محاضرة جغرافية كردستان (1)
الفريق الركن الدكتور عبد العزيز المفتي
أقول مأثورة عن الكرد
* من أقوال الزعيم الهندي (جواهر لال نهرو) قال:
[أستغرب كيف أن الأتراك الذين ناضلوا من أجل حريتهم يقمعون بهذه الوحشية؟ الشعب الكردي الذي يناضل من أجل الهدف نفسه ـ أي الحرية ... كما هو غريب أن تتحول قومية أعلنت احترامها لحقوق الإنسان إلى قومية عدوانية بهذا الشكل ... وأن يتحول نضالها من أجل الحرية إلى محاولة لاستبعاد الآخرين .... ونسمع عن المآسي التي يتعرض لها الشعب الكردي الذي استقر في عدة دول، ولم تتيح له الظروف التاريخية أو السياسية تشكيل دولة تضم قوميته (الكردية)]
جواهر لال نهرو
* [وهكذا فالأتراك الذين لم يمض إلا وقت قصير على كفاحهم من أجل حريتهم عمدو إلى سحق الكرد الذين سعوا بدورهم إلى نيل حريتهم. ومن الغريب كيف تنقلب القومية المدافعة إلى قومية معتدية، ويتغلب الكفاح من أجل الحرية إلى كفاح من أجل التحكم بالآخرين. ففي عام 1929 نشبت ثورة أخرى عند الكرد. إلا أنها سحقت من جديد، مؤقتاً على الأقل. ولكن كيف يسمح أحداً أن يسحق شعباً يصر على نيل حريته وحقوقه القومية وهو على استعداد لدفع ثمنها ...]
جواهر لال نهرو
* وصف الكاتب التركي س. أوستونغل:
[نشاهد القرويين عائدين من مراكز الشرطة والجندرمة وهم على قيد الحياة رغم أن الكثير منهم كانوا مثخنين بالجراح، أما بالقسوة تجاه الشعب الكردي فقد فاق الكماليون السلاطين العثمانيين. المخضبة أيديهم بالدم الكردي. إنهم يثقفون بالقسوة التي ينتهجونها إزاء الأكراد والأقليات الأخرى. التي يحاولون تتريكها بالقوة. لقد أرحلوا القبائل الكردية عن أوطانهم وهم يجهزون على الكرد بالجملة، مثلما فعلوا بالأرمن تماماً..... ].
وصف الكاتب التركي س. أوستونغل
* نلسون مانديلا:
[سأل أحد الصحفيين السيد نلسون مانديلا عن سبب رفضه لجائزة أتاتورك ... قال مانديلا: (حاول أن تكون كردياً ساعة واحدة ثم أخبرني عن شعورك وستعلم لماذا رفضت جائزة أتاتورك) ]
نلسون مانديلا
* من أقوال الدكتور عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء العراق الأسبق( ):
1- (إن القضية الكردية هي مشكلة العراق الأساسية المرتبطة بوجودهُ، ولن يتأتى له الاستقرار إلا إذا حلها حلاً عادلاً ينصف الأطراف المعنية كلها، فتتحقق نتيجة ذلك وحدة الشعب الكردي).
من كتابه (العراق من الاحتلال إلى الاستقلال)
2- (القضية الكردية ليست وليدة فترة زمنية متأخرة أو حصيلة وضع سياسي معين، أو نتيجة تحريض شخص أو بضع أشخاص، كما يتوهم بعض العراقيين اليوم، وإن تأكيد هذا الأمر أصبح في الوقت الحاضر ضرورياً لأن بعض المسؤولين لم يدركوا بعد حقيقة هذه المشكلة الكردية في العراق، ولم يتح لهم أن يسبروا عمق أغوارها).
من كتابه (العراق من الاحتلال إلى الاستقلال)
3- (الشعب الكردي لا يريد الانفصال ولا يريد إلا الحفاظ على وجوده، ونحن مستعدون أن نعترف بالوجود الكردي وأن نعترف بالذاتية الكردية كقومية متميزة لها لغتها وتراثها وأمجادها، ومن حقهم الحفاظ عليها).
في 15/6/1966م (ندوة تلفزيونية)
* الدكتور (الطبيب) فهمي الشناوي:
في كتابه (الكرد يتامى المسلمين أم ضحاياهم)
1-إن الأكراد هم يتامى المسلمين، وأنّ ثرواتهم الطائلة قد قام عليها إخوتهم المسلمون الآخرون، ونهبوها لأنفسهم دون الوريث المستحق الأصلي (ص8).
2-الأكراد الخمسة والثلاثون مليوناً يملكون منابع أنهار الشرق الأوسط، ويملكون معظم نفط هذه البلدان، يملكونه أصلاً، ولكنهم محرومون منه فعلاً. يملكون المياه والنفط ولكن ملكياتهم منهوبة عند إخوانهم وجيرانهم (ص41).
3-وأقصى ما وصل إليه وازعٌ ضمير المغتصب، هو أن يعطي الأكراد في مناطقهم ما يشبه (الحكم الذاتي ...) ولكن لا يتمتّع صاحب هذا الحكم الذاتي برسم السياسة، أو الاشتراك في الحكم، ولا توجيه الدولة حرباً ولا سلماً ولا تفاوضاً مع الأجنبي بأي حال، لأنه غير مؤتمن على الدولة، فوضعهم مثلُ وضع عرب فلسطين تحت الحكم الإسرائيلي (ص15).
4-"الحكم الذاتي ما هو إلا رقّ واسترقاق سياسي" (ص16).
5-"كل من حول الأكراد يتباهى بالوطنية صباح مساء، ويجعل منها أيديولوجيا، ويتغنى بتراب الوطن، ويتشدّق بالموت في سبيل الوطن، حتى إذا طلب الأخ الكردي أن يكون له وطن مثلهم لا أكثر ولا أقل، أنكروا عليه ذلك، واعتبروه معتدياً على ما في يدهم" (ص20).
6-فالقومية العربية لا تكفُّ عن التباهي والتفاخر، ولها مؤسساتها، سواء فاشلة أو ناجحة، ويجعل زعماؤها منها ديناً مقدساً، ... فإذا طلب الأكراد أن يكون لهم قومية استنكروا فهم هذا (ص21).
*صدام حسين:
[كردستان جنة الله على الأرض].
صدام حسين
* نزار بابان (كاتب ومناضل كردي):
[كردستان جنة الله وجحيم أمة].نزار بابان
محاضرة جغرافية كردستان
•لسنا هنا بصدد الخوض في موضوع شائك مثل البحث عن أصل الأكراد بشكل موسع الذي اختلف فيه الباحثون، وجرى نعت الأصل بالفرع، وصاغوا حوله نظريات وروايات تشبه بعض الأساطير والخرافات (مع الأسف).
•غير أننا نؤكد هنا (بالوثائق والدراسات وآراء العلماء والمؤرخين وللزيادة في المعلومات راجع الجزء ( ) من كتاب الأكراد حقائق ووقائع عبر التاريخ) بأن أبناء كردستان العراق هم سكان هذه الأرض الطاهرة منذ آلاف السنين.
•وهـذا شـرح مبسـط عـن تاريـخ وجغرافية وجذور الشعب الكردي ومنطقة كردستان ... الخ.
* موطن الكرد (جغرافية كردستان):
-يعيش الأكراد على الأرض (كردستان) في جميع أصقاع سلاسل جبال أرمينيا وتنتهي حدودهم الشمالية في تركيا بمحاذاة أرضروم. وفي الجنوب يسكن الأكراد على مناطق واسعة إلى نهاية سهول ما بين النهرين.
-وفي الغرب حدودهم نهر الفرات أو بصورة أدق نهر قرة سو.
-وأنهم لم يقفوا عند هذا الحدّ بل إن وجودهم هو في أعماق المناطق الجنوبية – الشرقية ليس من سيواس فقط بل هناك جماعات متفرقة منهم حتى حوالي مدينة كليكلية.
-وبهذه الصورة يصلون إلى البحر الأبيض المتوسط.
-يسكن الأكراد في روسيا في مقاطعة اريفان في الأقسام التي تصل بجبال (آرارات) ومناطق أخرى من نواحي أردها وقاقزمان في منطقة فارس وكذلك في مقاطعة (اليزابث بول).
-وهكذا نرى أننا نحن الكرد نعيش في الوقت الحاضر على أرض واسعة عند حدود تركيا وفارس (إيران) والعراق، من مدينة مندلي في العراق حتى جبال آرارات، حيث تتعدى أرضهم حدود روسيا فتدخل قفقاسنا.
-إن الأقسام العليا من نهر الفرات ومناطق بحيرة وآن في أرمينيا القديمة هي مهبط أو الأرض القديمة التي ظهر فيها الكرد (الأكراد). العالم (ف. ف مينورسكي – الأكراد).
-وأن الأقسام الجنوبية من طوروس وسواحل دجلة اليسرى (بوتان - خربوط - الزاب الأعلى) هي الوطن الأم للشعب الكردي في الأزمنة التاريخية القديمة.
- وعلى ذلك فإن وطن الأكراد منذ فجر التاريخ هي الأقسام الشرقية البعيدة الجنوبية للمناطق الثلاثة (السلاسل الجبلية العليا في أرمينيا - كردستان تركيا - وجبال قارس الغربية) هي موطن الأكراد: راجع (محاضرة المشكلة الكردية).
-سلاسل جبال زاعزوس وطوروس (جبال زاغروس جنوب غرب إيران، تمتد من فارس وشيراز جنوباً وحتى كرمنشاه وهمدان شمالاً، وجبال طوروس جنوب تركيا، تمتد من قيصرية ونهري سيحان وجيحان شرقاً، وجبال أنطالية غرباً وبين جبال زاغروس شرقاً وجبال طوروس غرباً تقع سلسلة جبال كردستان شمال غرب إيران وشمال (كردستان) العراق.
-ولعل مثل هذا الوصف لأرض كردستان (جغرافيته) ما يقربنا وكأنها عظام الظهر لهذا الوطن الذي يمتد على مرتفعات كبيرة فوق البلاد المحيطة به.
-لذلك تشمخ بعض قمم الجبال فوق المناطق المجاورة مثل جبل (آرارات) الكبير الذي ارتاحت عليه سفينة نوح (ع) ارتفاعه 16,500 قدم.
-وجبل جودي له نفس المنزلة وارتفاعه يصل إلى 16,500 قدم وجبل (نمرود داغ) يرتفع إلى 10,500 قدم. وقمة جبل (سيبان) يرتفع إلى 11,500 قدم.
-وفي كردستان العراق جبل (بيرة مكرون) في السليمانية ارتفاعه 9,500 قدم.
-وهكذا نرى أن الأكراد يعيشون في الوقت الحاضر على أرض واسعة ضمن حدود تركيا وفارس (إيران) والعراق وأجزاء من سوريا، ومن مدينة مندلي في العراق وحتى جبل آرارات، حيث تتعدى أرضهم حدود روسيا فتدخل قفقاسنا.
1- في بلاد فارس (إيران):
-يسكن الأكراد في جميع أقسام مقاطعات كرمنشاه وكردستان (سنندج) ومنطقة كاروس وقسم في أذربيجان وفي جميع مناطق ساوجبلاغ (مهاباد) من جنوب بحيرة أورمية وغرب نهر تاتاو إلى حدود تركيا وهم من السكان القدماء في الأقسام الجنوبية.
-أما في الأقسام الشرقية من بلاد فارس (إيران) فقد كانت تسمى سلماس تشكل مقاطعة مستقلة، وكان الأرمن يطلقون عليها اسم (كورتجيا) بمعنى (كردستان).
-وهناك مناطق كردية أخرى مستقلة وهي متناثرة في خرسان (شاويلي) وفي قزوين (أمبرلو) وحوالي شيراز (كالون عبدو) حيث هجّرهم الملك الفارسي (نادر شاه) من مدنهم وقراهم الكردية قسراً بين عامي (1736 – 1778م).
2- في تركيا:
- يسكن الأكراد بصورة أساسية في ولاية الموصل ضمن (العراق الحالي) وتشمل المحافظات (الموصل، أربيل، السليمانية، كركوك وأجزاء من ديالى) وهي منطقة كردية خالصة عدا مدينة الموصل العربية، وأما في ولاية (وآن وتبليس) فإن للكرد أكثرية 65% وهذا يتعلق بالأراض الواسعة حول بحيرة (وآن) التي تتوفر فيها المياه.
-ولكن سنجق (حكاري) الذي يمتد إلى الحدود الفارسية (إيران) وكذلك أقسام كثيرة أخرى فالأكثرية الساحقة هم من الأكراد.
- والأكراد أكثر عدداً في ولايتي (ديار بكر وخربوط) من جميع الأقوام الأخرى.
-أن مدينة الجزيرة تقع في ولاية ديار بكر وعلى نهر دجلة في منطقة (بوتان) وهي تعتبر مهداً للأمة الكردية. ومنها توزعوا وفيها ظهرت الحركة القومية الكردية.
- وأن سكان منطقة (درسيم) التي تقع بين النهرين الذين يشكلان الفرات، فالأكراد فيها الأكثرية بثماني مرات بالنسبة إلى سكان غير الأكراد.
-وفي أودية (أرضروم) والأقسام الجنوبية الشرقية يشكل الأكراد الأكثرية الساحقة.
3- في سوريا:
-يسكن الأكراد في (حلب) أيضاً وهناك مستعمرات كردية متفرقة في سوريا حوالي (جبال دمشق) وفيها محلات كردية ويشكلون نسبة 10-12% من سكان سوريا( ).
-عرف الجغرافيين الإغريق في أوائل القرون الميلادية بصورة جيدة مناطق (الكوردوئين) الكردية وهي لا تزال قائمة على نهر دجلة ويسمونها (فينيك) وعليه يمكننا المقارنة بين كلمة (كوردوئين) وكلمة (كورجيا) بلاد الأكراد المذكورة من قبل الأرمن (الأزشاكيين) وكانت الأقسام الجنوبية الشرقية من كردستان المركزية واقعة تحت حكم أسرة (هايكان الأرمنية) وكانت مستقلة ولا تدخل ضمن دولة (الأخمينيين)، ثم خضعت للاسكندر الكبير والأرمن الازشاكيين وللاسكندر بن مارك أنطوني وكليوباترا وللبارثين وللرومان وللساسايتين (أردشير وشابور) والأباطرة والرومان من جالبيري إلى جوليات وللساسايتين مرة أخرى. وللإمبراطورية البيزنطية فيودوس وللعرب المسلمين الذين غزوا الإمارات الأرمنية عند فتوحات المسلمين لها. وأخيراً للأسرة الكردية الأولى (المروانية) المستقلة التي حكمت بين (990 – 1096م).
-إذاً نلاحظ عدم استقرار المنطقة الكردية (كردستان) حيث حدثت فيها غزوات كثيرة، ففي القرن الحادي عشر استولى (السلجوقيين) على المنطقة ثم اضطر الأكراد أن يناضلوا ضد المغوليين، وفي القرن الثالث عشر ظهر غزاة آخرون من الغرب (الأتراك العثمانيون 1299)، وفي سنة 1514م (معركة جالديران) كان مصير الأكراد وكردستان مرتبطاً بالعثمانيين. وأناط السلطان العثماني (سليم الأول) إدارة كردستان بعد احتلالها إلى القريب منه المؤرخ الحكيم إدريس وهو من أبناء تبليس( ).
-وفي كتاب الشرفنامة: كانت الضفة اليسرى من نهر الفرات الغربية وجميع مناطق الضفة الشرقية من نهر (مرادسو) تقريباً تحت حكم الإمارات الكردية. وكانت (إمارة تبليس) أكبر الإمارات الكردية وأميرها شرف خان البدليسي.
-نلاحظ عدم تمكن السلاطين العثمانيين من السيطرة على الإمارات الكردية، ولكن هذه الحالة انتهت في القرن التاسع عشر عندما رفض المصلح التركي الكبير السلطان (محمود الثاني) قرار السلطان سليم الأول حول الأكراد أي أراد احتلال كردستان وقد تم ذلك سنة 1834م، حيث قاد الحملة (محمد رشيد باشا) وأصبح الأكراد فيها من مواطني الدولة العثمانية بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
-وعليه قام الأكراد بحركة قومية عام 1843 – 1846م بقيادة بدر خان باشا. وعلى أثره أسر بدر خان باشا ونفي إلى (جزيرة كريت) وفي أيام (حرب القرم 1912-1913) ضد روسيا قام الأمير الكردي (يزدان شير) من أقارب بدر خان بالحرب والمطالبة بدولة كردية في (هكاري وبوتان) سنة 1855م واحتل (تبليس والموصل) وانحدر جنوباً حيث استولى على جميع الأراضي التي تقع بين (وآن وبغداد)، وبالخدعة العثمانية المعروفة أسر من قبل العثمانيين.
* كلمة كردستان:
لقد كتب الكثير من الباحثين عن كردستان وعن موطن الأكراد منهم من قال عن كلمة كردستان أنها:
-مصطلح جغرافي ظهر لأول مرة في القرن الثاني عشر الميلادي في عهد (السلاجقة) فقد فصل (السلطان السلجوقي سنجار)( ) القسم الغربي من إقليم الجبال ووضعه تحت حكم قريبهُ (سليمان باشا).
-وكان هذا القسم يضم الأراضي الممتدة من (أذربيجان - لورستان – همدان – كرمنشاه) بالإضافة إلى المناطق الواقعة غرب جبال (زاكروس - شهرزور وكويسنجق).
-كلمة كردستان: تعني بلاد الأكراد، وهي منطقة واسعة لا حدود سياسية لها وكانت هذه المنطقة تضم عدة ولايات كردية تفصل بينها سلسة جبال زاكروس( ).
-ينتشر الأكراد حالياً بين (أذربيجان وأرمينيا) في الاتحاد السوفيتي (السابق) أو شرق تركيا وشرق وشمال العراق وغرب إيران وشمال وشرق سوريا بين خطي عرض (34 – 39) وخطي طول (30 – 40) شرقاً و(37–48) غرباً( ).
-الأكراد في العراق: يقطنون في محافظات (السليمانية - أربيل - دهوك - كركوك) وجزء كبير من محافظتي (ديالي والموصل).
* بعض الوقائع والحقائق الأثرية في كردستان:
-إن قرية (جومر) الواقعة في جم جمال بين كركوك والسليمانية هي أقدم قرية وهي كردية في الشرق الأوسط. وهذا دليل على تواجد الكرد في منطقتهم كردستان منذ القدم. (آلاف السنين).
-وكذلك موقع (بردة بلكة) و(مغارة هزار ميرد) فـي نفس المنطقة و(مغارة شاندري) قرب راوندوز التي اكتشف فيهـا أول هيكل عظمي لإنسان العصر الحجري في العـراق. (وهذا دليل على أن المنطقة الكردية كانت مسكونة من قبل القبائل الكردية منذ القدم) (آلاف السنين).
-إذاً هذه المنطقة (كردستان) كانت مسكونة قبل آلاف السنيين.
-وكذلك (لافا) أي (عرفا) في كركوك هي حضارة أثرية تعود إلى (الاكديين) الكرد( ).
-إن السجلات السومرية: لا تترك شكاً بأنه منذ (2000) سنة ق.م كان هناك شعب يدعى (كوتو أو كوتي) سماهم الآشوريين (كرتي) فيما بعد هم أكراد، وسكنوا منطقة أواسط (دجلة) من منطقة (بوتان وجبل جودي إلى سلسلة جبال زاكروس) شرقاً أما العلامة (مينورسكي) فيقول أن الأكراد ينحدرون من أصل (آري) إلا أنهم امتزجوا بعناصر أخرى( ).
-أما (سدني شميت) الخبير البريطاني في شؤون الآثار القديمة فيقول أن (الشعب الكردي) هو أحد الأقوام (الهندية – الأوروبية) قدم إلى كردستان في الوقت الذي قدم فيه (الميديون) الكرد إلى (ميديا) و(الإيرانيون) إلى (إيران)، ويستند (سدني شميت) إلى النقوش الآشورية والتي يرجع تأريخها إلى 650 ق.م( ).
* أرض كردستان:
-كردستان أرض من دون حدود، ومن البديهي أن يكون سكانها من الأكراد، وقد أطلق هذا الاسم على تلك الأراضي مع مرور الزمن وتعاقب الأجيال، وحدودها إن كانت تزيد أو تنقص كان لا بد لها أن تتغير من عصر إلى آخر.
-فمثلاً في تركيا اليوم لم يحدد لها شكل رسمي على خارطة ما، غير أنها كانت ظاهرة ومحددة إبان الحكم العثماني.
-في إيران الخارطة تشير إلى الإقليم الغربي (كردستان) الذي يضم جميع الأكراد الموجودين في إيران.
-كردستان تشكل العمود الفقري للشرق الأوسط حيث أنها تقوم في قلب آسيا الصغرى، وتحتل القسم الجبلي الأكبر الذي يمتد بين البحر الأسود وسفوح جبال (ميزوبوتاميا) أي (بلاد ما بين النهرين) أو (الرافدين دجلة والفرات)، من طرف واحد وتقابل سلسلة جبال طوروس وهضاب إيران من الطرف الآخر.
-وهي تعادل تقريباً مساحة (فرنسا) بحدود 500 ألف كم2 وتشكل أجزاء كبرى من (تركيا، إيران، العراق)، وبالرغم من هذا فإن سكانها يمتازون ويختلفون بوضوح من حيث الأصالة واللغة والتاريخ عن (الأتراك والفرس والعرب).
* جغرافية كردستان:
-(إذاً بعد إطلاعنا مع ما ذكر أعلاه) إن سلاسل جبال زاكزوس وطوروس (جبال زاغروس جنوب غرب إيران تمتد من فارس وشيراز جنوباً وحتى كرمنشاه وهمدان شمالاً).
وجبال طوروس جنوب تركيا، تمتد من قيصرية ونهري سيحان وجيحان شرقاً، وحتى أنطالية غرباً، وبين زاغروس شرقاً وطوروس غرباً تقع سلسلة جبال كردستان، شمال غرب إيران وشمال العراق (كردستان العراق). (الناشر). التي تبدو كأنها عظام الظهر لهذا الوطن (كردستان) الذي يمتد على مرتفعات كبيرة فوق البلاد المحيطة به.لذلك تشمخ بعض قمم الجبال فوق المناطق المجاورة، مثل جبال (آرارات) الكبيرالذي ارتاحت عليه سفينة نوح (ع) يعلو إلى ارتفاع 16,200 قدم. وجبل (جودي) له المنزلة نفسها يبلغ ارتفاعه 16,500 قدم. وجبل (نمرود داغ) يرتفع إلى 10,400 قدم وجبل (سيبان) الذي يتغنى به الجميع يرتفع تقريباً إلى 11,330 قدم.
-وفي العراق جبل (بيرة مكرون) في السليمانية يبلغ ارتفاعه 9,500 قدم، وتغطي قمم تلك الجبال الثلوج خلال أكثر فصول السنة.
* أما من حيث الأنهار:
- فهناك نهرا (دجلة والفرات) وروافدهما المتعددة (مرادسو، الخابور، ونهر الزاب، وديالي/سيروان) الذي يخترق الجبال بتعاريجه وفجواته فوق الصخور وفي منحدرات عميقة، تضفي جمالاً أخاذاً يزيد في روعة تلك المناظر الطبيعية، كما أنها تسهم في خصوبة أرض الوديان الكثيرة، ذلك الخصب الذي يتمثل غالباً في منحيات الفرات الكبيرة، مثل سهل (أورفة).
- نهر دجلة: الذي يغذّي ديار بكر والجزيرة ووادي موش الغني جداً بخصبه ووديان نهري الزاب حول أربيل وكركوك.
-بهذه العناصر الطبيعية الأخاذة، نرى أن البلاد (كردستان) لا تفتقر إلى الجمال الطبيعي، فهي جميلة جداً، كما تتجلى في أهازيج وأغاني الصبية التي تحكي عن جمال تلك الطبيعة الساحرة، لذلك ترى ما يثيرك إلى المقارنة بين سحر جمال الحبيب وسحر الطبيعة الكامن في كل مكان من كردستان، كأزهار أشمخان (شيخان)، وتفاح ملاطية، وعنب سنجار، وما يشير إليه جمال المنحدرات الجبلية الصخرية المغطاة بالأشجار الطبيعية، سيبان وكلاط، إلى الينابيع الثرّة والغنية التي تتدفق من (البنغول/ Bingol) وأن (جمال بنغول داغ عند أرضروم، غرب جبال آرارات حيث منابع نهري دجلة والفرات (الناشر) لتروي حدائق مريغان.
-وهناك نهر يخترق القرية بروعته، وهناك الأثمار وأشجارها التي تزين كل مكان.
-الثلوج التي تغطي قمم الجبال (كجبل قنديل) وعجائب فاتنة أخرى، حيث يتغنى بها المنشد فيصف بها سحر حبيبتهُ أو سحر جمال الطبيعة التي يحيا في أرجائها. (وهناك أشعار على ذلك كثيرة...).
الدكتور
عبد العزيز المفتي
عمان، حزيران، 2012
1909 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع