جاكوج ينفرد بالكشف عن..تفاصيل أوامر بوش للمالكي بأعدام الرئيس الأسبق.
جاكوج:اعترف موفق الربيعي مستشار الأمن القومي العراقي السابق، عضو مجلس الحكم المنحل، مجدّدا، برباطة جأش الرئيس العراقي السابق صدام حسين لدى تنفيذ الإعدام الذي قال إن تنفيذ الحكم تم بإشارة من الرئيس الأميركي السابق إلى رئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي.
وكان الربيعي يروي تفاصيل إعدام صدام، معيدا الجدل بشأن موثوقية ما يرويه، وإن كان يصلح مرجعا لكتابة فصل في التاريخ المعاصر للعراق، كون الراوي كان من الخصوم السياسيين لصدام ومن المدافعين المتحمسين لغزو العراق من قبل الولايات المتحدة، فضلا عن اتهامه بالولاء لأحزاب موالية لإيران، وهو الذي كان أصدر “بيان الشيعة” عام 2001 بلندن.
ويذكّر مراقبون بما كانت قد شهدته عملية إعدام صدام حسين في حد ذاتها، من مظاهر طائفية تمثلت بهتاف حاضرين لعملية الشنق بأسماء رموز شيعية.
وفي مكتبه الواقع في الكاظمية بشمال بغداد، على بعد نحو مئة متر من مكان تنفيذ الحكم في صدام الذي يصادف يوم الاثنين المقبل الذكرى السابعة لإعدامه، يبتسم الربيعي تارة، ويحرّك يديه بحماسة تارة أخرى، وهو يروي نهاية صدام حسين.
ويقول الربيعي "استلمته عند الباب. لم يدخل معنا أي أجنبي أو أي أميركي.. كان يرتدي سترة وقميصا أبيضَ، وكان غير مرتبك، ولم أر علامات الخوف عليه.
ويضيف "طبعا بعض الناس يريدونني أن أقول إنه انهار، أو كان تحت تخدير الأدوية، لكن الحقيقة للتاريخ أنه ظل متماسكا حتى النهاية".
ويؤكد "لم أسمع منه أي ندم (..) ولم يطلب العفو".
وأعدم صدام حسين الذي حكم العراق لأكثر من عقدين قبل أن تطيح به قوات تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة اجتاحت البلاد في العام 2003، صباح يوم 30 ديسمبر 2006 في مقر الشعبة الخامسة في دائرة الاستخبارات العسكرية صباح يوم عيد الأضحى، بعدما أدين بتهمة قتل 148 عراقيا من بلدة الدجيل.
وقبضت القوات الأميركية على صدام حسين المولود في العام 1937 في 13 ديسمبر 2003 في مزرعة قرب ناحية الدور في محافظة صلاح الدين (140 كلم شمال بغداد).
وكان صدام تسلم حزب البعث السلطة في 17 يوليو 1968، لكنه تولى رسميا قيادة البلاد في السادس عشر من يوليو 1979.
ويقول الربيعي "عندما جئت به كان مكتوف اليدين وكان يحمل نسخة من القرآن. أخذته إلى غرفة القاضي حيث قرأ عليه لائحة الاتهام بينما هو كان يردد: "الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، عاشت فلسطين..".
ويتابع "قدته إلى غرفة الإعدام، فوقف ونظر إلى المشنقة، ثم نظر إليّ نظرة فاحصة، وقال: دكتور، هذا للرجال. فتحت وثاق يده وشددتها من الخلف، فقال: آخ، فأرخيناها له، ثم أعطاني القرآن. قلت له: ماذا أفعل به، فرد: أعطه لابنتي، فقلت له: أين أراها، اعطه للقاضي".
وحصل خطأ أثناء عملية الإعدام إذ أن رجلي صدام كانتا مربوطتين ببعضهما البعض، وكان عليه صعود السلالم للوصول إلى موقع الإعدام، فاضطر الربيعي -بحسب ما يقول- إلى جره مع آخرين فوق السلالم.
ونقل جثمان صدام في مروحية أميركية من ساحة السجن في الكاظمية إلى مقر رئيس الوزراء نوري المالكي في المنطقة الخضراء المحصّنة.
ويقول الربيعي "مع الأسف الطائرة كانت مزدحمة، فلم يبق مكان للحمّالة، لذا وضعناها على أرضية الطائرة فيما جلس المرافقون على المقاعد. لكن الحمالة كانت طويلة، لذا لم تغلق الأبواب. وأتذكر بشكل واضح أن قرص الشمس كان قد بدأ يظهر"، في إيحاء بأن صدام أعدم قبل بزوغ فجر يوم عيد الأضحى، حيث كان اختيار ذلك اليوم محل شكوك في نوايا من اختاروه.
وفي منزل المالكي -يقول الربيعي- "شد رئيس الوزراء على أيدينا وقال: بارك الله فيكم. وقلت له: تفضل انظر إليه، فكشف وجهه ورأى صدام حسين".
وعن مشاركته في عملية الإعدام، يقول الربيعي الذي سجن ثلاث مرات في عهد صدام "لم أشعر بمثل ذلك الإحساس الغريب جدا.. إحساس غريب مليء بكل مشاعر الموت.. هذا ليس بشخص عادي.. لذلك كنت أعرف أن إعدامه حدث تاريخي".
وتحدث الربيعي عن مجموعة ضغوط تعرضت لها السلطات العراقية قبيل إعدام صدام، منها قانونية، ومنها سياسية من قبل زعماء عرب.
وذكر أن مسار إعدام صدام انطلق بعد أحد المؤتمرات المتلفزة بين المالكي والرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، الذي سأل المالكي، بحسب الربيعي، خلال اللقاء "ماذا تفعلون مع صدام"، ليرد عليه المالكي بالقول "نعدمه"، فيرفع بوش إبهامه له، موافقا.
1015 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع