شفق نيوز:في خطوة رمزية حملت دلالات سياسية أعلنت السلطات الإيرانية خلال حفل رسمي عن تغيير اسم شارع "خالد الإسلامبولي" المتهم الرئيسي باغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981.
وغيرت طهران اسم الشارع الشهير إلى شارع "الشهيد حسن نصرالله"، تكريما للأمين العام السابق لحزب الله اللبناني الذي قتل في غارة إسرائيلية على بيروت في 27 سبتمبر الماضي.
وشهد الحفل، الذي أقيم بحضور مسؤولين من مجلس بلدية طهران ووزارة الخارجية الإيرانية، وضع لوحة تذكارية تحمل اسم نصرالله، في إشارة إلى رغبة طهران في طي صفحة من التوترات التاريخية مع مصر وتعزيز التقارب الدبلوماسي بين البلدين.
وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن القرار جاء بعد تصويت أغلبية أعضاء مجلس بلدية طهران في جلسته العلنية رقم 334، بالتنسيق مع وزارة الخارجية، لتغيير اسم الشارع الذي ظل لأكثر من أربعة عقود رمزا للخلاف بين القاهرة وطهران، وأشارت إلى أن هذه الخطوة تُعد جزءا من جهود إيران لإزالة العوائق أمام استعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع مصر، التي انقطعت منذ الثورة الإيرانية عام 1979.
وفي وقت سابق رحب وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقرار في تصريحات لقناة "أون" المصرية، واصفا إياه بـ"خطوة جيدة" تزيل أحد المعيقات الرئيسية أمام تحسين العلاقات الثنائية، مؤكدا أن العلاقات المصرية-الإيرانية تشهد "تحركات إيجابية" على المستويين الثنائي والإقليمي، مع خطط لإطلاق آلية تشاور دون الوزارية لتعزيز التعاون في مجالات التجارة، الاقتصاد، والسياحة.
ومع ذلك أشار وزير الخارجية المصري إلى وجود "شواغل إقليمية"، مثل السياسات الإيرانية في المنطقة والضربات التي طالت قطر، مؤكدا أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
وجاءت هذه الخطوة في سياق تطورات دبلوماسية متسارعة، حيث زار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي القاهرة في يونيو، والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أول زيارة من نوعها منذ عقود، كما أعرب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، خلال لقائه سلطان عمان في مايو، عن دعمه لاستئناف العلاقات مع مصر، مما يعكس تحولا في السياسة الإيرانية.
وتأتي هذه الخطوة أيضا بعد لقاءات رفيعة المستوى بين الرئيس المصري والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في قمتي "بريكس" في قازان وقمة الدول الثماني النامية في القاهرة عام 2024.
وتدهورت العلاقات المصرية-الإيرانية منذ الثورة الإيرانية عام 1979، عندما استضافت مصر الشاه المعزول محمد رضا بهلوي، وقطعت طهران العلاقات الدبلوماسية مع القاهرة، وتفاقم التوتر عام 1981 عندما أطلقت إيران اسم خالد الإسلامبولي، الضابط المنتمي لجماعة الجهاد الإسلامي والمتهم باغتيال الرئيس أنور السادات خلال عرض عسكري في 6 أكتوبر 1981، على أحد شوارع طهران، معتبرة إياه "بطلا إسلاميا" بسبب معارضته لاتفاقية كامب ديفيد، حيث اعتبرت مصر هذه التسمية إهانة دبلوماسية، مما جعلها عقبة رئيسية أمام أي تقارب.
على مدى العقود ظلت العلاقات متقطعة، مع محاولات للتقارب، مثل لقاء الرئيس الإيراني محمد خاتمي مع حسني مبارك في جنيف عام 2000، وزيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى القاهرة عام 2012 بدعوة من الرئيس محمد مرسي، وفي 2023، التقى الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي بالرئيس السيسي في الرياض، مما مهد لتسارع الجهود الدبلوماسية.
454 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع