المقامات الدينية العراقية تشهد إقبالاً في رمضان

  

      في الكاظمية حيث ضريح الإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد

       

انحسرت السياحة الدينية في رمضان بسبب الأوضاع الأمنية لتقتصر على المقامات الدينية الكبيرة التي تتمتع في الغالب بحراسات أمنية كثيرة، وتتوفر فيها الخدمات بدرجة عالية.

وسيم باسم/بغداد: في وقت أكدَ فيه عضو لجنة الأمن النيابية اسكندر وتوت، هذا الاسبوع وجود معلومات استخبارية تفيد بوجود نوايا إرهابية لاستهداف الأسواق والأماكن المزدحمة خلال شهر رمضان، فإن العراقيين يسعون الى تجنب العنف والتفجيرات بقضاء جل وقتهم في البيوت، أما بعد الافطار فإن الوقت المفضل هي العتبات المقدسة في الأماكن التي تتواجد فيها. وبسبب الاوضاع الامنية انحسرت السياحة الدينية في رمضان لتقتصر على المقامات الدينية الكبيرة التي تتمتع في الغالب بحراسات أمنية كثيرة، وتتوفر فيها الخدمات بدرجة عالية.  ولأن الساحات والأماكن الخضراء على ندرتها باتت هدفًا للارهاب، فقد سعى الناس الى تجنبها، قدر الامكان.

الخدمات في المقامات الدينية

وعدا ذلك، فإن ارتفاع درجات الحرارة، وانقطاع الكهرباء يجعلان الناس يهرعون الى المقامات الدينية حيث تتوفر الكهرباء وأجهزة التكييف ناهيك عمّا توفره من أجواء دينية يحرص عليها المسلم في رمضان.
وتقول ام عصام إن أفضل مكان لقضاء فترة ما بعد الافطار في المدن التي تضم مقامات دينية، الساحات الواسعة التي تحيط بتلك المراقد والمقامات. وتضيف : يجلس الناس يؤدون الصلوات ويتسامرون، ويتعرفون على بعضهم ويتبادلون الاحاديث.

وتتابع : في مدن مثل كربلاء والنجف(جنوب بغداد) والكاظمية في العاصمة، وهي التي تضم أكبر المقامات الدينية يتوافد الناس من أنحاء العراق لقضاء رمضان. وبحسب رئيس لجنة السياحة والآثار البرلمانية بكر صديق، في حديث معه فإن السياحة الدينية في العراق تعاني من ضعف الاستثمار والتنظيم ايضاً. وقال : ذروة السياحة الدينية سواء العلوية أو الحسينية أو الكيلانية، تبلغ ذروتها في أيام المناسبات الدينية مثل رمضان.

وأضاف : في شهر رمضان هناك ضعف في استثمار السياحة الدينية، وايضاً ضعف بالتنظيم، مما يؤثر على السياحة بالبلاد.  ويعتبر العراق من أكثر الدول في أعداد المراقد والمقامات الدينية الاسلامية سواء كانت سنية أم شيعية، وكذلك الديانات الاخرى، ولهذا تزدهر السياحة الدينية فيه على مدى العام وتتعزز بدرجة اكثر في المناسبات الدينية لاسيما رمضان.

أهم الأماكن الدينية في العراق

من أهم الأضرحة والمقامات التي يقصدها السياح من مختلف أنحاء العالم، ضريح علي بن أبي طالب في النجف، وضريحا الحسين وأخيه العباس في كربلاء، وكذلك ضريح الإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد في الكاظمية في بغداد، وكذلك ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء، وضريح أبو حنيفة النعمان وعبد القادر الكيلاني في بغداد، وضريح الصحابي الجليل سلمان في منطقة المدائن قرب بغداد. وغيرها من عشرات الأضرحة في المدن المختلفة.

وبالنسبة لأم عصام فإن يومي الجمعة والسبت هما الوقت الأنسب لقضاء أوقات مفيدة وممتعة في العبادة والتعارف وتوزيع الثوابات في المقامات الدينية. ويؤكد سليم حيدر الذي يعمل في مجال الفندقة في الكاظمية في بغداد أن رمضان يعزز السياحة الدينية للاماكن المقدسة. ويتابع: بالإضافة الى العامل الروحي والوازع الديني الذي هو الدافع الأساس لزيارة العتبات المقدسة والأضرحة المقدسة فإن استتباب الأمن وتوفر الخدمات من تبريد وكهرباء ومرافق خدمية، يدفعان الناس اليها اكثر. ولا يقتصر الأمر على العراقيين، بل أن الكثير من السياح من أنحاء بلدان العالم المختلفة يقصدون هذه الاماكن في رمضان بصفة خاصة.
وكانت الجهات الأمنية العراقية نبّهت المواطنين الى أن المجاميع الارهابية غيّرت توقيت التفجيرات وبدأت بتنفيذها ليلاً حيث يخرج الناس بعد زوال حرارة الجو الى المناطق الترفيهية والأسواق.

السياحة الداخلية والخارجية

ويعتبر رمضان هذا العام الأشد بين السنوات السابقة من ناحية ارتفاع درجات الحرارة حيث تصل درجة الحرارة في الظل ما بين 41 إلى 45 درجة مئوية. لكن ذلك بحسب رحيم الاسدي لا يحول دون التمتع والاستفادة من فضائل الشهر الكريم، كونه مناسبة للصيام والإطعام والتسبيح والمروءة. وفي أغلب مدن العراق فإن المكان الأكثر أمنًا في رمضان هو المساجد والحسينيات على الرغم من استهدافها من قبل الارهاب لاسيما في ديالى والموصل. ويقول الأسدي إن السياحة الدينية الداخلية والخارجية تتعزز بشكل كبير في رمضان.

ويتابع : اضافة الى ذلك، فإن الناس دأبت على جعل المساجد سواء كانت صغيرة أم كبيرة، مفتوحة الى وقت متأخر. ويضيف : في الايام الخوالي فإن الكثير من المساجد والمنتديات الاجتماعية تبقى الى ما بعد منتصف اليوم بسبب استتباب الامن، لكن ذلك يصعب في الوقت الحاضر. وتتميز المقامات الدينية ايضًا بعقد جلسات قراءة القرآن و مجالس الوعظ، ويتعاظم التزاور بين الناس. وفي رمضان أيضًا يتكافل الناس في هذه المقامات لمساعدة الفقراء عبر التبرع بإقامة الولائم لهم وتوزيع المواد الغذائية على العوائل المتعففة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

658 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع