سعودية تلفت الانتباه بتحدي الأكل وسط تحذير من خبراء التغذية

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 25 تشرين1/أكتوير 2024 13:47

العربية نت:أشعلت الشابة السعودية "رنا علي مطر" وسائل التواصل بمسابقات تحدي الأكل، والقدرة الفريدة على تناول كميات كبيرة من الطعام في وقت قصير، مما أتاح لها المشاركة في مسابقات تحدي الأكل، في الوقت الذي لفتت فيه الأنظار بين مؤيد ومعارض.

فلسفة غذائية

في حديث خاص مع "العربية.نت"، أوضحت رنا أنها طالبة في السنة الثالثة بقسم التغذية في إحدى الجامعات، وأنها تؤمن بأن اختيار الطعام هو قرار شخصي يعود للفرد، وليس قرارًا يتخذ بناءً على آراء أطباء التغذية في حال عدم وجود عائق صحي يؤثر عليه. ومع احترامها لهذه المهنة، إلا أنها ترى أن كل جسم مختلف تمامًا عن غيره، وليس من المنطق أن يتبع نظامًا غذائيًا مطابقًا لشخص آخر.

وأشارت إلى أن الدراسات تُظهر أن البشر لا يتساوون في نوعية الطعام وتأثيره على الأفراد بناءً على بيئاتهم المختلفة.

تأثير البيئة على عادات الأكل
وتحدثت رنا عن تأثير البيئة في عادات الأكل، حيث قالت: "على سبيل المثال، تختلف عادات الأكل بين سكان الرياض وجدة وأبها، حيث تلعب طبيعة السكان دورًا كبيرًا في ذلك". وأكدت أن البكتيريا النافعة في الأمعاء تختلف من مكان لآخر، مما يؤثر على صحة الأفراد وطبيعة اختياراتهم الغذائية.

تحديات الأكل
وتحدثت رنا عن تجربتها في تحديات الأكل التي بدأت منذ عامين في 2022، حيث اكتشفت قدرتها على تناول كميات كبيرة من الطعام بعد مشاركتها مع أحد المشاهير في تحدٍ مشابه وفازت به، تقول: "مشاركتي في التحدي جعلتني أدرك قدراتي المذهلة في تناول الطعام بسرعة".

وأكدت رنا أنها تحرص على الصيام المتقطع كأسلوب حياة، وتتناول جزءًا من وجباتها اليومية خلال التصوير، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة وتمارين التنفس التأملية للاستمتاع بصحتها. وأضافت: "كل شيء في حياتنا يستهلك سعرات حرارية، حتى طريقة المضغ والبلع".

وتحديات التقليد
وحول تقليد الآخرين لها، أكدت أنها وضعت على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، أن هذا الأمر يخصها فقط، وأنها لا تدعو أحدًا لتقليدها، وأشارت إلى ردود الفعل من الناس الذين تساءلوا عن سبب عدم زيادة وزنها، أنها لا تخاف من الأكل بشكل عام، ولا تفضل الأكلات المؤذية للجهازها الهضمي مثل الشطة الحارة والمشروبات الغازية.

تحدثت رنا أيضًا عن إنجازاتها، حيث فازت في حوالي سبع مسابقات، مشيرة إلى أن أصعب تحدٍ كان تناول تشكن تندر بكميات كبيرة في أقل من خمس دقائق، بينما كانت الشاورما هيا الأسهل بالنسبة لها.
مستقبل تحديات الأكل: رؤيتها الشخصية
أعلنت رنا أنها تنوي الاستمرار في تحديات الأكل من دون توقيت أو التقييد بوجبة في دقيقة، حيث ترى أن التنوع في تصوير المحتوى مطلوب، مؤكدة أن تناول الطعام هو تجربة شخصية لا ينبغي أن تحددها معايير اجتماعية أو ضغوط خارجية.

إلى ذلك، حذرت خبيرة التغذية، الدكتورة رويدة الإدريسي، من المخاطر الصحية الناتجة عن ظاهرة تحدي الأكل، مشددة على أهمية الرقابة على هذه الممارسات، وأوضحت الإدريسي أن الترندات المتعلقة بالأكل تمثل تهديدًا خطيرًا، خاصةً أن العديد من المتابعين لهذه البرامج لم يصلوا بعد إلى مرحلة النضج الإدراكي، مما يجعلهم غير واعين لمخاطر الأكل السريع الذي قد يؤدي، لا قدر الله، إلى الوفاة، بالإضافة إلى التسبب في مشاكل صحية مثل التلبك المعوي وتوسيع حجم المعدة.

وأكدت الإدريسي أن هذه العادات الغذائية الخاطئة تؤدي مع مرور الوقت إلى زيادة الشراهة والسمنة، وهي مشكلة يعاني منها المجتمع بشكل متزايد. وأشارت الإدريسي إلى أن مقاطع الفيديو التي تسعى للانتشار من خلال مسابقات تحدي الأكل يمكن أن تضر بصحة جيل كامل، داعيةً إلى وضع قوانين صارمة لتنظيم هذه المحتويات.