ترشح السوداني ودعوته الشرع أربكتا خصومه
العرب/بغداد - لوّح تيار الفراتين، الذي يترأسه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، بـ"فضح" أسماء الفاسدين في مؤسسات الدولة، محذرا من تكرار سيناريو استهداف السوداني، متحدثا عن "أطفال من داخل الأحزاب" يتحكمون بوزراء في الحكومة.
ويأتي هذا التهديد في ظل احتدام الصراع السياسي قبيل الانتخابات التشريعية، وتصاعد الجدل حول دعوة السوداني للرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة العربية في بغداد.
وقال عبدالهادي السعداوي عضو تيار الفراتين، في مقابلة تلفزيونية على قناة "دجلة" إن "التسقيط والانتقاد من قبل بعض السياسيين مستغرب"، متسائلا عن دوافع "تقليل" شأن رئيس الوزراء مقابل "مكاسب حزبية" قائلا "لماذا لا يكون الكيل بمكيالين وننظر إلى أرض الواقع، هل نجح رئيس الوزراء ببرنامجه الحكومي، وهل مسك السوداني العصا من المنتصف وأنقذ العراق من دائرة الحروب؟ وقدم خدمات للمواطنين؟ وأصلح الاقتصاد داخل البلاد؟".
وأضاف "إذا أرادوا فتح الأوراق فإنها مفتوحة وسنخرج ونتكلم بالأسماء إذا تكرر سيناريو استهداف السوداني، وسنكشف من هو اليوم يثير البلبلة في الداخل العراقي ويفسد في مؤسسات الدولة، ومن هو مسيطر على الوزراء".
وتابع السعداوي "هناك أطفالا من داخل الأحزاب يتحكمون بوزراء في الحكومة".
وأكد أن "من يعيبون على السوداني لقاءه بالشرع لم يتكلموا عن جلوس إيران إلى الولايات المتحدة وهي التي قتلت قائد فيلق القدس قاسم سليماني".
وجاءت تصريحات السعداوي بعد تحذيرات أطلقها ائتلاف دولة القانون، بزعامة نوري المالكي، من انشطار في البيت الشيعي بسبب سياسة السوداني، ومطالبته بتغيير بعض فقرات قانون الانتخابات لتشجيع المجتمع على المشاركة في الانتخابات.
كما أفادت تقارير إعلامية برصد أكثر من 20 هجوما وحملة إعلامية خلال الشهر الحالي استهدفت السوداني عبر وسائل الإعلام والمنصات المملوكة لفصائل مسلحة وقوى حليفة لإيران، تركزت على دعوته للرئيس السوري وحكومته، وأخرى تتعلق بقرارات للحكومة ذات طبيعة أمنية وسياسية وأخرى خدمية ومالية ترتبط بقطاع البنوك والأعمال.
وتصاعدت حدة التوتر بعد تداول مقطع فيديو لحارس شخصي للسوداني يتحدث عن تعرضه لضغوط من جهات معينة لإصدار أوامر بتنفيذ أفعال غير قانونية، موضحا أن بعضها تضمن طلبا صريحا منه خيانة رئيس الوزراء، وبعد رفضه تنفيذ تلك التعليمات تم نقله".
ولم يصدر أي تصريح أورد حكومي حول ما نشر بشأن حارس السوداني حتى اللحظة.
ويتزامن هذا التصعيد مع إعلان السوداني ترشحه للانتخابات، ما أربك حسابات المالكي الساعي إلى العودة لقيادة السلطة التنفيذية مجدّدا سواء بشكل مباشر عبر تسلم منصب رئيس الوزراء، أو بشكل غير مباشر عن طريق التحكم في المنصب من وراء الستار بعد إسناده لأحد ثقاته.
وتصاعد الجدل حول دعوة الشرع، حيث أعلن النائب علاء الحيدري اليوم الثلاثاء أنه قدم دعوى قضائية ضده، متهما إياه بالانتماء لتنظيم داعش.
ويأتي هذا في وقت تسلم فيه الشرع، الأحد، دعوة رسمية من العراق لحضور فعاليات القمة العربية المقرر انعقادها الشهر المقبل في العاصمة بغداد.
وبالتزامن جرى تداول وثائق تكشف أن الشرع كان معتقلا في العراق منذ الرابع عشر من مايو 2005، بموجب مذكرة صادرة عن مجلس القضاء الأعلى، وقد تم تسجيله حينها باسم وهمي هو "أمجد مظفر حسين النعيمي" في دائرة الإصلاح بسجن التاجي.
ويشهد الإطار التنسيقي خلافات حول دعوة الشرع، وسط تباين في المواقف بين مؤيد ومعارض. كما يواجه العراق تحديات داخلية وخارجية، بينها الصراع الأميركي الإيراني، والخلافات حول قانون الانتخابات، وتحديات اقتصادية وخدمية.
ويدور الحديث داخل أروقة السياسة، عن تمسك ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي بمطالبته في تغيير قانون الانتخابات، وسط انقسام قوى الإطار بين مؤيد ورافض".
وحدد السوداني موعد الانتخابات بشكل مبكر، قبل 7 أشهر من الموعد المحدد، في خطوة اعتبرها مراقبون "سابقة من نوعها"، تهدف إلى قطع الطريق على "المزايدات السياسية".
وتعد الانتخابات العراقية القادمة من أكثر الدورات تعقيدا منذ سنوات بحسب العديد من المراقبين، حيث بات العراقيون يواجهون العديد من المشكلات في اختيار ممثليهم، في ظل ارتفاع أعدادهم ووجود المال السياسي الذي يعيق وصول المستقلين للسلطة.
ويرى مراقبون أن إعلان الصدر عدم خوض الانتخابات المقبلة من شأنه أن يُحدث فراغا سياسيا داخل البيت الشيعي، ويفتح الباب أمام قوى أخرى لإعادة رسم خارطة التوازنات، في وقت يمر فيه العراق بتحديات داخلية معقدة تتطلب حضورا سياسيا قويا ومؤثرا.
ويعتقد متابعون أن غياب التيار الصدري عن المنافسة الانتخابية القادمة، سيعيد تشكيل الخارطة السياسية في العراق على نحو غير مسبوق، لا سيما أن التيار كان يشكل ثقلا نوعيا داخل البرلمان، فضلا عن تأثيره الشعبي والاجتماعي الواسع، ما سيمنح أطرافا أخرى الفرصة لملء هذا الفراغ، خصوصا تلك المتحالفة ضمن الإطار التنسيقي الذي يتطلع لتعزيز نفوذه.
686 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع