هادي جلو مرعي
قبل زيارة السيد القائد العام للقوات المسلحة في جمهورية كوردستان مسعود برزاني لمدينة كركوك بأسبوع كنت أتحدث لقناة فضائية عراقية بنفس لبناني معطر من مقدمة برامج رائقة لائقة شائقة،
سألتني عن كركوك التي دخلها مقاتلو البيشمركة، فقلت لها ياسيدتي كركوك ذهبت الى حضن كوردستان الى الأبد وأقولها بالعراقي( رجال الي يرجعها) وهذه ليست إهانة لاسمح الله لأحد من الناس من المنادين بوحدة الوطن وسلامة أراضيه ورغبة الناس بعودة الإبن الغائب سواء كان الإبن كركوك، أو الموصل وكل الذين يعتقدون بقدرتهم على إستعادة كركوك من سلطات كوردستان، أو الموصل من سلطات داعش والمتحالفين معها من رجالات الطريقة النقشبندية والبعثيين المؤمنين بوحدة الأمة العربية حتى لو كانت هذه الوحدة تعني( الوحدة ونص) على إيقاعات شارع محمد علي.
هذه ليست إهانة طالما إن الوطن صارت تتنازعه المصالح والمطامح والمطامع التي يضرب بها الجميع شرقا وغربا من العرب والإقليم المجاور وتتنازعه صراعات الداخل بين طوائف وقوميات تعرف ماتريد وتجهل ماتعرف حتى صارت أداة بيد الشيطان يحركها دون شعور وبشعور فأحرقت الأخضر واليابس وهيأت السبيل لتدمير كل شئ للأسف. الإيمان بالدين قضية والإيمان بالقضية يحتم المواجهة وهذا مايقوم به الأكراد هذه الأيام فهم ينتهزون الفرصة التاريخية لإستعادة الحلم المغيب والنزوع الى المجابهة الحقيقية مع العرب وغيرهم لضمان نجاح مشروع الضم النهائي للمدينة المقدسة كركوك، يتصارع الشيعة فيما بينهم بطريقة بشعة، ويتزاحم السنة على دعم الخليج ليخربوا بيوتهم بأيديهم ويسلموا نصف الموصل للكورد، بينما يحاول الشيعة الحفاظ على بعض ديالى دون أن يفكروا ببناء دولة عظيمة في الجنوب. الكورد لن يضيعوا الفرصة التاريخية تلك، والسيد القائد العام للقوات المسلحة في دولة كوردستان مسعود برزاني يزور المدينة العائدة الى حضن الوطن ويؤكد إنها لم تعد متنازعا عليها وفق المادة 140 بل هي مدينة خارج الحسابات والحديث عنها كالحديث عن أربيل او سليمانية أو دهوك ولافرق بينها وبين أخواتها، ولن يسمح لأحد بمحاولة الضغط لإسترجاعها، بينما على العرب السنة في كركوك أن ينتبهوا لأنفسهم فصراعهم مع التركمان الشيعة ومع العرب الشيعة لن يجعل الكورد السنة يتنازلون عن مواقفهم ومواقعهم ومواضعهم ليسلموا لهم بمايريدون، وإذا كان البعض يتحدث عن الإشجار وإغتيال مسعود كما في رواية عبد الرحمن منيف، ومنهم من يتحدث عن مسعود وإغتيال كركوك، فأنا أتحدث عن كركوك وحضن مسعود فهو حقيقة، وليس وهما كما يريد البعض من العرب الشيعة، أو السنة المتنازعين تصويره.
الحلم تحقق للكورد، بينما العرب يعيشون مرحلة الوهم الديني والطائفي ولايشعرون بذهاب الدولة العراقية التي سهلت للكثيرين أن يرتعوا بالنعم، بينما جعلت الغالبية يرتعون في المأساة.
1187 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع