إذاعة العراق الحر/فارس عمر:لكل دولة نشيد وطني يُعزف ويُقرأ في مناسبات معينة منها اثناء الزيارات الرسمية أو البطولات الرياضية والدورات الاولمبية أو في المدارس، ويكون جزء من التربية الوطنية. ولكن بعض الدول تعزف النشيد الوطني قبل العروض المسرحية أو السينمائية مثلا.
وبحسب المنظمة الدولية للأناشيد الوطنية فان النشيد الوطني هو المعادل الموسيقي لشعار الدولة أو درعها أو علمها. وتختلف الأناشيد الوطنية من حيث الأهمية والمعنى والدلالة الوطنية.
فان النشيد الوطني الهندي مثلا أغنية كتبها الشاعر طاغور وأُنشدت لأول مرة في جلسة لحزب المؤتمر الوطني الهندي اواخر عام 1911 أي قبل 37 عاما على نيل الهند استقلالها من بريطانيا.
والنشيد الوطني الاميركي مقاطع من قصيدة كتبها الشاعر الاميركي فرانسيس سكوت كي في غمرة حرب الاستقلال ضد بريطانيا.
والعراق ايضا قرر ان يختار كلمات من تأليف شعرائه مثل شاعر العرب محمد مهدي الجواهري أو رائد الشعر الحديث شاكر بدر السياب.
وفي حين ان شعوب الهند ذات القوميات والمذاهب والطوائف والأديان واللغات المتعددة تفهم نشيدها الوطني الذي كُتب في الأصل باللغة البنغالية فان السياسيين العراقيين من ممثلي القوميات المختلفة لم يتفقوا حتى الآن على الصيغة النهائية للنشيد الوطني العراقي الجديد ولغته أو لغاته.
وفي جلسة البرلمان يوم الخميس الماضي كانت الخلافات حاضرة كعهدها عندما طُرح مقترح قانون النشيد الوطني. وقررت رئاسة مجلس النواب تأجيل التصويت هذه المرة بسبب اعتراضات النواب الكرد بالأساس.
اذاعة العراق الحر التقت رئيس لجنة الثقافة والاعلام في مجلس النواب علي الشلاه الذي قال ان اعضاء اللجنة متفقون على نص النشيد الوطني ولكن الاختلاف يدور على البيت الكردي موضحا ان الأبيات المتفق عليها لكلمات النشيد الوطني مستلة من قصائد ثلاثة شعراء عراقيين هم الجواهري والسياب ومحمد مهدي البصير.
واوضح الشلاه ان النص المقترح للنشيد الوطني العراقي لا يتضمن أكثر من لغة ولكنه يختتم بعبارة "عاش العراق" بلغات متعددة وان مقترح الكرد الداعي الى اضافة بيت آخر باللغة الكردية مرهون بموافقة النواب عليه من خلال التصويت.
عضو مجلس النواب عن التحالف الكردستاني محمة خليل لفت الى ان اللغة الكردية هي اللغة الثانية في العراق وان للكرد حقا دستوريا في اضافة لغتهم الى نص النشيد الوطني مؤكدا ان النواب الكرد اقترحوا ترجمة بيتين من احدى قصائد الجواهري في نص النشيد الوطني.
وتعلل النائب التركماني عن ائتلاف العراقية أرشد الصالحي ايضا بالدستور لاسناد مقترح التركمان الداعي الى تضمين النشيد الوطني بيتا بلغتهم القومية طالما ان الدستور يعترف بهم مكونا اساسيا من مكونات الشعب العراقي.
واعترف النائب التركماني ارشد الصالحي بأن قضية النشيد الوطني تعثرت وما كان ينبغي ان تتخذ المنحى الخلافي الذي اتخذته مشددا على ان التركمان حاولوا تيسير الموافقة على النص المقترح مكتفين بترديد البيت الأخير بلغتهم واللغة الكردية.
استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حميد فاضل اعتبر ان الخلاف على النشيد الوطني مظهر آخر من مظاهر المحاصصة وضعف الهوية الوطنية العراقية مشيرا الى وجود اكثر من علم واعتماد نشيد وطني في الوقت الحاضر كتبه شاعر فلسطيني ولحنه لبنانيان.
واستبعد الاكاديمي فاضل ان يتوصل البرلمان الى حل لقضية النشيد الوطني بطريقة تختلف عن الاساليب التي دأب البرلمان على استخدامها مع القضايا المهمة الأخرى باللجوء الى التوافقات التي تكرس الانقسام ، على حد تعبيره.
تقول المنظمة العالمية للأناشيد الوطنية ان اقدم نشيد وطني في العالم هو النشيد الياباني والهولندي وان قبرص ابتداء من عام 2010 اصبحت الدولة الوحيدة التي تستخدم النشيد الوطني لدولة أخرى هي اليونان.
وفي العراق كان النشيد الوطني يتبدل مع كل انقلاب وتغيير في الحكم وتعين على مواطنيه ان يحفظوا خمسة اناشيد وطنية في اقل من قرن.
1269 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع