليه مغادرة البلاد.
هذا هو القرار الطبيعي جدا لأية دولة تريد ان تحافظ على كرامتها واعتبارها، فليس من حق هذا المسؤول أن يجتمع بمن يشاء ويترك من يشاء وهو في ضيافة دولة ذات سيادة.
المسؤول الأميركي لم يراع أنه مسؤول حكومي وليس سائحا أو مندوب جمعية خيرية، فتحرك داخل البلاد على هواه دون احترام لحكومة وشعب الدولة التي استقبلته على أراضيها وكأن الأميركيين لهم برتوكول ولهم قوانين تختلف عن بقية الدول.
الأميركيون يقررون الحرب على من يشاءون ويصفون بالإرهاب من يشاءون ويقدمون للمحكمة الدولية من يشاءون من الحكام ويغضون الطرف عمن يشاءون من الحكام أيضا، فأميركا هي الدولة الأقوى والأعظم في العالم وهي التي تعرف الأشياء وتسميها حسب رؤيتها ومصلحتها.
وطالما هذا هو حال أميركا كدولة، فمن الطبيعي أن يتصرف وزير خارجيتها ونائب وزير خارجيتها وكل موظف صغير في وزارة خارجيتها وكل عمال النظافة في وزارة خارجيتها بنفس الشكل الذي تتصرف به الدولة الأميركية تجاه غيرها من الشعوب والحكومات. هذا هو المنطق الأميركي وهذه هي الصورة المترسخة في ذهني وفي أذهان كل البسطاء من أمثالي عن الولايات المتحدة الأميركية التي تجتهد، بل تقاتل لكي تبقى امبراطورية حتى نهاية العالم ولا يجري عليها ما جرى على غيرها من الامبراطوريات التي سبقتها. هل تقبل الولايات المتحدة ان يذهب وزير أو نائب وزير بحريني إلى الولايات المتحدة ويجتمع مع الهنود الحمر ويناقشهم في المظالم التي تعرضوا لها عبر التاريخ دون أن يستأذن الحكومة الأميركية في ذلك؟
زبدة القول: من الأبيات الشعرية العربية التي صارت حكمة تتناقل عبر العصور والتي تعبر عن شعور الناس بالضيق من ضيف ثقيل قد رحل أو يوشك أن يرحل:
إذا ذهب الحمار بأم عمرو... فلا رجعت ولا رجع الحمار.
1465 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع