خاص- "مصيدة الجواسيس".. هكذا تُجنّد إسرائيل العملاء في لبنان

إرم نيوز:أظهرت مجريات الحرب الإسرائيلية على لبنان، أن ما تحققه الحرب الاستخباراتية تكاد تفوق النتائج التي تحققها المواجهات العسكرية الميدانية على أرض المعركة.

ومع التفوق التكنولوجي، تمكنت اسرائيل من اغتيال عدد كبير من قادة حزب الله، واستهداف مخازن أسلحته، وخرق شبكات الاتصال الخاصة به، إلا أن الأكيد أن إسرائيل اعتمدت، بدرجة كبيرة، على شبكات التجسس التي أرفدتها بالمعلومات، مكّنتها من معرفة واقع قادة حزب الله في الجنوب أو في الضاحية الجنوبية.

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على لبنان، تمكنت القوى الأمنية في لبنان، من القبض على عشرات العملاء الذين يقدمون الخدمات والمعلومات لإسرائيل، ومنهم من كان من صفوف حزب الله، أو من بيئته الحاضنة، وآخرون يقيمون في مناطق تخضع لنفوذ الحزب.

وإضافة إلى اللبنانيين، تم القبض على عدد من السوريين الذين يعملون في هذه المناطق، وأوقعت بهم أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

عشرات العملاء
وقالت مصادر أمنية لـ "إرم نيوز" إن "التحقيقات مع المتهمين الذين وقعوا في فخ الموساد، كشفت أنهم بدأوا العمل من خلال تقديم معلومات لوكالات إعلام غربية وأجنبية عن القتلى الذين سقطوا بالقصف الأسرائلي، وتصوير بعض المواقع بعد استهدافها.

وأكدت المصادر، أن الموساد حاول تجنيد عملاء في الحقل العام أو مقربين من مركز صنع القرار في حزب الله أو محيطه قبل الحرب.

كما أوضح أن الموساد كثّف من جهوده في الفترة الأخيرة، لتنجيد عملاء قادرين على تزويده بأي معلومات بغض النظر عن وظيفتهم أو أهمية عملهم، حتى أنهم كانوا يتقاضون مبالغ زهيدة مقارنة مع ما يدفع عادة للعملاء لتقديم المعلومات.

وبحسب المصادر، فإن "نشاط العملاء اقتصر على تصوير مواقع الاستهداف، والأضرار، وعدد القتلى، والإصابات وهوياتهم، ومعظمهم تم تجنيدهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال حسابات وهمية."

وأشارت المصادر، إلى أن قصة الممرض في لبنان، الذي أُلقي القبض عليه منذ فترة، بتهمة التعاون مع إسرائيل، أكبر دليل على استخدام التواصل الاجتماعي للمراقبة، وتحديد اهتمامات المستخدم، وأساليب الإيقاع به، بعدما لاحظ من قاموا بتجنيده أنه "يقوم بوضع إعجابات للمسابقات وربح جوائز، فأدركوا حاجاته إلى المال، والأهم الربح السريع".

المصادر أوضحت أيضًا، أن الأجهزة الأمنية اللبنانية، أحالت أكثر من 20 قضية لمتهمين بالتعاون مع إسرائيل إلى المحكمة العسكرية خلال العام الحالي التي ستصدر أحكامًا بحق المدانين بالسجن تتراوح من سنة إلى 3 سنوات، وهي مدة قصيرة يقتضي النظر بها لزيادة العقوبات لردع التعامل مع إسرائيل."

مصيدة العملاء

من جانبه، قال الخبير في مجال الاتصالات والمعلوماتية العميد د. محمد عطوي لـ "إرم نيوز": إن "إسرائيل تجنّد العملاء بالطرق التقليدية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال تحديد بنك معلومات للأشخاص الذين يمتلكون معلومات تهمهم، وإغرائهم بالمال أو الهدايا".

وفي الآونة الأخيرة لجأت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، بحسب العميد عطوي، لوسائل التواصل الاجتماعي، للبحث عن عملاء جدد في بعض المناطق الحساسة، والإيقاع بهم من خلال حسابات مزيفة.

وأشار العميد عطوي، إلى أن الإيقاع بالعملاء الجدد يتم بعد مراقبة حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ومعرفة اهتماماتهم، وجمع معلومات عن أوضاعهم المادية من خلال إعلانات توظيف برواتب مغرية في شركات أجنبية.

وأوضح أن عملية التجنيد تمر بثلاث مراحل، أولها تحديد الأشخاص ووظائفهم في المؤسسات الحكومية أو الأمنية أو القطاع الخاص أو حتى المتعطلين عن العمل وبحاجة لأموال، ثم يتم نصب شرك أو فخ لإيقاعهم، وفي بعض الأحيان عبر ابتزازهم بصور أو علاقات جنسية، وصولاً إلى المرحلة الأخيرة وهي تطوير العلاقات وتكليفهم بمهام محددة للوصول إلى الغاية التي يريدونها.

وضاعفت إسرائيل من نشاطها لتجنيد عملاء عبر منصات "إنستغرام، وفيسبوك، وتويتر، وغوغل"، وموقع التوظيف "linkdin"، أو مواقع متخصصة للتوظيف، بحسب العميد عطوي.

وقال إن "معظم المجنّدين لصاح إسرائيل، كان هدفهم الحصول على المال"، مشيرًا إلى أن "الموساد حاول استهداف السوريين المتواجدين في المناطق الخاضعة لسيطرة ، بسبب أوضاعهم المالية المتردية".

وأشار عطوي إلى "مسؤولية الحكومات في حماية خصوصية مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، مبينًا أن بعض الدول الأوروبية، بدأت سنَّ قوانين تحمي المستخدمين وبياناتهم الشخصية، وتغرّم من يخرق هذه الخصوصية بمبالغ طائلة.

وختم قائلاً:"للأسف هذه القوانين غير موجودة في لبنان".

وكانت الأجهزة الأمنية اللبنانية، تمكّنت، في سبتمبر \ أيلول الماضي، من اعتقال عدد من المتعاملين مع الجيش الإسرائيلي، ومن بينهم ممرّض "محمد ش"، قام بتزويد الاحتلال بمعلومات أمنية، وصور، وإحداثيات حسّاسة، قبل أن ينجح فرع المعلومات في توقيفه، فيما طلب قاضي التحقيق العسكري فرض عقوبة بالسجن تتراوح بين 3 و15 سنة على العميل.

وكشفت وسائل إعلام لبنانية وقتها، تفاصيل مسيرة العميل منذ لحظة تجنيده عبر الإنترنت وصولاً إلى لحظة القبض عليه وانكشاف أمره، وبحسب ما نشر في بيروت حول قصة العميل، فإن المدان، هو محمد ش، من مواليد العام 1995، من بلدة الطيري الجنوبية، كان يتفاعل مع منشورات على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ويضع إعجابات على إعلانات تجارية، عندما استهدفته الاستخبارات الإسرائيلية في ربيع العام 2023.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

756 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع