"الفضائيون طوال القامة يسيطرون على أمريكا" ليس هذا عنوان فيلم هوليوودى ضخم الانتاج على غرار "إى تى" أو "يوم الاستقلال" ولكنه فحوى تصريحات وزير الدفاع الكندى الأسبق بول هيلير وتقرير لوكالة أنباء "فارس" الإيرانية.
التصريحات الغريبة والتقرير المثير اجمعا على أن كائنات فضائية تسللت إلى كوكب الأرض منذ زمن بعيد وأنها تسيطر على مقاليد السياسة فى الولايات المتحدة منذ فترة وأنها حاليا تنفذ آخر مراحل خطتها للسيطرة على العالم.
بدأت القصة بتصريحات لوزير الدفاع الكندى، المعروف باهتمامه الكبير بالكائنات الفضائية، لقناة روسيا اليوم منذ أيام قليلة والتى أكد فيها أن الكائنات الفضائية تسير بيننا وأنها هي التي منحتنا مؤخرا بعض ابتكارات التكنولوجيا الحديثة التي نعتمد عليها مثل الرقاقات الرقمية وضوء اللد وأحدث أنواع السترات الواقية من الرصاص. وأشار هيلر، العضو السابق بالبرلمان الكندى ووزير الدفاع في الستينيات والذى ينسب له الفضل الكبير في توحيد البحرية الكندية والقوات الجوية والمشاة فيما يعرف اليوم بالقوات الكندية المشتركة، إلى أن تلك الكائنات تريد أن تمنحنا المزيد من الابتكارات التكنولوجية ولكنها تشعر بقلق شديد من ممارسات البشر وشغفهم بالحروب وانفاق الأموال على أسلحة الدمار الشامل واهمالهم المجحف للبيئة بل وتعمدهم تلويث الماء والهواء مما يشكل خطرا كبيرا على الكواكب الأخرى ويهدد حياة كائناتها.
إلى هذا الحد كان يمكن عدم التوقف عند تصريحات هيلير، خاصة وانه فى التسعين من عمره، وكان يمكن اعتبارها مجرد نوع من الشطط "المعتاد عليه" من قبل الأشخاص المفتونين بالفضاء وكائناته والأطباق الطائرة وما إلى ذلك. ولكن المثير للدهشة والتأمل أن هيلير أكد انه من بين أنواع الكائنات الفضائية المختلفة هناك من يطلق عليهم "البيض طوال القامة" ومنهم اثنان يعملون داخل الإدارة الأمريكية الحالية.ولم تكن تلك المرة الأولى التى يذكر فيها هيلر هذه المسألة حيث كان قد أشار إليها فى عقر دار الادارة الأمريكية خلال مؤتمر حق المواطن في المعرفة الذى عقد فى العاصمة واشنطن فى مايو 2013 وكان عبارة عن جلسات استماع غير حكومية ترأسها ستة أعضاء سابقين من الكونجرس الأمريكي وشارك به هيلير.
حكومة الفضائيين السرية
من جانبها تلقفت وكالة الأنباء الايرانية الناطقة بالانجليزية "فارس" الخيط من تصريحات هيلير ونشرت تقريرا يشير إلى أن وثائق مسربة من قبل ادوارد سنودن، موظف الأمن القومي الأمريكي الهارب إلي روسيا حاليا، تثبت بشكل قاطع أن أجندة مخابراتية تابعة للكائنات الفضائية هى التى تحدد سياسات الولايات المتحدة الداخلية والخارجية منذ عام 1954. وأضافت الوكالة شبه الرسمية نقلا عن الوثائق المسربة أن "الفضائيين البيض طوال القامة" كانوا أيضا موجودين في ألمانيا في الثلاثينيات من القرن الماضي، وهم الذين ساعدوا علي صعود هتلر والنازية ومنحوا النازيين أسرارا متقدمة لبناء أسطولهم الشهير السابق لعصره. ليس هذا فقط بل أنهم التقوا بالرئيس الأمريكي الأسبق دوايت ايزنهاورفى نيفادا فى عام 1954 وبالتعاون معه أسسوا النظام السرى الذى يحكم أمريكا حتى الآن. وتسعى أجندة "نظام الفضائيين السرى" الذى يرعاه الرئيس الأمريكى الحالى باراك أوباما لانشاء "نظام مراقبة الكترونى" عالمى يهدف لاخفاء أى معلومات يمكن أن تكشف عن وجودهم خاصة مع تنفيذهم المرحلة الأخيرة من مخططهم للاستيعاب الشامل والسيطرة على العالم، ولاحكام باقى حلقات القصة حذرت الوكالة من وجود صراع على السلطة يهدد مستقبل الإدارة الأمريكية تدور رحاه بين "حكومة الفضائيين السرية" برئاسة أوباما وقوة أخرى غير معلومة معارضة للتحالف الأمريكى الفضائى!
تصريحات هيلير وتقرير فارس أثارا ردود أفعال واسعة حول العالم اتسم أغلبها بالسخرية والتهكم أو اتهام أصحابها بالجنون أو الولع بنظريات المؤامرة.ولكن هناك أيضا من تلقفها على أنها دليل اثبات جديد على اعتقادهم بأن هناك كائنات أخرى فى هذا الكون وأن الولايات المتحدة لديها معلومات كثيرة حول هذا الأمر وأنها ربما على اتصال بالكواكب الأخرى ولكنها تفضل حجب المعلومات عن مواطنيها لتبقى قصص الكائنات الفضائية والاطباق الطائرة مادة ثرية للتندر ولانتاج الافلام السينمائية وأخيرا للتصريحات السياسية.
المصدر: http://digital.ahram.org.eg/Policy.aspx?Serial=1518124
728 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع