د.سعد العبيدي
انتخابات 2014 مثل سابقتها التي حصلت عام 2010 لما يتعلق بردود الفعل المستعجلة من قبل المرشحين وقوائمهم، وهي كذلك نسخة طبق الاصل عن تلك التي سبقتها عام 2006 في نفس الموضوع..
اذ وبمجرد أن تغلق الصناديق الخاصة بالانتخاب، يتوجه ممثلي الاحزاب والكيانات السياسية المرابطون في المراكز الانتخابية صوب هواتفهم النقالة، ليحققوا الاتصال المباشر بجهاتهم الحزبية، ينقلون لها الفوز بشارة مؤكدة، يضعون أرقاما لا يمكن ان تصلها الاحزاب الاخرى في المستوى ولو من قريب، وبضوء هذه الارقام التي ترفع المعنويات عاليا، تستعجل الجهة الحزبية كتلة كانت أم كيانا أم حزبا بالاعلان عن أرقام فوزها على الآخرين، وهكذا تعمل الجهة الثانية والثالثة حتى نجد أنفسنا نحن الناخبين أمام فوز لجميع الكتل، ومن بعده نتحيّر أيهما الفائز الصحيح، ونشك بمن يفوز.
ان المشكلة في هذا الموضوع لا تتعلق بصدق الاخبار الخاصة بالفوز من عدمها فهي بالتأكيد تتحمل كثيرا من نسب التهويل وعدم الدقة، لكن المشكلة الحقيقية من بعد اعلان النتائج الرسمية أو حتى قبلها بقليل اذ وبعد أن تتلقى الكتلة الارقام الحقيقية المشفوعة بحقائق العد والفرز يصبح الموقف أمامها محبطا للامال والاحباط مشاعر تدفع أصحابها الى سلوك يبدأون فيه باتهام الآخرين وكذلك المفوضية بالتزوير المتعمد، وتتفاقم المواقف عندما لم يجد صاحب الاتهمام دلائل على التزوير التي يفترضها، فيتجه عندها الى التنكيل والتجريح بالفائزين، وبالتالي نكون نحن الناخبين أمام صورة مشوهة لمن أنتخبناهم وكذلك للمشهد السياسي برمته الذي لم نكن نريده بهذه الصيغة المشوهة.
ان خصائص الشخصية التي تتسم بالتهويل والاستعداد للكذب والتي تسهم في تأزيم الموقف الانتخابي والسياسي وتزرع بذرات الحقد بين الكتل والاحزاب، هي التي توصف بالتزوير لانها فعلا تعمدت تزوير الحقائق وأعطت أرقاما غير الارقام الصحيحة سواء بتعمد الكذب على اعتبار أنها أدت المهمة التي أوكلت اليها أو صياغة معلوماتها بالتأسيس على كلام يحصل في هذه الزاوية أو تلك. وهذا سلوك لا ينسجم والمعايير الديمقراطية التي وان يتوقع أصحابها بعض النتائج والارقام بضوء استطلاعات الرأي المسبقة أو المسايرة، الا انهم يضعون مع توقعاتهم احتمالات الانحراف ضمانا للمصداقية ورغبة منهم في عدم تكوين صدمات للجمهور تدفعهم الى الحقد على المنافسين.
الآن وبعد الاعتراف بالنجاح النسبي للانتخابات في ظروف تعد صعبة من الناحية الامنية وبعد أن تلقينا الضربة الاولى تهم بالتزوير وترويج دعائي مشبوه ودعوات للفوز لجميع الكتل الكبرى على أقل تقدير وبهدف للتقليل من مشاعر الحقد والعداء التي تسهم من جانبها في زيادة التفتيت الحاصل في النفوس عليها تنظيمات وشخصيات أن تقبل النتيجة المعتمدة قانونيا وأن يعترف الفائزون بفضل الجميع في تحقيق فوزهم وان يقر الخاسرون بخسارتهم ويشكرون من صَوتَّ لهم ويباركون فوز غيرهم،لنكون مثل غيرنا ديمقراطيون.
1097 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع