إرم نيوز:تشهد مناطق تربية الجواميس في العراق حالات نفوق كثيرة لذلك الحيوان الذي يرتبط بالأذهان بإنتاج القيمر، وهي قشطة الحليب الدسمة التي تشكل جزءًا من هوية الطعام العراقي.
وخسر عدد من مربي الجواميس في مناطق تربيته في محيط بغداد وجنوبي العراق، في الأيام العشرة الماضية، أعدادًا كبيرة من قطعانهم داخل الحظائر بسبب مرض فيروسي يقولون إنه غامض.
وقالت تقارير محلية إن حالات النفوق بالمئات، وإن أحد المربين خسر 15 رأسًا من جواميسه، بسبب الفيروس الذي يتسبب بارتفاع حرارة شديد يعقبه نفوق سريع للجواميس.
وأظهرت صور نشرتها وسائل الإعلام العراقية أعدادًا كبيرة من الجواميس النافقة في مناطق ريفية مختلفة تعيش في الجواميس.
وإذا ما تزايدت أعداد الجواميس النافقة في العراق، لمدة طويلة، دون وجود حل طبي عبر الأدوية واللقاحات، فإن قطعان الجواميس ستشهد انخفاضًا في أعدادها التي تتراوح حاليًا بنحو 300 ألف رأس في عموم العراق.
ويصنع مربو الجواميس من حليب حيواناتهم تلك القيمر أو "الكيمر" باللهجة المحلية، وهو طبقة القشطة السميكة التي تتشكل في أعلى الحليب المغلي بعد تركه ليبرد.
وللقيمر شعبية واسعة بين العراقيين، وهو مفضل في وجبة الفطور الصباحي مع فطيرة الخبز والعسل، فيما يبدو القيمر تقليدًا شبه إلزامي في إفطار أيام الأعياد والمناسبات السعيدة، مثل الزواج.
ورغم ارتفاع سعره الذي يصل لنحو 20 دولارًا للكيلوغرام الواحد، فإن الإقبال عليه كبير، ويزيد مع ازدياد عدد السكان وتراجع أعداد الجواميس بفعل عوامل عديدة، مثل جفاف الأنهار التي تعيش فيها الجواميس، وقلة العلف وارتفاع أسعاره، وترك المربين لتلك المهنة الشاقة.
ويُعتقد أن وجود الجواميس قديم جدًا في العراق، بالاستناد لرسوماته على آثار حضارات قديمة قامت في بلاد ما بين النهرين (دجلة والفرات)، ما يعني قدم القيمر في تلك البلاد.
سبب نفوق الجواميس في العراق
تتباين التفسيرات في العراق لسبب نفوق عدد كبير من الجواميس في الأيام الماضية، فبينما يقول المربون إن النفوق يرتبط بفيروس يسبب مرضًا غامضًا لماشيتهم، ترى وزارة الزراعة أن الوفيات ناجمة عن الحمى القلاعية، وهو مرض مستوطن في العراق منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
وتواجه الوزارة ظهور الحمى القلاعية، التي تظهر بين الحين والآخر كلما توفرت الظروف المناسبة لذلك، من بينها انخفاض درجات الحرارة، عبر فرض حظر تجوال على العجول والجواميس بين المناطق التي ينتشر فيها الفيروس والسليمة.
فيما وصف رئيس اللجنة المالية في البرلمان العراقي، عطوان العطواني، حالات النفوق للجواميس بأنها "إبادة" تستدعي "تدخلا واهتماما بالغين من وزارة الزراعة، للوقوف على أسباب هذا المرض، والحفاظ على هذه الثروة الوطنية، التي تشكل مصدر دخل لآلاف العوائل في عموم مناطق البلاد".
وأضاف العطواني "كما ندعو الحكومة إلى إجراء تحقيق عاجل في أسباب تفشي هذا الوباء المجهول، بخاصة أن الروايات الشائعة تشير إلى استيراد شحنة عجول موبوءة، وإدخالها إلى البلاد، ما أدى إلى انتشار الفيروس الذي تحمله هذه الشحنة..".
وفي السياق ذاته، قالت النائبة ساهرة عبد الله الجبوري، في بيان آخر "سبق أن حذرنا وطرقنا كل الأبواب للحؤول دون السماح لهذه الباخرة المحملة بالعجول الحاملة لوباء وعتر جديدة إلى العراق، لما تسببه من كوارث على الثروة الحيوانية، والأدهى من ذلك على حياة المواطنين".
وكانت وزارة الزراعة العراقية، قد ردت الشهر الماضي حول مزاعم وصول شحنة عجول مريضة إلى ميناء أم قصر، قادمة من جيبوتي، مؤكدة أن العجول غير مصابة بمرض الطاعون.
1206 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع