دمشق.. بائع تمر هندي مسيحي يجول سوق الحميدية لبيع مشروبٍ يكسر المسلمون صيامهم عليه

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 11 نيسان/أبريل 2021 06:40

رووداو ديجيتال:في سوقٍ مزدحم بالعاصمة السورية، يغني إسحاق كريميد البالغ من العمر 53 عامًا الزبائن ويصب عصير التمر الهندي بخفة من إبريق النحاس المزخرف على ظهره قبل حلول شهر رمضان.

يقول البائع المتجول الشهير إنه عادة ما يكون لديه عدد أكبر من العملاء خلال شهر رمضان المبارك الذي يبدأ الأسبوع المقبل، حيث يفضل الكثيرون خلاله تناول المشروب لكسر صيامهم طوال اليوم عند غروب الشمس.

لكنه يقول إن تجارته التي استمرت لأكثر من 40 عامًا اكتسبت أيضًا معنىً جديدًا منذ أن غرقت الدولة التي مزقتها الحرب في أزمة اقتصادية، ويضيف "وظيفتي الرئيسية هي أن أجعل العملاء يبتسمون"، هذا ما قاله الأب ذو الشارب، البالغ من العمر 16 عامًا، والذي كان يرتدي سروالًا ضخمًا وسترة منقوشة وطربوش أحمر.

ويضيف البائع المتجول: "الشيء الأكثر أهمية هو أنهم يجعلونني أشعر بالسعادة، أي من يتوتر يشعر بالتوتر يترك الشعور بالرضا".

في جولاته اليومية في سوق الحميدية المغطى، يقترب منه عشرات العملاء لإرواء عطشهم، وغالباً ما يلتقطون صوراً له ووقوفه التقليدي بهواتفهم المحمولة.

بينما يصب العصير برشاقة في تدفقات طويلة في أكواب بلاستيكية ، يشتت انتباههم لفترة من الوقت بأغنية.

مخاوف مالية

وتسببت الأزمة الاقتصادية في سوريا في ارتفاع الأسعار وهبوط قيمة العملة الوطنية أمام الدولار في السوق السوداء.

في بلد تعيش فيه غالبية كبيرة من الناس في فقر، اضطر السوريون أيضًا إلى التعامل مع العديد من عمليات الإغلاق لوقف انتشار فيروس كورونا.

يقول كريميد: "منذ ثلاث سنوات، كان رمضان مختلفًا بسبب مخاوف الناس المالية، عندما يأتي الناس إلى السوق، تراهم يصطدمون ببعضهم البعض كما لو كانوا في حالة ذهول".

وتلقي حكومة دمشق باللائمة في الأزمة الاقتصادية على العقوبات الغربية، لكن خبراء اقتصاديين يقولون إن الصراع والوباء والأزمة المالية في لبنان المجاور عوامل رئيسية أيضاً.

وتم إغلاق بعض مؤسسات الدولة مؤقتًا بسبب الوباء والأزمة الاقتصادية، ولكن في الوقت الحالي، لا تزال الأسواق مفتوحة.

على الرغم من أنه يبذل قصارى جهده للحفاظ على السلوك المبهج، إلا أن كريميد يقول إنه يشعر أيضًا بآثار الأزمة الاقتصادية.

ويقول إن التمر الهندي والسكر أصبحا مكلفين بشكل متزايد، وليس لدى كل شخص ما يكفي من المال لشراء المرطبات، مضيفاً: "أصبحت أولويات الناس وضع الطعام والشراب على المائدة ، قبل عصير التمر الهندي".