أخبار وتقارير يوم ١١ تشرين الثاني

أخبار وتقارير يوم ١١ تشرين الثاني

رحلة 66 عاماً مع السدارة العراقية

رووداو ديجيتال:حسن أبو عباس، من أصول بغدادية أصيلة ويبلغ من العمر 82 عاماً، قضى سنوات طويلة منها بالعمل في شارع المتنبي.

يقول لشبكة رووداو الإعلامية إنه محتفظ بسدارته منذ عام 1958، أي منذ عهد عبد الكريم قاسم، ولا يزال يرتديها حتى يومنا هذا.

ورغم ارتباط السدارة بالزي العسكري منذ منتصف القرن التاسع عشر، إلا أنها ارتبطت في العراق بالعسكريين والمدنيين على حد سواء.

كان الملك فيصل الأول أول من ارتدى السدارة لتشجيع الناس على ارتدائها، ووزعها أحد مستشاريه، رستم حيدر، على الوزراء.

تراجعت شعبية السدارة تدريجياً بعد سقوط النظام الملكي في العراق، وكان آخر شخصية ارتدتها الرئيس الأسبق أحمد حسن البكر.
----------------------

١-الجزيرة ……لماذا يريد المسلمون الأميركيون إسقاط كامالا هاريس؟
أحمد غانم، مواطن أميركي من أصول مصرية يميل إلى الحزب الديمقراطي. ذات صباح، وحينما قَدِمت كامالا هاريس، المرشحة عن الحزب الديمقراطي، إلى ولاية ميشيغانلمخاطبة قواعدها الانتخابية استعدادا للمعركة التي ستخوضها ضد منافسها الجمهوري دونالد ترامب، سارع غانم لارتداء بدلة رسمية بدون أية إشارات سياسية، ثم توجه إلى مكان التجمع للالتحاق ببقية أعضاء الحزب ومناصريه.وبينما كان غانم جالسا يتصفح هاتفه، تفاجأ بإحدى المسؤولات عن التنظيم تطلب منه مرافقتها إلى الباب. وهناك سيجد العضو الديمقراطي "المسلم" شرطيا ينتظره ليبلغه رسالة واضحة وشديدة اللهجة: "يريدون منك الانصراف، لديك خياران لا ثالث لهما، إما أن تنصرف، وإما أن أضعك في المقعد الخلفي"، مشيرا إلى سيارة الشرطة التي كانت تقف أمام القاعة.حاول غانم الحصول على أية معلومات حول سبب منعه من حضور التجمع الانتخابي، لكن دون جدوى، ما دفعه إلى نشر مقطع فيديو على مواقع التواصل بعنوان: "المسلمون ممنوعون من حضور مؤتمر هاريس بميشيغان". مباشرة بعد ذلك، ستقوم حملة هاريس بالتواصل مع أحمد غانم للاعتذار عما حدث خلال ذلك اليوم، مؤكدة أنه سيكون مرحبا به دائما في المهرجانات الخطابية الأخرى للمرشحة الديمقراطية.رغم الاعتذار، لم يتلقَّ غانم التفسير الذي رغب في الحصول عليه حول ما حدث، وكان التفسير "المنطقي" الوحيد -من وجهة نظره- هو أنه مَثَّلَ إزعاجا بسبب "ما يُمثِّله" بصفته عربيا مسلما يدافع عن قضايا العرب والمسلمين داخل الحزب الديمقراطي، الذي يبدو أن علاقته بالمسلمين الأميركيين، الذين يُصنَّفون عادة ضمن قواعده الانتخابية التقليدية في الآونة الأخيرة، ليست في أفضل أحوالها، إلى درجة أن بعضهم يفكر في التصويت لدونالد ترامب، الذي كان حتى الأمس القريب "عدوا" صريحا لهم ولإخوانهم في الدين في باقي بقاع العالم.وفيما يبدو، فطن ترامب جيدا للفجوة بين الديمقراطيين والناخبين المسلمين وبدأ يسعى لاستغلالها، لدرجة أن غانم تلقى اتصالا من حملة ترامب لمعرفة مدى استعداده للمشاركة في حملة دعائية.المفارقة أنه مع التقارب الشديد لنسب تأييد المرشحَيْن، هاريس وترامب، في استطلاعات الرأي، ليس من المستبعد أن تكون أصوات أكثر من مليونَيْ ناخب مسلم حاسمة في تحديد هوية ساكن البيت الأبيض، خاصة أن مئات الآلاف من هؤلاء المسلمين يقيمون في الولايات المتأرجحة بين اللونين الأزرق والأحمر، التي من شأن نتائجها أن تُحدِّد مَن سيكون رئيس الولايات المتحدة القادم.

*(المسلمون إلى صفوف الديمقراطيين)
تاريخيا، كان تصويت المسلمين في الانتخابات الرئاسية متأرجحا بين الديمقراطيين والجمهوريين، حيث تميل آراء المسلمين إلى التوافق مع التوجهات الديمقراطية في قضايا الحريات السياسية والعامة، وتقبل التنوع ودمج الأقليات والتسامح مع المهاجرين، في حين أنهم يجنحون إلى التوجه الجمهوري المحافظ في مسائل التشبث بالزواج التقليدي والتمسك بقيم الأسرة ورفض تقنين "زواج المثليين" والإجهاض لأسباب دينية بالأساس.إضافة إلى تأييدهم للسياسات الاقتصادية الجمهورية الرامية إلى خفض الضرائب، وتشجيع رواد الأعمال، بحكم أن الكثير من المسلمين الأميركيين، خاصة الشرق أوسطيين منهم، هم من أصحاب الأعمال الخاصة.لذلك، بعد أن صوَّتت أغلبية المسلمين لصالح بيل كلينتون في التسعينيات، فإنهم عادوا وصوَّتوا بأغلبية ساحقة بلغت 70% لصالح المرشح الجمهوري جورج بوش الابن في انتخابات عام 2000، خاصة بعد تحدُّث بوش آنذاك عن إمكانية الوصول إلى اتفاق فيما يخص القضية الفلسطينية بطريقة "تحفظ حقوق جميع الأطراف"، وسعيه لاستقطاب الصوت المسلم خاصة في ظل احتدام المنافسة مع غريمه الديمقراطي آنذاك آل غور.لكن هذا "الود المصطنع" بين بوش والمسلمين لم يستمر طويلا، بعد أن كشفت إدارة المحافظين الجدد عن وجهها القبيح وقررت شن حرب شاملة على العالم الإسلامي الذي وصمته بـ"الإرهاب" بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001.كانت حقبة بوش والحرب على الإرهاب حاسمة في توجيه بوصلة المسلمين الأميركيين نحو الحزب الديمقراطي منذ انتخابات عام 2004، التي صوَّت المسلمون فيها بكثافة للمرشح الديمقراطي جون كيري (نحو 90%) في مواجهة بوش (الذي فاز بولايته الثانية)، وفي العامين 2008 و2012 صوَّت المسلمون أيضا بأغلبية ساحقة للمرشح الديمقراطي باراك أوباما (89% ثم 85% على الترتيب) ضد الجمهوريين جون ماكين ومِت رومني.استمر التوجه ذاته في عامَيْ 2016 و2020، حيث صوَّت أغلب المسلمين لصالح المرشحَيْن الديمقراطيين هيلاري كلينتون وجو بايدن ضد المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الجولتين. وبالتزامن مع ذلك، أظهرت استطلاعات الرأي ميلا واضحا للمسلمين تجاه الديمقراطيين، ومنها استطلاع لمركز "بيو" الشهير عام 2017 كشف أن ثلثَيْ المسلمين في الولايات المتحدة هم من ذوي الميول الديمقراطية (نحو 66%) مقابل 13% فقط يحملون ميولا جمهورية، والبقية يعتنقون توجهات تتأرجح حول برامج مختلفة ومرشحين مستقلين.أظهرت الدراسة نفسها أن 65% من المسلمين لم يكونوا متحمسين لرئاسة دونالد ترامب، مقابل 20% فقط رأوا أنه يُبلي بلاء حسنا بصفته رئيسا. تقف هذه الأرقام بعيدة من تلك التي حققها الرئيس الديمقراطي "باراك أوباما" الذي حاز رضا 76% من الجالية الإسلامية، فيما تذيَّل جورج بوش الابن القائمة بين الثلاثي بنحو 15% فقط من الراضين المعتنقين للإسلام.أكثر من ذلك، بدأ بعض المسلمين بمرور الوقت -اضطرارا على الأغلب- في التغاضي عن بعض أفكار الحزب الديمقراطي. تقول دراسة مركز "بيو" إنه رغم أن المسلمين هم أكثر الفئات محافظة في القضايا الاجتماعية الشائكة، فإن رفض البعض منهم، العلني لعدد من تلك القضايا قد خفت قليلًا بمرور الوقت، ويمكن إرجاع ذلك إلى سببين، أولهما عدم رغبة اتجاه منهم في التصادم العلني وصولا للعداء مع تصورات الجماعة السياسية الأقرب إليهم، والثاني أن الدفاع عن حقوق الأقليات الدينية، غالبا ما يتقاطع مع الدفاع عن الجماعات الديمقراطية الأخرى المدافعة عن حقوق الأقليات.كانت الإسلاموفوبيا إذن هي مَن دفعت المسلمين إلى مصاف الديمقراطيين، ولا نقصد هنا فقط العداء الداخلي للإسلام المتفشي في مصاف الأميركيين من أنصار التفوق الأبيض الذين يُمثِّلون نسبة لا يُستهان بها من مؤيدي وقيادات الحزب الجمهوري، ولكن أيضا العداء الذي أبدته الإدارات الجمهورية وعكسته سياساتها وحروبها تجاه المسلمين في أنحاء العالم.عن ذلك يقول "روبرت ماكاو"، عضو مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، إن الحزب الجمهوري أضحى خلال آخر عقدين تقريبا مركزا "للإسلاموفوبيا" بسبب تبني سياسات واضحة ضد المسلمين، وفي أحيان ضد الأجانب عموما.

*(لحظة الفراق)
في مقابل ذلك، وفَّر احتضان الحزب الديمقراطي للأقليات مهربا للمسلمين الأميركيين المحاصرين بين مطرقة التنميط الداخلي وسندان الوصم الخارجي، حتى لو لم تقدم الإدارات الديمقراطية فارقا يُذكر على صعيد السياسة الخارجية تجاه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتجاه مناصرة القضايا العادلة للمسلمين، خاصة القضية الفلسطينية.وكانت الحجة الضمنية للكثيرين من المسلمين الأميركيين في استمرار دعم الحزب الديمقراطي هي أنهم غالبا ما يختارون "أهون الشرين" أو "أقل الضررين"، مبتعدين عن مناصرة الجمهوريين الذين لا يتوانى الكثيرون منهم عن إظهار عدائهم للإسلام والمسلمين.يساعدنا إدراك هذا المنطلق على فهم الطريقة التي أثَّرت عبرها الحرب الإسرائيلية على غزة على عقول الأميركيين المسلمين وقلوبهم. عقليا، كان من الصعب أن يُعَدَّ الديمقراطيون "أخف الضررين" بعد أن تورطت إدارة جو بايدن في دعم حرب إبادة على غزة مستمرة منذ 13 شهرا بلا علامات على التوقف، خلَّفت أكثر من 43 ألف شهيد فلسطيني، وأكثر من 102 ألف جريح، فضلا عن آلاف المنازل المهدمة، ومئات الآلاف من اللاجئين.ووجدانيا، يمكننا أن نلمس بسهولة إحساس المسلمين بالخذلان من مواقف الحزب الذي يدعمونه، بمَن في ذلك بعض مَن تبوءوا مناصب قيادية داخل الحزب الديمقراطي.وعلى مدار أكثر من عام، فشلت جميع محاولات المسلمين في إصلاح توجهات الحزب الديمقراطي وإدارته الحاكمة تجاه الحرب، سواء عبر ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لوقف الإبادة ودعمها غير المشروط لجيش الاحتلال، أو في أدنى الأحوال وقف تزويد الجيش بالسلاح.والأنكى أن الحزب، الذي يعتبر التحذير من ما يصفه بـ "فاشية ترامب" إحدى النقاط الدعائية الرئيسية لحملته الانتخابية، لم يتوانَ عن انتهاك القانون المحلي والدولي، حيث وقف متفرجا على مشاهد محاصرة وفصل الأكاديميين والطلاب وتشويه سمعتهم بدعوى معاداة السامية بسبب انتقادهم لإسرائيل، فيما تلاعبت الإدارة الأميركية -ببجاحة تُحسد عليها- بمحاولة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، لدرجة أن مسؤوليها سخروا علنا من القضية، ما أرسل رسالة فاضحة حول مزاعم أميركا الالتزام بالقانون الدولي.وفي أعقاب تنحي بايدن عن السباق الرئاسي، أمل المسلمون أن خليفته كامالا هاريس سوف تتعهد بتصحيح أخطاء الإدارة الراهنة حال فوزها، لكن هاريس أظهرت تمسكا عنيدا بسياسة رئيسها بايدن، وفشلت في التعهد بإدانة إسرائيل أو معاقبتها أو فعل شيء مختلف لوقف الحرب، حتى لو كان مجرد حظر توريد الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل في إبادة المدنيين الغزيين وتسوية بلدهم بالأرض.وقد بررت هاريس موقفها هذا بأنها لا تريد منع إسرائيل من الدفاع عن نفسها ضد إيران والجماعات المدعومة منها، في إشارة إلى المقاومة الفلسطينية وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، ما أطلق رصاصة الرحمة على علاقتها بالناخبين المسلمين.على الجانب الآخر، يوقن المسلمون أن ترامب الجمهوري ليس أفضل حالا، وأنه قدَّم لإسرائيل خلال رئاسته السابقة جميع البطاقات الذهبية الممكنة، سواء سماحه بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، أو رعاية اتفاقيات التطبيع بينها وبين الدول العربية وصولا إلى مشروعه "صفقة القرن" الذي لم يسعفه الوقت لإكماله، حيث يصفي القضية الفلسطينية سياسيا مقابل حفنة من الأموال والمزايا الاقتصادية للفلسطينيين.وقد أظهر ترامب خلال حملته الانتخابية قليلا من التعاطف مع محنة الفلسطينيين في غزة، وكل ما فعله أنه دعا إسرائيل إلى إنهاء الحرب "بسرعة"، وهي ليست دعوة لوقف الإبادة بقدر ما هي دعوة لإكمالها سريعا، قبل أن يصبح الضجيج حولها غير محتمل.داخليا، لا يزال المسلمون يذكرون معاناة الماضي القريب، حين أقدم ترامب في الشهر الأول من ولايته السابقة، تحديدا يوم 27 يناير/كانون الثاني 2017، على توقيع مرسوم رئاسي هدفه "حماية الأمة من دخول الإرهابيين الأجانب إلى الولايات المتحدة الأميركية".منع هذا المرسوم دخول الأراضي الأميركية على رعايا 7 بلدان إسلامية هي العراق وسوريا والسودان والصومال واليمن وليبيا وإيران، كما علقت واشنطن وقتها استقبال اللاجئين المسلمين من البلدان التي تعيش حالة حرب، وعلى رأسهم اللاجئون السوريون الفارون من نيران نظام الأسد والحرب التي زج البلاد فيها.من الناحية النظرية، ليس من المستبعد أبدا أن يعيد ترامب الكَرَّة حال وصوله إلى السلطة مرة أخرى، فوفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، يعتنق ترامب صورة سلبية عن الإسلام، خاصة أنه أحاط نفسه سابقا -ولا يزال- بحفنة من الرجال المعادين للإسلام، مثل مايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق، وستيف بانون مستشاره السابق للشؤون الإستراتيجية، الذي كان ترامب قد منحه مقعدا دائما في مجلس الأمن القومي، ما يعني قدرته على التدخل في السياسة الخارجية، قبل أن يختلف الرجلان لاحقا.وبصرف النظر عن الأسماء، لا تخلو الدوائر المقربة من ترامب من المعادين للإسلام والمتبنين لسياسات مناهضة له في أقل الأحوال.
*(فرصة ترامب.. وعقاب المسلمين)
لكن ترامب، رجل الصفقات، لم يكن ليُفوِّت فرصة الاستفادة من الشقاق بين المسلمين والديمقراطيين من أجل دفع حظوظه السياسية. يدرك المرشح الجمهوري أنه يخوض أحد أكثر الانتخابات تنافسية، وأن هوامش الفوز سوف تكون ضيقة للغاية، خاصة في الولايات المتأرجحة.وكما تُظهر استطلاعات الأسبوع الأخير قبل الانتخابات التي أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز" وكلية سيينا، فإن نتائج جميع الولايات السبع تقع ضمن هوامش الخطأ، حيث تتفوق هاريس في أربع من الولايات السبع المتأرجحة؛ نيفادا (49% مقابل 46%)، وشمال كارولينا (48% مقابل 46%)، وويسكونسن (49% مقابل 47%)، وجورجيا (48% مقابل 47%)، بينما يتفوق ترامب في أريزونا (49% مقابل 47%)، وتتساوى الحظوظ تقريبا في كلٍّ من بنسلفانيا (48% لكل مرشح) وميشيغان (47% لكل مرشح).في ميشيغان تحديدا، الولاية التي تحتوي على 8.4 ملايين ناخب مسجل وتمتلك 15 صوتا في المجمع الانتخابي، تدور إحدى أكثر المناورات تأثيرا وخطورة في الانتخابات الحالية.ففي يوم السبت الموافق 26 أكتوبر/تشرين الأول، ظهر دونالد ترامب في أحد التجمعات الانتخابية بالولاية محاطا بعدد من أئمة المساجد والمراكز الإسلامية، أبرزهم اليمني الأصل بلال الزهيري، إمام الجامع الكبير بمدينة هامترامك في مقاطعة وين الذي تحدث عن وعود ترامب "بإنهاء سفك الدماء حول العالم، ووقف الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا"، فضلا عن التزامه "بالقيم العائلية وحماية الأطفال في المناهج والمدارس"، وهي مناسبة تلقفتها حملة ترامب لتعلن نجاحها في إقامة "التحالف الأكثر توسعا وتنوعا في التاريخ السياسي".أكثر من ذلك، انتهز ترامب الفرصة لدعوة المسلمين لعدم التصويت لهاريس بحجة أن لديها نوابا يكرهون المسلمين، في إشارة إلى النائبة الجمهورية السابقة ليز تشيني، ابنة نائب الرئيس الأسبق ديك تشيني، التي أعلنت دعمها لهاريس تأسيا بوالدها الذي كان أبرز الجمهوريين المعادين لترامب منذ ترشحه عام 2016.لدى مدينة هامترامك تحديدا رمزية خاصة للمجتمع السياسي المسلم في أميركا، بعد أن أصبحت عام 2021 أول مدينة يحكمها المسلمون بالكامل في البلاد إثر انتخابها 6 أعضاء مسلمين لمجلس المدينة، إضافة إلى العمدة عامر غالب، وهو يمني الأصل أيضا. يُعد غالب العمدة المسلم الوحيد في أميركا، وهو عضو في الحزب الديمقراطي، لكنه قرر التمرد على حزبه ودعم دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية علنا.ويعكس قرار غالب المزاج السائد بين المسلمين في أميركا حاليا بتزايد العزوف عن الديمقراطيين، حيث أظهر استطلاع أجراه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية "كير" أغسطس/آب الماضي أن 18% من الناخبين المسلمين في ميشيغان يؤيدون ترامب، مقابل 12% فقط يؤيدون هاريس، في حين قرر معظم المسلمين النأي بأنفسهم عن كلا المرشحين ومنح أصواتهم لمرشحين آخرين.تبدو تلك نسبة ضئيلة، لكن في ولاية مثل ميشيغان (وينطبق ذلك بنسب متفاوتة على غيرها من الولايات المتأرجحة) يمكن أن تسبب فارقا كبيرا في النتيجة، خاصة إذا علمنا أن دونالد ترامب حسم نتيجة الولاية عام 2016 بفارق أقل من 11 ألف صوت، في حين فاز بها بايدن عام 2020 بفارق 155 ألف صوت (ذهبت 86% من أصوات هامترامك لصالحه)، وهي تُظهِر حظوظا متماثلة للمرشحين المتنافسين في استطلاعات الرأي، ما يعني أن أصوات الولاية ربما تُحسَم بذلك الهامش الضئيل للمسلمين الذين قرروا دعم ترامب، أو الهامش الأوسع نسبيا لأولئك الذين قرروا التخلي عن هاريس.

*(الطريق الثالث)
يقودنا ذلك إلى حقيقة مهمة، وهي أنه على خلاف ما يُصوَّر، فإن المسلمين الأميركيين أو غالبيتهم لا يدعمون على الأرجح دونالد ترامب، ولكنهم قرروا ببساطة التخلي عن كامالا هاريس والحزب الديمقراطي. تُظهِر الاستطلاعات أن الرئيس جو بايدن حصل في انتخابات 2020 على ما بين 64% إلى 69% من أصوات المسلمين، في المقابل أظهر استطلاع نشره مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية "كير" الجمعة أن 41% فقط من المسلمين سوف يُصوِّتون لصالح هاريس، مقابل 10% ينوون التصويت لدونالد ترامب، أما النسبة الأكبر من المسلمين (42%) فقد قرروا التصويت لصالح جيل ستاين، مرشحة حزب الخضر المناهضة للحرب على غزة.تُعد ستاين بمنزلة "الطريق الثالث" الذي يفر إليه المتمردون على هيمنة الثنائية الحزبية في أميركا اليوم، والراغبون في نظام أكثر تعددية ولو بعد حين. من المؤكد أنه ليس لدى المسلمين أي أوهام حول إمكانية فوز شتاين بالانتخابات، لكنهم يرسلون رسالة حول يأسهم من السياسيين في كلا الحزبين، خاصة الديمقراطيين الذين استفادوا من دعم قرابة 4 ملايين مسلم (نحو 2.5 مليون صوت) على مدار آخر عقدين. والأهم ببساطة أنهم قرروا ضمنا رفع يدهم عن دعم هاريس، آملين أن ذلك سيكون كافيا لخسارتها الانتخابات، حتى لو كان البديل هو ترامب نفسه.وفقا لعينة عشوائية من الناخبين المسلمين تحدث إليهم موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، فإن الأمر يتعلق في أحد أبعاده بـ"تبرئة النفس" أو "الخلاص الشخصي"، حيث لا يرغب الكثير من المسلمين أن يضبطوا أنفسهم متلبسين بدعم نظام أيَّد وموَّل حربا دموية على أهلهم وإخوانهم لأكثر من عام. وبالنسبة إلى هؤلاء فإن الخيار هو بين مذبحة حقيقية تدور بالفعل حاليا (متمثلة في بايدن والديمقراطيين)، ومذبحة محتملة (متمثلة في ترامب)، وبهذه المعايير فإن الخيار الأسوأ هو "هاريس" وليس "ترامب".يأمل هؤلاء المسلمون أن تخسر هاريس الانتخابات بفارق الأصوات نفسه الذي سيمنحونه إلى مرشحة الخضر جيل شتاين أو حتى المرشحة الاشتراكية كلوديا دي لا كروز. أما النسبة الأقل التي اختارت دعم ترامب علنا، فإنهم يراهنون على عقلية ترامب بصفته رجل أعمال، وأنه ربما يغير سياساته تجاه المسلمين ولو قليلا إذا تيقن من فائدتهم السياسية، وأن المرونة التي أبداها خلال حملته الانتخابية يمكن أن تستمر خلال فترة رئاسته.يُعد هذا رهانا محفوفا بالمخاطر، وهو أشبه بمَن يطلق النار على قدميه وفق تقدير الكثيرين، خاصة مَن لا يزالون يرون الديمقراطيين "أقل الشرين". ويجادل هؤلاء أن رئاسية ترامب لن تكون وبالا على المسلمين في الخارج وفي مقدمتهم الفلسطينيون فحسب، ولكن على المسلمين الأميركيين أيضا. وبين هؤلاء وأولئك، يجد المسلمون في أميركا اليوم أنفسهم بين اختيارين صعبين للغاية؛ هاريس التي تحب إسرائيل وكانت تجمع مصروفها للتبرع للصناديق الصهيونية وهي صغيرة كما قالت ذات يوم، وترامب، مروج الإسلاموفوبيا، وصديق إسرائيل الذي يفخر أنه قدَّم لها ما لم يقدمه رئيس أميركي آخر عبر التاريخ.

٢-جريدة الصباح ……

السوداني يبحث خطوات رفع الحظر عن الخطوط الجوية العراقية
استعرض رئيس الوزراء محمد شياع السوداني،مع وفد الاتحاد الدولي للنقل الجوي (الاياتا)، خطوات رفع الحظر عن الخطوط الجوية العراقية، وبينما ترأس اجتماعاً لمتابعة إجراءات الوقود الخاص بإنتاج الطاقة، بحث خلال ترؤسه الاجتماع الدوري للمجلس الوزاري للأمن الوطني، مجمل الأوضاع الأمنية في البلاد.وذكر بيان لمكتبه، تلقته "الصباح"، أن "رئيس الوزراء، ترأس اجتماعاً مع وفد الاتحاد الدولي للنقل الجوي (الاياتا)، لمتابعة خطوات رفع الحظر عن الخطوط الجوية العراقية، ضم نائب رئيس الاتحاد كامل العوضي، ومدير منطقة الشرق الأدنى والخليج محمد ابش، ومساعد مدير السلامة والعمليات لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا جيرولد تومولكا".وأضاف البيان، أن "السوداني، استمع لشرح يتضمن آلية رفع الحظر المفروض على الخطوط الجوية العراقية في أوروبا، ومراحل إنجاز الخطة ضمن التوقيتات الزمنية المحددة، بما يضمن سرعة إنجاز هذا الملف المهم".وأصدر السوداني، بحسب البيان، مجموعة من التوجيهات لتذليل التحديات والمعوقات، واعتماد هيكل تنظيمي إداري من أجل تحقيق متطلبات المعايير الدولية الخاصة بعمل الخطوط الجوية.إلى ذلك، ترأس السوداني اجتماعاً لمتابعة إجراءات الوقود الخاص بإنتاج الطاقة.وذكر بيان آخر لمكتب رئيس الوزراء، تلقته "الصباح"، أن "السوداني ترأس اجتماعاً ضمّ وزارات المالية والكهرباء والنفط، خصص لمناقشة الوقود المستخدم في إنتاج الطاقة، والالتزامات المالية المترتبة على وزارة الكهرباء".وجرى، خلال الاجتماع، التأكيد على ضرورة تأمين المشتقات النفطية الخاصة بإنتاج الطاقة، من أجل إدامة عمل المحطات والمصانع، لما تمثله من أهمية في تحقيق التنمية التي جاءت في مقدمة أولويات الحكومة الواردة في البرنامج الحكومي.كما ترأس السوداني، أمس الأربعاء، الاجتماع الدوري للمجلس الوزاري للأمن الوطني، جرى خلاله بحث مجمل الأوضاع الأمنية في البلاد، والنظر في الموضوعات المطروحة على جدول الأعمال، واتخاذ القرارات والتوصيات اللازمة بشأنها.وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء، تلقته "الصباح"، أن "الاجتماع شهد مناقشة البرنامج الحكومي، في ما يتعلق بالملف الأمني، ومراجعة إنجازات الوزارات والدوائر الأمنية كافة، بعد مرور عامين من عمر الحكومة، وسبل تعزيز نقاط القوة والمعالجة الفورية للتحديات، مع استمرار عملية المتابعة للعمل الأمني والاستخباري ضمن توحيد الجهود في هذا الإطار، بما يحقق الأهداف المرسومة".وجدد المجلس الوزاري للأمن الوطني، وفقا للبيان، موقف العراق الثابت بدعم نضال الشعبين الفلسطيني واللبناني، واستنكار جرائم الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحقّهما، مؤكدا أن "ما جرى تداوله من أخبار تتحدث عن اتخاذ الأراضي العراقية منطلقاً لتنفيذ هجمات أو ردود على الاعتداءات، ما هي إلّا ذرائع كاذبة ومسوغات يراد لها أن تكون مبرراً للاعتداء على العراق وسيادته وحرمة أراضيه.وشدد المجلس على أن مصالح العراق العليا تحتم العمل على إبعاد أراضيه وأجوائه عن آلة الحرب التي يحاول الكيان الصهيوني توسيعها، انطلاقاً من سياساته العدوانية ضد بلدان وشعوب المنطقة.

٣-الجزيرة…لماذا تخلص نتنياهو من غالانت الآن تحديدًا؟
تعتبرُ إقالة يوآف غالانت من منصبه كوزير للدفاع خطوة لافتة وفي توقيتها المناسب، كما هي عادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد جاءت في ظلّ توترات داخلية واسعة بدأت بشأن قانون تجنيد الحريديم المثير للجدل، خاصة أنّ الحريديم هم الوحيدون الذين يملكون بيدهم عصمة هذه الحكومة، بالإضافة إلى مطالبة غالانت المُلحة بإقامة لجان تحقيق رسمية بشأن السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.كما أن هناك عددًا لا بأس به قد وصفه بأنه مجردُ حصان طروادة داخل هذه الحكومة، ولكن يبقى السؤال: لماذا الآن؟علينا أن نشير أولًا إلى الاختلافات بين إقالته الآن وبين ليلة الإطاحة به في مارس/ آذار 2023؛ فالاختلاف الأول كان وجودُ موجة احتجاجات عارمة، في حين أن غالانت بات هذه المرّة ضعيفًا أو "غير كاريزماتي"، فهذه المرة نرى أن موجةَ الاحتجاجات أصبحت أقلّ زخمًا – وإن كانت ستمتدُ لأيام – وفي غالبها تقتصر على ذوي الأسرى الذين استطاع نتنياهو عبر ممارسات عدة عزلهم حتى عن احتجاجات ما قبلَ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

ومن هنا نشيرُ إلى أنّ ترجمة شعور الحفاظ على الأمن القومي في الشارع الإسرائيلي تكونُ من خلال إظهار انشقاقات وانقسامات أقل أو شبه منعدمة، حتى وإن كان هناك الكثير من الامتعاض، فالعدوُ المتربصُ في الخارج لن يرأف بهم في ضعفهم وفقَ تعريفهم، والانقسام هو أول ملامح الضعف وأولى خطوات السقوط.كما أنّ غالانت فقدَ الكثير من شعبيته، وكسر الثقةَ بين أوساط المحتجين، سواء عن قصد أو بدون قصد أثناء محاولته احتواءَ نتنياهو، حيث تماهى مع الأخير في ظلّ الضغوطات التي مارسها عليه، أهمُها عندما خرج الكنيست لعطلته وبات شبهَ محدود الصلاحية، وفقد غالانت في ذلك القدرة على المناورة أمام نتنياهو.أما الاختلاف الثاني فيكمنُ في القدرة على الإضراب لإحداث الضرر الاقتصادي، ففي سبتمبر/ أيلول الماضي أعلن الهستدروت إضرابًا مفتوحًا في محاولة أخيرة للضغط على نتنياهو للدخول في صفقة تبادل الأسرى، لكنّ نتنياهو استغلّ ضعف القضاء وقدرته على المناورة السياسية لإبطال قرار الإضراب، وفي غضون ساعات تحوّل الإضرابُ المفتوح إلى إضراب نصف نهاري، ما يعني إضرابًا غير مجدٍ وفاشلًا، بل فاقدًا للشرعية أيضًا.إضافة إلى أنه حتى اللحظة، وَفق تقرير لـ"يديعوت أحرونوت"، لم يحوّل الهستدروت بدلَ تعويض للمضربين، وبالتالي لن يستطيعَ الهستدروت أن يلف حوله الكثير من المضربين، ولن يكون لديه القدرة على المناورة بالذات؛ لأنه فقد ذلك الزخم لأسباب أسمى كإعادة الأسرى.من هنا يتكشف ملمح اختلاف ثالث، وهو وجود معارضة ضعيفة، إذ لطالما كانت المعارضة محدودة الصلاحية في كنيست إسرائيل، وعملها لطالما كان مقتصرًا في أغلب الحالات على تقديم استجوابات، وقلّما هي المرات التي استطاعت بها إقالة حكومة أو معارضة تشريع قوانين مصيرية.ولربما هذا تحديدًا ظهر بشكل جليّ وواضح في سلسلة التشريعات الأخيرة التي تمثل طعنة في خاصرة الديمقراطية في إسرائيل، كقانون تجريم الأونروا، وإقالة المعلمين، وغيرها. ومع ذلك، لو فرضنا أن المعارضة كانت ستناور، فستجد طبعًا "منشقين" متمردين من داخل الحكومة؛ لتمرير قانون حجب الثقة، لكنها هذه المرة، خصوصًا بعد انضمام ساعر للحكومة، بحاجة لثمانية أعضاء بالإضافة إلى غالانت، مقارنة بالمرة السابقة التي احتاجت أربعة أعضاء لا غير. وهذا يأخذنا للاختلاف الرابع، وهو الليكود.إن كلمة الليكود بالعربية تعني "التكتل"، والليكود الآن بات الأكثر تكتلًا. في مارس/ آذار عام 2023، كان هنالك الكثير من الأصوات التي أبدت امتعاضها من هذه الخطوة من داخل الليكود، لا سيما تلك الأصوات التي رشحت لتقود ثورة ضدّ نتنياهو إن استمر في التعديلات القضائية.لكن هذه الأصوات رُشحت وغُربلت ولم يعد يُسمع لها أيّ ضجيج، خاصة أنها لا تملك شرعية ولا زخمًا لأقوالها في خضمّ حرب مصيرية باتت جزءًا من مصيرهم السياسي، بعدما رهنوا رقابهم في عهدة نتنياهو ما بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، ولربما كان لهم حظوظٌ أكثر وفرصةٌ أكبر للتمرد عليه قبل أن يغرقوا معه في وحل هذه الحرب التي لا نصر فيها ولا شيءَ مطلقًا فيها سوى حكم نتنياهو.ومن هنا لن يكون أمام غالانت المعزول إلا أن يعتزل حياته السياسية بعدما جُرّد من كلّ صلاحياته، ومن كلّ قدراته على المناورة.الاختلاف الأخير هو اختلاف على المستوى الخارجي، فالشأن الأميركي باعتباره الداعم الأول هو الأهم. إقالة غالانت، الذي يُعتبر رجل واشنطن الوحيد في هذه الحكومة بعد خروج غانتس وآيزنكوت منها، باتت تأكيدًا على سيناريو التعقيد الميداني الذي ضمره نتنياهو خلال الشهرين المقبلين ليعقّد المشهد أمام أيّ مخرج سياسي ممكن أمام أية إدارة قادمة في أواخر يناير/ كانون الثاني المقبل، ولكن تبقى مخاوفه من تحرر بايدن من القيود الانتخابية، ولربما ستحاول ليّ ذراع نتنياهو كفرصة أخيرة لتصحيح مسار وسمعة "إرث بايدن". وغالبًا فإن العلاقات الأميركية الإسرائيلية ستشهد تصعيدًا لافتًا، لكن لن يصل حدّ الخلاف المعلن ميدانيًا. لكن مراهنة نتنياهو هي مراهنة على تصحيح المسار مع الإدارة القادمة أيًا كانت، من خلال مناورة سياسية دبلوماسية والعودة لإستراتيجية "من يرمش أولًا يخسر".لكن وبعد كل ما سبق لا بد أن نسأل، ما أثر ذلك على إسرائيل الحكومة والحرب؟نتنياهو بات وزير الدفاع بشكل فعلي، فكاتس محدود الصلاحية والفكر، ولربما كان أحد أسوأ وزراء خارجية إسرائيل، وفي مشهد حرج كهذا يمكن القول إنه وصمة عار في هذه المشهدية التي جلّ ما أتقن من دبلوماسيتها هو التغريد على منصة إكس، لكن من يحتاج وزير خارجية ما دامت الولايات المتحدة تقوم بالدور الدبلوماسي الإسرائيلي بشكل متقن؟كما أن نتنياهو لطالما اعتبر هذه الوزارة مقبرة سياسية، فإمّا مُقالين أو مستقيلين، كغالانت وبينيت مثلًا أو وزير دفاع محدود الصلاحية كليبرمان. ومع ذلك فإن الوضع مع كاتس مختلف، فهنا نتحدث عن تعيين صوري، غالبًا قال فيه نتنياهو لكاتس: "تعالَ كل صباح الساعة الثامنة ضع بصمة إصبعك ثم اختفِ"، وبهذا يكون نتنياهو هو وزير الدفاع الفعلي.فالمشهد ليس مستهجنًا إسرائيليًا، فلقد كان رؤساء وزرائها يحتفظون بهذا المكتب لأنفسهم، لكن المختلف في المشهد أنهم كانوا رؤساء هيئة أركان سابقين. فهل أعمت نتنياهو الفاقد للتجربة العسكرية نرجسيته؟هذا مقرون بنائب الوزير الذي سيعينه نتنياهو، تمامًا كما فعل مع كثير من حكوماته السابقة، حيث احتفظ ببعض الوزارات لنفسه، وعيّن نوابًا عمليين. فهل سيعين نائب وزير براغماتيًا يجيد التحدث "بالأميركية" واللغة "الأمنية" ويتقن المناورات اللوجيستية؟وبالحديث عن نية إقالة رئيس الأركان هرتسي هاليفي، فإنّ الإقدام على إقالة رئيس هيئة الأركان ورئيس الشاباك، سيكون ضربًا من الجنون، ولذا أرجّح أن يكون التلويح بهذه الورقة ضربًا من "التسريبات" الكلاسيكية في هذه الحرب في محاولة لتحريك الشارع، ولكن بكل الأحوال لن يكون قرار الإقالة بهذه السرعة.ومع ذلك، بتنا نتحدثُ عن هرتسي هاليفي الضعيف مُسبقًا، الضعيف بشكل مطلق، ففي كل مرة تخرج أصوات متمردة من داخل الجيش، ويشكل ذلك نوعًا من المتاعب لنتنياهو، خاصة أنه لا يريد أن يتورط أكثر في وحل هذه الحرب، التي باتت خسائرها الإستراتيجية من الناحية العسكرية شبه محسومة، وبالذات أن الخسارة ستسجل على الجيش بشكل مباشر.هذا بالإضافة إلى لجان التحقيق في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، والمطالبة بحسم الجبهة الشمالية على الأقل. كل هذه المتاعب أدت إلى أن يقوم نتنياهو بسحب ورقة السند من الجيش، وهو غالانت، تمامًا كما فعل في يوليو/ تموز الأخير حين هدد بإقالة غانتس وآيزنكوت، اللذين استقالا بدورهما. وبعدها رأينا كيف بات الجيش أكثر انصياعًا وتماهيًا مع رغبات نتنياهو.بالإضافة إلى وجه ضعف آخر، حيث إن اتخاذ القرارات العسكرية كان في السابق عبارة عن مناورة بين رئيس الحكومة، ووزير دفاعه، ورئيس هيئة الأركان. أما منذ هذه اللحظة، فسيكون على هرتسي هاليفي المناورة أمام نتنياهو كرئيس للحكومة ونتنياهو كوزير للدفاع، مما يضعه في موقف حرج وصعب.السيطرة على الجيش من قبل التيار الديني الصهيوني باتت أقرب إلى الواقع، خصوصًا في ظلّ وجود حكومة قومية دينية يمينية، تملك سلطة التعيينات المطلقة. وأي استقالة أو إقالة لهرتسي هاليفي ستعني تفردًا واحتكارًا تامًا لليمين المتطرف فيما يخص التعيينات المصيرية لإسرائيل.فهل سنرى رئيس هيئة أركان من التيار الصهيوني الديني لأول مرة في تاريخ إسرائيل؟ من المؤكد أن هذا هو المشهد الذي لطالما حلمت به هذه الحكومة منذ بدايات مشروع التعديلات القضائية.والآن، وبعد إزالة "حصان طروادة" الأخير من أروقة الحكومة، وفقًا للمنظور الديني الحريدي والصهيوني القومي، يمكن القول إنها باتت أكثر استقرارًا، تناغمًا، وانسجامًا. بل يمكن القول إن غالانت أصبح مثالًا يُضرب لمن تسوّل له نفسه إزعاج سير هذه الحكومة من داخل أروقة الليكود أو حتى الصهيونية الدينية، خاصة بعد أن أصبح ساعر مطلق الولاء في المنصب الوزاري الأهم في مسيرته السياسية.في خلفية كل هذا، يبقى واقعٌ واحدٌ أكيد تفرزه هذه المعطيات، وهو أن إسرائيل لم تكن يومًا بهذه الهشاشة.

٤-سكاي نيوز……بعد خسارتها أمام ترامب.. ماذا ستفعل كامالا هاريس؟

تستعد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس لمغادرة منصبها خلال 74 يوما، دون خطط واضحة لما ستقوم به لاحقًا أو كيف ستستمر في حياتها كمواطنة، وهي المرة الأولى التي تجد فيها نفسها في هذا الوضع منذ انتخابها كمدعية عامة لمنطقة سان فرانسيسكو في عام 2003.أشار أصدقاؤها ومساعدوها وحلفاؤها السياسيون إلى أن التفكير في خطوتها التالية لا يزال مبكرًا، ولكنهم يرون أن لديها العديد من الخيارات المطروحة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".

*(الترشح مرة أخرى)

قد تختار هاريس الترشح مرة أخرى، رغم عدم وجود دلائل على أن الديمقراطيين يسعون لترشيحها مجددًا، خاصة بعد فوز ترامب الساحق في المجمع الانتخابي.كانت هاريس قد حصلت على ترشيح الديمقراطيين جزئيًا بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق قبل وقت قصير من انعقاد الانتخابات التمهيدية للحزب.

*(الترشح لمنصب أدنى)

يُعدّ العودة إلى مجلس الشيوخ خيارًا نظريًا، ولكنه غير مرجح، نظرًا لأن كاليفورنيا ستشهد عضوين في مجلس الشيوخ في أول فترة كاملة لهما.كما ستشهد الولاية سباقًا مفتوحًا لمنصب الحاكم في عام 2026، لكن من غير المتوقع أن ترغب هاريس في التنافس ضد ديمقراطيين آخرين مثل إيليني كونالاكيس، التي أعلنت ترشحها بالفعل.

*(الانضمام إلى القطاع الخاص)

مع علاقاتها الواسعة مع العديد من رجال الأعمال في واشنطن وكاليفورنيا، يمكن لهاريس الانضمام إلى شركة محاماة أو مجموعة ضغط في القطاع الخاص.

*(الانضمام إلى مؤسسة فكرية)

يمكن لهاريس أيضًا أن تلتحق بإحدى المؤسسات الفكرية، كما يفعل العديد من السياسيين، ومع ذلك قد يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها أقل من طموحاتها السياسية.

*(تأليف كتاب)

قد تتجه هاريس إلى تأليف كتاب عن تجربتها السياسية والقانونية، وهو ما قد يثير اهتمام العديد من الأميركيين الراغبين في معرفة كواليس عملها مع بايدن وخسارتها الانتخابات أمام ترامب، الذي وصفته سابقًا بأنه "تهديد فاشي للديمقراطية".

*(فترة نقاهة)

أخيرًا، قد تختار هاريس الاستمتاع بفترة نقاهة، وقضاء وقت أكبر في ممارسة هواياتها المفضلة، مثل تناول الطعام اللذيذ الذي تحبه أو المشي في حديقة "روك كريك" بواشنطن لتخفيف ضغوط ما بعد الانتخابات

٥-أمستردام (رويترز) – أرسلت إسرائيل طائرتين إلى هولندا يوم الجمعة لإعادة مئات من مشجعي كرة القدم الإسرائيليين بعد هجمات وقعت ليل الخميس في شوارع أمستردام وصفها مسؤولون بأنها معادية للسامية رغم وجود أدلة على ترديد هؤلاء المشجعين شعارات استفزازية. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تدخل شرطة مكافحة الشغب في اشتباكات ردد فيها بعض المهاجمين عبارات معادية لإسرائيل. لكن بعض اللقطات أظهرت أيضا مشجعين إسرائيليين يرددون شعارات معادية للعرب قبل المباراة مساء يوم الخميس.وقالت رئيسة بلدية أمستردام فمكه هالسما يوم الجمعة إن مشجعي فريق مكابي تل أبيب “تعرضوا للهجوم والإساءة والرشق بالألعاب النارية” وإن شرطة مكافحة الشغب تدخلت لحمايتهم ومرافقتهم إلى الفنادق. وأضافت أن خمسة أشخاص على الأقل تلقوا العلاج في المستشفى.وشددت السلطات الإجراءات الأمنية في المدينة حيث تجمع المئات يوم الخميس لإحياء ذكرى مذبحة (ليلة الزجاج المكسور) التي ارتكبها النازيون ضد اليهود في أنحاء ألمانيا يومي التاسع والعاشر من نوفمبر تشرين الثاني عام 1938.وزادت حوادث معاداة السامية في هولندا منذ أن شنت إسرائيل هجومها على غزة بعد هجوم لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول العام الماضي، وأبلغت العديد من المنظمات والمدارس اليهودية عن تلقيها تهديدات ورسائل كراهية.وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن أمر إرسال الطائرتين جاء بعد “واقعة عنيفة للغاية” استهدفت مواطنين إسرائيليين في أعقاب المباراة بين فريقي أياكس أمستردام ومكابي تل أبيب. ويوصف أياكس أمستردام عادة بأنه ناد يهودي.وقال المكتب “هذه واقعة خطيرة تمثل إشارة تحذير لأي دولة ترغب في الالتزام بقيم الحرية”.وأظهر مقطع فيديو تحققت رويترز من صحته مجموعة من الرجال يركضون بالقرب من محطة أمستردام المركزية، ويطاردون أشخاصا آخرين ويعتدون عليهم بالضرب، بينما كانت صفارات الإنذار الخاصة بسيارات الشرطة تدوي.لكن مقطع فيديو آخر تم التحقق منه أظهر مشجعي فريق مكابي وهم يشعلون ألعابا نارية ويهتفون “الفوز للجيش الإسرائيلي، سنقضي على العرب”.وقال رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف إنه شعر “بالفزع إزاء الهجمات المعادية للسامية على مواطنين إسرائيليين”. وشدد على أن “هذا أمر غير مقبول على الإطلاق”.وأضاف أنه أكد لنتنياهو في اتصال هاتفي على “أنه سيتم تحديد هوية الجناة ومحاكمتهم”.وتحدث الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج مع الملك الهولندي فيليم ألكسندر الذي قال إنه “عبر عن الذعر الرهيب والصدمة إزاء الأعمال الإجرامية المرتكبة”.ونقل هرتسوج عن الملك قوله إن هولندا أخفقت في مساعدة مجتمعها اليهودي خلال الحرب العالمية الثانية تحت احتلال واضطهاد النازية ومرة أخرى يوم الخميس.

٦-واشنطن/الدوحة (رويترز) – قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لرويترز إن الولايات المتحدة أبلغت قطر بأن وجود حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في الدوحة لم يعد مقبولا بعد أن رفضت الحركة خلال الأسابيع القليلة الماضية أحدث مقترح للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن في غزة.لعبت قطر، إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، دورا رئيسيا في جولات المحادثات غير المثمرة حتى الآن للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب الدائرة منذ عام في غزة. وفشلت الجولة الأخيرة من المحادثات في منتصف أكتوبر تشرين الأول في التوصل إلى اتفاق، إذ رفضت حماس اقتراح وقف إطلاق نار قصير الأمد.وقال المسؤول الكبير الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته “بعد رفض حماس للمقترحات المتكررة للإفراج عن الرهائن، لم يعد من الممكن الترحيب بقادتها في عواصم أي شريك للولايات المتحدة. أوضحنا ذلك لقطر في أعقاب رفض حماس قبل أسابيع لمقترح آخر للإفراج عن الرهائن”.وأضاف المسؤول أن قطر قدمت هذا الطلب إلى قادة حماس قبل نحو عشرة أيام. وكانت واشنطن على اتصال بقطر بشأن موعد إغلاق المكتب السياسي للحركة، وأبلغت الدوحة أن الوقت قد حان الآن.ونفى ثلاثة مسؤولين في حماس أن تكون قطر قد أبلغت قادة الحركة بأنهم لم يعودوا موضع ترحيب في البلاد. ولم يرد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية على الفور على طلب للتعقيب.ولم يتضح بعد ما إذا كان القطريون قدموا مهلة محددة لقادة حماس لمغادرة البلاد.وتحاول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن القيام بآخر المساعي لوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة ولبنان، لكن انتخاب دونالد ترامب كرئيس جديد للولايات المتحدة يقلل على نحو واضح من نفوذ واشنطن في الأسابيع الأخيرة لبايدن في السلطة.وفي الجولات السابقة من محادثات وقف إطلاق النار، أدت الخلافات حول المطالب الجديدة التي قدمتها إسرائيل بشأن الوجود العسكري المستقبلي في غزة إلى عرقلة الاتفاق، حتى بعد أن قبلت حماس نسخة من اقتراح وقف إطلاق النار الذي كشف عنه بايدن في مايو أيار.وقال مصدر قريب من المحادثات لرويترز في أغسطس آب إن الحركة في ذلك الوقت خشيت أن تقابل أي تنازلات تقدمها بمزيد من المطالب.وفي نوفمبر تشرين الثاني الماضي، أدى مسار المفاوضات في الدوحة إلى هدنة لمدة سبعة أيام في غزة، مما سمح بالإفراج عن العشرات من الرهائن المحتجزين في غزة مقابل مئات السجناء الفلسطينيين، وتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع الساحلي المدمر، قبل استئناف سريع للأعمال القتالية التي استمرت منذ ذلك الحين.

مع تحيات مجلة الكاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1169 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع