دعوات لانقاذ طوزخرماتو العراقية من الابادة الجماعية

     

                       تفجير في قضاء طوزخرماتو

يؤكد سكان طوزخرماتو أنه لا يمر يوم من دون أن تستهدف عمليات التفجير مدينتهم، وتحديدًا مواطنيها التركمان، فيما رأى عراقيون من خارج المدينة أن الحل الوحيد هو تسوير المدينة واغلاقها، وتفتيش الداخلين إليها والخارجين منها.


عبدالجبار العتابي/بغداد: وسط دعوات لإجراء عملية تنقذ قضاء طوزخرماتو بشمال غرب العراق من عمليات إبادة جماعية بتفجيرات يومية يتعرض لها، اعرب اهالي القضاء عن سخطهم لما يتعرضون له من قتل وتدمير منذ عشر سنوات، مؤكدين أنهم يرون الموت يوميًا وتتهدم مساكنهم واداراتهم الحكومية، فيما الحلول غائبة.
 
إبادة النسل التركماني
اعرب وزير الدولة لشؤون المحافظات الدكتور طورهان المفتي، في حديث مع "ايلاف"، عن ألمه لما تتعرض له المدينة من فواجع، مؤكدًا وجود من يريد القضاء على نسل التركمان. قال: "ما يحصل في المناطق التركمانية وبالأخص في طوزخورماتو، هو امتداد للجدال بين الأحقية والمظلومية وما يراد بأهالي المدينة التركمانية هو عينه ما اريد بمن هم في واقعة كربلاء من انهائهم واطفاء أثرهم والقضاء على نسلهم، لكن إرادة الله اكبر من الطغاة، ويجب عدم نسيان وجود من يتاجر بدماء طوزخورماتو لاغراض سياسية، ومن هو نهارًا معهم وليلًا عليهم".
أضاف: "مظلومية طوزخورماتو التركمانية في تمسك أهلها بقضاياهم المصيرية، ما يعرضهم لدفع ثمن غالٍ أمام صمت الجميع الذين اتفقوا على ذبح طوزخورماتو من الوريد إلى الوريد، لكن هيهات منا الذلة، وهيهات أن نخسر قضايانا المصيرية، وما نواجهه بشع ومعقد لكنه لن يدفعنا للتخلي عن مدينتنا".
 
شظايا الحقد
اما وكيل وزارة الثقافة الاقدم جابر الجابري، فقد عبّر عن دهشته مما يحدث ومن ردود الفعل الحكومية. وسأل: "ماذا بقي في طوزخرماتو من سقوف وحيطان ونوافذ محطمة لم تتساقط على أهلها المعدمين والفقراء والعزل جراء التفخيخ اليومي، ومن بقي من شيوخها وشبابها وأطفالها ونسائها التركمان الشيعة، لتقطع أوصالهم بشظايا الحقد وعصف الإنفجارات؟".
أضاف: "أكثر من مائة شهيد وجريح سقطوا دفعة واحدة وبزمن قياسي لا يتجاوز الثواني الخمس، بأيدي قتلة مهووسين بصنع نوافير الدم وخلط الأشلاء البشرية، لرسم لوحاتهم التذكارية منذ ألف سنة من الحقد الجاهلي الأموي الصلف على كل ما يمت لعلي بن أبي طالب بصلة، وهذا ليس غريبًا  على أمة طحنت ضلوع الحسين ونادت على نسائه وأطفاله أن (لاتبقوا لأهل هذا البيت باقية)".

   

                   طوزخرماتو صورة لوسط المدينة
 
حزن جبال الطوز
اما الصحافية نرمين المفتي، فقالت: "لا أدري من أين جاء الحزن لجبال طوز، أغنية تركمانية تعود إلى عقود مضت، تصف جبال طوزخورماتو وبساتينها الجريحة، صغيرة كنت حين سمعتها للمرة الاولى وسألت كيف تشعر الجبال بالحزن؟ وكان الجواب حين تكبرين وتعرفين الظلم والمذابح التي تعرض لها التركمان ستكتشفين أن الجبال تحزن، وحين اصبح مروري بجبال طوز في طريقي إلى الدراسة ببغداد، لمست حزنها في لونها وتكوينها، وفي امتدادها نحو أفق ترجو منها الخلاص".
أضافت: "يبدو أن لا خلاص، فلا يمر يوم من دون استهداف طوزخورماتو والتركمان فيقتل المئات وتدمر عشرات المحال التجارية والبيوت، فتسيل الدماء وتلتصق بقايا بشرية بالجدران".
 
لا حلول ناجعة
من جانبه، استغرب المواطن البغدادي اسماعيل فرج، الموظف في وزارة التربية، الصمت الحكومي على معاناة أهل المدينة وعدم ايجاد حلول ناجعة للحد من تدميرها، وقال: "سبق لي أن ذهبت إلى هذه المدينة وشاهدت المأساة التي تعيشها والخراب الكبير فيها، ولا اعرف لماذا لا تجد الحكومة حلولًا ناجعة تجنبها الموت اليومي، واعتقد أن القضية متعمدة والتركمان مقصودون بهذا القتل".
اما اكرم حسن، طالب جامعي، فقال: "اعتقد أن الهدف الأساسي من كل هذا الذي يحدث للتركمان هو تغيير متعمد للتركيبة السكانية في المدينة لصالح الأكراد، وأرى أن معظم التفجيرات في هذه المدينة مدفوعة الثمن، فالصراع الكردي العربي على هذه المدينة كبير ومزمن، ولا يمكن أن تتغير كركوك الا حين يفنى التركمان، ومن المؤسف أن الحكومة العراقية نائمة".
 
تسويرها واغلاقها
اما الكاتب أحمد سعداوي، فقد وجد أن الحل الوحيد هو تسوير المدينة واغلاقها، وقال: "لماذا لا يغلقون طوزخورماتو بشكل كامل؟ لماذا لا يسوّرونها ويجعلون الدخول اليها والخروج منها ببطاقات امنية؟ لماذا تستمر التفجيرات في هذه المدينة الصغيرة المنكوبة؟".
اضاف: "على الحكومة أن تقوم بغلقها بشكل فعلي، وليذهب ايقاع الحياة الطبيعية إلى الجحيم، لكن لنحافظ على ارواح الناس، فتغلق المدينة من كل مداخلها، وأنا اعرف أنها ليست مدينة كبيرة، ويتم التدقيق الامني في الداخلين والخارجين، وهذا الامر يجب أن يقوم به ابناء المدينة انفسهم".

 

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

801 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع