المصدر: (أ ف ب):أعلنت منظمة "بدر" انسحابها من تحالف رئيس الوزراء العراقي السوداني ، بالتزامن مع تحرك قوى أخرى مثل العصائب، للمشاركة بشكل مستقل في الانتخابات النيابية المقبلة.
ومن شأن هذه التطورات، أن تعيد رسم خريطة التحالفات داخل تحالف "الإطار التنسيقي" الحاكم.
ويأتي هذا الانسحاب في وقت تتسارع فيه الاستعدادات الانتخابية داخل قوى تحالف "الإطار التنسيقي"، وسط انقسامات متزايدة بشأن طبيعة المشاركة وشكل التحالفات، ما يكشف عن تصدع مبكر في الكتلة التي تشكلت لدعم الحكومة الحالية.
في المقابل، بدا تحالف الحكيم والعبادي أكثر تماسكاً، بحسب ما أكده عضو تيار الحكمة، علي الجوراني، الذي أشار إلى أن تحالف "قوى الدولة" سيضم أيضاً بعض الأحزاب التشرينية والمستقلين، في حين قررت حركة "صادقون" التابعة لميليشيا عصائب أهل الحق، خوض الانتخابات المقبلة بشكل منفرد، في خطوة توحي بتراجع منطق التحالفات الكبرى لصالح حسابات محلية دقيقة.
وقال الجوراني في حوار متلفز، إن "حزب الفضيلة قريب من المالكي وسينضم معه، بينما سنخوض نحن الانتخابات ضمن تحالف قوى الدولة، إلى جانب العبادي وبعض الأحزاب القريبة من منهجنا".
إعادة انتشار
بدوره، قال مصدر مطّلع في "الإطار التنسيقي"، إن "ما يجري، الآن، ليس تفككاً بقدر ما هو إعادة انتشار انتخابي محسوب".
وأضاف المصدر لـ"إرم نيوز"، أن "الذهاب بواجهات متعددة لا يعني القطيعة، بل هو تكتيك لضمان أكبر عدد ممكن من المقاعد في بيئات انتخابية متغيرة، خاصة في المحافظات المختلطة أو المتقلبة".
وأوضح أن "هناك اتفاقاً غير مكتوب بين عدد من القوى، مفاده أن التحالفات قد تُفكك قبل الانتخابات ولكنها ستُعيد التمركز بعد ظهور النتائج، بما يضمن عودة الإطار بصيغة جديدة إلى مشهد تشكيل الحكومات المحلية وربما التحالف المركزي لاحقاً".
وكشف أن "بعض الأطراف كانت ترى أن التحالف مع السوداني في هذه المرحلة قد يضعف حظوظها في مناطق محددة، لذلك اختارت أن تحتفظ بهامش من المناورة، لكنها لم تخرج من بيت الإطار فعلياً".
وتشكّل الإطار التنسيقي في أعقاب انتخابات تشرين 2021، كتحالف سياسي جمع الكتل الشيعية المقربة من إيران، بهدف التصدي لنتائج الانتخابات التي أسفرت حينها عن تراجع نفوذها، لصالح التيار الصدري.
ويضم الإطار كلاً من: ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، ومنظمة بدر بزعامة هادي العامري، وميليشيا عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، وتيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم، إضافة إلى قوى أصغر حليفة، مثل ميليشيات كتائب حزب الله، وسيد الشهداء.
تحالف السوداني
ويتجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لإعلان تحالف انتخابي جديد يحمل اسم "تحالف قرار"، يضم شخصيات وازنة من الإطار التنسيقي، أبرزهم رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، ووزير العمل الحالي أحمد الأسدي، إلى جانب نواب مستقلين في أغلب المحافظات، مع قوى سياسية تسعى إلى تقديم نفسها بوجه إداري وخدمي بعيداً عن الأطر الأيديولوجية التقليدية.
قوائم منفردة
بدوره، رأى الباحث في الشأن السياسي، علي ناصر أن "قوى الإطار التنسيقي اختارت النزول إلى الانتخابات بقوائم منفردة، بعدما تأكد الجميع بأن الانتخابات ستُجرى وفق القانون الحالي، القائم على اعتبار المحافظة دائرة واحدة".
وأوضح ناصر لـ"إرم نيوز"، أن "هذه الخطوة تهدف إلى اختبار شعبية كل قائمة على حدة، وتحديد استحقاقاتها بعد الانتخابات، وهو خيار يعكس وعياً وخبرة ميدانية لدى قوى الإطار في كسب أصوات الناخبين".
وأضاف أن "التحالفات الكبرى ستتشكل بعد إعلان النتائج، وقد يعود الإطار التنسيقي بصيغة جديدة وربما بأسماء مختلفة، لتشكيل القوة الشيعية الأكبر داخل البرلمان، مع إمكانية التحالف مع قوى سنية أثبتت حضورها في الشارع العراقي".
قلق من المفاجآت
وبالرغم الحديث عن وحدة "الإطار التنسيقي" بعد الانتخابات، إلا أن الهيكل التنظيمي الحالي قد لا يصمد أمام تصاعد التنافس الداخلي، خاصة مع رغبة كل طرف في إظهار حجمه الحقيقي داخل الشارع الانتخابي.
وهذا ما دفع التحالف إلى تبني آلية الانفصال المؤقت، عبر النزول بقوائم منفصلة، على أن يُعاد تشكيل الكتلة الجامعة بعد إعلان النتائج.
وبينما تتسارع التحضيرات الانتخابية في العراق، تحاول أطراف رئيسة في "الإطار التنسيقي" ترتيب أوراقها مبكراً، عبر ما يوصف بأنه "صفقة ما قبل الانتخابات"، لتفادي سيناريوهات الانقسام والصراع على رئاسة الحكومة كما حدث في 2022.
وتتمحور هذه التفاهمات حول تثبيت عدد مكونات الإطار دون توسيع، وتحديد شكل الحكومة القادمة قبل إعلان النتائج، في خطوة تهدف إلى تقليل مفاجآت اللحظة الأخيرة.
948 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع