حفل تأبيني للناقد الموسيقي عادل الهاشمي

        

المدى/قحطان جاسم جواد:مر عام كامل على رحيل الناقد الموسيقي عادل الهاشمي الذي توفي في القاهرة، المكان الذي عشقه منذ زيارته الأولى قبل أربعين عاماً. وجاءت وفاته في فندق ام كلثوم الذي شيد مكان منزل ام كلثوم وصارت كل غرفة تحكي تاريخا او اغنية من أغنياتها.. وكان الهاشمي قد سكن في غرفة اسمها ( ح قابلوا بكرة).

الهاشمي توفي في 11/11/ 2011 وهو يوم غر عادي حيث جاء رقم 11 في كل يوم وفاته.. الساعة 11 صباحا، ويوم 11 وشهر 11 والسنة 11 يا لها من مصادفة غريبة!
والراحل كان من بين أهم ستة نقاد اختارتهم محطة  الـMPC   في استفتاء لها وأطلقت عليه لقب (أخطرهم) ! لأنه يمتاز بجرأة  قلما تجدها لدى غيره كما انه يقدم دراسات في النقد وليس نتفا كما كان يفعل النقاد الآخرون، بالإضافة إلى اختلافه عنهم بانه درس النقد الموسيقي  في كلية ومعهد الفنون الجميلة. وألف العديد من الكتب المهمة منها (التلاوة القرآنية أنماط وأصوات) و(الغناء العربي منذ  العهد الأندلسي وحتى مطلع القرن العشرين) و( الأغنية الكردية ) و( وعد اخضر) عن الفنان طالب القره غولي الذي ضاع في أروقة دائرة الفنون الموسيقية  ودار الشؤون الثقافية وكتاب آخر عن فاروق هلال، وكتاب (فن البيئات في الموسيقى والغناء العراقية).
وكانت أمنيته أن يصدر كتابه الأحدث في دولة الإمارات العربية الذي يؤرخ لفن الغناء والموسيقى في الوطن العربي لمائة عام. لكن المنية عاجلته قبل صدور الكتاب.
للناقد آراء ثاقبة في الغناء العربي والعراقي متأثرا بفن الرواد في مصر بالدرجة  الأولى وكذلك رواد فن المقام العراقي والأغنية البغدادية الذي يٌعدها من اشراقات  الغناء العراقي . وكان يدافع عن آرائه بكل قوة ولم يتزحزح عنها رغم الضغوطات  الشديدة عليه ... اذكر من معاركه الشهيرة على صفحات مجلة ألف باء وجريدة الجمهورية مع طالب القره غولي وسعدون جابر وكاظم الساهر.

                        


ولأهمية هذا الناقد ولذكرى رحيله الأولى أقامت وزارة الثقافة حفلا تأبينيا حضره وزير الثقافة سعدون الدليمي ونقيب الفنانين صباح المندلاوي ورئيس اللجنة الوطنية للموسيقى د. حبيب ظاهر العباس ومدير عام دائرة الفنون التشكيلية  د. جمال العتابي ولفيف من الأدباء والموسيقيين وزملاء وعائلة الفقيد.
بدأ الحفل وقدم له الشاعر مروان عادل فقال:ـ
ما زال حياً وإنهم ما زالوا يسمعون طرقات أقدامه من خلال الموسيقى. وانه ما زال يحل على الفضائيات يقدم  طروحاته النقدية والخبر المؤكد انه ما زال غاضبا للذاكرة العراقية التي بدأت تفقد أطرافها، ما زال غاضبا لثوب الغيرة الغنائية التي  نزعته الأغنية الحديثة. وهو غاضب أيضا لانه دفن بلا ربطة عنقه التي كان  يرتديها دائما عندما يخرج علينا  في الفضائيات أو في الندوات. ويشاع انه شوهد في العاشر من محرم  يستعرض تاريخ المواكب الحسينية وطبقات القراء وسط مليوني زائر في كربلاء ومدافعا من على إحدى الفضائيات التي تدعي الدفاع عن الطريقة العراقية في القراءة والتجويد.
الرحمة والخلود لذاكرة النغم التي تعد جبران هذا البلد  ثم تليت آيات من الذكر الحكيم. تحدث بعدها رئيس اتحاد الموسيقيين العراق ثم كلمة اللجنة الوطنية للموسيقى. بعدها تحدث الفنان الموسيقي سامي نسيم باعتباره كان الأقرب له في رحلة مصر التي توفي فيها الفقيد فقال سامي:-
كنت قريبا جدا منه وقبل ساعة من وفاته وجدته منشرحا فقلت لماذا هذه السعادة على وجهك فضحك وقال لقد زرت ضريح الرئيس جمال عبد الناصر وهي الزيارة الثانية بعد أن كانت الأولى قبل أربعين عاما حين كنت ادرس في القاهرة كذلك زرت قير الفنانة الكبيرة أم كلثوم التي ملأت الدنيا بفنها وشغلت الناس. ثم صعد إلى غرفته فداهمته نوبة قلبية لم تمهله طويلا وحين استبطيناه قبل افتتاح مؤتمر الموسيقى العربية صعدت إلى غرفته لأجده قد توفي رحمه الله. ومن مصادفات القدر أن يكون عدد أحرف اسمه 11 حرفا وجلس في غرفة (ح اقابلوا بكرة) وعدد أحرف الأغنية أيضا 11 حرفا ومات في الساعة 11 من يوم 11 من شهر 11 سنة 2011، فهل أن ذلك جاء مصادفا؟ ثم عرض سامي فيلما قصيرا للصور التي التقطها للراحل في مصر منذ خروجهما من مطار بغداد وحتى عودة الفقيد جثة هامدة.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

806 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع