مرتكزات القوة الايرانية في المنطقة العربية/الجزء الرابع:
. المرتكز الجغرافي:5
يعتبر الخليج العربي من أهم المعالم الجغرافية في المنطقة, حيث تقع على طرفه الغربي إمارات ودول عربية أما على طرفه الشرقي فتقع جمهورية إيران الإسلامية .
يبلغ عرض الخليج العربي في أعرض منطقة (370 كم),وادنى حده ( 55 كم) في مضيق هرمز الذي يشكل عنق الزجاجة , أما طول الخليج العربي من نهاية شط العرب جنوب العراق الى مضيق هرمز ( 970 كم).
يبلغ طول الساحل العربي للخليج (3490 كم) اما طول الساحل الايراني فيبلغ (2440 كم).
توجد في الخليج العربي عدد من الجزر, أهمها "جزر وربة وفيلكا وبوبيان" في الشمال والعائدة الى دولة الكويت ثم "جزر أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى" العائدة الى الامارات العربية المتحدة حيث تقع في وسط الخليج , التي احتلت من قبل شاه إيران محمد رضا بهلوي في 30 نوفمبر 1971 . وقد رفض نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية إعادتها بالرغم من كل المحاولات الدبلوماسية, تعتبر مملكة البحرين اكبر جزر الخليج العربي وتقع في منتصفه.
أن الساحل الشرقي للخليج العربي ( الساحل الإيراني) عبارة عن هضبة شبه وعرة , تقع على مقربة منها عدد من الجزر أهمها" جزيرة خرج النفطية , لاراك وسيرين," أما الساحل الغربي فهو عبارة عن منطقة سهلية تحتوي على خلجان كثيرة وتتمركز به مدن مهمة بالإضافة إلى المشاريع النفطية الإستراتيجية.
تتباين أعماق الخليج العربي حيث تكون أكثر عمقا في الجنوب والوسط وتقل عمقا كلما اتجهنا إلى الشمال , يبلغ العمق عند مضيق هرمز( 90 متر) واقل عمق يكون قرب الساحل العراقي حيث يبلغ ( 18 متر) . أن خط عمق المياه اقرب إلى الساحل الإيراني حيث يبعد( 17كم) فقط في حين يبعد عن الساحل العربي ( 95 كم).
عند دراسة العامل الجغرافي لمنطقة الخليج العربي نلاحظ وحدة التكوين السكاني والجغرافي بين ساحلي الخليج العربي الشرقي والغربي من جنوبه تواصلا مع قمته في مدينة البصرة حيث التماثل السكاني للقبائل التي تسكن طرفي الخليج بالإضافة للتماثل الطبيعي مما يعطينا الدلالة على إن طرفي الخليج العربي هي ارض عربية .
قامت ايران في زمن الشاه رضا بهلوي باحتلال امارة عربستان العربية عام 1925 بمساعدة بريطانيا وتم قتل اميرها الشيخ خزعل الكعبي في سجنه بقلعة طهران.
لقد استفادة ايران من المرتكز الجغرافي فائدة قصوى اكثر مما استفادة منه الدول العربية الخليجية حيث تتحكم ايران بأهم ممر لنقل النفط الى دول العالم وتبلغ كمية النفط المصدر عبر هذا الممر (40% ) من شحنات النفط العالمية.
باتت ايران تصرح بان اي عدوان قد تتعرض اليه سوف تغلق مضيق هرمز وهذا يعني حرمان العالم الغربي واميركا باهم طريق لتصدير النفط وحرمان دول الخليج العربي من مصدر الاموال الوحيد.
لقد تركزت المنشات النفطية لكلا الطرفين على جانبي الخليج العربي فنرى مدينة "عبدان وجزيرة خرج واراك" في الجانب الإيراني ومقابلها تقع كافة المنشات النفطية والاقتصادية لدول الخليج العربي وهذا يشكل نقطة ضعف ضد الدول العربية الخليجية والتي هي أهداف إستراتيجية ترتبط مع المصالح الأميركية والغربية .
استخدمت ايران مرتكز الجغرافية لخدمة مصالحها الاستراتيجية وفق الاسس التالية:
1. امكانية غلق مضيق هرمز حال تعرضها لضربه معادية , بسبب ضيق المسافة بين ضفتي المضيق فبامكان ايران غلقه من خلال زراعته بالالغام البحرية وكذلك باستخدام الصواريخ سطح- سطح الصينية ( سلك وورم) والذي حسنت ايران مداه ليصل الى ( 120 ميل).
2. الاستفادة من الجزر العربية المحتلة( طنب الصغرى والكبرى وابو موسى) والتي يمكن اعتبارها قواعد بحرية في أعرض منطقة في الخليج العربي للانطلاق منها لتنفيذ عمليات حربية ضد السفن الامريكية والقوى المتحالفة معها ودول وامارات الخليج العربي.
3. تعتبر مناطق الساحل العربي اهداف استراتيجية سهلة لما تضمه من مدن ذات كثافة سكانية كبيرة ومشاريع نفطيه عملاقة مما تجعلها اهدافا سهلة لضربات الصواريخ ارض –ارض متوسطة المدى.
4. عند تعرض ايران لضربة عسكرية ستعمد الى تسريب كميات كبيرة من النفط الاسود لعرقلة الملاحة في الخليج العربي وهي خطة سبق ان وضعتها القوةالبحرية العراقية وصادقة عليها القيادة العراقية قبل بدء الحرب الامريكية ضد العراق عام 2003, والتي لم توافق القيادة العراقية على تنفيذها.
الدكتور وليد الراوي
723 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع