عراقيون يتظاهرون ومسؤولون يدعون لتحويل مدنهم لمحافظات

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 22 كانون2/يناير 2014 21:56

فتحت قرارات الحكومة العراقية بتحويل خمسة أقضية في شمال وغرب البلاد إلى محافظات جديدة شهية مدن أخرى للمطالبة بالإجراء نفسه حيث تظاهر عراقيون اليوم في عدد من المدن وأطلق مسؤولون محليون فيها دعوات لتحويلها إلى محافظات سيؤدي تنفيذها إلى رسم خارطة العراق الادارية من جديد.

شهد قضاء خانقين (170 كم شمال شرق بغداد) التابع لمحافظة ديإلى تظاهرات للمواطنين تطالب الحكومة بتحويل القضاء لمحافظة جديدة. وتعتبر سلطات اقليم كردستان الشمالي هذا القضاء من المناطق المتنازع عليها وتطالب بضمه إلى الاقليم باعتبار ان غالبية ساكنيه هم من الاكراد واخرين ينتمون إلى القوميات العربية والتركمانية إضافة إلى المسيحيين.

وأشار المتظاهرون إلى أنّ القضاء يمتلك مميزات كبيرة تؤهله للتحول إلى محافظة ومنها الموقع الاستراتيجي الذي تلامس حدوده الشرقية الاراضي الايرانية ويعد منفذا حيويا للتبادل التجاري والاقتصادي مع ايران وكذلك مساحة أرضه وعدد نفوسه موضحين أن مطلبهم يهدف إلى النهوض بواقع القضاء الخدمي والاقتصادي. واعتبر مسؤولون في القضاء هذا المطلب استحقاقا قانونيا ودستوريا موضحين أن الامر سيخضع لدراسة قانونية بما يتلاءم مع متطلبات الدستور.

وكان مجلس الوزراء العراقي قرر أمس تحويل قضاء طوز خرماتو في محافظة صلاح الدين (180 كم شمال غرب بغداد) وتلعفر في محافظة نينوى (375 كم شمال غرب بغداد) اللتين تسكنهما غالبية تركمانية إلى محافظتين مستقلتين وقضاء الفلوجة السني (60 كم غرب بغداد) في محافظة الانبار وسهل نينوى (360 كم شمال غرب بغداد) الذي تقطنه غالبية مسيحية إلى محافظات مستقلة اداريا وذلك بعد قرار مماثل مؤخرا بتحويل قضاء حلبجة الكردي في محافظة السليمانية (333كم شمال شرق بغداد) لمحافظة بذاتها حيث ستتوسع خاريطة العراق الادارية لتضم 23 محافظة بدلا من 18 محافظة يتشكل منها العراق حاليا.

وقد تباينت مواقف الحكومات المحلية في المحافظات التي تضم هذه الاقضية بين القبول والرفض بقرارات الحكومة والتلويح بإمكانية ضم المحافظات الجديدة إلى أخرى قائمة لإعلان اقاليم جديدة في البلاد وهو ما أشارت اليه حكومتا محافظتي نينوى وصلاح الدين شمال غرب بغداد.

الزبير

ومن جهته طالب مجلس قضاء الزبير في محافظة البصرة (550 كم جنوب بغداد) بجعل القضاء محافظة قائمة بحد ذاتها ولوّح باللجوء إلى المحكمة الإتحادية لتحقيق مطلبه. وقال رئيس مجلس قضاء الزبير وليد خالد فاضل المنصوري إن "المجلس في طور التنسيق مع منظمات مجتمع مدني وشخصيات عشائرية ودينية وسياسية للضغط على الحكومة من أجل تفعيل قرار مجلس القضاء الذي يقضي بتحويل الزبير إلى محافظة منفصلة إدارياً عن البصرة".. مبيناً أن "المجلس إتفق مع نقابة المحامين في البصرة على المباشرة بالإجراءات القانونية لإعلان الزبير محافظة وقد يضطر إلى تقديم ملف القضية رسمياً إلى المحكمة الإتحادية في بغداد بواسطة مجلس محافظة البصرة".

وأشار إلى أن "مبررات جعل الزبير محافظة هي أقوى بكثير من المبررات التي استند إليها مجلس الوزراء في ترحيل أقضية تلعفر وطوزخرماتو والفلوجة إلى محافظات منفصلة إدارياً عن محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين" كما قال لوكالة "السومرية نيوز" معتبراً أن قضاء الزبير عندما يكون محافظة سيتطور بسرعة ويتخلص من الكثير من المشاكل والتحديات الإدارية والخدمية والاقتصادية.

لكن عضو مجلس محافظة البصرة الشيخ أحمد السليطي أشار إلى أن جعل الزبير محافظة سيؤدي إلى إضعاف محافظة البصرة بشكل كبير وذلك لأن هذا القضاء تشكل مساحته أكثر من نصف مساحة البصرة وفيه توجد أكثر الموارد الإقتصادية التي تمتلكها المحافظة ومنها موانئ تجارية وحقول نفطية ومنشآت صناعية كبيرة.

وأكد ان الزبير الذي تسكنه غالبية سنية يعاني تهميشا وضعفا بالخدمات "بدليل أن أكثر الادارات الرسمية لا توجد لها فروع في القضاء وهو بحاجة إلى اهتمام حكومي واتخاذ إجراءات تؤدي إلى توفير خدمات جيدة لسكانه.

وقضاء الزبير هو ثاني أكبر قضاء في العراق من ناحية المساحة، حيث تشكل مساحته نحو 54% من إجمالي مساحة محافظة البصرة وتقع غالبية المنشآت النفطية والصناعية الكبيرة في جنوب العراق ضمن الحدود الإدارية للقضاء الذي يتكون من عدد من النواحي منها ناحية أم قصر التي تضم أكبر ميناء تجاري عراقي فيما يوجد منفذ سفوان البري الوحيد بين العراق والكويت في ناحية سفوان التابعة لقضاء الزبير الذي يقع قرب مدخله الشرقي جامع خطوة الإمام علي بن أبي طالب والذي يعرف أيضاً بالمسجد الجامع وهو ثاني مسجد بني في الإسلام بعد المسجد النبوي في المدينة المنورة وأول مسجد بناه المسلمون خارج الجزيرة العربية وبالقرب من موقع هذا الجامع التأريخي يوجد موقع مدينة البصرة القديمة المدفونة تحت الأرض.

الكوفة وسنجار

كما طالب التحالف الكردستاني بتحويل قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى الشمالية وهو من المناطق المتنازع عليها إلى محافظة معتبرا انه يضم اغلبية ايزيدية وكردية. ويجمع عدد من نواب التحالف حاليا توقيعات للنواب للمطالبة بتحويل قضاء سنجار إلى محافظة مستقلة. ومعظم سكان القضاء من اليزيديين كما يسكنه أعداد من الأكراد الشيعة والعرب السنة فيما كان المسيحيون يشكلون نسبة كبيرة من عدد السكان إلا أن اعدادهم انخفضت منذ ستينات القرن الماضي.

ومن جهتهم اطلق ناشطون في قضاء الكوفة في محافظة النجف (160 كم جنوب بغداد) دعوات لتحويل مدينتهم التي يقطنها 110 الاف نسمة إلى محافظة ايضا. وفي الكوفة عدة مراقد منها مرقد مسلم بن عقيل ومرقد هاني بن عروة ومرقد ميثم التمار إضافة إلى مرقد إبراهيم بن الحسن المثنى بن الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب.

واليوم وخلال كلمته الاسبوعية أشار رئيس الوزراء نوري المالكي إلى موضوع تشكيل المحافظات الجديدة فأكد انه قانوني دستوري وليس من حق احد ان يعترض عليه لكنه يحتاج إلى قوانين تنظم هذه العملية وإلى استعدادات لتكوين محافظات فعلا تستجيب للحاجة.

وأوضح انه توجد هناك حاجة لان تكون بعض الاقضية محافظات لاسباب عدة لم يوضحها.. مستدركا بالقول "لكننا سوف لن نستعجل في هذا الموضوع ولن يكون الا بعد دراسة وبعد تأن وبعد سياقات قانونية يأتي من خلالها عملية التشكيل فنحن لا نرفض تشكيل المحافظات ولكن وفق السياقات التي تحقق مصلحة إدارية لابناء هذا القضاء او ذاك وان تكون ضمن السياقات التي تحفظ وحدة العراق وسيادته وضمن السياقات القانونية وضمن سياقات المصلحة التي تقدم خدمة لابناء هذا القضاء او ذاك الذي يتحول إلى محافظة".