آخر ماقاله صدام للامريكان‏.....

              

آخر أوراق صدام: ماذا قال للأمريكان في التحقيقات معه
لن أعترف بأخطائي أمام عدوي "أمريكا"!!
وثيقة امريكية جديدة عن أقوال صدام في التحقيق معه
خاص لمجلة كاردينيا:

كشفت السلطات الأمنية الأمريكية عن تفاصيل التحقيقات التي أجرتها مع صدام حسين بعد القبض عليه في ديسمبر 2003 وقد ظهرت على شكل تقارير ووثائق. بعضها يخص الحرب العراقية الإيرانية 1980 – 1988. والأخرى تخص عملية الأنفال ضد المتمردين الأكراد، ومذابح حلبجة، وهي النقطة التي تحدث عنها صدام بالقول إنه كان شراً لابد منه.. كون وحدة الدولة كانت في خطر محدق.. نتيجة التحركات العدائية في الشرق والشمال والتي لم ينس اتهام عناصر إيرانية بالوقوف وراءها..
كما أكد صدام على علم الولايات المتحدة الأميركية بنية العراق استخدام الأسلحة الكيميائية للقضاء على هذه التحركات.. مما أدى إلى مقتل أعداد كبيرة.. كان بينهم من لا ناقة له ولا جمل في هذا الأمر.. طبقاً لأقوال صدام نفسه.
الوثيقة التالية تتحدث عن أنه تم محاورة صدام حسين السجين عالي الأهمية رقم واحد في مركز اعتقاله بقاعدة العمليات، بمطار بغداد في السابع من فبراير،وكانت أقواله كالتالي:

السؤال الأول عن نظرته لنفسه كحاكم وإنجازاته خلال فترة توليه السلطة.
 قال صدام: لقد خدمت الشعب العراقي لفترة طويلة جداً وأعتبر أن أفضل الإنجازات التي قدمتها هي نظام الرعاية الاجتماعية للعراقيين.. بما فيه دعم النظام التعليمي والصحي وتطوير الصناعة والزراعة والقطاعات الأخرى التي غيرت من حياة العراقيين.
وأضاف صدام: «إنه في عام 1968 كان العراقيون بالكاد.. لا يملكون أي شيء.. المزارع كانت بدائية وفقيرة، اقتصاد العراق كان معتمدًا بالدرجة الأولى على تصدير النفط عبر شركات أجنبية لم يكن للحكومة أي سيطرة عليها، لم نكن نصنع أي شيء وكل المنتجات كنا نستوردها من الخارج.. والنظام الصحي كان متدهوراً للغاية ولم يكن بمقدور الفقراء تلقي العلاج.. وكانت حالات الوفاة تتراوح بين 60 إلى 70 في المائة من المرضى.. لم تكن هناك شوارع ممهدة تقريباً في المناطق الريفية وشوارع المدن كانت سيئة جداً.. كما كان التعليم متدهوراً وكان الثري فقط من يستطيع إرسال أبنائه إلى الجامعات».

وفي سؤال آخر عن الأخطاء الكبري التي يرى أنه قد ارتكبها.. قال صدام: «كل البشر يرتكبون الأخطاء الخالق وحده هو من لا يخطئ،.. ثم وجه كلامه للمحاور قائلاً: «أنت شخص ذكي وربما الحوار بين شخصين مثقفين لا يكون مفيدًا أو ناجحًا.. إذا ما قال شخص إنه مثالي فإنه يبدو كمن يقول إنه مثل الإله.. ربما لا تكون كل المجهودات التي قمت بها هي أمور ناجحة في نظر البعض، وسأضرب لك مثلاً حول هذا الأمر ربما يكون مفيداً.. ففي الولايات المتحدة تعترف حكومتكم بوجود 30 مليون شخص داخل الأراضي الأميركية تحت خط الفقر، ومواطنو الولايات المتحدة لا يعتبرونها جريمة، بينما لا يمكنني كرئيس حكومة أو نظام في العراق أن أقبل بمثل هذا الأمر.. هنا في بلادي».

وعلى ما يبدو أن النقطة الأخيرة قد وضعت المحاور الأميركي في زاوية ضيقة فقرر التخلص من الموقف بطلب استراحة قصيرة عاد بعدها ليسأل صدام نفس السؤال حول نقطة ضعفه ليجيب صدام: «هل تعتقد أنني سأقول لأعدائي إذا ما كنت قد قمت بارتكاب أخطاء؟.. مضيفاً أنا لن أعترف بأخطائي أمام أعداء مثل أميركا.. إلا أنه استدرك قائلاً: أنا لا أعتبرك عدوًا.. مشيراً إلى المحاور أو الأميركيين.. إلا أن عدوي.. والكلام لصدام.. هو نظام حكومة الولايات المتحدة».

كما أضاف صدام: إنه ليس من المهم.. ماذا يظن الناس أو يقولون عني الآن.. وإنما المهم هو المستقبل بعد 500 أو 1000 عام من الآن.
والأهم من ماذا.. هو ما سأقوله أمام الله، إذا ما أقر الله شيئاً عن أحد عبيده.. فإن البشر سيأخذون نفس المنحى.. وإذا لم يرد الله لشيء أن يحدث.. فإنه قطعاً لن يحدث.
صدام يرى نفسه قائد عادل عظيم
واستكمل صدام كلامه بالقول: إن «الخائن» الذي سلم معلومات أدت إلى القبض عليه.. وتحوله إلى ضيف على القوات الأميركية.. هذا الخائن لا يمكن وصفه كعراقي وأحفاد هذا الخائن سيتبرؤون من اسمه.. مضيفاً أنه على يقين من أن اسم «صدام حسين» سيوصف بالقائد العظيم الذي كان عادلا.. وأنه الشخص الذي تصدى للاحتلال إلى آخر لحظة.. مؤكداً أن الكيفية التي سيتذكر بها العراقيون صدام هو أمر متروك للعراقيين أنفسهم فهم لا يمكن أن يقارنوا القادة في عهد الجاهلية بقادة الدولة الإسلامية.. هكذا سيكون الأمر، فبالرغم من أن كثيراً يصفونني بالديكتاتور في الغرب إلا أني سمحت للعراقيين لأول مرة أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم طبقاً لدستور 1990.. سيتذكر العراقيون أنه في يوم ما كان لديهم قائد وحكومة تسير أمورهم.


العراق أمة عظيمة لن تموت
وعن رؤيته للمستقبل قال صدام: العراق لن يموت.. العراق أمة عظيمة، فكل الأمم عبر التاريخ وصلت إلى القمة مرة واحدة.. أما العراق فقد وصلت لهذه القمة عدداً من المرات قبل وبعد الإسلام.. وهي الأمة الوحيدة التي تبوأت هذه المكانة في التاريخ.. وهي «هبة» منحها الله لشعب العراق.. والشعب العراقي قادر على النهوض من عثرته دائماً.. مضيفاً إنه مهما طالت النكسة فإن العراقيين سيستعيدون الأمور في أيديهم مرة أخرى وسيحكمون أنفسهم وبعون الله.. سيعلمون اتجاه الحق.. مضيفا أنه على يقين أن العراق سينهض مرة أخرى ويتطور في كافة المجالات، وإنسانياً يتمنى ذلك أيضاً للشعب الأميركي.


 المقابلة الثالثة مع صدام:

ما زلنا مع تفريغ المقابلة الثالثة التي طلب فيها من الزعيم العراقي السابق أن يقيم أعماله الإيجابية منها والسلبية.. حيث اتخذ النقاش منحي أخر أكثر ذاتية وفلسفية.. وذلك عبر مناقشة بعض الكلمات التي أوردها صدام في كتابه «زبيبة والملك».. وهي: تحيا زبيبة.. يحيا الشعب.. ويحيا الجيش.. إلا إنه لم يأت على ذكر يحيا الملك.. حيث سئل عما إذا كان يتوقع أن ينساه العراقيون.. الأمر الذي رد عليه بشكل مقتضب «لا».. مضيفاً أن الأمر بيد الله».

ثم غير صدام جلسته وقال «إن الكتاب لا يتعلق بالملك ولا الناس.. فالله هو أصل الخلق ثم يأتي الناس، المسيح يعتبر من عامة الناس.. كذلك مريم فهما عاشا بين عموم الناس، أن يكون الإنسان مؤمنا فهذا هو الشيء الأفضل.. وأن تكون خائنا فهو الشيء الأسوأ».
وأضاف صدام «إن الله قد قال لنا ألا نفاجأ إذا ما وجدنا الآخرين يخونوننا».. وأنهى صدام هذا الجزء من النقاش بقوله: السجين لا يقدر على تقديم شيء لشعبه.. ولكن الأمر كله بيد الله.
أما الجزء الثاني من النقاش فدار حول التطور السياسي الحادث في العراق.. وما يسمى بالجبهة الوطنية التقدمية حيث قال صدام «أولاً أنشأنا الجبهة الوطنية والتي استمرت منذ 1970 إلى 1974 حيث كانت هذه الجبهة تشمل الحزب الكردي الديموقراطي والحزب الشيوعي وحزب البعث العراقي.

وكان وجود هذا الكيان ضرورياً لأن العراق بلد متنوع الأذواق والاتجاهات إلا أن المشكلة هي أنهم كانوا فيما بينهم مختلفين.. فمثلاً الأكراد لا يؤمنون بالأيديولوجية الاشتراكية.. كما يفعل حزب البعث.. وهو ما أدى في مرحلة متأخرة إلى الصدام داخل الجبهة.. وتحديداً عام 1991 وهي فترة ضعف الدولة العراقية.. وظهر الخلاف خصوصاً عندما حاولنا وضع دستور للبلاد عام 1991 في أعقاب الحرب.

اما فيما يتعلق بحرية التبعية الأيديولوجية والمعتقدات السياسية التي أكد صدام أنه مؤيد لتنوعها في حديث سابق.. حيث أورد في الوثائق عن لسانه القول: «إن التنوع طبيعة بشرية لا يمكن إنكارها».. فإن الأمر يبدو مختلفا قليلا في سياق الحوار التالي.. حيث يبدو أن الرئيس العراقي الراحل أو السابق كان يعتقد بأهمية التنوع ولكنه لا يعول كثيرا على وطنية من هم مختلفون عنه في الأيديولوجية السياسية.. حتى وإن كانوا شركاء لجبهته التي يفترض أنه حكم البلاد من خلالها.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1306 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع