حزب الله يخسر المئات من مقاتليه قبل اندلاع حرب محتملة

 عائلات مقاتلي حزب الله تدفع ثمن التصعيد

ميدل ايست اونلاين:بيروت - ارتفعت حصيلة قتلى حزب الله اللبناني في المواجهات مع إسرائيل أو في ضربات جوية انتقائية استهدفت كبار قادته الميدانيين، إلى 346 عنصرا مع اعلانه اليوم الأربعاء مقتل 4 من مقاتليه دفعة واحدة في أعلى حصيلة منذ بدء الصدام في الثامن من اكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

وتثير هذه الخسائر التي لم يسبق للحزب أن تكبدها حتى في الحرب الأهلية السورية الدموية التي اندلعت في 2011 وانخرط فيها الحزب المدعوم من إيران في 2013، أسئلة حول استراتيجيته في مواجهة هجمات إسرائيلية باتت مقلقة حتى للمقربين منه. كما تثير حيرة أنصاره الذين لطالما تغنوا بقدراته العسكرية وبقدرته على الردع من خلال امتلاكه ترسانة صاروخية ضخمة بعضها قادر على الوصول الى قلب تل أبيب.

طبيعة الرد المحدود كذلك باتت تثير استغراب دوائر تراقب نشاط حزب الله منذ حرب العام 2006 التي استمرت نحو شهر والتي شكلت انعطافة في الصراع الدائر بين الطرفين والتي منها انطلقت الجماعة الشيعية في تغيير معادلة المواجهة بتخطيط وادارة من قبل قائد فسلق القدس الراحل الجنرال قاسم سليماني المشرف على وكلاء إيران في الخارج.

وتعتبر حصيلة قتلى الحزب مرتفعة، مقارنة مع عدد قتلاه في حرب عام 2006 التي خسر خلالها 263 مقاتلا عندما استهدفت إسرائيل مواقع في أنحاء لبنان خلال صراع استمر لأكثر من شهر

ونعى الحزب في بيانين منفصلين حسن محمد علي صعب (صادق) مواليد 1970 من بلدة يارون .. وجهاد أحمد حايك (حيدر) مواليد 1999 من بلدة عدشيت في جنوب لبنان.
ولاحقا نعى الحزب حسن المجتبى يوسف أحمد (كيان) مواليد 1997 من بلدة رشاف وسكان بلدة عيتيت في جنوب لبنان.
وقال إن العناصر الثلاثة "ارتقوا شهداء على طريق القدس"، وهو تعبير يستخدمه للإشارة إلى قتلاه بنيران الجيش الإسرائيلي، دون تفاصيل. وفي بيان رابع الحزب وهبي محمد إبراهيم (هادي) مواليد 1989 من بلدة كفركلا في جنوب لبنان.
وفي وقت سابق، قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن الجيش الإسرائيلي أطلق رشقات نارية على بلدة كفركلا الحدودية من مرابضه في مستوطنة المطلة بالأسلحة الرشاشة.
وأكدت أن المدفعية الإسرائيلية استهدفت بلدة كفركلا ومنطقة هورا بين كفركلا وديرميماس وبلدة الخيام وسهل مرجعيون.
وسبق أن أعلن الحزب المدعوم من إيران في بيان اليوم الأربعاء أن عناصره "شنوا هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية، استهدف تموضع جنود العدو وانتشارهم داخل مستعمرة المطلة، وحققوا فيهم إصابات مؤكدة".
والثلاثاء استأنفت الجماعة اللبنانية مهاجمة شمال إسرائيل بعد هدوء حذر بدأ الأحد أول أيام عيد الأضحى واستمر 48 ساعة.
كما نشر الحزب مقطع فيديو لما قال إنها مشاهد رصد جوي لمنشآت عسكرية ومناطق حيوية شمال إسرائيل، بينها ميناء حيفا، بواسطة طائرة استطلاع لم يرصدها الجيش الإسرائيلي.
بدورها، قالت وكالة الأنباء اللبنانية إن الطيران الإسرائيلي الحربي والمسير جدد غاراته لليوم الثاني تواليا على بلدة البرغلية، وأخرى على المنطقة الواقعة لجهة البحر بين بلدتي البرغلية والشبريحا (جنوب).
ولم تفد الوكالة بوقوع إصابات، لكنها أوضحت أن إحدى الغارات استهدفت فيلا تعود للوزير الأسبق علي عرب وأشارت إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي "كثف من غاراته حيث استهدف مرتين متتاليتين وسط بلدة الخيام" وأوضحت أنه "أغار صباحا على بلدة يارون في قضاء بنت جبيل حيث أفيد عن وقوع إصابات".

وقال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله اليوم الأربعاء إنه لن يكون هناك مكان في إسرائيل آمن من هجمات الجماعة في حالة اندلاع حرب أوسع مع إسرائيل، كما وجه تحذيرا إلى قبرص وأجزاء أخرى في منطقة البحر المتوسط وأضاف أن إسرائيل تعرف أن "لدينا بنك أهداف كاملا وحقيقيا ولدينا القدرة على الوصول إلى هذه الأهداف".

ومضى يقول "الجيش الإسرائيلي يعرف أن ما ينتظره أيضا في البحر الأبيض المتوسط كبير جدا. لكن إذا فتح حربا مع لبنان موضوع البحر المتوسط بيصير شي مختلف تماما يعني، بكل سواحله، كل شواطئه، كل موانئه، كل بواخره، كل سفنه، وهو يعرف أنه ليس قادرا على أن يدافع عن كيانه. هذا الجيش غير قادر أمام معركة بهذا الحجم".

وأظهرت الجماعة لأول مرة أن بإمكانها ضرب سفن في البحر عندما أصابت سفينة حربية إسرائيلية في البحر المتوسط خلال حربها عام 2006.

وتشير تقارير وسائل الإعلام والمحللين منذ سنوات إلى أن حزب الله حصل على صواريخ 'ياخونت' روسية الصنع المضادة للسفن في سوريا، بعد أن انتشرت قواته هناك قبل ما يزيد على عقد لمساعدة الرئيس بشار الأسد في محاربة الحرب الأهلية في البلاد.

كما هدد نصر الله قبرص للمرة الأولى قائلا إنها تسمح لإسرائيل باستخدام مطاراتها وقواعدها لإجراء تدريبات عسكرية.

وقال "يجب أن تحذر الحكومة القبرصية من أن فتح المطارات والقواعد القبرصية للعدو الإسرائيلي لاستهداف لبنان يعني أن الحكومة القبرصية أصبحت جزءا من الحرب وستتعاطى معها المقاومة على أنها جزء من الحرب".

ومن غير المعروف أن قبرص تتيح للجيش الإسرائيلي استخدام أي مرافق برية أو قواعد عسكرية، لكنها سمحت في الماضي لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي لإجراء تدريبات جوية من حين لآخر، ولكن لم يحدث ذلك مطلقا في أثناء الصراع.

واستخدمت بريطانيا قاعدتان عسكريتان خاضعتان لسيادتها داخل قبرص في عمليات بسوريا، وفي الآونة الأخيرة في اليمن ولم يكن للحكومة القبرصية رأي في هذا الشأن. وكانت قبرص مستعمرة بريطانية حتى عام 1960.

وجاء خطاب نصر الله خلال تأبين لقيادي في حزب الله قُتل في غارة إسرائيلية الأسبوع الماضي وهو أكبر شخصية في الجماعة تلقى حتفها حتى الآن في الصراع الحالي مع إسرائيل.

وردا على مقتله، شن حزب الله أكبر هجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل. وعبر مسؤولو الأمم المتحدة عن قلقهم إزاء هذا التصعيد، كما زار المبعوث آموس هوكستين إسرائيل ولبنان لحث الجانبين على تجنب توسيع نطاق الصراع.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1057 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع